اعلام المقاومة

jawadaswadعلى مدى 40 عاما كان الاعلام العربي عموما و اعلام دول الشرق الاوسط موظفا لخدمة المقاومة و اعلامها و عن جهل او علم وصل حد التمجيد بالمقاومة الاسلامية بلبنان الى حد التأليه و اخليت الساحة لقنوات برزت من رحم تلك المقاومة لتصور المقاومة على انها فعل الالهي معصوم لايجوز المس به
وكما الساحة الاعلامية للمقاومة اقتصرت فقط على شيعة لبنان ايضا ساحة ما يسمى بالمقاومة الاسلامية العسكرية اصبحت امتيازا شيعيا بلبنان لايحق لمن ليس من هذا الفريق ان يحمل السلاح ليتمكن الحزب من ادارة المواجهة وفق اجندته الخاصة , حتى اصحاب الحق التاريخي وهم فلسطينو 48 او 67 او حتى 73 اذا ارادوا التوجه الى شمال الارض المحتله للعمل الفدائي فعليهم المرور عبر بوابة حزب الله و وفق برنامج المقاومة المحدد من قبل ايران و حزب الله بالتنسيق مع النظام السوري
على مدى 40 عاما استطاع هذا الاعلام ان يغسل عقل المواطن العربي المتعطش للثأر من العدو الاسرائيلي ويقدم له مقاومة حزب الله على انها المقاومة الوحيدة والصادقة التي تمثل الاسلام و العروبة وهي مصدر فخر واعتزاز فبلغ الايمان بها مبلغا لا يتقبل حتى التشكيك فما ادراك بالتكفير واصبح اي سلوك مشبوه لها يجد المواطن له تفسيرا و تبريرا قبل ان يدخل هذا الشك الى استديوهات التضليل الاعلامي في المنار و الـ ان بي ان والقنوات السورية و العالم واخيرا الميادين ويعاد تدويره و فبركته بدجل و شعوذة ادعياء المقاومة هذا التأليه امتد ليشمل شخصية الامين العام فاصبح من المحرمات المساس بشخصه واي محاولة من هذا النوع تتصدى لها جماهير الحزب بالشارع تكسيرا وحرقا للاكارات و قطع لحركة المرور و تنديدا بالقناة حتى غدى مجرد التفكير بالنقد البناء امر مرعب لاي اعلامي او سياسي او حتى مسؤول فالاغتيالات السياسية الكل يجمع على انها صناعة حزب الله فالبصمات واضحة المعالم ولعل شربل خليل وبرنامجه بسمات الوطن في إل بي سي اكبر مثال على تخوف الاعلامي من ان يقترب من شخصية حسن نصر الله عندما قدم حسن نصر الله بشكل كوميدي وبعد الثورة عليه وتهديده خرج اعتذر و اعلن التوبه
هذا الحصن الاعلامي اكتسب مناعة مع مرور الايام فلم يعد من السهل اقناع المواطن ان يفتح عينيه جيدا ليرى حقيقة حزب الله و مقاومته المزيفة ولا ان يفتح اذنية و يصغى الى صوت العقل الذي اصبح مدويا و محذرا من ان هذا الحزب هو صناعة ايرانية تهدف الى تطبيع المنطقة و تطويعها لمصلحة ايران الصفوية
صحيح ان الاعلام المناهض لايران بدء اليوم ينشط و ينفض غبار الخجل و الكسل ولكنه مازال قليل الحيلة بمواجهة اعلام وقح و سفيه ومتمرس بالعهر يدعي المقاومة و الممانعة و هو بجدارة مقاوم لكل شيء ما عدا مقاومة العدو الاسرائيلي

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.