رسالة من مسيحيين في مونتريال لبطريرك السريان يونان بخصوص اغنيس

حضرة صاحب الغبطة البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكيةseur

مونتريال

نحن مجموعة من الكنديين المسيحيين سوريي الأصل، بلغنا للأسف الشديد نبأ استقبال كنسيتكم العامرة في مونتريال لراهبة تحوم حولها الشكوك تقوم بزيارات مشبوهة حول العالم للدفاع عن وجهة نظر أحادية في النزاع الحاصل على أرض وطننا الطاهرة سورية.

إننا نرى في استقبال الراهبة اغنيس مريم وإفساح المجال لها لاستخدام الصرح الكنسي المقدس للترويج لمعلومات منحازة ومغلوطة ثبت باليقين المطلق للعالم بأسره زيفها، انتقاصاً وهدراً لقداسة الكنيسة كبيت من بيوت الله تعلمنا أن نلجأ اليها لنغرف من كنوزها الزاخرة بالمعرفة والإيمان والتقوى ومخافة الله.

– نجهل تماماً الجهة التي تقف وراء هذه الراهبة التي يفترض بها أنها نذرت نفسها لخدمة الرب، أو التي تمول تحركاتها وأنشطتها.

– إن هذه الراهبة تقوم للأسف بنشاط سياسي واضح ومكشوف متسترة وراء الناحية الإنسانية ومستغلة آلام وأوجاع ملايين السوريين ممن أصيبوا أو تضرروا أو تشردوا جراء ما يحصل في سورية، للدعاية والترويج لفريق على حساب فريق آخر.

– إننا لا نقبل أن تتحدث بصفتها الكنسية باسم المسيحيين، ونحن منهم، بما يوحي أن جميع المسيحيين يؤيدون ما تقول وندعي، أو أن كافة مسيحيي سورية يقفون وراء جهة من الجهات المتصارعة دون أخرى أو أنهم جميعاً يؤيدون أحد أطراف الصراع دون الآخر، بدعوى أنها الجهة الحامية للمسيحيين وهذا خطأ كبير لا نقبل أن تكون الكنيسة منبراً للتضليل بشأنه. فكما يعلم غبطتكم أن الله وحده والمسيح يسوع وأمه مريم والكنيسة المقدسة هي وحدها من يحمي المسيحيين أينما كانوا.

– أثبتت الحقائق والمعلومات أن مسيحيي سورية يتعرضون لما يتعرض له أبناء الوطن الغالي جميعاً دون أي استهداف لهم كونهم مسيحيون، فعدد الإصابات بين المسيحيين أقل بكثير من نسبتهم العددية بين سكان سورية من العدد الإجمالي للإصابات بين قتيل أو جريح أو نازح أو مشرد.

– إن ما تروج له هذه الراهبة حول موضوع الأطفال الذين طالهم القصف الكيماوي، قد بات مفضوحاً ومكشوفاً للعالم وفق تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الخاصة والحكومية في أكثر من مكان، ومن غير المقبول أن نعيد عقارب الساعة للوراء دفاعاً عن طرف من الأطراف المتقاتلة أو تبرئة لجهة واتهام لأخرى، خلافاً لما اتفق العالم بأسره عليه، فهذا كذب وافتراء، نتمنى ألا تكون كنسيتنا مسرحاً أو منبراً له.

– إننا نتمنى من غبطتكم توجيه أبناء رعيتكم وكافة المسيحيين الذي يعتبرون الكنيسة السريانية أم الكنائس الشرقية، للاقتداء بالمثل الكندي الذي نعيشه كل يوم في امتناع رجال الدين عن التدخل بالشأن السياسي لغرض الدعاية أو الترويج من أجل تفرقة المؤمنين أكثر من لم شملهم وجمعهم حول كلمة المسيح وتعاليمه المقدسة التي تدعو للوحدة والمحبة والتآلف لا لبث السموم والتفرقة والعداء، كما دأبت الراهبة المذكورة على فعله منذ أن قدمت نفسها مدافعاً شرساً عن طرف شريك بقتل السوريين الأبرياء.

إننا نهيب بغبطتكم أن تتخذوا ما يلزم لمنع الراهبة أغنيس من استخدام الكنيسة السريانية الكاثوليكية في لافال لبث الأضاليل وتحريف الحقائق. فالكنيسة هي بيت الله وفيها يجتمع المؤمنون لسماع كلمة المسيح لا لسماع أباطيل السياسة.

نشكر لكم يا صاحب الغبطة تفهمكم، أنت الذي عرفناك، وعرفتك مونتريال وكندا، عاقلاً حكيماً وصاحب القلب الكبير والرسالة الإنسانية السمحاء.

 
This entry was posted in ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.