خسا والله خسا يا مجلة-فوربس-

يبدو ان رئيس تحرير مجلة “فوربس” مصاب بالافلاس المزمن مثل صديقي ابو الطيب ولهذا فهو لاعمل له سوى الايعاز سنويا الى محرريه بالبحث والتنقيب عن اغنى اغنياء العالم.

ويوم امس جمع صاحبنا المفلس حصيلة جهود المحررين ليجد ان هناك 1436 شخصا يملك كل منهم مليار وما فوق.

ولشد ما اغضبني هذا المفلس حين ذكر ان العراقي الأصل نظمي أوجي” عمره 75 سنة ويقيم في لندن” درجته 670 وثروته ارتفعت من 1.5 إلى 2.2 مليار خلال سنة واحدة.

وسرعان ما قرر اولاد الملحة اقامة دعوى عند محكمة لاهاي ضد رئيس التحرير هذا لعدم امانته ودقته في نشر هذا الخبر.

وجاء في مقدمة الدعوى :اذا كانت المجلة حصرت مجموع الاثرياء في العالم بالرقم 1426ثريا فان ذلك يعني منتهى عدم الدقة ففي العوراق وحده يوجد اكثر من هذا الرقم بكثير.

أليس الذي يملك 20 تلفزيونا في بيته واثاث مستورد خصيا من ايطاليا و10 غرف نوم و9 صالات لاستقبال الضيوف وفوج كامل للحراسة وراتبه اكثر من 3 ملايين دولار شهريا،ماعدا مصروف الجيب، وخمس سيارات مضللة مع البترول المجاني مو ملياردير؟

هل يريد رئيس التحرير الموقر ان اكتب له بالارقام كم ملياردير في مجلس البرطمان يأكلون ويشربون مجانا ؟ وكم وزير ومدير عام ونائبه صعدوا الى مرتبة المليارديرية في 4 سنوات؟.

واذا كان رئيس التحرير هذا مفلسا فلماذا لايكتب عن “مليارديرسسز”وهم اكثر من 10 ملايين بالعوراق وحده؟.

انه فعلا لايستحق لقب صحفي.

وبدون خجل يذكر ان هذه القلة من الاثرياء تضخمت 800 مليار دولار في عام واحد، فقد كانت 4.6 تريليون في 2012، ووصلت بلائحة 2013 إلى 5 تريليونات و400 مليار دولار.

ورغم اعتراض الامير وليد بن طلال الذي أصدر تصريحا ينتقد فيه منهجية قائمة مليارديرات المجلة المتحيزة ضد مستثمري الشرق الأوسط (وفقا لصحيفة فايننشيال تايمز) حيث ذكر ان ثروته لا تزيد عن 29 مليار دولار وهذا الرقم يؤهله لمرتبة ضمن أول عشرة مليارديرات(؟؟؟؟) وليس 31 مليارا كما ذكرت المجلة (عين الحسود بيها عود). وردت فوربس أنها ستنشر اليوم تحليلا مفصلا يوضح منهجيتها في تقييم ثروة الأمير الوليد بن طلال آل سعود..

وكالعاد احتل المكسيكي من أصل لبناني، كارلوس سليم حلو، هذه السنة أيضاً، المركز الأول بثروة بلغت 73 مليار دولار، تلاه بيل غيتس في المرتبة الثانية، ثم الإسباني أمانشيو أورتيغا، خاطف الأضواء من جميع أصحاب المليارات.

وتذكر “فوربس” أن أورتيغا تمكن من إضافة 19.5 مليار إلى ثروته بسنة واحدة فقط، وبها أزاح الأمريكي وارن بوفيت عن المركز الثالث مع أن ثروته ارتفعت أيضاً 9 مليارات و500 مليون دولار عما كانت عليه العام الماضي، فاحتل الدرجة الرابعة، وهي المرة الأولى منذ العام 2000 التي لم يرد فيها اسمه بلائحة في “فوربس” بين أول 3 مليارديرات.

واجمع العديد من اثرياء العراق على تقديم احتجاج شديد اللهجة الى المجلة لعدم ورود اسمائهم في هذه القائمة رغم انهم ناضلوا طويلا حتى حصلوا على لقب الملياردير خلال السنة الماضية.

وقالوا انهم جمعوا هذه الثروة جاءت من عرق جبينهم وسهرهم المتواصل على مصالح الشعب وانشأوا العديد من الصرائف للقضاء على ازمة السكن كما تبرعوا ببناء الكرفانات المدرسية وفتحوا مصانع لإنتاج “المعسل” لتوزيعه على مدمني النارجيلة وتشغيل اكثر من الفي شاب كخبراء في تذوق المنتج.

ويكذب رئيس التحرير هذا مرة اخرى حين يدعي ان لائحته العربية تضم 40 ” مليارديراً من 11 دولة عربية، من بينهم أسماء 8 سعوديين ثرواتهم مجتمعة 55 ملياراً و550 مليون دولار. ووردت أسماء 8 لبنانيين، بينهم 2 في البرازيل، بثروات مجموعها 32 ملياراً و300 مليون دولار، من دون أن نضيف إليهم كارلوس سليم حلو، باعتباره ليس من مواليد لبنان، بل المكسيك حيث يقيم”.

أليس هذه الارقام اجحاف بحق العرب وبحق اثريائهم؟.

انها والله مهزلة المهازل حين يذكر وجود 40 مليارديرا عربيا فقط.

المهم ايها السادة ان خبرا وصل قبل قليل يفيد ان اولاد الملحة قرروا فضح هذه المجلة عبر موقع الفيسبوك والمواقع التي تتمتع بالافلاس المزمن وهي كثيرة ومتوفرة وفرة الين الياباني.

وقبل ان ينفض اجتماع اولاد الملحة قرروا تخفيف لهجة بيانهم الاستنكاري حين قرأوا ان رئيس التحرير المفلس شبّه سوق الاسهم السعودي للمراهنات بالملاعب الرياضية حيث يصفق جمهورها للاعب الذي يسجل اهدافا اكثر وهم لايعرفون حتى اسمه.

وصلنا الان الى رأس الشليلة حيث مسك طرفها الاول رئيس التحرير ومسك اولاد الملحة طرفها الثاني

فهو يقول”أما الثروات المجتمعة لمن هم من مواليد دول عربية أصلاً، لكنهم يقيمون في دول حاصلين على جنسياتها في الخارج، فهم شقيقان لبنانيان في البرازيل، ومصري وسوداني وعراقي وسوري يقيمون في بريطانيا، وأردني يقيم في روسيا، ويمني يقيم في ماليزيا، فثرواتهم مجتمعة هي 31 ملياراً و150 مليون دولار”.

اما قلت لكم ان هذا الرجل لايتمتع بالنباهة الصحفية فهو لو قلب المعادلة لوجد ان من يحملون الجنسيات الاجنبية من العراقيين تعدوا مرحلة “الملياردير”، حيث انهم لم يجمعوا ثروتهم في بلدان المهجر بل كانوا ،ولهم الشرف، يساعدون زبائن الاسواق الكبيرة”المولات” في دفع العربات المحملة بما لذ وطاب منتظرين”البقشيش” ولو كان نصف دولار وهم بذلك استحقوا لقب “الملياردير العصامي”.

فاصل مخزي: رجاء من اولاد الملحة الى البطرانين بمتابعة عدد المشاريع التي تم افتتاحها منذ بدء الحملة الانتخابية في العوراق وحتى كتابة هذه السطور… اللهم اجعل كل ايامنا انتخابات.. آمين.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.