الاسلام الدستوري الحداثي اليوم بعد قرن من تجربة الثورة الدستورية1906.

الاسلام الدستوري الحداثي اليوم بعد قرن من تجربة الثورة الدستورية1906… عبر ممثليها الإمامين الإسلاميين : السني الإمام محمد عبده، والإمام الشيعي الميرزا النائيني… !!!!
(ملة) سيد عراقي بعمامة سوداء يفخر بأن يكون ( شبيحا لبشار أسد ) !!!…؟؟
د. عبد الرزاق عيد
في منتصف التسعينات من القرن الماضي، توافقنا مع مركز البحوث العراقي الذي قرر العودرة إلى الجذورللبحث عن بذور التنوير في فكرنا العربي والإسلامي ( التنويري) المعاصر، فوقع الخيارعلى إمامين تنويريين انعكست في فكرهما الثورة الدستورية 1906 والتي ترجمت محليا بالثورة الدستورية في عاصمة الدولة العثمانية، حيث شهدت الثورة الدستورية عام. 1908
اتفقنا على أهم رمزين للاسلام التنويري الدستوري في العصر الحديث، أي الاسلام السني وهو الإمام محمد عبده شيخ الأزهر ومؤسس عمقه التنويري الاعتزالي والإسلام الكوني العالمي المتكيف مع نظرية ( دوران الأحكام بدوران الزمان ) ، أي الاسلام الذي يتكيف مع قوانين العالم ولا يجبر أحدا على التكيف مع شروط زمانه وأحداثه وذلك فق قاعدة ( أسباب النزول) …
والإمام الثاني الشيعي النائيني الذي أنتج غب ثورة المشروطة ( الدستورية) في ايران سنة 1906 كتابه ( ولاية الأمة على نفسها )التي رفض فيها أية ولاية لاهوتية معصومة بعد المعصومين ( الاثني عشر)، حيث ما بعد هم حتى عودة المهدي المنتظر، لا تصح أية ولاية سوى ولاية ( الأمة على نفسها )، بدون أية مرجعية وصائية فقهية أو تفسيرية، ملتقيا جوهريا مع فكرة الإمام محمد عبده حول العودة المباشرة للمؤمن العارف للغة الكتاب المقدس، إلى نص الوحي دون مفسرين أو ولاية الفقهاء على تفسير و فهم النص الالهي المرسل لكل الناس كافة دون وسطاء وسماسرة …. !!!
أي الغاء سلطة ( طبقة الاكليروس) وفق منظومة الاصلاح الديني البروتستانتي ( اللوثري)، الذين كانوا يعتبرون أنفسهم مختصين بالمعاني الإلهية دون الناس الذين عليهم أن يخضعوا لسلطتهم الفكرية والعقلية في فهم النصوص، كما يفعل (المتأسلمون) حتى اليوم بمثابتهم اختصاصيين ( بالكيمياء والفيزياء الإلهي ) المقدس …
وضعنا كتابنا حينها ( محمد عبده إمام الحداثة والدستور) منذ عقدين تقريبا ، ولم يتح للكتاب الانتشار عربيا ، لأنه استوعبته السوق العراقية بعد اقرار المركز أن تكون أسعار كتبه أسعارا رمزية لأهداف تنويرية تتيح للفئات الدنيا الفراءة والاطلاع ….
منذ قيام ثوراتنا ( الربيع العربي) ونحن نفكر بما يمكن أن يقدمه الفكر الاسلامي التنويري الدستوري (الليبرالي) كامتداد للإمامين ( عبده والنائيني )، قكانت خيبتنا كبيرة، حيث ظهر ( الاسلام السياسي الأخواني عبر القيادة الفكرية والإعلامية لقطر (العظمى!!!) في قناة الجزيرة، بعد أن كرست الشيخ القرضاوي ( داعية قتل المرتد ) منذ الستينات كقائد للفكر العربي الإسلامي عالميا ، إذ الدعوة إلى قتل الناس على معتقداتهم تجاوزها العالم منذ العصور الوسطى ، حيث يبدو أنه هو (المرتد ) الأكبر فكريا عن الفكر الانساني ، بل حتى عن أستاذته ومشايخه ( الإمام محمد عبده ) الذي رفض مبدأ ( التكفير والردة ) بأي وجه من الوجوه ….
تفاءلنا بإسلام مدني دستوري تنويري مع الراحل الصديق ( نصر حامد أبوزيد المصري والأستاذ الدكتور الصديق محمد شحرور السوري)، لكن الأول استغرقته الأكاديمية النظرية التجريدية، والثاني أغرقته الاجرائية الشعبوية للفكر الديني اليومي ، فبدا وكأنه فقيه يدافع عن مذهبه في القراءة والتفسير والافتاء …
انتقلنا للجيل الذي يأتي بعد الدكتورشحرور ونصر ابي زيد، فدهشنا بالعلم الموسوعي و الذاكرة الحافظة الأسطورية لعدنان ابراهيم ، لكن ما فا جأنا وأدهشنا بالمقابل أنه يغرق حتى النخاع في فهم الماضي والتاريخ، وفق ما فهمه الأقدمون محافظا على طزاجته الانحيازية التد ينية الشعبوية الساذجة ، خصوصا في فهمه لدلالة الجذرالأكبر الذ لا يزال جتى اليوم يشق العالم الإسلامي، دون أن نرى أي أثر للتفسير التاريخي العلمي السوسيولوجي لابن خلدون الذي يقدم السيد الدكتورعدنان مداخلات رائعة عن ابن خلدون ، دون أن يستقيد من منهجيته التاريخية في فهم التاريخ العربي، فظل يراوح في فهمه للتاريخ والتراث وفق مفاهيم ( الملل والنحل ) والتفسير الغيبي الديني والأخلاقي الوعظي، سيما في امتداحه لعلي وشتمه ولعنه لمعاوية …..بدون أية لمسة تاريخانية حداثية ترى الأزمة في تاريخانيتها وليس في غائيتها الوجدانية …
لكن الخيبة الأعظم في الجيل الثالث ( حسن فرحان المالكي) السعودي المعجب بمحور المقاومة والممانعة، حيث محور إيران الفارسية المزدكية المغلفة بإسلام زائف والمموه باسلام طائفي عائلي محكوم بالقرابة ( المصاهرة) مع البيت العلوي، معجب بداعية الولي الفقيه اللبناني ( نصر اللات ) الذي لا يخجل من إعلانه الانتماء لولاية الفقيه الفارسية، و مع ذلك فإن شيخنا السعودي لا يكتفي بالاعجاب به كبطل مقاوم ، بل الإعجاب بالوثنية الأسدية لابن الأسد الذي يعتبره ( مسلماسنيا !!! )
وثالثة الأثافي للجيل الاسلامي الثالث الحداثي مدعي ( العلمانية الإسلامية ) وهو السيد إياد جمال الدين العراقي المعمم بقداسة عمامة ( السواد : الأظلم ) الذي طالما أعجبنا بفكره التنويري والحداثي ومنحاه الديني الكوني الصوفي الذي يفيض على الكون والبشر حبا وروعة ، فإذا بصاحب العمامة السوداء ( الظلماء) العراقي ، يشتم نفسه بأكثر مما يسمح لنا ضميرنا المحب له ، فيسمي نفسه أنه ( شبيح لبشار الأسد ) لن نهينه أكثر من هذه الإهانة لنفسه …!!!؟؟؟

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.