عبد الرحمن السيد علي
حقيقة من الذاكرة …
قبل اكثر من عام ونصف طلب والدي بكتابة احدى لافتات احرار بنش التي يشرف او يشارك بكتابتها بان تحتوي على احداهن “حلب الثقب الاسود للثورة ” وعندما سمعت ذالك وقفت مستغربا وقلت له ” ما بيصير هيك اشو بدك العالم ما تخلي ولا تبقي علينا ورح يفهمو الموضوع نحنا ضد حلب كمدينة ومدري اشو ومن هل الكلام قلي كتبوها وبجي يوم وبتعرف شو معناها اللافتة ” وبالفعل كتبناها و مافي فترة قصيرة الا وبلشت التمس كلامه وعرفت شو معناها ..
حلب التي استنزفت اغلب قوة الثورة من جميع المناحي .. بعد افتعال معركتها التي كانت طعنة في خاصرة الثورة السورية .. حيث اراد بعض المستفيدين بمؤامرة محبوكة جيدا بين قوى عهر دولية وبين قوى معارضة اخوانية حلبية بأن يدخلوها الثورة مغصوبة بهدف تشريد اكبر تجمع سكني لزيادة العبئ على الثورة متجهين في ذالك الى سياسية تجويع وازلال لفرض اجنداتهم بالاضافة الى ارضاء غايتهم بان مدينتهم دخلت الثورة وبالاضافة لاهم من كل ذالك ليوجد امر يتم تبرير سرقت اموال الثورة ..
قالت يوم ما كفرنبل “اذا اخدت حلب فيجرا مارح تقوم ” حلب التي نحترم احرار فيها ولكنها مدينة لوثها النظام بكل انواع الفساد وهي مدينة غير حاضنة للثورة .. لم يكن لاهل حلب المدينة دور في ثورتها ولا معاركها بل كانو اغلبهم من الريف الحلبي والادلبي .. لطالما ذهبنا لهناك لنخرج في مظاهرات جامعة حلب ويقوم اهل حلب بمحاربتنا مع قوات الامن .. ليس هنا موضوع حديثنا .. وأوكد هنا نتلكم عن حالة وواقع وبكل تاكيد يوجد شرفاء واخيار فيها وان كانو قلة ..
لكن هل سأل نفسه من اراد تحرير حلب مالهدف من ذالك من حيث “الاولوية” !
قالها لي ابي مرة وبالفعل صدق قبل اكثر من سنة ونصف .. لو انه تم صرف 30 بالمئة من الذي سيصرف على حلب على تحرير ادلب اولا ومن ثم ان كانت الاولويات تتطلب الذهاب اليها لن يكلف تحريرها 30 بالمئة من التكلفة الحالية .. وكيف ولا سوف تنقطع خطوط الامداد عنها .. وكيف ولا وستحاصر حينها وسيسهل ذالك تحريرها بعد تحرير ما حولها من ثكنات .. وكيف ولا وان اغلب من قاتل في حلب في البدايات هم اهل الريفين الحلبي والادلبي وذهب لبنش شهداء من رجالها فيها .
وكان سؤاله حينها اي الامرين افضل ان تبقى مدينة بالاسم تحت سيطرة النظام و تبقى داعمة للثورة بالقليل وان تبقى حاضنة للنازحين حيث كان بها حوالي 5 مليون وازدو مع الثورة اكثر من 1.5 حيث كنا وفرنا الكثير من تشريد شعبنا في الخارج وتشريد اهل حلب وتدميرها ام تحريرها الذي ليس له معنى سوى مؤمرة على الثورة .!
لطالما قلنا ان تحرير سوريا يتلخص في المثلث من ادلب الى القلمون يتخلله كل من حماه وحمص الى الساحل حيث هناك رأس الافعى وبقطعه اختصار للزمن والثمن .. لكن المؤامرة على الثورة كانت اكبر من كل هذا الواقع .. وكان لقوى العهر كلام اخر .
