قصة وحكمة من زياد الصوفي.. 143

القصة:

خبرني صديق أثق بكلامو و بتحليلاتو كتير و باطار شرحو عن الفرق من وجهة نظرو بين حافظ و بشار…

باعتقادو و أنا باتفق مع كلامو، أنو حافظ مر بفترة عشر سنين تقريباً و الى ما قبل زيارة كيسنجر التاريخية، بيعتبر نفسو انسان عادي، و لكن بعد الزيارة الميمونة لكيسنجر و اعطاء الاسد الاب الغرين كارد ، دخل حافظ بمرحلة تأليه الذات…

هاد بالنسبة لحافظ..

أما الفرق بينو و بين بشار، أنو الاخير و من لحظة تسلمو رأس السلطة و الورثة الكبيرة اللي أخدها عن البائد، دخل من اليوم الاول بمرحلة تأليه نفسو، و ساعد على هالشي طبعا المحيط اللي كان قاعد فيه من منافقين..

انسان منعزل بصغرو، متردد بشبابو، منفصل عن الواقع بكل مراحل حياتو، نام و فاق شاف حالو ابن الاربع و تلاتين سنة رئيس على دولتين و جيش طويل عريض و ٢٣ مليون سوري و ٤ مليون لبناني…

حكاية اليوم بتخلينا نفهم كيف الانسان العادي بيتحول لديكتاتور، و كيف الديكتاتور بيصير إله مع الزمن..

بعد وفاة المفتي السابق الشيخ كفتارو سنة ٢٠٠٤و بعد الجنازة المهيبة اللي طلعتلو بالشام ، اجا الوقت للبحث عن مفتي بديل بيقدر يكون بنفس مواصفات المفتي الراحل..

ما كانت المهمة صعبة كتير، فالمؤهلات المطلوبة لشغل منصب مفتي الجمهورية الاسدية بتتلخص بتلات أمور واجب توافرها :

القدرة عالنفاق…

القدرة عالتملّق…

القدرة على رجف الدقون و عالبكاء وقت الحاجة…

و مين أهم من الحسون لشغل هيك منصب؟؟

اكبر صفعة اتوجهت للبوطي كان خبر تعيين مفتي حلب الحسون بقرار جمهوري، بعد ما جرت العادة أنو يتم انتخاب المفتي…

حتى كفتارو تم تعيينو بعد انتخابات مزورة و نجح بفارق صوت واحد عن الشيخ الدكتور اليسر العابدين…

عكل حال ما هاد حديثنا..

منرجع للسبب اللي جعل بشار الاسد يعيّن النهج الطالباني اللي كان يرسل الشباب من حلب للعراق بعد تعبئتهون عقائديا، و تم رفض النهج الكفتو بوطي المايل للاعتدال بشكل أوضح بكتير …

ما يروح بالكون كتير على أنو المعتوه بشار فكّر و قرر بتعمد تعيين هيك نهج عن سابق علم و دراية… هالبني آدم صدقاً و من خلال احاديث المقربين الو ما ممكن تاخدو انطباع عنو الا مخلوق عنوانو الكبير هوة العته و الصغير هوة البلاهة…

بشار بجلسة مع احد اصدقاؤو اللي روالي القصة نفسها، خبّرو عن المفتي حسون لما دخل لعندو بأحد زيارات القصر و طلب يخبرو هالحكاية التالية :

يا سيادة الرئيس: حلمتُ بأنّي مت، و صعدت روحي الى السماء و ذهبت الى الفردوس الأعلى، و لكني تفاجأت جداً..

هون قاطعو بشار و سألو: و ليش اتفاجاءت يا شيخ حسون؟؟

عند صعودي الى الفردوس الأعلى حيث الصحابة و الأتقياء، لم أجد القائد الخالد فحزنت حزناً عظيماً…

استغرب بشار من هالحديث و بدي الغضب يظهر على وجهو، بس قاطعو الحسون قبل نطقو بأي كلمة:

و لكن يا سيدي و بعد البحث شعرت بالراحة و السكينة الابدية لأني وجدت الرئيس الخالد … نعم و اللهي رأيته و كان يا سيدي من حملة العرش العظيم و الحمدالله…

أخبرني عنك فطمأنته عن البلاد و العباد، و قلت له ان بشار على عرشه الارضي، و سيكون قربك من حملة العرش العظيم…

بشار عم يخبر صديقو و هوة عم يضحك و عم يقلو : شو رأيك بهالأهتر؟؟ بشرفك مين ممكن يكون أحسن منو ليشغل منصب المفتي؟؟؟

فكان أمر بشار إله الحسون مستجاباً….

فهمنا من هالقصة شغلتين :

كيف المنافق بيصير مفتي… و كيف المعتوه بيصير إله …

الحكمة:

منافق شافو حامل العرش، و تاني لمحو بين المؤمنون..

اعتمدو رؤية مين بدنا نصدّق، بوطي أفندي أو الحسون..

ولك منافقون نافقون و بجهنم أنشالله كلكون خالدون..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.