قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 2-3

الجزء الثاني.. الحلقة ( 3 ) :

القصة:

بكل مدينة بسوريا , في حارة أو اكتر بيشكلو مصدر ازعاج لنظام الاسد .. حارات بيعتبرها النظام قنابل موقوتة بتنفجر بأي لحظة , لهالسبب و لغيرو، حاول النظام يخترق هالحواري بشوية انتهازيين و مخبرين و مروجين للحشيش , لحتى يضل مسيطر على قرارها و ردات فعلها..

حارة الصليبة باللادقية مانها الحارة الوحيدة باللادقية اللي مشكلة عقدة عند النظام , في حواري متلها كتير, بس الصليبة تحديداً نتيجة تركيبتها السكانية و لرجولة شبابها الزايدة عن العادة ، الشباب اللي أثبتو بكل محنة مرّت بهالبلد أنهون حاضرين بردات فعلهون , و اللي عالأغلب بتكون مبنية عالعواطف و بدون حساب لأي تداعيات..

حكاية اليوم رح اتفش خلقنا شوي..

بنص التسعينات و أثناء خروج الطلاب من مدارسهون , شباب من هالحارة الصامدة واقفين عند مفرق العلبي , ناطرين صرفة بنات مدرسة ماهر درويش أحمد..

و عند طلعة الصبايا من المدارس , بيسمعو هالشباب صوت صراخ غير عادي جاية من نزلة حلويات الهنا ( نزلة بناية البطة ) ..

بيتركو عشقهون و غرامهون , و بيركضو على مصدر الصراخ..

سيارة أيهم الاسد الرانج الروفر واقفة بنص الطريق, و معها سيارة مرافقة ميرسيدس مليانة شبيحة..

و بالصورة نفسها ، شب من بيت التبسة, راكب على موتور هارلي , قاطع الطريق و عم يصرخ و يهدد الأيهم انو ينزل من سيارتو..

ليش هيك عمل ابن التبسة, كل ولاد الحارة صارو يسألو؟؟؟

وصل الجواب فورا , أنو ايهم قبل بكم يوم, مسلبط على موتور لواحد من اصحاب ابن التبسة و ما مرجعلو هوة..

بدل ما ينزل أيهم من السيارة , و على عادة الجبن بهيك حالات, بيأمر مرافقتو هنن اللي ينزلو و يربوه لهالولد اللي اتطاول على أسيادو..

باللحظة اللي بينزلو المرافقة من سياراتهون, بيفتح جاكيتو ابن التبسة و بيظهرلو لأيهم حزام ناسف لافف فيه جسمو..

أهل الحارة واقفين عم يشوفو هالابضاي شو عم يعمل, و ناطرين بأي لحظة يفجر التبسة حالو بالاسد و بكلابو..

رجّع كلابك عالسيارة و انزل انت يا جبان , احسن ما فجر حالي بالكل..

لما بيشوف هالمنظر أيهم و بيسمع تهديدو للشب, بيصرخ بكلابو يرجعو عالسيارة و بينزل هوّة..

بيمسك فيه التبسة و بيلعن أمو على أبوه من القتل, كف ياخدو و لبطة اتجيبو , و كل ما حاول حدا من الشبيحة يقرب ليخلص معلمهون, كان التبسة يمسك بالصاعق و يهدد بالتفجير..

ربع ساعة كاملة و الأيهم عم ياكول قتل, و أهل الحارة عم يتفرجو و يشمتو , و الشبيحة عم يشوفو معلمهون ابن عم ربهون عم ياكول القتلة و ما قادرين يعملو شي..

بيركب بموتورو التبسة و بيترك اللأيهم عالارض عم يدمي, و بيطلع بالموتور بيترك الحارة..

بيترك الأيهم الحارة مع صراخو و وعيدو بالانتقام من أهاليها , و بيغيبو ساعة و بترجع الدولة بكل أفرعها عالحارة.. بيوصلو عقهوة الشريتح , بيمسكو شب من بيت الدعبول و بيصيرو يضربوه ليدلهون عابن التبسة , بس هالشي ما صار..

بيروحو عند أبوه اللي بيصلح موتورات و المفاجأة لما بيسألوه عن ابنو بيقلهون : ما شفتو من تلات سنين و عالأغلب هوّة ببيروت..

الحارة ضليت يومها مليانة بالامن و الشبيحة بانتظار رجعتو لهالابضاي, بس ما قدرو يوصلو لشي..

تلات ايام بعد هالقصة, كان التبسة بشارع بورسعيد عم يكزدر بالهارلي شي ربع ساعة و بعدين اختفى و ما عاد اسمعنا عنّو شي..

بالمناسبة : الحزام الناسف كان شوية ديناميت لصيد السمك مو اكتر من هيك ، بس الشبيحة و بيت الاسد ما في أجبن منهون لمّا بيوقعو بهيك مواقف..

الحكمة:

عملتا تحتك يا عين أمّك من كم أصبع صيد سمك..

اتحفّض منيح المرة الجاية، الحر رح يجي يفسخلك هالحنك..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.