تاريخ التصوير العاري في مصر: رحلة للمصور الذي صور جدتي عارية

By Eslam El Refaei – February 2, 2016 : Identity 3al Mashy

ماذا يحدث لو وجدت صور عارية لجدتك في صندوق أخفته والدتك عن أعين الجميع حتى وفاتها؟

في الغالب ستقوم معظم الناس بحرق هذه الصور للتخلص من هذا الإرث وإن كان متسامحا سيقوم باخفاءها، ولكن قصتنا اليوم تدور حول شخص رفض كل البدائل المتاحة وصنع هو بديله الخاص ولذا فقصته تستحق أن تُروى.

تبدأ قصتنا عام 1959 عندما ذهبت الأنسة ” نادية عبد الواحد ” أحد فتيات الطبقة المتوسطة بمنطقة هليوبوليس البالغة من العمر 25 عاما لأستوديو فان ليو وطلبت من المصور أن يقوم بتصويرها عارية، يقول فان ليو عن نادية «في البداية كانت مرتدية كامل ملابسها، ولكنها بدأت بالتعري تدريجياً إلى أن صورتها عارية تماماً».

قام فان ليو بإلتقاط 12 صورة لنادية ولم تكن نادية الوحيدة التي إلتقط لها ليو صورا عارية، فهو يقول أنه صور ما يقارب من الخمسمائة فتاة صوراً عارية من بينهم فنانات مشهورات في الخمسينات والستينات طلبن منه ذلك ولكنه لم يطلب من أي من زبائنه أن يلتقط لهم صور من هذه النوعية ، فقط اقتصر طلبه على بعض من صديقاته المقربات، إلا نادية فقد دخلت الأستوديو بملابسها وبدأ هو بتصويرها ومع كل صورة كانت تخلع جزءا من ملابسها حتى تعرت تماما، لم يكن الأمر طبيعيا بالنسبة لفان ليو ولكن تقديرا لشجعاتها لم يملك سوى أن يتابع التصوير في صمت.

يمر الزمن بنا حتى منتصف التسعينات عندما إكتشف ” أكرم زعتري ” مجموعة من الصور العارية لجدته ” نادية عبد الواحد ” في أحد أدراج والدته وكان الصور موقعة بإمضاء فان ليو – القاهرة 1959، وزعتري مصور لبناني مهتم بتاريخ التصوير الفوتوغرافي في المنطقة العربية وشارك في تأسيس المؤسسة العربية للصورة عام 1997.

وفي عام 1998 قام أكرم زعتري بزيارة أستوديو فان ليو الواقع في الدور الأول بمبني 7 شارع 26 يوليو بوسط القاهرة وسأله عن حياته وكيف جاء لمصر واستقر بها وعن ذكرياته مع التصوير وعن سبب تمسكه في البقاء بالقاهرة رغم أن الدولة أممت ممتلكاته فخرج لنا زعتري بفيلم تسجيلي بديع يكشف الكثير عن واحد من أهم مصوري مصر في القرن العشرين.

بورتريه لفان ليو وصديقته

بورتريه لفان ليو وصديقته

قصة نادية قد تطرح بعض الأسئلة عندكم مثل ” هل كان التصوير العاري أمراً طبيعيا في ما مضي من زماننا؟ ” و ” هل يوجد فن تصوير عاري الأن في مصر وأين هو ؟ “.

السؤال الأول يمكن أن أجيب عليه بـ ” ليس بالضبط ” ولكن بالتأكيد كان الأمر موجودا وبشكل ليس بقليل بدليل أن فان ليو قال أنه صور بعض من صديقاته وكثير من المصريات وقته طلبن منه أن يلتقط لهن صور عارية، كما لا ننسى أن الموديل العارية كانت جزء أساسي في مناهج الدراسة بكلية الفنون الجميلة حتى السبعينات.

تم إنشاء كلية الفنون الجميلة عام 1908 وكانت تدرس الفرنسية والإيطالية التي كان من ضمنها الموديل العاري ويحكي الدكتور ” حازم فتح الله ” أحد عمداء الكلية في لقاء له أن أول بداية للموديل العاري كانت من الأخوان ” عبد العزيز وعبد الوهاب هيكل ” الذان شاركا في أعمال مباني الجامعة وذلك من أجل زيادة دخلهم، بينما كانت إبنة عبد الوهاب هيكل هي أول موديل عارية في الجامعة فقد كان عبد الوهاب وإبنه وإبنته يمارسون مهنة الموديل العاري.

وتوالت على الكلية العديد من الموديلز العاريات منهم رضا وجليلة ونعمات بجانب الصديقتين شاهيناز وبستان، ويُكمل فتح الله حديثه فيقول أن هناك الكثير من الموديل لم يتم رسمهم مقابل المال فشاهيناز مثلا كانت فتاة ارستقراطية تأتي للكلية في سيارتها الخاصة وهي ترتدي أحدث الأزياء وصديقتها بستان تزوجت من أحد طلاب الكلية.

أما إجابة السؤال الثاني فستكون في مقال أخر أحدثكم فيه عن حال التصوير العاري في مصر في وقتنا الحالي وفي المقال سيكون ذكر لبعض المصورين الذين يقومون بإلتقاط صور عارية فعلى أمل اللقاء.

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.