خط الربيع الديموقراطي لا يزال غريبا عن العقل الأخواني والعسكري

خط الربيع الديموقراطي لا يزال غريبا عن (العقل الأخواني والعقل العسكري!!!)sisilayer
د.عبد الرزاق عيد
لا يزال العسكر المصري يقود معركته (الناصرية الانقلابية) ضد الجميع :اليمين واليسار،( الأخوان والليبرالية الديموقراطية )، تماما كما حدث قبل أكثر من نصف قرن ونيف، عندما وحد عبد الناصرصفوف الأخوان المسلمين واليسار المصري في السجون …
وكأن الزمن العربي السلطوي اليوم، هو زمن التكرار والمراوحة في المكان …أي أنه وفق الخطاب الكلامي التراثي ( حركة اعتماد في المكان …) ..
دهش الكثيرون لأننا لم نطالب بعودة شرعية الأخوان بعد الانقلاب العسكري ..وكأننا قبل الانقلاب كنا مؤيدين للأخوان لنطالب بعودتهم …
نحن منذ اللحظة الأول كنا نتحدث عن انحيازنا الصري والواضح لحركات الشباب ذات الفحوى الديموقراطي الليبرالي الذي يتخطى الايديولوجيات الشعبوية (“الجماهيرية” الثورية الدهماوية : الأخوانية والناصرية والشيوعية ) …
بوصف هذه الحركات يوحدها جوهر شمولي شعبوي قطيعي واحد ، وهو أحادية الرأي الواحد، والحزب الواحد، والقائد الواحد ( القائدالضرورة من عبد الناصر إلى السيسي ) …
ومن ثم كان من الطبيعي -منذ ربيع دمشق ماقبل الثورة- أن نكون مع الحركات الشبابية كبديل ديموقراطي حديث العقل والجيل قادر على تخطي (شموليات ) العسكر القوميين واليساريين، وألأخوان بعد أن أثبتوا خلال سنة من حكمهم نهمهم الاستئثاري للسلطة، وابعاد القوى الشابة الضانعة للثورة، كما يفعل العسكر اليوم ،بل وكما يفعل الأخوان في سوريا بدون أن يستلموا السلطة كأشقائهم في مصر …
ولهذا راهنا على الربيع الديموقراطي، من خلال ولادة جيل ثورة الريع الديموقراطي بحق… مثل (حركة 6نيسان- والحزب الدستوري- وحركة كفاية ….الخ)، أي أن نطالب بعودة الثورة المصرية إلى أيدي الشباب المدني التنويري الديموقراطي (الليبرالي: التواصلي المعلوماتي)، الذي فجرها من وراء ظهر السلطات والمعارضات ( الأخوانية واليسارية ) في كل بلدان الربيع الديموقراطي، وقادها الشباب حتى استيلاء الأخوان والعسكر عليها فأدخلوها مازقها الراهن بل وخيباتها ومراراتها …
ولذا من الطبيعي عندما ينقلب العسكر على الأخوان أن لا ننخرط بمعركة الأخوان أو العسكر،وإنما أن ننخرط بمعركة المستقبل، معركة الحركات الشبابية (الليبرالية ) الذين انحزنا لهم سياسيا وفكريا حتى قبل بدء الثورات، بوصفهم الجيل التاريخي المهيأ حقيقة لأن يكون قاطرة أقابلة التاريخ لميلاد ربيع ديموقراطي حقيقي …
وذلك بعد خمسين سنة من التصحر (الشمولي ) السلطوي : ؛(العسكري الأمني القوموي المصري، والأسدي الفاسد (العلماني الولايتي الملتي الطائفي الاستيطاني، كما في النموذج الأسدي السرطاني العميل لإيران) ) ، هذا من جهة، والمعارض ( يساري شيوعي ستاليني، أو أخواني باشتقاقاته الجهادية بل والتكفيرية….الخ) من جهة أخرى، بوصف السلطة والمعارضة عربيا ذات بنية تكوينية شمولية واحدة، تعيد انتاج نفسها بتلاوين ايديولوجية (إسلاموية أو يساروية ذات نكهات وطعوم متنوعة، لكنها ذات جوهر أحادي أحد، وهي التسلطية الشمولية الأحادية العاجزة عن قبول الآخر أو التعايش معه، أو أي مفهوم أو معنى لصيغة التغاير والتداول ( أخوانيا -عسكريا -قوميا يساريا ….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to خط الربيع الديموقراطي لا يزال غريبا عن العقل الأخواني والعسكري

  1. س . السندي says:

    خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟

    مصيبة شعوبنا أنها تعشق جلاديها ، فهى ما أن تتنفس نسيم الحرية في غالبيتها تجن أو تتحجر جمجمتها ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.