العراق ما بين الماضي الزاهي والحاضر العاثر

مباحث في الأدب واللغ

السومريون

ة/57
العراق ما بين الماضي الزاهي والحاضر العاثر

ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية

يا معشر الخلان: حدود العراق السابقة الى عبادان
قال الخطيب البغدادي ” ذكر تعريب اسم العراق ومعناه وأن حده حد السواد ومنتهاه أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل عن أبي بكر محمد بن القاسم الانباري قال بن الاعرابي إنما سمي العراق عراقا لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر أخذ من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها وقال غيره العراق معناه في كلامهم الطير قالوا وهو جمع عرقة والعرقة ضرب من الطير ويقال أيضا العراق جمع عرق وقال قطرب إنما سمي العراق عراقا لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر يقال استعرقت ابلكم إذا أتت ذلك الموضع أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي العراق من يلد إلى عبادان وعرضه من العذيب إلى جبل حلوان وانما سميت العراق عراقا لان كل استواء عند نهر أو عند بحر عراق وإنما سمي السواد سوادا لانهم قدموا يفتحون الكوفة فلما أبصروا سواد النخل قالوا ما هذا السواد”. (تاريخ بغداد1/52).
ذكر الخطيب البغدادي” أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ قال حدثني أحمد بن محمد بن إبراهيم الانباري قال نبأنا أبو عمر محمد بن أحمد الحليمي قال نبأنا آدم بن أبي إياس عن بن أبي ذئب عن معن بن الوليد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل: قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وفي شامنا وفي يمننا وفي حجازنا قال فقام إليه رجل فقال يا رسول الله وفي عراقنا فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان في اليوم الثاني قال مثل ذلك فقام إليه الرجل فقال يا رسول الله وفي عراقنا فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان في اليوم الثالث قام إليه الرجل فقال يا رسول الله وفي عراقنا فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فولى الرجل وهو يبكي فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أمن العراق أنت قال نعم قال أن أبي إبراهيم عليه السلام هم أن يدعو عليهم فأوحى الله تعالى إليه لا تفعل فإني جعلت خزائن علمي فيهم وأسكنت الرحمة قلوبهم”. (تاريخ بغداد1/52).
ذكر البكري هو ما بين هيت إلى السند والصّين، إلى الري وخراسان، إلى الدّيلم والجبال. وأصبهان سرّة العراق. وتسمّى عراقا لأنّه على شاطئ دجلة والفرات عداء تباعا حتّى يتّصل بالبحر والعراق في كلام العرب: الشاطئ على طوله، والماء شبيه بعراق القربة الذي يثنى منه. وقال آخرون: العراق: فناء الدار، فهو متوسّط بين الدار والطريق. وكذلك العراق متوسّط بين الرّيف والبرّيّة، وقيل: هو من قولهم لخرز المزادة عراق، لأنّه متوسّط من جانبيها”. (معجم ما استعجم3/929)
اذربيجان من بلاد العراق يا أخوان
ذكر البكري” أذربيجان بفتح أوله وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة مفتوحة، وباء مكسورة، بعدها ياء وجيم، وألف ونون. وأذربيجان وقزوين وزنجان كور تلى الجبل من بلاد العراق، وتلى كور أرمينيا من جهة المغرب”.( معجم ما استعجم1/130). هل هذا يعني أن يطالب العراق بضم اذربيجان له كما تطالب إيران بضم دول الخليج لها لأنهما كانت تحت سيطرتها في زمن ما؟

المحمرة محمرتنا يا عراقيين
قال عباس العزاوي” المحمرة في الجانب الشرقي من شط العرب وتبعد عن كردلان جنوبا نحو ثماني ساعات. وتقع على يمين نهر كارون بالقرب من مصبه. وبقربها أطلال قرية بهذا الاسم وفيها مقاطعات على هذا النهر في اليسار تمتد نحو ساعتين وفي اليمين منه نحو أربع ساعات. وهذه البلدة حديثة العهد بنيت نحو سنة ١٢٣٦ ه‌ وتم بناؤها نحو سنة ١٢٤٠ ه‌. وتليها جزيرة الخضر وتمتد إلى ساحل شط العرب حتى الخليج وهي محصورة بينهما بين نهر بهمشر وكارون. وفي غربي هذه الجزيرة (جزيرة المحلة) في نفس شط العرب. وكلها كانت للعراق فصارت إيران تطالب بها من جراء أن هذه العشيرة (قبيلة كعب) تريد أن تكون بنجوة فإنها تميل تارة إلى إيران وأخرى إلى العراق فكلما رأت تضييقا من جانب صارت إلى الآخر. وقبيلة كعب قديمة ، ومعروفة. كانت في العراق فمالت إلى أنحاء المحمرة وجزيرة الخضر وجزيرة المحلة والفلاحية. ولا تزال منها مجموعات كبيرة في العراق. قامت على أطلاق المشعشعين ، وحلّت محلّهم في الحكم على الحويزة. انقادت لإيران أو أن إيران اكتفت منها بالقليل. ومحل إمارتها الفلاحية. والإمارة كانت للشيخ جابر. وكانت إمارة كعب قبله بيد (البو ناصر) إلا أن نشاطها في أيام جابر هو الذي مكن إمارتها. وتوفي سنة ١٢٩٨ ه‌ فخلفه الشيخ مزعل. وتوفي سنة ١٣١٥ ه‌ ، فخلفه الشيخ خزعل وطالت مدة إمارته واكتسبت استقرارا. وإن دولة إيران سخطت عليه وعلى أمراء آخرين فانتزعت الإمارة منه في ٢٠ نيسان سنة ١٩٢٥ م وبقي في حجر إيران إلى أن توفي في ٢٦ مايس سنة ١٩٣٦ م. “. (تأريخ العراق بين احتلالين7/48).
قال عباس العزاوي” كان يوجه اللوم على الوزير علي رضا باشا من جراء أنه لم ينظم إدارة المحمرة ويجعلها منقادة للبصرة مما أدى إلى دوام النزاع”. (تأريخ العراق بين احتلالين7/50).
ذكر ابن خرداذبة” من البصرة الى عبّادان اثنا عشر فرسخا، ثم الى الخشبات فرسخان، ثم تصير الى البحر فشطّه الايمن للعرب وشطّه الايسر لفارس وعرضه سبعون فرسخا وفيه جبلا كسير وعوير وعمقه سبعون باعا الى ثمانين باعا، ومن الخشبات الى مدينة البحرين فى شطّ العرب سبعون فرسخا واهلها لصوص يقطعون على (53) المراكب ولا زرع لهم ولهم نخل وابل”. (المسالك والممالك/60). وقال الشريف الادريسي” البصرة مدينة عظيمة لم تكن في أيام العجم وإنما اختطها المسلمون في أيام عمر ومدنها عتبة بن غزوان وبغربيها البادية وبشرقيها مياه الأنهار منفرشة وهي نيف على مائة ألف نهر يجري في جميعها السماريات ولكل نهر منها اسم ينسب إلى صاحبه الذي احتقره أو إلى الناحية التي يصب فيها وهي في استواء من الأرض لا جبال فيها ولا بحيث يقع البصر منها على جبل وفيما حكى احمد بن (أبي) يعقوب صاحب كتاب المسالك والممالك أن البصرة كان فيها سبعة آلاف مسجد ونيف وأما الآن فأكثرها خلاء وما بقي منها إلا عمارة ما دار بالمسجد الجامع الذي فيها وحكى بعض التجار المسافرين إليها أنه اشترى التمر بها في عام ستة وثلاثين وخمسمائة خمسمائة رطل بدينار”. ( نزهة المشتاق1/384).

أحلى الأماني في عودة حدود العراق الى العهد العثماني
قال عباس العزاوي” دام تحديد الحدود إلى نهاية سنة ١٢٦٨ ه‌ ـ ١٨٥١ م. من أيام نجيب باشا إلى أيام نامق باشا الكبير ومن ثم اشتدت الحالة فحدثت الحرب مع روسيا فوقف العمل ولم يتقرر الحد بين إيران والعراق. وقبيل الحرب العامة الأولى أي في سنة ١٩١٣ م أعيد النظر في التحديد فلم يسفر عن نتيجة حاسمة. وإذا كانت الحدود لم تحسم لحد الآن فقد ترك لنا هؤلاء الأفاضل معلومات جمة لما يتعلق بالقطر في مختلف أوضاعه إلى أيامهما. وهذه لم تظهر في حينها. وإنما كشفت عنها الأيام. وحبذا مثل هذه ولم نر إلا القليل من نوعها. ومن جهة أخرى جلت عما يجاور الحدود العراقية من أصقاع وعشائر بحيث لم يبق خفاء وزال الإبهام ومن ثم عرفنا الأوضاع فانكشفت انكشافا تاما. وفي أيام الدولتين الحاضرتين تم التفاهم من طريقه وجرت محاولات لتحديد الحدود وأن ينهي أمرها ، فلا يبقى نزاع أو ما يسمى بالنزاع فقد ترك الفريقان الآمال أو لم يجدا ما كان يشعر به من كان قبلهما فحصل التفاهم. ولم يشأ أحد أن يعيد التجربة. وهل رأينا من كتب مثل ما كان كتب في تقرير درويش باشا وخورشيد باشا بأمل اتصال المعرفة إلى أيامنا؟ لم نقف على شيء من ذلك أو لم يظهر. ومن جهة أخرى لم نعثر على ما كتبه الإيرانيون في تحديد الحدود لتعرف وجهات النظر ، أو ما توسع فيه كل فريق كما أنهم لم يكتبوا عما جرى في هذه الأيام”. (تأريخ العراق بين احتلالين7/97).

بغداد في رؤية الأمجاد أرم ذات العماد
ذكر عصام الدين العمري” بغداد هي ارم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد. طيبة الماء والهواء، التي اتفقت على لطافتها الآراء. ذات حدائق وجنان، تسمو سبا وسائر البلدان. فهي البلدة الطيبة، والعروس المتحببة. قصورها مشيدة، وأوقاتها سعيدة. كلها أعياد ومواسم، وثغورها بالإقبال بواسم. قد جمعت من الحسن والإحسان. ما يربو بلطافته فردوس الجنان. قد زادتها دجلة حسناً بانخفاضها، وخدمتها بما أودعته في جداولها وحياضها. تمير ماءها تحت البيوت والقصور. وتقبل بشفاه الأدب أقدام تلك البروج والثغور. فمرة تصفو فتزيل الكمد، وأخرى تربو فتنسج على وجهها الزرد. وهي خادمة الرصافة، تنمو على ماء السماء باللطافة. وهي ذات مروج وأزهار، وجنات تجري من تحتها الأنهار. قد حفتها أيدي الملاحة. وزفتها بأنواع الانفراد وأصناف الرجاحة فكل بقعة منها تحكى بأزهارها النضار، وكل مليح فيها يخجل بقوامه الغصون وبملاحته الأقمار”. (الروض النضر3/68).

قرة العيون في بغداد خاتون
ذكر ابن بطوطة” لما استقل السلطان أبو سعيد بالملك أراد أن يتزوج بنت الجوبان وكانت تسمى بغداد خاتون وهي من أجمل النساء وكانت تحت الشيخ حسن الذي تغلب بعد موت أبي سعيد على الملك وهو ابن عمته فأمره فنزل عنها وتزوجها أبو سعيد كانت أحظى النساء لديه والنساء لدى الأتراك والتتر لهن حظ عظيم وهم إذا كتبوا أمراً يقولون فيه عن أمر السلطان والخواتين ولكل خاتون الكثير من البلاد والولايات والمباني العظيمة وإذا سافرت مع السلطان تكون في محلة على حدة وغلبت هذه الخاتون على أبي سعيد وفضلها على سواها وأقامت على هذه مدة أيام، ثم تزوج امرأة تسمى بِدلشاد فأحبها حباً شديداً وهجر بغداد خاتون فغارت لذلك وسمّته في منديل مسحته به بعد الجماع فمات وانقرض عقبه وغلبت أمراؤه على الجهات كما سنذكره. ولما عرف الأمراء أن بغداد خاتون هي التي سمته أجمعوا على قتلها وبدر لذلك الفتى الرومي خواجة لؤلؤ وهو من كبار الأمراء وقدمائهم فأتاها وهي في الحمام فضربها بدبوسه وقتلها وطرحت هنالك أياماً مستورة العورة بقطعة تليس واستقل الشيخ حسن بملك عراق العرب وتزوج دلشاد امرأة السلطان أبي سعيد كمثل ما كان أبو سعيد فعله من تزوج امرأته”. (رحلة ابن بطوطة1/175)
بغداد بنت جوبان: هي بنت جوبان أمير أمراء أبي سعيد بهادر وقد قتل أبو سعيد بهادر أخاها ثم قتل أبوها وأخويها على يد حاكم هراة، وتزوج أبو سعيد بهادر من بغداد خاتون وكانت أجمل النساء وتحت الشيخ حسن فطلقها الشيخ حسن وتزوجها، وكانت أحظى النساء لديه حتى قتلت أبا سعيد بهادر لأنها هجرها فقتلها الشيخ حسن وجلس على العرش (رحلة ابن بطوطة 152).

البصرة والكوفة
ذكر ابن عبد ربه ” الأصمعي قال: البصرة كلها عثمانية، والكوفة كلها علوية، والشام كلها أموية، والجزيرة خارجية، والحجاز سنية، وإنما صارت البصرة عثمانية من يوم الجمل؛ إذ قاموا مع عائشة وطلحة والزبير؛ فقتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقيل لرجل من أهل البصرة: أتحب عليا؟ قال: كيف أحبّ رجلا قتل من قومي من لدن كانت الشمس هكذا … إلى أن صارت هكذا … ثلاثين ألفا. والكوفة علوية، لأنها وطن علي رضي الله عنه وداره والشام أموية، لأنها مركز ملك بني أمية وبيضتهم. والجزيرة خارجية، لأنها مسكن ربيعة، وهي رأس كل فتنة، وأكثرها نصارى وخوارج، ومنازلهم الخابور، وهو واد بالجزيرة”. (العقد الفريد7/275).
القول بخراب البصرة. العجم يضربون الناس بالسياط ولا تسمع غير العياط
ذكر عثمان بن سند البصري الوائلي” أظهر مصطفى باشا محبة العجم (الفرس) في الباطن، فأرسل الى مستلم البصرة (سليمان بيك) يخبره ان المدد من الدولة (العلية) بعيد جدا، فأمره أما أن يصالح العجم، أو ان يسلم البصرة لهم، وكتب خلاف الواقع الى الدولة العلية: إنا تصلحنا مع العجم، وإنهم رفعوا عساكرهم عن البصرة، فلما سمع أهل البصرة هذا الخبر، أيقنوا أنهم آلا الى التلف، فخرج أعيان البصرة الى (صادق خان) رئيس عرضي العجم، وطلبوا منه الأمان على النفوس والأعراض، وأباحوا له ما سواها، فدخل البصرة وأباحها أياما، وعمل فيها هو وعسكره من الهتك (اغتصاب النساء) ما لم يسمع به في ملة قط، وهذا خلاف المعاهدة، وسب أصحاب النبي (ص) على المنابر، ونودي بـ (حي على خير العمل)، وهرب العلماء، وصار العجم يضربون الناس بالسياط والعصي لأجل المغارم، وكل يوم يزيد البلاء الى خربت البصرة وفرٌ أهلها”.(مطالع السعود/258). وأضاف بأن نفس العجمي سولت له غزو المنتفك” فلما وصلها اتفق أن قابله ثلاثون فارسا من فرسان المنتفك فنشب القتال بينهم، فصبر الثلاثون فارسا صبر الكرام، فكانت الهزيمة على جيش العجم في موضع يسمى الفضيلة قرب الفرات، فرد الله كيد العجم في نحرهم، حيص خذلهم الله بثلاثين فارسا، فرجع العجمي الى البصرة، وكانت مع العجم قبيلة كعب الروافض”. (مطالع السعود/259).

ليسا من الجيرة، الصين والهند وملوك الحيرة
قال النويري” هذا الوقت، وكانت مراكب الهند والصين ترد على ملوك الحيرة فيه. قال: والموضع الذى كان يجرى فيه بيّن إلى زمن وضع هذا الكتاب، يعنى «كتاب مروج الذهب» وهو في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، ويعرف بالعتيق، وعليه كانت وقعة القادسية. وطول الفرات من حيث يخرج عند ملطية إلى أن يأتي ما يأتي منه إلى بغداد ستمّائة فرسخ وثلاثة وعشرون فرسخا، وفى شطّه مدن فى جزائر تعدّ من أعمال الفرات، وهى الريسة، والناووسة، والقصر، والحديثة، وعانات، والدّالية”. (نهاية الأرب1/267).

ما قاله الأخيار عن ملوك سنجار
قال ابن سعيد الأندلسي” بنو العبيد ملوك سنجار والحضر من بلاد الجزيرة. وقد ذكر ابن إياس صاحب تاريخ الموصل أنهم ينتسبون إلى بني سليح. قال: والعبيد هو ابن الأبرص (بن عمرو) ابن أشجع بن سليح بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة. كانوا في خلق كثير بالجزيرة”. (نشوة الطرب/179). قال الاصطخري” وامّا سنجار فأنها مدينة في وسط برّيّة ديار ربيعة بقرب جبل ينسب الى سنجار وبها نخيل وليس بالجزيرة بلد به نخل سوى سنجار الّا ان يكون على الفرات وبهيت والانبار وتلّ أعفر”. (المسالك والممالك للأصطخري/73). قال المقدسي” اما ديار ربيعة فقصبتها الموصل ومن مدنها الحديثة معلثى الحسنيّة تلّعفر سنجار الجبال بلد (أذرمة برقعيد) نصيبين دارا (كفر توثا) راس العين ثمانين، واما ناحيتها فجزيرة ابن عمر ومدنها (فيشابور باعيناث ) المغيثة الزّوران”. (هامش أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/137). ووصفها القزويني” مدينة مشهورة بأرض الجزيرة بقرب الموصل ونصيبين، في لحف جبل عال، وهي طيبة جداً كثيرة المياه والبساتين والعمارات الحسنة كأنها مختصر دمشق، وما رأيت أحسن من حماماتها. بيوتها واسعة جداً وفرشها فصوص، وكذلك تأزيرها، وتحت كل أنبوبة حوض حجرية مثمنة في غاية الحسن، وفي سقفها جامات ملونة الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض على وضع النقوش، فالقاعد في الحمام كأنه في بيت مدبج. قال أحمد الهمذاني: إن سفينة نوح، عليه السلام، نطحت جبل سنجار بعد ستة أشهر وثمانية أيام، فطابت نفسه، عليه السلام، وعلم أن الماء أخذ في النضوب فقال: ليكن هذا الجبل مباركاً! فصارت مدينة طيبة كثيرة الأنهار والأشجار والنخل والأترج والنارنج. وحكي أن جارية السلطان ملكشاه ضربها الطلق بأرض سنجار فقال المنجمون: إن كان وضعها لا يكون اليوم يكون ولدها ملكاً عظيماً! فأمر السلطان أن تجعل معلقة، ففعلوا فولدت السلطان سنجر، فسموا المدينة باسمه، وكان ملكاً عظيماً كما قالوا”.(آثار البلاد وأخبار العباد1/393).

ضحى عبد الرحمن
تشرن اول 2023

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.