فرع جديد لسوق الجمعة في المنطقة الخضراء

iraqprisdentmlakiمن منا لايعرف سوق الجمعة؟انه السوق العراقي الاصيل الذي يغار منه سوق الهرج حيث نال شهرة تفوق شهرته.
سوق يضم كل شيء ولاشيء بددءا من اسياخ الحديد “المصدية” وانتهاءا بمجموعة البراغي التي لايعرف احد من اي ماكينة او جهاز “خربان” اخذت مرورا بكتب المنفلوطي ونازك الملايكة وحسين مردان وغيرهم الكثير.
ولانه نال شهرة يستحقها فقد قرر المسوولون في المنطقة الخضراء فتح فرع له ولكن ليس لبيع البراغي ولا كتب المشعوذين ولا ملابس مهترية،انه فرع لسوق سيكون له شهرته الخاصة خصوصا بعد الدراسات المطولة التي ناقشها مجلس النواب بحضور معديها وهم مجموعة من المورخين والباحثين الذين اشتهروا في تحليل الارقام وشرح مابين السطور.
وقد استطاع محللون اخرون من المغضوب عليهم ان يحصلوا على خارطة طريق لهذه السوق وردت فيها الكثير من اسماء وانتيكات سوف تعرض على مدى سبعة ابام فقط.
وتضمنت الخارطة ايضا ظهور منادين يلبسون العمامة والجلباب العريض وهم ينادون على بضاعتهم بصوت شجي رخيم.
المنادي الاول: صاح هذا المنادي ،اثناء البروفة الاولى قبل افتتاح السوق بحضور المخرج مع عدد من الوزراء والسادة النواب .
صاح المنادي:ايها الناس اسمعوا مني مالايعجبكم فاني والله لا اميل الى الاشاعات وعليكم انتم ان تتحروا من حقيقتها ،فقد قيل ان حرم السيد النايب الاول لريس الجمهورية تحتفظ الان ب 50 كيلو من الذهب الخالص غير المخلوط وفي النية وضعها في سرداب خاص في قصر طويريج الذي بني حديثا.
ولم نعرف مدى صحة الاشاعة التي ذكرت ان راتب مسوولنا المالكي 50 مليون دينار شهريا وقيل ايضا ان هذا الرقم وضع بناءا على الجهود المضنية التي يبذلها المالكي في قيادة دفة الحكم في العراق ومحاولته صد الاخرين وعدم الاقتراب من هذه الدفة لغرض كسرها.
مداخلة سريعة:بعد ان انتهى المنادي من اكمال هذه الفقرة حتى انخرط في بكاء مستمر ولم يتوقف الا بعد ان صاح المخرج في وجهه”ان هذا البكاء غير موجود في النص فارجو الانتباه والا …..
ظهر المنادي الثاني الملقب بالراكض بسبب ركضه طول النهار واناء الليل وصاح: ابدعت حكومتنا الميمونة باستحداث الكثير من المسميات الرسمية انطلاقا من تكريم الرعيل الاول الذي ساهم في بناء العراق الصامد بوجه التدخلات الاجنبية وكسر اصابع من تجرا على صناعة المفخخات من المواد الاولية المعروضة في سوق الجمعة.
وقبل اسبوعين ايها السادة تم استحداث درجة النايب الاول في جميع وظايف الدرجات العليا ومنها بشكل خاص درجة النايب الاول لريس الجمهورية وقد منحت لاول مرة الى فخامة نوري المالكي وهي درجة تمنح بعد استيفاء الشروط التي تكون في معظمها قابلة للتحقيق ولكن بصعوبة عالية النسبة.
وانتهينا قبل فترة من ادراج هذه الدرجة للعديد من الشخصيات الذين عارض بعضهم هذه التسمية واشاروا الى ضرورة ادراج مسمى النايب الثاني او الثالث في الهيكل الاداري للحكومة.
المنادي الثالث: تفاجا القوم وهم يرون هذا المنادي الذي ظهر وهو يلطم في حركة استعراضية ملفتة للنظر بسبب قناعتهم بان اللطم يمارس في امكنة ومعينة وفترات محددة ولايجوز الاستهانة بهذا الطقس ،وجمعها طقوس،وعرضه على العامة في غير مواعيده المحددة.
صاح هذا المنادي: يتوقع الكثيرون عدم عرض الملابس المستعملة في فرع السوق الجديد خشية من اثارة ذكريات العديد من نواب البرلمان التي يحاولون ان ينسوها باي ثمن لما لها من تاثير سلبي على حاضرهم النيابي البهي.
هتف المخرج “ستوب، لم ازل غير مقتنع بالاداء.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.