سوريا: ما وراء كارثة التعليم المجاني

لطالما تبجح رموز الإعلام الرعوي الدعوي الظلامي في سوريا (إعلام الطبل والزمر كما وصفه مؤخراً أحد أعضاء ما يسمى بمجلس الشعب في جلسة علنية)، بأن الدولة تقدّم خدمة “التعليم المجاني” لمن يسمونه بـ”الشعب السوري”، لكن عادة ما يحجم هؤلاء عن ذكر وتحديد مخرجات هذا التعليم وأي نمط من مخرجات التعليم الذي تقدمه هذه الدولة الفاشية من نظام الحزب الواحد التي اعتادت على تفتيش وتنظيف جيب المواطن من آخر قرش فيه والتي أصبح فيها المواطن واحداً من أفقر شعوب الأرض بالتاريخ المعروف للبشرية.
صحيح أن الدولة، وعلى ذمـّتها، كانت تدرس أبناءنا بالمجان وتفتح لهم مدارسها وتدعي أن التعليم مجاني لاستقطاب المساكين والسذج والفقراء ولكن هذا لم يكن بنية طيبة وحسنة لكنه مبيت ولغاية في نفس دواعش التربية الأموية الرعوية الظلامية ولم يك هذا التعليم المجاني إلا مجرد طعم وفخ وإغواء للفقراء والعامة والدراويش والبسطاء كي يأتوا لمدارس الدولة “المجانية” (رجاء ممنوع الضحك) وتحقق الدولة الفاشية غايتها الشريرة من إغوائهم وإعطائهم بعدها الجرعات المكثفة القاتلة والسامة من الثقافة الرعوية الإرهابية الفاشية التكفيرية التي لا علاقة لها بالعلم الحديث والمنطق والفلسفة وتعود لألف وأربعمائة عام مضت وليتحول هؤلاء الطلاب المساكين بالتالي دواعش المستقبل….
المنهج الوهابي السعودي بكل مضامينه وثقله وإرثه ورسائله وتجربة قبيلة قريش المدمرة هو ما يتم حشو عقول الطلاب به خلال رحلة تلك التي تقول للطلاب بأن غزو واحتلال دواعش يثرب ومكة لسوريا وتدمير حضارتها القديمة ومحو إرثها الثقافي القديمة وطمس كل معالم تلك المدنيات التي ازدهرت قبل الغزو والعدوان العربي الإسلامي هو “فتح” وعمل عظيم بطولي نادر واستثنائي قام به مجموعة من السفاحين والمجرمين العرب الغزاة لإخضاع الشعب السوري وانتهاك كرامته وسيادة سوريا وكل ما قاموا به مبرر ومشروع ولا غبار عليه، لا بل إن نفس هذا “التعليم” المجاني الخبيث يقول لهم بأن احتلال السلاجقة العثمانيين أيضاً، أجداد مجرم الحرب الدولي أردوغان الذي يتباهي ويتشدق اليوم بقتله للشعب السوري على مدى سبع سنوات، هو فتوحات مقدسة وليس احتلالاً، هذا هو ما يتم غسل عقول الشعب به وتلقينه في وزارة “التعليم المجاني”، التي لا تساهم إلا في تدمير وتشويه نفسية وعقول هذه الشعب في الوقت الذي تمارس وتطبق فيه سياسات رسمية موازية منهجية لإقصاء وتهميش كل القوى والتيارت التنويرية والحداثية الوطنية والتعتيم والقضاء عليها….
وهنا، تستغرب، ولا شك، حديث الطبالين الزمارين الرعويين والكلام المرسل في الإعلام الرعوي عن مجانية التعليم و”كرم” دولة القهر والظلم الذي لم يعرفه شعب وأرض عبر التاريخ في الوقت الذي تقوم فيه الدولة الفاشية البعثية الرعوية الظلامية بنهب وتشليح المواطن وسلبه ونهبه وتدفيعه لو استطاعت ثمن الهواء الذي يتنفسه ولكم في الفواتير والضرائب القراقوشية والرسوم الخيالية غير القانونية التي تفرض عليه من كل حدب وصوب ورفض الحكومة لليوم ورغم انهيار العملة وانهيار الأسعار بإجراء أي تعديل على الرواتب وزيادة قرش واحد في معاشات هي الأدنى على مستوى العالم قاطبة بمعدل وسطي 40 دولاراً شهرياً أي أقل من دولار لأسرة واحدة مكونة من طفل وأب وأم وهذا لا يقترب من أية معايير على مستوى العالم وترفض القيام بأية إصلاحات اقتصادية وتقديم أي نوع من الضمان الاجتماعي والتعويضات للفقراء والمنكوبين والعاطلين والمشردين أو حتى مناقشة الموضوع بأي نوع من الجدية وأخذه بأي قدر من الاهتمام وتستمر في المكابرة وتجاهل المعاناة والآلام التي يتكبدها الشعب جراء انهيار العملة والأسعار، وهذا خير دليل على ذلك فلا يمكن لهذه الدولة الوظيفية الفاشية الشوفينية المرعبة، دولة القهر والظلم والغدر، أن تقدّم خدمة مجانية هكذا لوجه عشتار وغير مقبوضة الثمن…فكيف سنصدق أنها تصرف على أهم مجال حيوي كالتعليم هكذا بالمجان…
تشكل نسبة الضخ والمحتوى الرعوي ما نسبته 80% مما يتلقاه عقل الطالب في المدارس الدعوية الرعوية البعثية ليصبح هذا التعليم دعوياً بالمطلق وبالدرجة الأولى وليس تعليماً تقنياً أو حداثياً وتنويرياً، بل تجهيلياً وغسل للدماغ وبرمجة وإعداد كوادر سلفية أكثر مما هو تخريج أجيال تكنوقراط تساهم بالبناء وقوة ووحدة الدولة وقوتها وبقائها. فمواد مثل اللغة العربية، والتربية الدينية، والقومية، والتاريخ، والاجتماع، والجغرافية هي مواد رئيسية كلها تصب في بث الدعاية للسعودية وللغزاة العرب المحتلين ونشر لثقافة الرعي الهدامة القادمة من عمق الصحراء وهي محتوى تربوي تجهد السعودية وتدفع المليارات لإيصاه لشعوب العالم لكن دولة الخلافة البعثية الرعوية الدعوية تؤمنه بـ”المجان” للشعب السوري المسكين…..
طبعاً وغاية التعليم الدعوي الرعوي باتت معروفة وهو تأمين رافد بشري هام من “الدواعش” والقتلة التكفيريين الظلاميين الرعويين لحروب أمريكا وإسرائيل التي تهدف وتستهدف إلى ضرب الاستقرار والأمن في المنطقة وإلغاء الهويات والروح والنزعة الوطنية عند الشعوب وشطب الجغرافيات القائمة وخلخلخة البنى الديمغرافية القائمة عبر تشريد الشعوب الأصلية وسكان المنطقة وإقامة الكيانات الدينية والإمارات الرعوية وجعلها حقيقة على الأرض ضمن استراتيجية وسياقات الشرق الأوسط الجديد ذي الكانتونات الطائفية بعد القضاء على الدولة الوطنية…
هل عرفتم الآن سر وهدف وسبب وما وراء سياسات التعليم والاستعراب المجاني في دولة الخلافة البعثية الوظيفية الخالدة؟
هذا ينطبق أيضاً على مناح ومجالات ومستويات “مجانية” أخرى سنوضحها لكم في مقالات قادمة؟

About نضال نعيسة

السيرة الذاتية الاسم عايش بلا أمان تاريخ ومكان الولادة: في غرة حقب الظلام العربي الطويل، في الأراضي الواقعة بين المحيط والخليج. المهنة بلا عمل ولا أمل ولا آفاق الجنسية مجرد من الجنسية ومحروم من الحقوق المدنية الهوايات: المشاغبة واللعب بأعصاب الأنظمة والجري وراء اللقمة المخزية من مكان لمكان الحالة الاجتماعية عاشق متيم ومرتبط بهذه الأرض الطيبة منذ الأزل وله 300 مليون من الأبناء والأحفاد موزعين على 22 سجناً. السكن الحالي : زنزانة منفردة- سجن الشعب العربي الكبير اللغات التي يتقنها: الفولتيرية والتنويرية والخطاب الإنساني النبيل. الشهادات والمؤهلات: خريج إصلاحيات الأمن العربية حيث أوفد إلى هناك عدة مرات. لديه "شهادات" كثيرة على العهر العربي، ويتمتع بدماغ "تنح"، ولسان طويل وسليط والعياذ بالله. ويحمل أيضاً شهادات سوء سلوك ضد الأنظمة بدرجة شرف، موقعة من جميع أجهزة المخابرات العربية ومصدّقة من الجامعة العربية. شهادات فقر حال وتعتير وتطعيم ولقاح ناجح ضد الفساد. وعدة شهادات طرد من الخدمة من مؤسسات الفساد والبغي والدعارة الثقافية العربية. خبرة واسعة بالمعتقلات العربية، ومعرفة تامة بأماكنها. من أصحاب "السوابق" الفكرية والجنح الثقافية، وارتكب عدة جرائم طعن بشرف الأنظمة، وممنوع من دخول جميع إمارات الظلام في المنظومة البدوية، حتى جيبوتي، وجمهورية أرض الصومال، لارتكابه جناية التشهير المتعمد بمنظومة الدمار والإذلال والإفقار الشامل. يعاني منذ ولادته من فقر مزمن، وعسر هضم لأي كلام، وداء عضال ومشكلة دماغية مستفحلة في رفض تقبل الأساطير والخرافات والترهات وخزعبلات وزعبرات العربان. سيء الظن بالأنظمة البدوية ومتوجس من برامجها اللا إنسانية وطموحاتها الإمبريالية البدوية الخالدة. مسجل خطر في معظم سجلات "الأجهزة" إياها، ومعروف من قبل معظم جنرالات الأمن العرب، ووزراء داخلية الجامعة العربية الأبرار. شارك سابقاً بعدة محاولات انقلابية فاشلة ضد الأفكار البالية- وعضو في منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان. خضع لعدة دورات تدريبية فاشلة لغسل الدماغ والتطهير الثقافي في وزارات التربية والثقافة العربية، وتخرج منها بدرجة سيء جدا و"مغضوب عليه" ومن الضالين. حاز على وسام البرغل، بعد أن فشل في الحصول على وسام "الأرز" تبع 14 آذار. ونال ميدالية الاعتقال التعسفي تقديراً لمؤلفاته وآرائه، وأوقف عدة مرات على ذمة قضايا فكرية "فاضحة" للأنظمة. مرشح حالياً للاعتقال والسجن والنفي والإبعاد ولعن "السنسفيل" والمسح بالوحل والتراب في أي لحظة. وجهت له عدة مرات تهم مفارقة الجماعة، والخروج على الطاعة وفكر القطيع. حائز، وبعد كد وجد، وكل الحمد والشكر لله، على عدة فتاوي تكفيرية ونال عشرات التهديدات بالقتل والموت من أرقى وأكبر المؤسسات التكفيرية البدوية في الشرق الأوسط السفيه، واستلم جائزة الدولة "التهديدية" أكثر من مرة.. محكوم بالنفي والإبعاد المؤبد من إعلام التجهيل الشامل والتطهير الثقافي الذي يملكه أصحاب الجلالة والسمو والمعالي والفخامة والقداسة والنيافة والعظمة والأبهة والمهابة والخواجات واللوردات وبياعي الكلام. عديم الخبرة في اختصاصات اللف والتزلف والدوران و"الكولكة" والنصب والاحتيال، ولا يملك أية خبرات أو شهادات في هذا المجال. المهام والمسؤوليات والأعمال التي قام بها: واعظ لهذه الشعوب المنكوبة، وناقد لحياتها، وعامل مياوم على تنقية شوائبها الفكرية، وفرّاش للأمنيات والأحلام. جراح اختصاصي من جامعة فولتير للتشريح الدماغي وتنظير وتشخيص الخلايا التالفة والمعطوبة والمسرطنة بالفيروسات البدوية الفتاكة، وزرع خلايا جديدة بدلاً عنها. مصاب بشذوذ فكري واضح، وعلى عكس منظومته البدوية، ألا وهو التطلع الدائم للأمام والعيش في المستقل وعدم النظر والتطلع "للخلف والوراء". البلدان التي زارها واطلع عليها: جهنم الحمراء، وراح أكثر من مرة ستين ألف داهية، وشاهد بأم عينيه نجوم الظهر آلاف المرات، ويلف ويدور بشكل منتظم بهذه المتاهة العربية الواسعة. مثل أمته الخالدة بلا تاريخ "مشرف"، وبلا حاضر، ولا مستقبل، وكل الحمد والشكر لله. العنوان الدائم للاتصال: إمارات القهر والعهر والفقر المسماة دولاً العربية، شارع السيرك العربي الكبير، نفق الظلام الطويل، أول عصفورية على اليد اليمين.
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

One Response to سوريا: ما وراء كارثة التعليم المجاني

  1. س . السندي says:

    ١: لو لهذا ألأسد ذرة ضمير وإحساس لو كان حقيقة أسداً وليس أرنباً ، للغى كلمة عربية من تسمية سوريا ، لابل وأمر بلعن من غزاها وسماها ؟

    ٢: عجبي من شعوب لازالت لليوم تمجد تاريخ غزاتها وجلاديها وناكحيها ( مصر وسوريا نموذجا) وهل يعقل ان يكون الحس الجمعي لدى الجميع قد تغير لهذه الدرجة وتعفن ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    الشعوب التي ترضى بالذل والهوان وتمجد دين ناكحها وغازيها لاتستحق أن تعيش ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.