فكيف لا أفرح بوضع القيود حول معصمي التطرف والفتنة؟

assilzebanقورشة كالعريفي. كأفراد ليسا مهمين. وعندما نتحدث عنهما لا نتحدث عنهما كأمجد ومحمد. بل نتحدث عن الفكر الذي يحملانه ويروجان له خصوصا وأنهما يحملان لقب “داعية”. الداعية وظيفته نشر فكره وتأسيس قاعدة جماهيرية تضمن استمرار هذا الفكر وتطوره. وتوقيف قورشة ما كان ليحصل لو أنه كان فردا عاديا ليس لديه قاعدة جماهيرية واسعة. وبالتالي فإن توقيفه هو توقيف لجريان السم الذي يضخه في شرايين المجتمع والوطن. وحتى إن لم يسجن، فالتوقيف بحد ذاته رسالة مهمة لكل من يحاول نخر جسد الوطن وتأليب المجتمع على نفسه. المشارفة الذي قتل أبناءنا هو ضحية الفكر الذي ينشره أمثال قورشة. فكيف يتم تسخيف فرحتنا بتوقيفه والانتقاص منها بوصفها أنها “شماتة بشخصه”؟ أنا لا أعرف شخصه. أنا أعرف الفكر الذي ينشره. أعرف أنه وصف الإرهابيين في سوريا ب “إخواننا الذين نظن بهم خيرا”. أعرف أن ساعة عمله تدق كل ديسمبر لتفتت الوطن ما بين مؤيد ومعارض لمعايدة الجار والصديق والمعلم والطبيب. أعرف أنه لم يذكر راشد الزيود بكلمة واحدة في الوقت الذي صرح بامتعاضه وألمه بسبب تعرض عائض القرني لمحاولة اغتيال. أعرف كل هذا وأكثر..فكيف لا أفرح بوضع القيود حول معصمي التطرف والفتنة؟

About اسيل الزبن

اسيل الزبن كاتبة اردنية ليبرالية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.