عندما تظهر بثينة شعبان على برنامج اخباري بريطاني

آلهة الشر بثينة شعبان

آلهة الشر بثينة شعبان

استضاف ليلة الخميس 21 أغسطس آب الجاري برنامج اخبار السابعة على القناة البريطانية الرابعة مستشارة الرئيس بشار الأسد السيدة بثينة شعبان على الهواء مباشرة من دمشق.

وسألها مقدم النشرة جون سنو عن التطورات الأخيرة المتعلقة بداعش والدور السوري المحتمل.
بدأت السيدة بالصراخ والزعيق بصوت مرتفع مزعج وتقول:
“محرقة، هولوكوست، نكبة، كارثة يواجها الشعب السوري بسبب الغرب والارهاب.”
ثم استطردت:
“انظر ماذا يفعلون بغزة وأطفال غزة” والعالم يتفرج.
طبعا لم يخطر ببالها جرائم نظام الأسد في مخيم اليرموك المحاصر، ولم تذكر تجويع أهالي المخيم وقصفهم وقتلهم وقنصهم.
وسألها جون سنو عن الذكرى السنوية الأولى لاستخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه. لم تقبل ونفت ذلك.
سألها عن البراميل المتفجرة ونفت ان النظام يستهدف المدنيين بالبراميل المتفجرة.
سألها لماذ لا تقصفون مواقع داعش ومراكز وتجمعات داعش: قالت لأننا حريصين على عدم ايذاء المدنيين وداعش تختبيء

بثينة شعبان والمهاترات السياسية ونكران الشمس

بثينة شعبان والمهاترات السياسية ونكران الشمس

بين المدنيين.
سألها عن تحالف النظام مع داعش وجماعات ارهابية: نفت ذلك
لم تجب على اي من الاسئلة بطريقة مقنعة وكالت الاتهام للغرب واسرائيل والارهاب. اما النظام فهو بريء ولم يقتل نملة.
في هذه المقابلة لم تخدم بثينة شعبان النظام بل بالعكس عززت الشكوك في صدق ومصداقية النظام. وترى من تعليقات القراء على موقع القناة الرابعة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي مدى احتقار البريطانيين لهذا النظام وما يمثله. وانتقد الكثيرون القناة الرابعة على استضافة بثينة شعبان في الأساس.
بعضهم استغرب ان تكون سيدة بمنصب مستشارة وتتحدث بهذه الطريقة وتكذب في وضح النهار وتحاول تغطية الشمس بغربال. حتى قال بعض المتهكمون ” لا بد انها عضو في جمعية الأرض المنبسطة” اي الذين لا يؤمنون أن الأرض كروية.
عندما تستمع الى هذه السيدة تروج لأكاذيب النظام تظن ان النظام لم يقتل أحدا ولم يعذب أحدا ولم يقصف منزلا ولم يذبح معارضا ولم يشرد الملايين ولم يدمر مدنا كاملة ولم يحرق احياء سكانية عن بكرة ابيها.
النظام السوري نظيف شفاف بريء انساني لا يؤذي حشرة. هذا هو الموقف الرسمي السوري الذي تمثله السيدة بثينة شعبان.
المشكلة لا أحد يشتري هذه الرواية سوى افراد النظام. رواية بثينة شعبان عمقّت الاعتقاد ان النظام يرتكب المجازر وينفيها. يستخدم الغازات السامة والبراميل المتفجرة وينفيها رغم التوثيق بالفيديو والصورة واعترافات الناجون. ينفي تورطه مع داعش رغم ظهوراثباتات يومية من الميدان ومن تصريحات داعشيين ومنشقين على تعاون وتواطؤ مع داعش.
هناك مثل انجليزي يقول بامكانك ان تكذب على بعض الناس بعض الوقت او تكذب على بعض الناس كل الوقت ولكنك لا تستطيع ان تكذب على جميع الناس كل الوقت.
فضحت بثينة شعبان نظام بشار الأسد بنفيها لكل شيء وانفصالها التام عن الواقع. وبصراخها ظّنت أنها تستطيع طمس الحقيقة.

نهاد اسماعيل
لندن

About نهاد إسماعيل

كاتب عربي ليبرالي يعيش بلندن
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.