الانشطار الثنائي؟

abdelrahmansharafالهوية الذاتية عند الفرد العربي متخلخلة، الانتماء بهذه الهوية انتمائه لتراث جامد وايديولوجيا جامدة اصبحت ميتة لا تقدم شيء للوعي الذاتي والرقي الفردي.
الانتماء إليها بدافع إصلاحها واحيائها من الجمود والركود بصيغة جديدة لن يفيد المعنى الذي نحلم به وكل فرد يحلم به بطبيعته وشوقه وغريزته وهو النهضة في تحقيق الوعي الذاتي عند كل فرد وممارستها في المجتمع والعالم ليجعله مكان أفضل من القرون السابقة. لربما تظهر مشاكل جديدة أخرى بتجميل التراث والايديولوجيات اسوء من التي نحن عليها الأن بهذا الوعي المحدود ضمن نطاق هذا الانتماء.
وبهذا بوسعي أن أقول إذا بقينا على هذه المسيرة بأننا نجمل الأشياء سنبقى شعوب راكدة وسيبقى الوعي الذاتي مصور ضمن الانتماء الطائفي والمذهبي والايديولوجي وليس ضمن انتماء وهوية كونية وجودية تزيد فاعلية الفرد في العالم العربي والعالم كمشارك به.
فالمعركة الحقيقية ليست بين الدين والحداثة والحضارة فقط. فعلينا أن نتجاوز بهذا القرن محدودية الله بدين ومعتقد ومذهب وتراث.
بل هي بين الفرد نفسه وتجرده من الأيديولوجيا الجامدة والهوية التي تحده إلى وعي وجودي
وبدون هذا الوعي الذاتي الكوني سنبقى شعوب راكدة ويمكنني أن أقول هنا شعوب حمقى مٌتخلفة ويصعب على نفسي هذا القول ولكنه يبقى حقيقة قائمة. يقودها انصاف القادة وانصاف الحكام وانصاف المثقفين. وسيأتي الانشطار الثنائي بشوائبه على الفرد وحقوقه ومكانته وعدالته وعلى تكوين الدولة بالمعنى الحقيقي لدورها في حال بقائنا بهذا المسار الجمعي.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.