دعونا نتحدّث قليلا عن ازدراء الأديان:

صفاء صبحي: رشيد

دعونا نتحدّث قليلا عن ازدراء الأديان:
– امراة عجوز مشردة تفترش الشارع المؤدي إلى ضريح علي بن ابي طالب .. ازدراء أديان.
– رجل عراقي معاق يعرض أطفاله للبيع .. ازدراء أديان.
– أفغانية تُرجم لأنها اتهمت زورًا بحرق القرآن .. ازدراء أديان.
– صبي سعودي عمره ١٦ سنة ينتظر قطع الرقبة لأنه لا يملك الدية .. ازدراء أديان.
– رجل مسيحي يقتل في حادث سير بالسعودية، تكون ديته نصف دية المسلم .. ازدراء أديان.
– امراة سودانية من أب مسلم وأم مسيحية عاشت كل حياتها مع أمها فأصبحت مسيحية، تهدد بالقتل بتهمة الردة .. ازدراء أديان.
– عائلة سورية صغيرة تغرق في بحر اليونان .. ازدراء أديان.
– نصف مليون “عبد” يباعون في موريتانيا والمغرب والسنغال الان ونحن في الألفية الثالثة .. ازدراء أديان.
– أكثر من 35٪‏ من الزوجات في اليمن تزوجن قبل بلوغهن سن الخامسة عشرة .. ازدراء أديان.
– أي رجل دين من أندونيسيا إلى السينغال يسكن ويعيش في مسجد أو معبد بلا أي عمل مفيد ومن دون دفع أية ضرائب .. استغباء وازدراء أديان.
– أن تكون في بلد يوجد فيه طبيب لكل 10 آلاف مواطن بينما يوجد رجل دين لكل 100 مواطن، هذا هو ازدراء أديان بعينه.
– أن تتبرع لبناء مسجد أو حسينية في إحدى قرى باكستان ولا تسأل إن كانت لديهم مدرسة أو مستوصف .. ازدراء أديان.
– ان تهدي مصحفًا لجائع .. ازدراء أديان.
– أن تعلّم طفلا متسولًا حفظ القرآن بدلا من أن تعلمه حرفة ما .. ازدراء أديان.
– أن يكون لديك مُفْتٍ يرفض تكفير داعش والنصرة والقاعدة ويقول إنهم من أهل القبلة .. ازدراء أديان.
– أن تكون محسوبا على أمة من مليار ونصف المليار، متخلفة في كل شيء، أقول كل شيء تعميمًا .. ازدراء أديان.
– وجودنا نحن، أقصد نحن بذواتنا ونزاعاتنا وكيانتنا وأحلامنا وذنوبنا وحسناتنا وعقائدنا وانحيازاتنا .. أكبر ازدراء للأديان.
لكن مهلًا..
دعونا نتكلم بجدية أكبر.. ونتحدث فعلا عن معنى ازدراء الأديان.
لا يوجد في الواقع شيء اسمه ازدراء اديان.. هذا محض كذب. فالاديان والعقائد أفكار، والأفكار قابلة للإنكار والنقد والتفنيد والسخرية والتهكم.
منع الازدراء هو للأفراد بناء على ذواتهم أو عرقهم أو لونهم أو دينهم أو جنسهم أو عمرهم..
أنا ازدري عقيدتك، لكني لا أزدريك انت بسبب عقيدك.
أنا أسخر من طقوسك، لكني لا أسخر منك انت بسبب هذه الطقوس.
لكن إذا اعتبرت انك انت وعقيدتك وأفكارك شيء واحد.. فهذه طامة كبرى.
مثلا: أنا ازدري فكرة إجازة شرب بول الإبل للاستشفاء، لكني لا ازدري “فلانا” لأنه يشرب البول!
أنا ازدري طقوس “التطبير” في عاشور، لكني لا ازدري “فلانا” لأنه قام بالتطبير!
عزيزي، أنت وعقيدتك شيئان منفصلان تماما، ولك مطلق الحرية في اعتناق أية عقيدة.
لكن بالمقابل، أنت “وأفعالك” شيء واحد. إذ يتم تقييمك بناء على أفعالك، وليس بناء على أفكارك أو عقائدك.
والفرق واضح!.. ..الصورة من مقال سابق عن شارلي هيبدو تصور الله ارهابي هارب من العدالة شاهده هنا: شارلي هيبدو تجسد صورة الله إرهابياً مقززاً هارباً من العدالة 

مواضيع ذات صلة: فيديو تعري التونسية خديجة بن عياد وحرق القرآن تضامنا مع شارلي هيبدو+18

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.