اعضاء مجلس محافظة كربلاء -كاعدين- على الرصيف

rodenyبعض البشر بائسين لأنهم فقراء لايأملون شيئا من دنياهم سوى تناول كسرة خبز تقيهم شر الجوع، والبعض الآخر ينعم بالعيش الرغيد ولكنهم يتباهون بانهم خريجوا مدرسة “الاكاذيب” المصفطة.
تخيلوا هذه الصور:
الصورة رقم 1:
دخلت الى كربلاء 50 سيارة حديثة وبعضها مصفحة ليتم توزيعها على اعضاء مجلس المحافظة والسيد الوقور المحترم الجهبذ المهندس نصيف جاسم الخطابي رئيس المجلس يحلف بعد ان يلطم امام الصحفيين بانه لايعرف شيئا عن هذه السيارات لأن ذلك من اختصاص المحافظة (على اساس هو من سكنة مريدي).
الصورة رقم 2:
هل تصدقون ان رئيس مجلس المحافظة لايملك سيارة خاصة منذ العام 2013 يتنقل بها,لقد قال ذلك اثناء اللطم حتى انه بكى وقال حين اريد الذهاب الى بغداد استعير سيارة احد الاصدقاء.
ياللمسكين ايها الخطابي.
دقيقة خطابي ،تريد تقنع الناس انت رئيس مجلس محافظة وماعندك حماية ولا سيارات مصفحة،هاي شلون دبرتها ياعيني.
الصورة رقم 3:
اذا كانت الجهة التنفيذية في المحافظة هي المسؤولة عن شراء السيارات الحديثة اليس من باب العلم ان يبلغوه بما فعلوا او هو خيال مآتة.
الصورة رقم 4:
هل تصدقون ان اعضاء مجلس المحافظة يملكون سيارات قديمة تكلف كثيرا في اصلاحها ولهذا اقدمت الجهة التنفيذية على شراء السيارات الحديثة؟..
الصورة رقم 5:
بعد ان يهدأ الخطابي من ارهاق اللطم وبعد ان اصبح قميصه الحريري بحاجة الى اعادة كوي يعترف بان “اغلب الدوائر الحكومية اشترت سيارات حكومية حديثة، و “موضوعة شراء السيارات فيها جدل ولغط كبير وقضية الفساد يجب ان نعرفها بما هي.
الصورة رقم 6:
فجأة يطل اخطبوط الوطنية من “الباينباق” ونسمع الخطابي يقول”اننا كجهة رقابية لن نقبل بهدر المال او الفساد وواجبنا مكافحة الفساد ولكن اذا كانت هناك امور لتمشية العمل وليست فيها مخالفة للقانون او التشريعات ولا تضر بحالة المواطن فلا يجب تهويلها بهذه الطريقة او هذه الالية (في اشارة الى موضوعة السيارات الحديثة) بغض النظر عن رأينا الشخصي في اننا مع او ضد هذا الموضوع لأن نحن الاكثر تضرراً من هذه الحالة”
الصورة رقم 7:
مساكين اعضاء مجلس المحافظة يصلحون سياراتهم الحكومية على حسابهم الخاص.
اويلي يابه اشكد مخلصين الشباب وحريصين على المال العام.
الصورة رقم 8:
نكتة كربلائية يطلقها الخطابي في نفس السياق بالقول” المجلس مثل المواطن الكربلائي لايعلم بوجود ال 10 سيارات التي قدمت الى كربلاء (50 سيارة وليست 10 ياخطابي) حيث اننا لم نرها ولكننا سمعنا بها، وليس لنا علاقة بالاسم او الشركة التي يحال لها أي مشروع وانما علينا مراقبة التنفيذ فالمحافظة هي رب العائلة الكربلائية!!!!”.
فاصل ضروري:ايها المعتصمون لاتقدسوا الاشخاص فالوطن هو الوحيد بحاجة الى تقديس

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.