فقهاء الندامة


هذا المقال ليس مكتوبا للسطحيين ولا لمن يكرهون التفكير….
لقد ساوى السادة الفقهاء بين ألفاظ القرءان على سبيل الاحتياط لأنهم لم يكونوا ليمايزوا بين ألفاظ القرءان بدقة……فحرّموا كل ما انطلق به لسانهم من كلمات القرءان رغم اختلافها…واختلاف دلالاتها…..وذلك مثل مساواتهم الآتي بالآتي:
اولا لفظ [كتب عليكم]
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ…….
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى………..
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ……
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ……..
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ…..
ثانيا: لفظ [يوصيكم الله ]
ُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ…….. فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ…… مْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا…….
َلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ…..
ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ………
ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ……
وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ……..
وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً…….


مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ……
فهل تجعلون تعبير [ذلكم وصاكم به] كتعبير [كُتِبَ عليكم]؟….في شأن ما أوجبه الله عليكم؟.
ثالثا:: لقظ [حرمت عليكم]
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ……
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ……..
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً……..
فهل تكون مخالفة التحريم كمخالفة الوصية كمخالفة ما كتبه الله علينا….فنجد السادة الفقهاء يقولون بأن كله حرام عاطل في باطل بلا تمييز…بل لا أجدهم قد تعرضوا لهذا الأمر بالتمحيص أبدا في كتبهم..
….
رابعا: لفظ [فل]
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى……
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ………
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنّ……..
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِم……..
فهل يتساوى لفظ [قل] في التحريم مع لفظ [حرمت علييكم]….وهل يتساويان مع لفظ [ كُتب عليكم]…..وهل يتساووا مع لفظ [يوصيكم]…..
خامسا: لفظ [لا تقربوا]….
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى……..
َلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ…..
َلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ……
وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً….
سادسا لفظ [اجتنبوا]…..
…… َنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ…….
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }الحج30.
لقد دللت تلك الآية السابقة بالذات على ان الاجتناب هو أشد التحريم….وأكتب ذلك لمن يقولون بأن الله لم يحرّم الخمر، ويا ليتهم يتدبرون الآية التالية أيضا.
{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ }الزمر17
َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ و….
خاتمة
نعم اعترف بأن هناك تحريم في كلمة الاجتناب…..ولكني لا اعترف بأن لفظ [فل ]..يساوي [يوصيكم]….ولا يساويان لفظ [كتب عليكم]….وهكذا.
لذلك أجد بأنه يجب على السادة فقهاء اليوم واجبا في تحرير تلك الألفاظ من الخلط حتى يتبين للعامة مرامي آيات وألفاظ القرءان بصورة أكثر دقة ولتتوائم مع مقتضيات ومفاهيم للعصر.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.