بإيران تحاكم فتاة في التاسعة بسبب الرقص أما سارقو الأمة فلا

کاملیا انتخابی فرد: سي ان ان
يوم الثلاثاء في 6 مارس، رقصت مجموعة من الفتيات الصغار اللاتي لم تتجاوز أعمارهن 9 سنوات على أنغام موسيقى اذربيجانية فولكلورية في (برج ميلاد) في وسط طهران بحضور عمدة المدينة (شاهد الفيديو هنا: شاهد الولي الفقيه الإيراني يقمع حفل رقص لطفلات تحت سن التاسعة لانه مخل بالشريعة). لكن ما جرى بعد ذلك هو أن جميع تلك الفتيات تم استدعاؤهن إلى مكتب المدعي العام للتحقيق في أعمارهن وفي برنامج الحفل الذي شاركن فيه. أهالي الفتيات أحضروا شهادات ميلاد الفتيات لإثبات أن أعمارهن صغيرة ولا يمكن اتهامهن بارتكاب جرائم أو مخالفة الشريعة الإسلامية. رجال الدين المحافظين الغاضبين في مشهد تحدثوا عن الواقعة في خطبة الجمعة وقالوا إن ذلك يعتبر انتهاكاً للقانون وهددوا بمعاقبة وملاحقة الذين قاموا بتنظيم الاحتفال.
إيران بلد مشهور بثقافته وحضارته العريقة، ومع ذلك فإن الشعراء والموسيقيين ممنوعون من النشاط في هذا البلد العريق الذي تحكمه المؤسسات الدينية الشيعية المتشددة، والتي لا تسمح للناس بأي نشاط فني حقيقي. الاحتفالات المسموح بها في إيران تقتصر على الرثاء والبكاء في ذكرى وفاة الأئمة الشيعة الـ12 أو رموز الثورة الإيرانية.
بعد أن كانت إيران بلداً متطوراً يقود الإصلاحات في المنطقة ويتمتع بمجتمع مفتوح، أصبحت الآن تحاكم فتيات لا تتجاوز أعمارهن 9 سنوات بسبب مشاركتهن الراقصة في الاحتفالات التي تسبق عيد النوروز، أو عيد رأس السنة الفارسية.

رجال الدين في إيران مشغولون بتأديب الإيرانيين والتدخل في حياتهم الخاصة، في الوقت الذي تتسابق فيه دول المنطقة الأخرى إلى جعل حياة المواطنين أكثر راحة وتزيد مساحة حرية وحقوق المرأة، مثلما يحدث في السعودية والإمارات على سبيل المثال.
ولي العهد السعودي الشاب، الأمير محمد بن سلمان، يتمتع بجرأة كبيرة ويقود الإصلاحات الواسعة في بلده. وقد أصبح الأمير الشاب شخصية هامة بالنسبة للإيرانيين الذين يريدون أن يعرفوا المزيد عنه ويفهموا ماهية الإصلاحات التي يهدف إلى القيام بها في بلده، وكذلك يريدون أن يعرفوا نوع العلاقة التي يريد أن يقيمها مع إيران بعد أن يصبح ملكاً لبلاده.
الإعلام الإيراني المحلي لا يتحدث كثيراً عن الأمير محمد بن سلمان، لكن الإيرانيين مع ذلك يطلعون على أخباره من الإعلام العالمي ويقارنون بين حياتهم في إيران وبين التطور والإصلاحات التي تشهدها المملكة حالياَ وعلاقاتها الجيدة مع الغرب.
المواطنون الإيرانيون يعانون حتى مما تشتكي منه الدول الإقليمية حول تدخل الميلشيات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. معظم الإيرانيين لا يؤيدون السلوك الإقليمي الإيراني، لكنهم لا يجرؤون على التعبير عن آرائهم بشكل علني بسبب المخاطر التي قد يتعرضون لها بسبب ذلك.
لقد أضاعت إيران الفرصة تلو الأخرى لتصحيح مسارها وسياستها، والمواطنون الإيرانيون يشعرون بالإحباط لأنهم لا يعرفون ما ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يفعله في شهر مايو عندما يحين موعد الإعلان عن قراره حول الاتفاقية النووية مع إيران. حتى الاتفاقية النووية التي كان يفترض أن تكون تعبيراً عن حسن النية لتحسين علاقات طهران مع الدول العربية المجاورة وفتح صفحة جديدة من التعاون الإقليمي تبين أنها لم تكن كذلك على الإطلاق.
ومع ذلك لا يزال الإيرانيون يتطلعون إلى السعودية ويتابعون زيارات ولي العهد الشاب الخارجية، وخاصة إلى الدول الغربية، باهتمام كبير، ويتمنون لو أن القيادة الإيرانية تأخذ مساراً مماثلاً في تحسين علاقاتها الإقليمية والعالمية.
فتيات لا تتجاوز أعمارهن 9 سنوات يحاكمن والدموع تملؤ عيونهن بسبب رقصهن في مهرجان احتفالي، في الوقت الذي يسرق فيه اللصوص الكبار ثروات الشعب الإيراني ولا يفكر أحد في محاكمتهم على الإطلاق.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.