بنكو للوزراء الجد

iraqdevidedحين عرف حسين الشهرستاني انه سيستلم وزارة التعليم العالي غضب غضبا شديدا لسبب لايعرفه غير حيدر العبادي ريس الحكومة الموقت.
وليلة امس الاول كان نصف القمر قد اطل من السماء فزاد من ظلمة بغداد،ولكن العبادي كلن مصرا على استلام الشهرستاني هذه الوزارة وبعد منتصف ليلة امس تسلل تحت جنح الظلام متوجها الى بيت “ابو علي”وهو يحمل كيسا ملونا لكنه انيق رغم صغر حجمه
وبدون قصد من الساىءق الخاص للشهرستاني فقد سمع هذا الحوار الذي دار بينهما في صالون البيت.
العبادي: لماذا ترفض هذه الوزارة التي هي منيع العلم والمعرفة ويمكنك ان تحقق الكثير من طموحاتك فيها.
الشهرستاني: بصراحة لايشرفني ان استلم وزارة يتعارك فيها الشيعة والسنة من اجل دفتر محاضرات.
العبادي: بسيطة يمكن حلها
الشهرستاني:لايمكن ذلك فقد استفحل الامر وتلوثت عقول المدرسين والطلاب وهم يحاجة الى معجزة لتغيير ذلك.
العبادي:هذا اخر ما عندك.
الشهرستاني: نعم
العبادي:عندي حل اخر،ًجلبت معي كيسا يحوي على قصاصات فيها اسماء الوزارات المتبقية وحين تسحب اول ورقة فيجب ان تقبل بالوزارة المختارة.
ضحك الشهرستاني وصاح بمرح انها لعبة جميلة
فتح العبادي الكيس ومد الشهرستاني يده اليسرى ،ًلانه اعسر، وسحب احدى القصاصات واعطاها للعبادي ليقراها.
حظك ممتاز فقد صارت وزارة موارد الماء من نصيبك.
ضحك الشهرستاني ولكن بغضب هذه المرة ونهض واقفا ليقول:
اللي ماخذ عقلك خلي يتهنى فيه ياعبادي،هل تعتقد ان لدينا مياه حتى تكون لنا وزارة ، هاهو بيتك يطل على دجلة فهل ترى فيه ماء،هل تعرف ان تركيا بنت العديد من السدود لتحجز مياه الفرات عن اهلنا،ًهل تعرف ان الكويت مولت عدة سدود في الاراضي السورية بمنع المياه من ان تصل الينا، ولم يبق لدينا سوى شط العرب الذي استولى عليها اخوالنا من سنوات، اما اذا قكرت بمياه الاهوار فلا اعتقد انها تحتاج الى وزارة وموظفين وحمايات و……الخ.
العبادي:ساعطيك فرصة اخرى ،اسحب ورقة اخرى.
سحب الشهرستاني ورقة وهو يزفر زفرة طويلة واعطاها الى العبادي
ضحك العبادي بعد ان قرا اسم الوزارة وقال: هذه هي الوزارة التي تناسبك فهي وزارة راحة البال كما يسموها وكل ماعليك ان تصدر في كل شهر تقريرا عن حقوق الفرد العراقي وهي مهمة اسهل من السهولة نفسها
الشهرستاني: هل تقصد وزارة حقوق الانسان، لا يا اخي لا اريد ان اكون مسخرة امام الناس ، فالذي لايعرف واجباته لايعرف حقوقه اسمح لي انها وزارة تخرب من “الضحك”
العبادي: بقيت الورقة الاخيرة في هذا الكيس ،اسحبها ارجوك وارجوك ان تقبل يها
سحب الشهرستاني الورقة ولكنه قراها بنفسه هذه المرة.
فتح عينيه وفمه وضرب على صدره بيده اليسرى ودق الارض يحذاىءه ذو الكعب العالي واقترب كثيرا من. العبادي وقال له لولا انك في بيتي لعرفت كيف القنك درسا لن تنساه، هل تريدني ان اكون وزيرا لشوون المراة وانا كما تراني رجلا “مالي هدومي”.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.