الحدث في بلاد الطيبين

atala

منير عطالله في مطعمه بأوتاوا

الموضوع: منير عطا الله.

المناسبة: منير عطا الله وقع عقدا لبيع المطعم الذي يملكه في غرب المدينة، واسمه، نيوبورت.

يقول كن غراي: «في منير (مو) تجد أفضل ما في كندا. لقد جاءه النجاح من جهده الشديد ومن سخائه ومن دفء قلبه، وكلها ميزات لا تجارى. يعرف كيف يصغي للناس ويساعد الكثيرين من دون أن يعرف أحد بذلك».

إنه حاضر دائما لأصدقائه، في الأوقات الطيبة والعصيبة. إنه رجل أعمال ورجل إحسان، وكندي جديد، ناجح ووطني ورجل عائلة وصديق، وملك في منطقته وأبعد منها. سوف تكون أوتاوا مدينة أقل عندما ينتقل مو من هذا المطعم. إنه الرجل الذي منحه رئيس الوزراء شهادة «باني أوتاوا لهذا العام» وجائزة «رجل أعمال أوتاوا لهذا العام».

يتساءل الكاتب كم بلغ مجموع التبرعات الخيرية التي قدمها منير عطا الله خلال ربع قرن، ويجيب أنها فوق المليون. وأنا أعرف شيئا لا يعرفه كن غراي، وهو أن ديون منير عطا الله على المطعم، تفوق أيضا المليون دولار. ولكن؟ لكن، ماذا؟ لكن الحمد لله. إلى هذا المطعم البسيط تأتي جميع الشخصيات الكبرى، من الحاكم العام إلى رئيس الوزراء إلى المفوض السامي البريطاني. وإحدى الزائرات الشهيرات كانت والدة بيل كلينتون.

يأتي الكنديون إلى «نيوبورت» لأن صاحبه طيب وبسيط مثلهم. ولأنه لا يتحدث في السياسة ولا يمارسها ولا يدعم الحزب الحاكم أو المعارض بل يدعم كندا التي جاءها في حرب لبنان فازعا وقرر ألا يخرج من بساطتها إلى أي مكان.

فقط في عاصمة مثل أوتاوا يعتبر انتقال ملكية مطعم يقدم البيتزا حدثا تغطيه الصحف والتلفزيون والإذاعات. الحدث ليس في حجم الصفقة المادي بل في النموذج الإنساني الذي بناه صاحبه بلا كلل. عندما أقوم بزيارة شقيقي منير أجد أنها الحالة الوحيدة التي تتفوق فيها شهرة المطاعم على شهرة الصحافة. وفي مطعمه البسيط التقيت شخصيات كنت أقرأ عنها في الصحف.

مرتين في العام يفتح «نيوبورت» أبوابه طوال اليوم لفقراء الحي. يقوم على خدمتهم سيناتور المنطقة ونائبها ورئيس الإطفائية ويغسل ضباط الشرطة والصحافيون الصحون. وكل عام يرتفع عدد طالبي الانتساب إلى المشاركة في الخدمة، لكن المطبخ صغير، ولم يعد من فرصة عمل سوى الخدمة على الطاولات.

دعيت مرة إلى محاضرة في أوتاوا، وشعرت من طريقة الاستقبال كأنني قادم من المريخ. فقد كان الطلاب مهتمين في شيء واحد: هل أنا حقا شقيق مو عطا الله؟

About سمير عطا الله

كاتب صحفي لبناني الشرق الاوسط
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.