انتصار اردوغان

erdoghan2انتصار اردوغان
انتصار اردوغان في الانتخابات الرئاسية امام منافسين يمثلون مجمل التيارات المعارضة له في تركيا له مدلولات عده ولعل اهم تلك المدلولات سقوط الراهن على العلمانية التركية كنهج بدء اغلبية الاتراك يتذمرون منه
وقبل ان نعرج على بقية البنود يستوقفنا امر غريب وهو موقف العلمانيين العرب والليبراليين من انتصار اردوغان واذا ما وجدنا للعلمانيين عموما عذرا في معارضتهم لاردوغان بحكم العداء للإسلام السياسي فأننا لا ارى للعلمانيين السوريين المعارضين للنظام السوري اي عذر في معارضة اردوغان والوقوف الى جانب مناهضيه خصوصا لو نظرا الى موقف الحكومة التركيه على الاقل تجاه اللاجئين السوريين
بل لقد ذهب البعض منهم لتفضيل اسلام فتح الله غولن وسياسته على النهج المعتدل لاردوغان وسياسيته ولست ادري هل هذا التقييم جاء عن معرفة ام فقط من باب الحقد على اردوغان لذلك كان لابد من التذكير ببعض النقاط الهامة التي ربما يجهلها البعض
نعم كان فتح الله غولن حليفا لاردوغان ليس حبا في اردوغان فهما من مدرستين مختلفتين فغولن ينتمي الى المدرسة الصوفيه ولعله توسم في اردوغان القدرة على مواجهة العسكر الذي سبق لغولن ان عانى منهم الامرين فوقف الى جانب اردوغان
الا ان القطيعه بدأت بعد ان اراد غولن ان يحصد ثمار مساندته لاردوغان حيث طالب بوزارة الخارجية ان تكون من نصيب فريقه وهي الوزارة الوحيدة التي كانت بمنأى عن سيطرة غولن اسوة بوزارة العدل والامن الداخلي التي يعتبر اغلب الموظفين فيها من ابناء مدارس ومعاهد غولن ويدينون بالولاء له
عندما رفض اردوغان تعيين وزير الخارجية من تلامذة غولن بدأت القطيعه واستغل غولن قضية سفينة الحرية مرمره ليفتح النار على اردوغان فاعتبر ان عملية السفينة التركيه هي عملية استفزازيه لاسرائيل وانها اخترقت المياه الاقليمية الاسرائيلية وكان غزة هي جزء من اسرائيل وحمل تبعات الازمة لاردوغان بل وطالبه بالاعتذار من اسرائيل
ايضا من المواقف المشبوهة لغولن موقفه من الثورة السورية ومعارضته لمواقف اردوغان من الثورة السوريه وان على اردوغان ان ينأى بتركيا عن الصراع الدائر بسوريا ويحافظ على علاقة متوازنه مع ايران والنظام السوري ولا يفتح الباب للاجئين السوريين لدخول تركيا وتحميل تركيا اعباء هي بغنى عنها
يكفي لنفهم اسلام غولن جيدا ان نعلم امور ثلاثة :
اولا : العلاقة الحميمية بين غولن ومنظمة ايباك بامريكا التي فتحت الابواب لغولن على مصراعيها بامريكا
ثانيا : ان هنالك 4 من كبار المستشارين لغولن من اليهود الامريكان الذين هم على ارتباط بالكيان الصهيوني
ثالثا : عدد لابأس به من كبار المدراء في منظمة غولن بتركيا هم من يهود الدونمه
فاي اسلام هذا الذي يبشر به غولن وهو يشكل ضلعا هاما من اضلاع الدولة العميقة بتركيا والتي ظهرت على العلن من خلال عملية محاصرة اردوغان ومحاولة الايقاع بها نهاية عام 2013 بعناصرها المتغلغلة والنائمة بأجهزة الامن والعدل
نعود للعلمانيين والذين يدعون عدم معاداتهم للاديان عموما
ماذا فعل اردوغان حتى يكال له كل هذا الحقد ؟ هل تراجع اقتصاد تركيا ام ازدهر ؟
هل اعتقل اردوغان معارضيه وسجنهم كما كان يفعل اسلافه من رؤساء الحكومات السابقه ؟
هل قمع حريات دستوريه ام افرج عن حريات كان قد قمعها اسلافه ؟
العلمانيون يخشون من ظاهرة اردوغان وهي ظاهرة الاسلام الوسطي الذي يحاكي العصر والقابل للانتشار بنظريه تجمع العلم والحضارة الى الاخلاق والشرائع السماوية

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.