الحويجة ليست مدينة اسرائيلية ياسادة

ليس لأولاد الملحة غير الدعاء الى رب العزة ليحفظ الشعب العراقي من “ايدز” الطائفية، وليس لهم ايضا سوى الدعاء بان يكون الجيش المصري قدوة للجيش العراقي حين رفض الاوامر باطلاق النار ضد اول تظاهرة قلبت نظام الحكم هناك.

معقولة حكومة بطولها وعرضها تعجز عن حل مشكلة ناس الانبار وبعدهم ناس الحويجة؟

اية حكومة “ديمغراطية” تأمر جلاوزتها باطلاق النار على المتظاهرين أي كان انتمائهم المذهبي.

لنفترض جدلا ان بعض المتظاهرين وهم من المشاغبين بالتأكيد ساهموا في استشهاد رجل امن ولنفترض كذلك ان بعضهم يحمل السلاح اما دفاعا عن نفسه او غاية في نفس يعقوب؟ فهل يعقل ان تكون قوات الامن مشاكسة مثلهم وترد عليهم باطلاق النار وقتل العشرات من المتظاهرين كما حدث في الحويجة امس؟.

هل لأن اهالي الحويجة شقوا عصا الطاعة في نظر اولياء امورنا حتى يعاقبوا بالموت؟.

الا يكفينا هذا الموت اليومي لتأتوا وتزيدوا هموم الفقراء المطالبين بحقوقهم؟

ألم تتعظوا من تجارب الماضي؟ ألم تشبعوا من مص الدماء؟ ألم يستقيظ ضمير احد الولاة ليقول كفى فالذي سرقتموه يزيد عن حاجتكم فلا اقل من ان تلتفوا الى الشعب الذي لم يجد التاريخ اكثر معاناة منه؟.

امامكم تجربتان ايها السادة.. التجربة المصرية وكيف سقط مبارك مابين ليلة وضحاها رغم اعتراضنا على الذي آتى بعده، ثم التجربة السورية حين تكالبت ومازالت قوى الشر على قتل الناس واستنزاف ما بقى لديهم من قوة واصرار.

اذا كانت غايتكم ان تقلصوا عدد السكان الى 7 ملايين فقط لظنكم ان الساحة ستكون لكم فقط فستكونوا في منتهى الغباء لأن هؤلاء سيثورون عليكم ايضا حين يجدوا انكم غير اهل للقيادة.

طيلة 10 سنوات وانتم تسرقون خزانة الدولة ولعبتم بالعراق “شاطي باطي” وحان الوقت ليرجع كل واحد فيكم الى مضجعه في بلاد المهجر، وهناك سيتتذكرون كم كانت نتيجة النجاة والسلامة رائعة بعد ان اتخم حسابكم بالدولارات الامريكية.

لا يعتقد اولاد الملحة ان الزمن سيتيح لكم 10 سنوات اخرى للسرقة ولا تظنوا ان هذا الشعب يتفرج فقط على بلاويكم.. اصبروا قليلا وستجدون مايسركم.

الحويجة ايها السادة ليست مدينة اسرائيلية تفرغون بها حقدكم والذي حدث بالامس سيبقى في ذاكرة كل عراقي شريف.

ناس الحويجة في معظمهم ليسوا طائفيين ولم يرفعوا شعارا طائفيا في احتجاجهم الذي مضى عليه اكثر من 3 أشهر.. فقط كانوا يبغون ان تلتفت الحكومة الى مطالبهم وتجيد فن الاصغاء لما يقولون.

ناس الحويجة ايها السادة ليسوا قادمين من كوكب آخر ولا يغرنكم مايقولوه مستشاريكم من ان هؤلاء اعداء النظام ومتطرفون مذهبيا.

هل عدمتم وسيلة لتخاطبوا بها شعبكم غير اطلاق النار.

لشد ما يكره اولاد الملحة من يقول انا شيعي او انا سني او تركماني او كردي ويهتفوا في كل مكان يصلون اليه “قولوا نحن عراقيون ولتذهب الطائفية الى الجحيم”.

الطائفية بكل اشكالها تورث الخراب والدمار والحروب المجنونة.

اولاد املحة ليسوا طائفيين وليسوا مع ذلك “الابله” الذي يدس السم الزعاف وهو على المنبر حين يقول”انتخبوا من اراد ان يعلوا كلمة الامام علي على كل شيء” ويقول ايضا”من كان يصدق اننا نردد اسماء آل البيت دون خوف من السلطة”.

هذا الرجل كذاب حتى اخمص قدميه وحاشا لآل البيت ان يكونوا قدوة للكذابين ومنهم بعض رجال الدين.

حكّموا العقل قبل ان تمتد الشرارة الى المنطقة الخضراء.

فاصل تذكيري:في يوم من الايام قال السياب في “أم البروم” البصرية

مدينتنا منازلها رحى ودروبها نار

لها من لحمنا المعروك خبز فهو يكفيها

علام تمد للأموات أيديها وتختار

تلوك ضلوعها و تقيئها للريح تسفيها

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.