فرق بين قناعتنا الشخصية وحاجات المجتمع الذي ننتمي إليه؟

abdelrahmansharafكل شخص يملك انتماء لفكر لأيدولوجيا لدين لرؤية معينة تخلق به الحجج والقناعات وتكون لديه كنمط عيش او حجج وبراهين في وعيه وسلوكه وهذا يختلف من فرد لفرد حسب دوره في المجتمع ونشاطه. وينطلق للمطالبة في تحقيقها في المجتمع او نقاشها مع الأخرين وتاويلها
هنا تواجهنا معضلة بين دور الفرد بهذا الذي يملكه من قناعات وايمان وبين حاجة المجتمع التي من الممكن وبعض الأحيان ان لا تتلاقى مع قناعاته التي يمتلكها.
لكن السؤال هنا من الذي يحدد جاجة المجتمع ماهي المعايير والمقاييس لهذا الامر؟
يقال حاجة المجتمع هي من حاجة الافراد والجماعات المنتمية لهذا المجتمع وهذا امر حتمي وضروري في سيادة الشعب وحكم نفسه بنفسه وايضاً حاجة الفرد بأن يعبر عما بقناعاته وحججه في المجتمع لتحقيق دوافعه البشرية
لنتفق بانه لا يمكننا الاستغناء عن العلوم والأبحاث المنهجية التي توصل اليها الباحثين في هذا ونأخذ مثال على هذا. ان اتفاقنا الجيد بهذا واجماعنا سيجعلنا نحقق خطوة جديدة في التخلي عن آرائنا الشخصية ومواكبة المجتمع باختلاف جماعاته المكونة له في تحقق ذاته واحتياجاته. وهنا اقصد بالتخلي عن آرائنا الشخصية أي مراجعتها أو تطويرها او التخلي عن المصلحة الفردية والقناعة الفردية على حساب ما يحتاجه المجتمع دون التشبث بالفكرة بشكل مٌطلق ومتعصب.
قام الباحث مازلو بنشر بحثه الشهير نحو الدوافع البشرية وصنفها بهرم يدعى الاحتياجات التي تحفز الفرد على الحياة والعمل وتؤثر على أنماط سلوكه سلباً وإيجاباً وهذه الاحتياجات يجب ان تحقق كلها في المجتمع ويسعى لها الافراد في تكوين دولهم وبرامجهم وخططهم وطروحاتهم.
الاحتياجات الفيزيولوجية: الحاجة إلى الهواء المأكل والمسكن والدفىء والجنس والنوم
احتياجات الأمن والسلامة: تامين السلامة الجسدية، الوقاية من عناصر الطبيعة، بسط نفوذ القانون، تأمين الاستقرار الاقتصادي
الاحتياجات الاجتماعية: علاقات الحب والانتماء والصداقات وعلاقات العمل
احتياجات تقدير الذات: احترام الذات “الإنجاز، الثقة بالنفس، احترام الأخر، والسعي لتحقيق اخلاق الاحترام بين الاخرين
الاحتياجات المعرفية: السعي وراء المعرفة والمعنى
الاحتياجات الجمالية: تقدير الجمال البحث عن التوازن والتناغم والجماليات
احتياجات تحقيق الذات: تطوير النفس الاهتمام بالنشاطات الإبداعية التلقائية
احتياجات التسامي: مساعدة الأخرين على تحقيق ذواتهم
هذه الاحتياجات يجب ان تبدأ من الأعلى على الأدنى لتتحقق كلها في المجتمع وان عدم تحقيق هذه من الاعلى يصعب تحقيق التي تليها في مسيرة الفرد او المجتمع.
نحن نعيش في الشرق ووطننا السوري بين تفاوت في الآراء ووجهات النظر حول التعامل مع هذه الاحتياجات سواء كان عند الفرد او الجماعة لأن يوجد تعريف لهذه المصطلحات يختلف من جماعة لأخرى ولكن كما ذكرت تحقيق اجماع عليها في منهجية هذا البحث والنضال بشكل سلمي لأجلها سيحقق خطوة جيدة في هذا الشأن.
وأحب أن أشير إلى أمر أن الباحث في عمله ليكون بحثه منهجي وملامس لحاجة الانسان يجب أن يتخلى عن آرائه المسبقة وقناعاته البديهية وهذا ما حققه مازلو في شخصيته ببحثه هذا التي هي من ضمن عقلانية الباحث.
وهنا دور افراد المجتمع ضمن الجماعة ودور الباحثين والناشطين في تحقيق هذه الاحتياجات سواء كان على مستوى الوعي الروحي والفكري أو على مستوى تكوين الدولة ودستورها وقوانينها وبرامجها في تمهيد دولة تعددية ديمقراطية او تشكيل الأحزاب والمؤسسات لتعمل على هذا النهج وتحقيقه في المجتمع والواقع.
الكثير من القيم والتعاريف والتعاليم ما زلت في اذهان الجماعة والافراد تقف ضد هذه الاحتياجات للدوافع البشرية وتأخذ طٌرق وسلوكيات كثيرة فأما أن نفككها وننقدها ونعيد تعريفها من جديد وتطويرها او استبدلها برؤه جديدة وطرق جديدة أكثر فاعلية لتحقيق مجتمعات أفضل.
وإذا كٌنا عقلانيين ومنطقيين على الفرد باي انتماء له واية وجهة نظر ألا يقف ضد هذه الاحتياجات البشرية التي ذكرتها في الهرم. لأن عقلانية الفرد ومنطقه ووعيه يعتمد في بناء أفكاره وذاته ليس فقط على راي واحد وفكره واحده بل ايضاً على ما جاء من علوم وابحاث اجتماعية قيمة خلال العصر. ليجعل هذه الآراء والأفكار تناسب ما يحتاجه المجتمع ويسعى لتحقيق نفسه وتحقيقها.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.