رسالة من مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا مايكل راتني

 أهلا، أود أن أشرح الاتفاق الذي تم بيننا وبين الروس والأردنيين بشأن وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه مؤخراً في جنوب سوريا. وآمل أن تتاح لي الفرصة في وقت قريب للقاء بشكل شخصي مع الثوار من الفصائل الفعاليات المدنية لكي نخوض تفاصيل الموضوع في العمق، لكنني حالياً أعتقد أنه من الضروري أن أزودكم ببعض المعلومات ولو بصورة غير رسمية، و أرجو ان تشاركوا هذه الرسالة مع أي جهة ثورية تعتقدون أنها تجدها مفيدة.

يأتي الاتفاق الذي تم التوصل إليه الجمعة الماضية في عَمَّان، والذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد، في إطار نقاشاتنا المستمرة مع الروس والأردنيين حول خفض التصعيد في الجنوب السوري. فنحن نريد إنهاء العنف وإنقاذ أرواح السوريين؛ هذا هو الهدف، ونبقى في هذا الإطار ملتزمين بوحدة سوريا وسيادتها واستقلاها، وجميع محادثاتنا حول الجنوب تستند إلى هذه المبادئ. وحتى أكون واضحاً أكثر: إن هذا الاتفاق ليس خطوة باتجاه تقسيم سوريا. وإنما هو محاولة لإنقاذ الأرواح وخلق مناخ أكثر إيجابي لعملية سياسية وطنية برعاية الأمم المتحدة. وهذا الاتفاق يشمل الأراضي التي يسيطر عليها الثوار على حدود الأردن والجولان غربي السويداء، ولا يشمل المناطق الواقعة شمال السويداء أو القلمون.
وفي هذا الصدد، نود أن نشير بتقدير إلى حقيقة أن الجبهة الجنوبية على ما يبدو ملتزمة حتى الآن بوقف إطلاق النار.
في نهاية المطاف، نتوخى الوصول إلى ترتيب أكثر دقة ومتانة لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، بما في ذلك آليات قوية للمراقبة، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به للتوصل إلى اتفاق على كل هذه التفاصيل.
إن وقف إطلاق النار الذي أعلن نهاية الأسبوع الماضي هو ترتيب مؤقت يهدف إلى خلق بيئة أفضل لمناقشة خفض التصعيد في منطقة الجنوب بمزيد من التفصيل. وقد كان وقف إطلاق النار ضرورياً بسبب التصعيد الذي شهدته تلك المنطقة خلال الأيام والأسابيع الماضية.
أما بالنسبة لتفاصيل هذا الاتفاق، فهو في جوهره عبارة عن تعهد باستخدام تأثيرنا – نحن والروس – على جميع الأطراف لوقف القتال، ويضع تصوراً لخطوات معينة نعتقد أنها يمكن أن تساعد في تعزيز وقف إطلاق النار. وتلك الخطوات تتضمن إمكانية نشر قوات مراقبة في المنطقة وتشكيل مركز مراقبة.
سوف نستمر في مباحثاتنا مع الأطراف المعنية في الأسابيع القادمة حول تنفيذ خطة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا. وفي غضون ذلك، نأمل أن يؤدي هذا الاتفاق إلى وضع حد للعنف.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.