لا يمكن للظلمة إلا أن تنفضح قدام النور.حين تشرق الشمس تظهر العيوب التى أخذت الليل ستاراً لها.وقف شيخ الأزهر يلقى كلمته و لا يدرك أنه ليس خفى إلا و يعلن.لقد طاف البلاد يدعى كذباً أن الإسلام برئ من الإرهاب.يدعى أن أصحاب الضمائر اليقظة يبحثون عن سبب مقنع وراء المآسي التي لا توجد إلا في بلاد الإسلام ثم تفتق ذهن الشيخ عن سبب وحيد هو تجارة السلاح أي أن الغرب منتج و بائع السلاح هو السبب لكنه تلقي الرد في كلمة بابا السلام حين أضاف إلي السبب المادى للإرهاب السبب الفكرى الأخطر و هو التطرف السائد في مصر و كيف أن أفعال الموت لا تتفق مع الإيمان الحقيقي.كمن يقول أن الإسلام فعل من أفعال الموت.لأنه لا يمكن الجمع بين الإيمان و العنف.
الشيخ المذعور بدأ يهاجم تجديد الخطاب المطلوب بقوله أن الحل هو إخضاع الخطاب الحداثى (الجديد) و سماه المنحرف ,لقراءة نقدية عميقة (أي أن الشيخ نوى قتل التجديد) و هكذا كما دعا الشيخ ينتشل العقل الإنسانى من جموح العقل الفردى.فلا فكر جديد إذن و عليهم أن يسيروا خلف إجماع الأئمة كما هم .هكذا يرى الشيخ.فيرد بابا السلام في كلمته أن الحوار بين الأديان يجب أن يقوم على أداء الواجب (أي الفعل) بشجاعة(بدون تردد أو تعطيل) و إخلاص (بدون تقية إسلامية) و هكذا لم يجدى التلاعب بالألفاظ مع صوت جاء ليشهد بالحق.
ثم ببجاحة و كذب إعتاد عليه الشيخ بدأ يساوى بين حروب لا دخل للدين فيها و بين إرهاب عموده الفقرى و نبض قلبه هو الإسلام و يطلب بكل تبجح من بابا الفاتيكان أن ينقذ الإسلام من تشويه صورته فيرد البابا في كلمته أن ما يحدث من عنف يأخذ وقوده من الدين يتم بواسطة باعة أوهام الآخرة و كلهم شيوخ.وفيما طلب الشيخ المذعور من البابا أن يدافع عن الإسلام ضد نظرية صراع الحضارات .هذا الإسلام يخشي مجرد نظرية في كتاب.و يقول أن الأزهر يدعو لإحترام عقائد الآخرين فيرد البابا أن التفسير المتطرف يرمى إلي إقصاء الآخر و يطلب من الأزهر وقفة جادة لفضح العنف المتدين و القدسية المزعومة و التفسير المتطرف و إقصاء الآخر.هكذا ضاعت حجج الشيخ المذعور و بطل مفعول هجومه الزائف على المسيحية في مؤتمر وهمى للحوار بين الأديان.
وقف الرجل يطالب بتنقية صورة الأديان(يقصد صورة الإسلام) فالأديان كلها إسلام عند العرب.و هو يريد تجميل الصورة دون المواجهة مع حقيقة ما بداخل الصورة .المهم الصورة.فجاء الرد قاسياً من بابا السلام أننا لا يمكن أن نجمع بين الإيمان الحقيقى و العنف.بين الله و أفعال الموت.الأمر يحتاج إختيار إما الصورة و إما الأصل.
و يهدد الشيخ المذعور (و كل الخائفين يستخدمون لغة التهديد ) بقوله أنه لو ترك الإسلام يتعرض لهجوم ظالم فإنه لن يسلم دين من تهمة العنف و الإرهاب.و هي جملة لها معنى لغوى لكن ليس لها وجود على أرض الواقع لأنه لا توجد نية عند المسيحيين لتفجير الناس و لا حرق مساجدهم و لا إنشاء ميليشيات على غرار الأزهر. فيرد البابا في كلمته أن العنف الموجود هو بربرية و أن التكفير و التفجير بسبب خفوت نور العدالة و الأخوة في مصر بما يعني الإستعلاء الإسلامي الزائف و توغل الدين في السياسة الذى سماه(إغراءات السلطة الدنيوية) هو الذى جعل مصر في محنة. و قال أن العنف هو إنكار للدين الحقيقي و كأنه يقول طالما لا توجد محبة في الإسلام فهو ليس دين حقيقى يستحق الدفاع عنه.
و حتى لا يرفع المسئولين أو الأزهر شعاراً من ورق هو الدين لله و الوطن للجميع (التي قالها البابا بالعربية حتي يلفت نظر الجميع) قال أن هذا الشعار يحتاج إلى إثبات.و أن يتم تفعيل القوانين و ليس الإفتخار بها.
ملاحظة هامة: كان الرئيس السيسى متجهماً جداً أثناء كلمة البابا و كأنه يرجع باللائمة على هذا الشيخ الغير فطن لأنه تسبب في هذه الرؤية العالمية للإسلام التي بلورتها كلمة البابا تجاه الإسلام . (لا أظن أنه باق كثير على هذا الشيخ فى موقعه).
البابا كمن يعيش بيننا .كلمته فضحت كل ما يحدث في مصر.فهو سمى ما حدث لأقباط العريش أنه تهجير و سمى ما يحدث للأقباط و مسيحي الشرق ألأوسط أنه إبادة للآخر و رفض حواراً للأديان بغير شروط واضحة أهمها ألا تسرى فيه التقية الإسلامية و طلب من الدولة المصرية أن لا تتهرب و تجيب على دعوة الحضارة و العهد (إطلق شعبي) هذا كان العهد الأول لشعب الله أي الحرية .
كانت كلمة البابا دفاعاً عن أقباط مصر و إفتخاراً بهم.كان يتكلم عن الكنيسة الأرثوذكسية كأرثوذكسى بروح محبة حقيقية و يخاطب البابا تواضروس كأخ فهكذا ينبغي أن يتساوى الأخوة و تتساوى مكاناتهم بدون رئاسة من واحد على الآخر.و كأخ لأخيه قال بابا السلام ما يعبر عن حالنا.العالم كله سيدرس هذه الكلمة لأنها تصلح منهجاً لمحاربة الإرهاب ففيها دور الدولة و فيها دور الأزهر أما الكنيسة فلها شهدائها و آلامها التي عبر عنها البابا فأوجع ضمير العالم.
لقد فشل الشيخ المذعور في تصدير ذعره للبابا و لم يستجب لكلمة واحدة من مناشداته المتوالية و هجومه غير الذكى في موقف يستلزم إحتراماً و تقديراً للآخر أكثر بكثير مما يعرفه شيخ الأزهر.رغم هذا كانت محبة البابا و مشاعره فياضة تجاه شيخ الأزهر.
لقد نجحت زيارة البابا إجتماعياً و سياسياً فى تهيئة الشعب المصرى لمعرفة قدر ومحبة و لغة المسيحيين في الأرض كلها.لقد صار لنشر السلام إشتراطات واضحة ليس من بينها الخداع و التقية و التلون.أما عن النتائج الروحية لهذه الزيارة فلها حديث آخر.الرب يبارك مصر و شعبها بصلوات كل المسيحيين و يبارك كل القادمين إليها مبشرين بالسلام مبشرين بالخيرات.
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟
Published by:علي الكاشمباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراث
Published by:مفكر حردراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.
Published by:آدم دانيال هومه** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني ... غدت ضرورية غربية ودولية **
Published by:سرسبيندار السنديالحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولود
Published by:مفكر حر** كيف بلع نظام الملالي ... الطعم ألإسرائيلي **
Published by:سرسبيندار السندي** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد ... على عقول ألمسلمين **
Published by:سرسبيندار السنديالمسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحية
Published by:صباح ابراهيممن يوميات إمرأة حلبجية
Published by:مفكر حراسطورة الإسراء والمعراج
Published by:صباح ابراهيمالفيلم الألماني " حمى الأسرة"
Published by:طلال عبدالله الخوري** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
Published by:سرسبيندار السنديفيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حرأحدث التعليقات
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
شكرا بابا السلام ارجوا ان تصل الرسالة لكل إنسان في العالم الحب هو اللغة الوحيدة التي يعرفها الله وأننا لسناً أوصياء او مدافعون وحراس علي خالق الكون
١: كلامك في الصميم واللبيب من يميز الغث من السمين ؟
٢: لا خيار أمام الشيوخ اليوم غير الإقرار بالهزيمة والاستسلام ، لان الحقائق لم تعد تحجبها غرابيل المنافقين الذين يصرون على تجميل القبيح الذي في الاسلام والشيخ الغير طيب شيخ شيوخهم وبدرجة دكتوراه ؟
٢: للمعلق كريم أقول مادة علمية أيه يا عمو ، أنت تستهبل مين ، يابني لو مدرسة يرسب معظم طلابها فبالتأكيد العلة ليست في طلابها بل العلة في الحمير الذين يدرسون فيها والحمار الذي يديرها ؟
٤: أما عن أفعال الغرب فأنا معك له شروره ، ولكن هذا لا يبرر ذبح من في أوطاننا وتدميرها وتخريبها ، ثم كيف تدين الغرب على شروره وتنسنى إرهاب وجرائم محمد وصعاليكه الذين يثبت التاريخ أنهم كانو أحط وأذل الناس ، فهل تعتقد من يصاحبهم نبي من عند الله ، شغل عقلك وأنصف عدلك لتعقل وتنجوا بروحك ، سلام ؟