تلفريك السوري 1957 م(حتى لا نضل تاريخنا):

هل تعلم ان التاجر الدمشقي الكبير عبد الهادي الرباط، أحد الشركاء الخمس في “الشركة الخماسية،” قدم عرضاً للحكومة السورية عام 1957 لإنشاء وتنفيذ “تلفريك دمشق” فوق جبل قاسيون، يعمل على الكهرباء، كوسيلة ترفيهية وسياحية لمشاهدة العاصمة السورية وقت الثلج، يستخدم لنقل البريد ايضاً عند انقطاع الطرقات بسبب تراكم الثلوج، ولكن المشروع توقف كلياً عند قيام جمهورية الوحدة مع مصر. بعدها بثماني سنوات بدأ “تلفريك” لبنان بالعمل سنة 1965.
– لقد كانت سوريا آنذاك تسير باتجاه أن تصبح يابان الشرق فأرسلوا عبد الناصر وحيدوا الرئيس السوري شكري القوتلي جانبا.
لقد شكل عبد الناصر حكومة عسكرية تعج بالمخابرات، فضعف الاقتصاد السوري يومها، وتم بناء سجون كثيرة وحدثت اعتقالات واسعة، وبدأ مفهوم كتابة التقارير المخابراتية. وكل هذا بمخطط مدروس من الماسونية وجمال عبد الناصر للقضاء على الثورة الصناعية الكبرى في سوريا، لكي تسيطر مصر على الاقتصاد وتحل محل سوريا.
– ويومها اراد المشير عبد الحكيم عامر المصري نقل سبائك الذهب من البنك المركزي في االشام لمصر بحجة أنه سيكون الاحتياطي لدولة الوحدة بمصر، ولكن كان هناك نقيب دمشقي أمر عناصره بالاستنفار ومنع اللص المصري ومن معه من الاقتراب من الخزينة وبقيت الخزينة بما فيها….
قال الدكتور عزت الطرابلسي حاكم مصرف سوريا المركزي:
عندما تمت الوحدة بين القطرين … كان من أول نتائج هذه الوحدة هبوط قيمة الليرة السورية في الأسواق الحرة.
ثم قال: وما إن مضى على قيام الوحدة بضعة أشهر حتى أخذ بعض المسئولين المصريين ينادون بضرورة إجراء التوحيد الاقتصادي والنقدي بين البلدين. وكان رأيي في ذلك الوقت أن كل توحيد مستعجل لن يؤدي إلى تمكين الوحدة بل على العكس سيكون عاملاً من عوامل ضعفها…
غير أن بعض المسؤولين المصريين وعلى رأسهم عبد الناصر كانوا غير مرتاحين لقوة نقدنا الوطني ولنظام حرية العملات الأجنبية الذي كنا نتمتع به، فكانوا يلوحون بين آونة وأخرى بضرورة إجراء هذا التوحيد وإبدال نظام العملات الأجنبية بنظام رقابة على غرار ماهو نافذ عندهم في مصر …من أجل ذلك كلفوا البنك الأهلي في مصر بأن يقوم بدراسات حول توحيد النقدين.
وهكذا وبعد أن دمر عبد الناصر الاقتصاد المصري بتأميم المصانع وقانون التخريب الزراعي استنسخ المنهج التدميري نفسه في سوريا بعد مشروع الوحدة المسخ… ولما تم المطلوب ترك سوريا ليقع الإنفصال دون اكتراث يذكر منه فقد أدى ما أمر به.
أحزن عليك يا بلدي كيف اغتالوا شبابك وأجهضوا نهضتك?
رشيد ناجي الحسن
الباحث في التاريخ العربي والإسلامي

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.