التاريخ ومفهومه لأجل الحاضر والمستقبل؟

abdelrahmansharafان مفهوم التاريخ يٌختلف عليه في الأوساط العلمية والمعرفية ويُختلف عليه في المدارس المتعددة وفي النقاشات والمناظرات. فالتاريخ هو مثله مثل الحقيقة ومثل تعاريف كثيرة لا يٌمكننا الجزم بها كالحرية والحٌب والعدالة. يبقى لهذه تعاريف متفاوتة عند كل جماعة وكل شعب وأمة.
والذي يٌسجل التاريخ ايضاً شخصيات متفاوتة في الرؤية والفكر وقوة النقد والملاحظة والتسجيل تتفاعل هذه الشخصيات مع الحدث بشكل نفسي والآراء والرؤى في ذلك الزمن بنظرتهم.
قد يكون هذا التاريخ لدين معين او علم ونظريات او احداث معارك وغزوات واحداث شخصيات كانت تُشكل نفوذ ومؤثره في عصرها
ان مٌحاولتنا لاستقراء الماضي ومحاولة استرجاع أحداثه. فهذا ليس بالأمر الخاطئ.
لفهم الماضي وتاريخ الشعوب والأحداث التي كانت تحصل. ولكن المشكلة التي نُواجهها هي عندما نرث فكر من التاريخ يشكل مشكلة في عصرنا يختلف الافراد في هذا الفكر ومناقشته ومعرفة دوافعه واسبابه التي أدت لإنتاجه. ويكون انقسامنا على هذا الفكر وخوفنا من تركه او الغائه في حال كان مٌقدس أو مبني على الدين المقدس. او الذي اسسه له هالة مقدسه عند الجماعة التي أنتج لها هذا الفكر.
لكننا بكل الحالات لن نستطيع الٌحكم بشكل مطلق على حقيقة صحة هذا الفكر لان الكاتب أو المفكر الذي أنتجه. أو النبي بعدما كتبوا من بعده اتباعه؟ لأنهم لن يستطيعوا توصيل لنا حقيقة الحدث والتاريخ لأننا كأشخاص نبقى غير كاملين. وان حقيقة الحدث في معظم الحالات تٌحرف لان الذي يملك القوة دائماً يصوغ الحقائق كما تناسبه.
وهنا نأتي لسؤال مهم لكي نفهم التاريخ والحقائق. من هو الذي يشكل الحدث والحقيقة هل هم الأشخاص أو العلم أم الألهة؟ وكيف تؤثر الحقائق والاحداث على وقتنا الحاضر وماهي متطلباته وماذا ينبغي علينا التشكيل للمٌستقبل لنغير لصالح البشرية والاعلاء من شأن واقعنا. في هذا المنظار بالنظر للتاريخ بهذه الأسئلة والتساؤلات سوف نتخلص من الكثير من المشاجرات واتهام بعضنا بعض بالمزايدة على الأخر. وهنا نكون ضمن عمل جماعي وهي تشغيل أفكارنا واقلمنا لا يجاد قواسم مشتركة نبني عليها لأجل معالجة الحاضر بمشاكلة ولأجل بناء المستقبل والبلدان. وإذا بقينا نتشاجر ونزايد على بعضنا البعض لن نفهم أنفسنا ولن نفهم التاريخ ولا نعالج الحاضر ومشاكله والمستقبل سيكون معدوم.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.