الوسطية ليست نظرية في المعرفة ، بل هي رؤية ايديولوجية سياسية !!!! الحلقة (1)


المعرفة لا تهتم بإرادات البشر وأمانيها ورغباتها معتدلة كانت أم متطرفة أو (وسطية) ، فتلك مهمة الايديولوجيا والسياسة !!!
د. عبد الرزاق عيد
المعرفة كالشجرة التي لا يمكن لها صروريا (ضروة الحتمية الطبيعية أن تثمر )، أي إلا أن تثمربغض النظر عن وجود الانسان آكل الثمر…
العقل الإسلامي توقف عن انتاج المعرفة منذ القرن الرابع الهجري المسمى علميا وعالميا ( قرن النهضة الاسلامية )الأول، حيث انتهى عصر العلماء والمفكرين وبدأ عصر الفقهاء والمبشرين، أي انتهى عصر علم أبحاث الكيمياء ( ابن حيان ) الذي سيكفره ويكفر علمه شيخ الاسلام ابن تيمية – مع تقديرنا له كمثقف مجتمع وليس مثقف سلطة- حيث سيبدأ عصر نهضة أوربا على أنقاض عصر النهضة الإسلامية ،وسيغدو رمزها ممثلا بصورة ( ابن سينا مع أبو بكر الزازي ) على جدار كلية الطب في باريس، بعد أن أشبعهما الفقهاء تكفيرا وزندفة وهرطفة.. …
رغم أن مشكلة الفقه تكمن في كونه ايديولوجيا شمولية وليس معرفة ، حبث يقوم على مبدأ الكلية الواحدة الماورائية واجبة الوجود كعلة سببية وغائية لجيع العلل والأسباب المادية و المثالية الغيبية، لكن أثر القرن الرابع الهجري ترك ميسمه التنويري التعددي وقبول الآخر، وذلك بقبول شرعية ( المذاهب الأربعة )، بل إن الإمام الغزالي رغم فقهه المتشدد الذي كفر به الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأزليته ، فإنه على الأغلب- بتأثير تراكمات القرن الرابع الهجري وانتعاش روحانية التصوف وما يلازمه من روح ( التسامح) الرفيع وليس الدروشة ، التصوف الذي باع به الغزالي الفقه على حد تعبير ابن القيم ، سمح له رغم أنه عاش في ذروة زمن الحروب الصليبية ، فانه اعتبر النصرانية مشمولة بالرعاية والرحمة الإلهية كأصحاب كتاب أي يمكن أن يدخلوا الجنة، الذي يجادل به الكثيرون من متأسلمي ( الاسلام السياسي) بإنكار دخول الجنة إلا للمسلمين الذين يزكونهم، حيث يغدو المسلم بين سندان حكامه الطواغيت ، ومطرقة معارضته الفقهية السياسوية التي ترفض مبدأ ( التعدد الفقهي ) وبالتالي السياسي كما فعل الأخوان المسلمون في مصر وسوريا اليوم مع الربيع العربي وبعده بوصفهم قادته (الميامين ) على حد زعمهم وزعم قناة الجزيرة …


في حين أن تاريخ الفقه حتى التقليدي منه القديم، يعترف بتعدد المرويات ويرجح الواحدة على الأخرى دون تكفير الآخر، حيث ليس هناك في تاريخ الفقه أية ( فتوى ) دون أن تعارضها فتوى مضادة ، هذه الجدلية الففهية تم وأدها نهائيا من قبل المتأسلمين اليوم ، عندما يبشرون الفيزيائي العالمي الانكليزي الراحل ( ستيفان هوكينغ) بالجحيم وحرمانه من الجنة، رغم وقوفه مع القضايا العادلة بمافيها قضايانا العربية الاسلامية وخاصة جوهرها قضية فلسطين ، يل ويكفرون ( أحمد زويل ) المصري صاحب جائزة نوبل قي الفيزياء الكونية ، وليس فيزياء ( زغلول النجار الكاريكاتورية الطفولية المتأسلمة القائمة على نظرية (أن الأرض مركز الكون ، ومكة مركزالأرض) ، وذلك في مرحلة حضانة السعودية للأخوان المسلمين ومفكريهم وعلمائهم أمثال زعلول النجار الذين قدموا خدمة جليلة للأنظمة العربية الطاغوتية بما فيها الأسدية الحسية الوثنية، وهذه ( الاسلاموية السياسية ) لا زالت بتعبيرها ( الداعشي والقاعدي – النصروي ) تقدم شعوبنا قرابين شرعية عالميا للذبح باسم مقاومة الهمجية والارهاب ومقاومة فكر الذبح الأسطوري الداعشي – القاعدي ، وهاهو النظام الوثني الأسدي والقاعدي في (ادلب) السورية ، يحضرون ثلاثة ملايين ونصف مواطن سوري كقرابين للذبح باسم الدفاع العالمي والإنساني عن العقل والسلم الأسدي الذي هدم سوريا وأغرقها بالدماء…
حيث الفكر الخرافي السحري البدائي تقدمه الأنظمة العربية البربرية المتوحشة بوصفه عدوالتطور والحداثة والعلمانية والعقل الذي تمثله الطاغوتية بعلومها (الغازية والبراميلية والكيمياوية) مقابل العقل الخرافي الأسطوري لأمثال زعلول لنجار الذي ملأ المعرب العربي ضحكا وسخرية من قبل شباب المغرب العربي تجاه علومه الإعجازية الكاريكاتورية ، وتجاه اللحى التي هي عند (النجار) وأضرابه من العلماء المتأسلمين (الإعجازيين المعجزين ) رمزا للفحولة الجنسية ، لكي تكون هذه الفحولة ( الملتحية) قادرة في الجنة على اشباع حاجات الحور العين ….ردا على عجز وعنينية المسخ الانكليزي الملحد (.ستيقان هوكبنغ ).. يتبع..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.