الشيطان يعظ … بين القائد و(القواد) وهيمنة قيم الدعارة !!!

يبدو أن سوريا كانت بلد ايديولوجيا (الوعظ الشيطاني) الذي يـتأسس أسلوبيا على ما يسمى في علوم البلاغة علم ( الدلالة المعاكسة للجملة ) أو ماسمته الباحثة الأمريكية ليزا وادين بالسيطرة الغامضة القائمة على تقدبم الواقع السياسي المصنوع ايديولوجيا واسديا والمرغوب تمجيديا (تعظيم الحاكم) كما ولو أنه واقع بالفعل ….

walifaqihأي اعتبار الواقعي دائما عقلانيا مادام قائما ومطاعا ومسيطرا، بينما الشطر الثاني من مقولة هيغل هذه ( أن كل ما هوعقلاني هو واقعي، فهو شطر مرفوض قطعيا بوصفه مؤامرة ، بل ومؤامرة كونية كما يقدم الخطاب الأسدي الثورة السورية، الذي مآله يتمثل بإحلال (الشيطان) محل (الله )، حيث يلبس الشيطان مسوح المتنسك الواعظ المتعبد، تلك الصورة التي توجت في صورة (حسن نصر الله ) كوريث لتاريخ العقل الشيطاني لحزب لبعث عبر الوعظ ( المقاوم)، بغض النظر عن أداءات البعث عن (العلمانية )، وذلك بعد دمج الطائفية بالعلمانية وفق المنظور الباطني (العلوي ) وعبرالتقية الشيعية وفق موسى الصدر والخاميني، اللذين أعطيا الأسد المؤسس الشيطاني للطغيان الأقلوي الهمجي شرعية أقل أقلوية وهي الشرعية الشيعية الإيرانية ..

.كما نشاهد اليوم صورة المقاومة الشيعية بقيادة إيران تجاه المجازر في غزة، حيث بعد دمار غزة نسمع صوت (الضمير الديني للرئيس الإيراني بعد مرشده خامنئي ) يتذكرون أن غزة مسلمة !!…
تلك هي الإشكالية المركزية لرواية نجيب محفوظ : (الشيطان يعظ ) ، حيث فتوات الحارات يتصارعون على الزعامة على الحارات وكسب المؤيدين واللاجئين إليهم من ظلم بعضهم بعضا، لكنهم يتوحدون حول هدف واحد، وهو الافتراس الشيطاني لشرف المواطن ابن الحارة تحت مظلة حماية مظلومية الرعية وشرفها وحمايتها من فتوة حارته.
..
لكن نجيب محفوظ كان دائما يوحد بين (القيادة والقوادة ) في ظروف الاستبداد الشرقي الذي دائما يسعى للالتحاف بشرعية المقدس ….إلى الحد الذي تغدو فيه الحارة عالما محكوما أبديا بالظلم الشرقي الذي يبلغ حد تأبيده الميتافيزيقي (إلى الأبد أو تحرق البلد) …والمآل فإن الخنوع للسلطة المستبدة لا تعني إلا ( الدياثة ) للحاكم ..

.وأنه لا ملاذ من مغادرة هذا العالم الفاجر بتوحشه الغريزي البدائي ، الذي لا يمكن إلا وأن يكون عاقرا إنسانيا وأخلاقيا لتركه عاقرا يأكل بعضه بعضا، حيث لا يقدم له أطفال جدد كقرابين لمقدسه الشيطاني الواعظ بالقيم الوطنية لافتراسهم وحشيا اسديا …يجب انقاذ المملكة الإنسانية من الوحوش الشياطين في زي المتنسكين اللابسين مسوح المقاومة على الطريقة الإيرانية وثلاثيها ( أسد –مالكي –نصر اللات الشيطاني ) وإلا لا خيار أمام الفرد الذي يتقبل التعايش مع هذه النماذج الملوثة والملتاثة سوى ( الدياثة والقوادة ) عند بيت الأسد وشبيحتهم ومواليهم الأقلويين الإباحيين باسم شرعية (نكاح المتعة ) والنضال من أجل أهل البيت الطائفي..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.