الانتخابات النيابيّة السوريّة: من “بو”توكس إلى بنت تيميّة!!

nabilfayadNabil Fayad
كنّا مرة في طهران عام 2012؛ وتصادف يوماً أني التقيت بسيدة سوريّة كانت مسئولة بارزة في أحد الأحزاب الداخلية الجديدة. سألتها: “ما هو حزبكم؟ هل أنتم يسار أم يمين أم وسط؟ ليبراليون أم اشتراكيون أم وسط؟ قوميون أم شيوعيون؟”. أجابت بثقافة لا يمكن إلا أن ترفع لها القبعة: “لا أفهم في هذه الأمور! لو أحببت، يمكن أن أعرّفك في دمشق على من هو مختص بهذه الأمور في حزبنا”!
الانتخابات النيابيّة قائمة على قدم وساق في بعض سوريا اليوم، خاصّة دمشق. وهذا أمر رائع. إنه يثبت للجميع أن الدولة السوريّة قادرة على إجراء انتخابات نيابيّة رغم كل ما واجهته سفينة الحياة في سوريا من أنواء. لكننا كنا نتمنى، خاصة بعد أن أبعدت بعض الرموز الفاسدة ذاتها عن الواجهة السياسية السورية وانضمت إلى قافلة بعران الخليج، أن تكون الانتخابات “ملعوبة” بشكل أفضل، بالحد الأدنى للمفهوم. نعم! أين هي البرامج الاقتصادية-السياسية-التنموية-المعرفية لهذا المرشح أو ذاك؟ هل يكفي مثلاً أن تكون المرشحة فاتنة الجمال، مليئة بالبوتوكس، حتى أنتخبها؟ – دون أن ننسى بالطبع الجملة القاتلة، “معاً من أجل مستقبل أفضل؟”. وهل يكفي أن يضع أحدهم صوره حيثما يممنا وجوهنا في دمشق، مع عبارات خشبية متهالكة، دون أن ننسى العينين الزرقاوين، كي نأخذه على أكتافنا إلى مجلس الشعب؟
لفتتني إحداهن، محجبة، لا تشبه غير جدتي قبيل وفاتها بأربعة أعشار الثانية، تضع برنامجاً انتخابياً – رغم توجيهات الرسميين – يمكن اختصاره بأنها إنما تطمح إلى تطبيق الإسلام الصحيح في سوريا. وبما أنني سوري كما يفترض، وأعرف أن البلد ثلاثة أرباع وهابي [لدينا قانون أحوال شخصية قال لي عنه مفتي السعودية إنه متخلّف] وأن الإسلام مطبّق في وطننا العظيم كما لا يطبّق أي دين آخر، فأنا أعتقد أن الأخت المحجوجبة إياها إنما تريد أن تكمل علينا نعمتنا، وترضى لنا الإسلام ديناً، عبر استكمال النواقص التالية:
1 – فرض ختان النساء؛ باعتبار أن نبيّنا الكريم، صلى الله عليه وعلى آله، قال: “أشمي ولا تنهكي”.
2 – قطع يد السارق! طارت أيدي معظم السوريين…
3 – رجم الزاني والزانية المحصنين ! يا لطيف…!!!
4 – جلد الزاني والزانية من غير المحصنين!
5 – فرض الجزية على المسيحيين حيث يؤدونها وهم صاغرون؛ كما يقول إلهنا الدمث.
6 – إلزام الشباب بالجهاد، ويفضّل غزو أمريكا أولاً!
7 – إعادة أسواق النخاسة لأن العبودية جزء لا يتجزّأ من الإسلام!
8 – إعادة العمل بقانون ملك اليمين!
9 – رمي اللوطيين من فوق قاسيون… أطل يا وطني!!
10 – إلغاء العلوم المنافية للدين، من البيولوجيا إلى اللغات!
11 – إقفال آخر دار سينما بدمشق [فيها أكثر من عشرة آلاف مسجد ويقولون من أين أتى الدواعش؟]!
12 – منع النساء من الترشح لمجلس الشعب، كما يقول نبينا الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم: “ما فلح قوم ولّوا أمرهم امرأة”!
13 – تطبيق حدّ الردّة.
14 – منع النساء من الخروج إلى الشوارع، ، كما يقول نبينا الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم: “للمرأة عشر عورات، فإن تزوجت ستر الزواج عورة، وإن ماتت ستر القبر العورات التسع”…
روحي انستري الله يستر على غواليكي!!
ويقولون: بيئة حاضنة؟؟؟

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.