الغرب و الصراع مع الاسلام

الغرب و الصراع مع الاسلام no4extrimism
الاسلام هو الاسلام المعتدل وما دون ذلك من اسلام متطرف رديكالي او اسلام ليبرالي متحرر لايمت للاسلام بصلة سوى أنها محاولات لحرف الاسلام عن مساره الوسطي المتسامح والذي يقلق الغرب اكثر من اي شيء
الغرب هو من صنع التطرف بالاسلام ودعى له وهو ايضا من ادخل فكرة العصنرة والحداثة من باب محاكة الاسلام للعصر عن طريق اسقاط الكثير من عقائده وشرائعه حتى غدى اسلاما خلبيا لايمكن أن يغزو الغرب دعويا
قد يكون من حق الغرب الخوف من انتشار الاسلام لما فيه من فقدان للهوية اللادينية في تلك البلدان ولكن بدل أن يدعم الغرب نفسه من خلال تنشيط دور الكنسية للحفاظ على الطابع المسيحي السمح والذي يستطيع أن يتعايش مع الاسلام لجأ الغرب الى حروب استباقيه وعندما فشل في مواجهة الاسلام بشكل سافر وجد أن اسلم الطرق واقلها تكلفه أن يحارب الاسلام نفسه أو أن يحارب من داخله
هذه الحرب كانت على ثلاثة محاور :
المحور الاول : خلق جماعات تكفيرية تخلق حاله من الرعب والفزع لدى الغربيين فلا يفكر احدا منه بالاقتراب من الاسلام ومن ثم تصبح تلك الجماعات منفره حتى للمسلمين وتعمل تلك الجماعات على قتل من يخلافها من المسلمين بتهمة الردة الامر الذي يسهل فيما بعد اعتبارها مجموعات ارهابيه يمكن للعالم أن يجتمع لمحاربتها لانها اصبحت خطرا عالميا يمكن ان يصل الى عقر دارهم
المحور الثاني : وهو تزكية الفتن الطائفية واشعالها على اعتبار أن تلك الطوائف هي من النسيج الاسلامي فكلما ازدادت الصراعات الطائفية حدة كلما قوضت الاسلام و فت في عضده و ادخلت الفرقة فيه والطوائف هنا اشبه بالخلايا السرطانية النائمة اذا ما ايقظها الغرب سعت تنهش بالمجتمع الاسلامي من خلال حروب شرسة لا تكلف الغرب شيئا
المحور الثالث : وهو ابتداع اسلام جديد , اسلاما ليبراليا متحررا من كل العقائد الاسلامية التي تجعل المجتمع الاسلامي متماسكا و اخراج الاسلام من الحياة الاجتماعية وجعله دينا كهونتي لمن يريد واطلاق الحريات والدعوة الى حكومات علمانية الى ان يصل الامر الى حذف ايات و احاديث تعتبر في صلب العقيدة الاسلامية تشكل هاجسا بالنسبة للغرب
كل هذه المحاولات لم تفلح الى جر السواد الاعظم من المسلمين ( الاسلام المعتدل ) الى هذا الفخ وفشل الغرب في استدراج الحشد الاكبر من المسلمين لتلك الصراعات او لتبني مفاهيم الحداثة التي حاولوا بثها وبقي ينأى بنفسها عنها فكان لابد من سيناريو جديد يدفع المسلمين المعتدلين الى مواجهة ينشغل فيها عن ان يمد دعويا يهدد الغرب وهذا ما يفسر رغبة التحالف وعلى راسهم امريكا في تجنيد الاسلام المعتدل لمحاربه داعش فتكون قد دفعت هذا الفريق الذي كان يتحاشى الصراع المسلح مع اي من تلك المحاور الى مواجهات دامية كل الاطراف فيها خسارة والغرب هو المستفيد الوحيد
امريكا والغرب هم من صنعوا الوحش الخرافي (داعش) والان يطالبون الاسلام المعتدل بان يواجهه على الارض فأن رفضوا مواجهة داعش تم وصفهم بالارهارب او مساندة الارهاب وقاموا بدعم داعش اكثر كي تفرض على الاسلام مواجهة لامفر منها
أنها مرحلة حرجة يمر فيها عالمنا الاسلامي فقدنا فيها كمسلمون القدرة على اتخاذ مواقف تحدد مصير الامة

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

3 Responses to الغرب و الصراع مع الاسلام

  1. Raad Mosses says:

    لم يشرح لنا الكاتب كيف تمت عملية الخلق للجماعات الاسلامية !! مثلا هل الغرب هو من وضع صحيح البخاري والسنة النبوية وآيات القرآن؟
    واذا كان السواد الاعظم حسب قوله هو اسلام معتدل يحب الحرية والسلام لماذا بلدانهم غارقة في وحل التخلف؟
    نسي او يتناسى الكاتب بان الاسلام المعتدل يظهر تحت الحكم الدكتاتوري .

    • مفكر حر says:

      شكرا للكاتب المتألق رعد موسيس على هذه المشاركة التي اغنت الموضوع واحب ان اضيف بان الاسلام المتشدد وداعش والقاعدة ظهروا ايضا بالدولة الاستبدادية وبتمويلها

    • Jawad Aswad says:

      المسألة بمنتهى البساطة لمن يدرس التاريخ النبوة والدعوة الاسلامية هنالك ايات واحاديث وجدت لتخدم مرحلة انشاء الدولة وهنالك نصوص وجدت لتساير دولة الاسلام مع كل الازمان ولذلك هنالك فقه الناسخ والمنسوخ بالقران و هنالك تغيير بالاحاديث كان يرتبط بالزمن وتداعياته
      وهنالك من استغلال كمثال ايات القتال في صدر الاسلام وقتل الاسرى وما شابه ذلك وتجاهل ما اتى بعدها من تعديل يتماشى مع تطور دولة الاسلام عندما قويه
      اما من خلق تلك الجماعات فهو بلا شك استبداد الحكومات الديكتاتورية والكبت و التخلف واستغلال بعض القوى الدولية لهذا الجانب عند تلك الجماعات وتزكيته كما فعلت امريكا في افغانستان استخدمت القاعدة لاخراج السوفيت اما ربط الاسلام المعتدل بانه ياتي تحت الحكم الديكتاتوري فهذه لم اجد لها محلا من الاعراب …الاسلام فكر وليس سلاحا نوويا ولكن الاسلام لو ملك سلاحا نوويا سيكون قوة عادلة .. اقصد هنا انه اذا احتلت دولة اسلامية فمن الطبيعي للمحتل ان يحجب الاسلام ويزرع التخلف وهنا لايمكن ان ترمي تبعة التخلف على الاسلام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.