شمخاني إيران وبروباغندا الانتصار المسبق: من طلب المساعدة من “حزب الله”؟

 “لولا قدرة حزب الله لكان لبنان اليوم يستضيف ارهابيي داعش من كل أنحاء العالم. الحكومة والجيش والشعب في لبنان مدينون للتضحيات التي قدمها الحزب”، تصريح لممثل قائد الثورة الاسلامية وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في ايران علي شمخاني تلقفه بعض القوى السياسية اللبنانية التي اعتبرته يجسد “الأوهام الايرانية” ونتيجة لانتهاء دور ايران في سوريا والعراق، فيما وضعته قوى أخرى في اطار “بروباغندا الانتصار المسبق”. أما الموقف الرسمي فكالعادة كان غائباً ولا يزال.
“دور ايران انتهى”
لم يتردد وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي في الرد على شمخاني عبر “النهار” بخلاف عدد من الوزراء الذين فضّلوا خيار الصمت. يصف المرعبي التصريحات بـ”الأحلام والأوهام ‏الايرانية”، وأنها لا تندرج إلا في اطار “من يكذب الكذبة ويصدقها”، ويضيف: “فليستيقظ ‏شمخاني من أوهامه”.‏ كما يلاحظ أن كلام شمخاني يعبر عن “النكسة الايرانية بانتهاء دور طهران في سوريا والعراق واليمن”، ‏بقوله: “بات واضحاً أن دورهم انتهى هناك ولم يعد لديهم سوى استضعاف لبنان”.‏
جعجع: فضل على إيران
وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أول من بادر الى الرد على التصريح الايراني، معبراً عن موقف وزراء “القوات”، إذ يرى أن ترجمة كلام شمخاني “لم تتم بشكل دقيق. إن ما قصده هو أن “حزب الله” له الفضل الكبير على الحكومة والجيش في إيران، وليس على الحكومة والجيش في لبنان، وذلك نظراً إلى التضحيات الهائلة التي قدمها الحزب في سبيل ترجمة الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة بدءاً من سوريا وليس انتهاء باليمن، وأما الفضل الاكبر للحزب فيعود على نظام بشار الأسد لأنه لولاه لكان سقط منذ بداية الثورة السورية”.
“لم نطلب منهم المساعدة”
ويقتصر رد النائب الكتائبي ايلي ماروني على الدفاع عن الجيش والشعب من دون أن يتطرق إلى الحكومة، ويقول لـ”النهار”: “الجيش والشعب لم يطلبا المساعدة من أحد. ايران وسوريا مدينان لحزب الله لأن الأخير حارب في سوريا وهو ذراع لايران، أما نحن فلم نطلب المساعدة لأننا نؤمن بقدرة جيشنا على صيانة لبنان وحماية حدوده وبأن الشعب بكل اطيافه بما فيه شعب حزب الله، وعند الحاجة، سيقف يداً واحدة الى جانب الجيش”، ويختم: “نتمنى من شمخاني أن يترك لبنان وجيشه وشعبه ودولته أحرارا ولديهم كرامة وألا يتدخل في شؤونهم”.
“بروباغندا الانتصار”
أما في السياسة والوقائع، فإن أسئلة عدة تطرح على شمخاني: كيف تكون الحكومة مدينة لحزب انفرد بقرار خوض المعارك وأجرى الصفقات من دون رأي الحكومة؟ كيف لشعب أن يكون مديناً لحزب هرّب قاتلي العسكريين اللبنانيين في مقابل تحرير أسراه؟ وكيف لجيش أن يكون مديناً لحزب لا يزال يحاول خطف الانتصار منه ويهز صورته وقدرته أمام العالم؟
الفاتورة التي دفعها شمخاني للذراع الايرانية في لبنان ليست جديدة طالما أن “حزب الله” يقدم الأرواح اللبنانية لتنفيذ أجندة طهران، خصوصاً أنها تأتي في وقت تجري اسرائيل مناورات عسكرية على حدودها الشمالية ويحتاج الحزب إلى المزيد من التعظيم، فيما المحاولة المستمرة لايران لا تقوم إلا على أساس “تقزيم الدولة في لبنان وتكبير حزب الله”.
ووفق قراءة الدكتورة منى فياض فإن تصريحات شمخاني تعبر عن السياسة الايرانية التي تعتمد على الهجوم والبروباغندا. وتقول: “إنهم يتصرفون وكأنهم حصلوا على الشيء قبل حصولهم عليه، وهي وسيلة نفسية ضيقة لتقوية حلفائهم واضعاف الاخرين واخافتهم وترسيخ فكرة ان ايران انتصرت”.
وتلفت إلى أن “ايران بحاجة الآن إلى القول إنها انتصرت، وكان ذلك منتظراً منذ فترة، وتحديداً منذ وضع الحد للايرانيين على حدود الأردن ومنعهم من التقدم باتجاه العراق عن طريق التنف”. وتوقفت عند كلام شمخاني الذي يبدأ بـ”لولا”، قائلة: “من ضمن حجج حزب الله انه دخل سوريا لمنع داعش من القدوم إلى لبنان، واذ نستيقظ نرى أن داعش يحتل جروداً لبنانية ومتساكن معهم ولا أحد اقترب من التنظيم”. وتختم: “انها بروباغندا واستباق للامور بهدف اعطاء شرعية لفتح الحدود بيننا وبين سوريا وشرعية لحزب الله والنظام السوري”.
-محمد نمر
صحيفة النهار

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.