من يفكر أننا تعلمنا من الأزمة الحالية فهو مخطيء تماما، إذ أن تجار الأزمات والمستفيدين مما حلّ بِنَا من جراء ما يجري في الوطن قد لحقنا إلى هنا في المهجر. المهجرين السورين اللذين وصلوا أستراليا مؤخراً كانت الحكومة الأسترالية قد قدمت لهم الكثير من المساعدات المادية والشخصية وتصرف لهم رواتب تكفيهم لسد الرمق ودفع الإيجار وطبعا هي ( الحكومة الأسترالية ) مشكورة جداً على هذه اللفتة الإنسانية التي قدمتها للمهجرين . بالمقابل أبناء شعبنا والمسؤولون عنا واللذين يمثلون الجالية السورية في سيدني لم يشعروا قط بحاجة المهجرين إلى المساعدة ، بل على العكس استفادوا من تدفق اللاجئين . اليوم قمت بزيارة مكتب القنصل الفخري للجمهورية السورية بحكم عملي من أجل توقيع بعض الوثائق لبعض المهجرين من أجل إتمام معاملاتهم في الدوائر الرسمية هنا وفوجئت بأن أي تصديق لأي وثيقة تكلف ٥٠ دولار بغض النظر إن كنت لاجيء أم مواطن أسترالي. ألا تعتقد يا سعادة القنصل الفخري بأن هؤلاء الناس تَرَكُوا ورائهم كل شيء من أجل حماية أولادهم من الخراب الذي حلّ بممتلكاتهم التي تركوها مرغمين وأن ما يتقاضونه من رواتب المساعدة المقدمة من الحكومة الأسترالية بالكاد يكفي لنهاية الشهر وأن هؤلاء الناس هم أولى بالمساعدة من طرفكم أنتم بكونكم تخافون على هذا الشعب المسكين وإذا كان هناك من رسم معين على توقيع أية وثائق فلتكن ١٠ دولارات فقط .
هنا يخطر على بالي قول أحدهم أنه “إذا كانت الوطنية مصدر رزق فيكثر الوطنيون”
إذا كانت الوطنية مصدر رزق فيكثر الوطنيون
