المحامي ادوار حشوة : الوجه الاخر للحرب على الاٍرهاب !

١- اول من استخدام الاسلام لمقاومةالاحتلال السوفياتي الداخل في
أفغانستان واستدرج مقاتلين اسلامين من مختلف الدول الاسلامية ايضا هي الولايات المتحدة والغرب وبدعم وتمويل من السعودية وكان ذلك الاستخدام صناعة أميركية نجحت في إسقاط الدولة الشيوعية في كابول ورحيل السوفيات مهزومين من أفغانستان .!

٢- من نتاىج هذا النجاح نمو شعور ذاتي عند المقاتلين الجهادين القادمين من مختلف المجتمعات الاسلامية بان استنهاض العالم الاسلامي عبر الأسلوب الجهادي الذي هزم اكبر دولة في العالم يمكنه اعادة الخلافة الاسلامية وتوحيد مسلمي العالم ومتابعة نشر الاسلام بالجهاد وبشكل ما اعادة مبررات الحرب الصليبية التي شنها الغرب في السابق ولو بشكل معكوس ًًومن اجل ذلك أقام ابن لادن تنظيم القاعدة كاداة جهادية عالمية وأقام خلافة إسلامية على المذهب السني ونصب عليها المُلا عمر !
وبدا مشروعه بضرب الولايات المتحدة في عاصمتها !

-٣- الولايات المتحدة والغرب جملة وقفاضد هذا المشروع الذي من مهامه لا مقاومة الشيوعية كما أراد الأميركيون بل اعادة الحرب الصليبية مع عالم حضاري لم يعد صليبيا .!.!

-٤- وحين قامت خلافة البغدادي في الرقة كانت تعبيرا عن صراع سياسي بين خلافة المُلا عمر وخلافة البغدادي ولكن شكل المشروع المعلن لم يتغير وصار لها ذراعان عسكريان جهاديان هما القاعدة وداعش يختلفان في الشكل ويتفقان في المضمون وتم اعلان الحرب عليهما من باب نسبة الاٍرهاب إليهما !

٥- الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وقفا
ضد الحرب الاسلامية المعلنة من كلا الخلافتين لان العالم الديمقراطي هو نتاج فصل الدين عن الدولة وحصر دور رجال الدين في ادارة المعابد اما المجتمع فيديره العقل لا الدين .
&&&&

في التحليل السياسي فان الحرب العالمية الاولى لم تكن موجهة ضد الدولة العثمانية بسبب دينها لان ألمانيا معقل البروتستاتنية في العالم كانت في حلف مع العثمانية الاسلامية .!
اَي ان الحرب كانت دولية ولم تكن دينية .!
وسقوط الدولة العثمانية لا يمكن توصيفه بانه سقوط للإسلام او لاسلاميتها بل لضعفها ومرضها وفساد سياستها ولا يمكن في اَي تحليل الذهاب الى ان الغرب هزم فيها الاسلام لا الدولة الاستعمارية العثمانية التي احتلت بلاد العرب واليونان والبلغار والبوغسلاف والفرس والقفقا س وسقوطها هو سقوط استعمارها ولو تسترت بالإسلام .

الغرب طلق الحرب الصليبية وكل الحروب الدينية منتسبا الى حضارة العقل التي وان نشأت في مجتمعات مسيحية متعددة الا ان الدين فيها ليس قاىدا ولا موجها وبالتالي من ينسب الحضارة الغربية الى المسيحية يقع في الخطا لانه لولا ابعاد الكنيسة عن ادارة المجتمع وفصل الدين عن الدولة لما قامت هذه الحضارة وبهذا المعنى فهي حضارة العقل لا حضارة الدين!

الغرب لانه لا يتصرف على اساس ديني
لم يقف ضد وجود المسلمين ولا في هجرتهم ولا في السماح لهم بالحريات
الدينية وبالمساجد في كل مكان دون اَي قيد .
صار مولود من اب مسلم هو اوباما زعيما منتخبا لأكبر دولة في العالم و صار رىيس بلدية لندن مسلما منتخبا من اصل باكستاني و صار وزير داخلية بريطانية العظمى مسلما من اصل باكستاني ودخل مسلمون في كل برلمانات العالم كمواطنين .
والجاليات الاسلامية في كل اوروبا واميركا دليل على ان المجتمعات الحضاريةًالغربية طلقت الحروب الصليبية واستبدلتها بالتعاون والاعتراف الديني ولا تريد العودة اليها وإدانتها كتاريخ .

مع قيام القاعدتين الجهاديتين في أفغانستان والعراق وقف الغرب كله ضد
محاولة اعادة دور الحرب الدينية لان الغرب الديمقراطي سيكون هدفا لها لا بسبب المسيحية التي لم تعد دين دولها في مجتمعات فصلت الدين عن الدولة واختارت الديمقراطية التي تضم عبر المواطنة كل التعدديات الدينية وطبعا دول عربية واسلامية عديدة انضمت الى الحلف الدولي الجديد ضد اعادة الحروب الدينية .
.
التصميم والعنف الغربي ضد داعش والقاعدة لم يأتِ من الباب الديني بل من
كوّن هذه الحرب الاسلامية تعادي الحضارة الديمقراطية دون مبرر فقد زال الاستعمار الغربي عن كل الدول الاسلامية في العالم
وصار التعاون بديلا وصارت جامعات الغرب وعلومه متاحة لكل المسلمين في العالم لا ضدهم وبالتالي تمثل دعوة أبن لادن والبغدادي اعتداء على الحضارة ولا تمثل حاجة دينية وصارت شعارات هولاء من الماضي الممنوع تكراره ليس لانه ضد الاسلام بل لانه ضد حضارة العالم .

العنف والوحشية اليوم في الشرق الاوسط لا
تمثل حربا صليبية مع الغرب بل هي اليوم حرب داخل البيت الاسلامي الكبير وطوائفه من مهامه نقل العداء من معاداة الغرب الحضاري والصهاينة الى حروب طاىفية غبية وقذرة توفر للغرب الفرص للقضاء على مشروعي ابن لادن والبغدادي كشكل مستعاد لحرب دينية ممنوعة عالمية !

ليس الاسلام ولا المسلمون هما الهدف
بل المشروعان الجهاديان اللذان يعملان لإعادة العالم الى حرب صليبية جديدة ممنوعة لتعارضها مع العقل والحضارة
ولهذا فان الحرب على الاٍرهاب هي حرب وقاىية لمنع اعادة الحروب الدينية الى الساحة العالمية ولهذا الموقف أنصار في أغلبية الدول والمسلمين في العالم
وهذه هي الحقيقة !
وهذا هو السوًال

٥-٥-٢٠١٨

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.