صراع حضارات

أجلس وحدي في بار أرتاده كل يوم \ نفس البار! ونفس الوِحدة! فقط نوع البيرة يتغير
أجلس وحدي أشرب بيرة “غينيس” وعلى الطاولة قبالي يجلس شاب ألماني وسيم تظهر عليه علامات الرقي والإحترام ومعه فتاة ألمانية جميلة \ وكان الشاب يلعب بشعر البنت وهي تتغنج وتتبسم وتمسك بيده وهو يقترب منها ويُقبلها!

وأنا أجلس وحدي على الطاولة أتفرج على الحب وأكرع البيرة!

وضلّ الشاب يُقبل الفتاة ويلعب بشعرها وهما يشربان النبيذ الأحمر إلى أن أتى الحساب!
فدفع الشاب عن نفسه والفتاة أيضاً دفعت عن نفسها و كان الكرصون سعيداً
ثم عاد الشاب يلعب بشعر البنت ويمسك بيدها ويقبلها وهي تتغنج وتتبسم..

وأنا أجلس وحدي أكرع البيرة وأتذكر أخي الذي عندما أحب فتاة جميلة من حلب انكسر وتراكمت عليه الديون وباع المحلات ولم يُحصّل منها بوسه واحدة.

Aboud Saeed
……………

لطالما حلمت أن أعيش في أوروبا، ولم أكن أهتم في أي بلد، فرنسا أم ألمانيا أم هولندا أو استراليا أو أمريكا …لا فرق! كلها بالنسبة لي أوروبا!
أوروبا حيث السعادة والإثارة والمرح..
وصار هذا الحلم يكبر معي ويتضخم خاصة بعدما قام أبي بتركيب ستالايت يسحب أكثر من 400 محطة أجنبية وعربية.
ورحت أشاهد حياة الأجانب على التلفاز وأتحسر،أقلب من محطة أجنبية لمحطة أجنبية وأتفرّج، أشاهد الشبان والشابات الذين يرقصون في حفلة مايكل جاكسون وأقول: أنا يجب أن أكون هناك، في أوروبا مع هؤلاء السعداء! لا أدري لماذا كان قدري أن أكون هنا في هذه المنطقة التعيسة، بل في أحزن بلد، وأحزن عائلة، عائلة تسمع الياس خضر ليلاً نهاراً.
أقلب في المحطات الأجنبية، وأتابع الأفلام وأشاهد أن البطلة الشقراء الجميلة أحبت شاباً أفريقياً وحاربت كل الدنيا من أجله، أتحسر وأقول لنفسي: هذا هو الشعب الذي يفهم بالجمال، أنا يجب أن أكون هناك في أوروبا، أنا النادر! وخاصة بعد أن سمعت من الكثيرين أننا نحن السمر مرغوبون في أوروبا ،صرت أحلم بالبطلة الشقراء التي تحارب الدنيا من أجلي.
صار عمري 25 سنة ولازال أخي يأمرني أن أذهب لأشتري له علبة سجائر، أذهب لأشتري له الباكيت وأنا أتحسر وأقول لنفسي: لو كنت في أوروبا لكنت مستقلاً منذ عشرة سنوات، ولا أجلب الدخان لأحد، كنت سأفجر فرديتي واستقلاليتي ومواهبي والأجانب سيقدّرون هذه المواهب.
لطالما حلمت أن أكون في أوروبا، لكني لم أسعى لهذا الحلم يوماً، كان يحدث أمام التلفاز فقط.
إلى أن جاء البوعزيزي وحقق لي هذا الحلم.
الآن أنا في برلين, بلاد الأحلام! اشتريت ستالايت يسحب أكثر من 400 محطة عربية، أقلب بين المحطات العربية، أتحسر وأسمع الياس خضر ليلاً نهاراً وهو يغني: مجروحين وجرح البينا ……..يا دنيا والله يكفينا…

Aboud Saeed

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.