أقول لكم متى نصدقكم

يا رئيس جمهوريتنا و لو ضربت كل معسكرات الإرهاب في غزة و السودان و ليبيا و الصومال و سوريا وقطر و في كل العالم و تركت الإرهاب يستوطن الفكر و الدستور و القوانين و السياسات فكيف نصدقك أنك ستقضي على الإرهاب.حين تسردون كلاماً مرسلاً عن موضوع النسيج الواحد و الوحدة الوطنية التي لا يغلبها غلاب وأنتم تضعون شريطاً أسوداً على حافة شاشاتكم كأنكم حزانى على شهداءنا لا نصدقكم.حين تزعقون أن الإرهاب لا دين له لا نصدقكم فللإرهاب دين و تشريع و آيات يدعون أنها سماوية.حين تتجهمون و تصطنعون البكاء علينا لا نصدقكم.حين تخرج تصريحات المسئولين أن محافظاتهم بريئة من الإرهاب و أن الإرهابيين قد أتوا من خارج محافظته و كأن كل محافظة هي من الملائكة لا نصدقكم.أبداً لا نصدق تعزياتكم و لا تنديدكم و لا تبرئة دينكم مما يحدث فينا.لا نصدقكم و لا ننخدع بشيء مما تقولونه.لسنا هؤلاء السذج كما تظنون.نحن فقط محبون لأن وصية المسيح لنا أن نحب الجميع لكننا أيضاً واعون جداً لكل ما تقولون و نستطيع أن نفرز بين الزيف و الصدق لهذا فنحن حتي الآن لا نصدقكم.أقول لكم متي نصدقكم.
– إذا كافئتم دم الأقباط بحذف المادة الثانية من الدستور.فتتحول مصر إلى دولة يحكمها دستور مدني لا ديني.و ننتزع كل ما هو ديني من القوانين بالتبعية.ساعتها نصدقكم.
– إذا ألغيتم الأحزاب الدينية و منعتم كل المؤسسات الدينية من القيام بعمل سياسي نصدقكم.
– إذا تحولت جامعة الأزهر إلي جامعة علمية بحتة تؤول ملكيتها و موازنتها للدولة كبقية الجامعات و كذلك المعاهد لتكون متاحة للجميع مع تغيير المناهج الأزهرية إلي مناهج علمية ليس بها أي محتوي ديني ساعتها نصدقكم.
– إذا توقفت الدولة عن مطالبة الشيوخ الذين يكفروننا بتجديد الخطاب الديني ساعتها سنصدقكم.
– إذا صبت عوائد الزكاة فى موازنة الدولة أو فقط تكون تحت رقابة مالية صارمة تمنع الفساد فى أوجه الصرف و تحرم الإرهابيين من التمويل أو التربح ساعتها نصدقكم.
– إذا صدر قانون دور العبادة ليساوي بين الجميع و ليس قانون للكنائس يميز بين الجميع ساعتها نصدقكم.
– إذا صدر قانون ضد الكراهية من جهة مدنية و ليس الأزهر لأنه سيكون نسخة من قانون إزدراء الأديان المشبوه.ساعتها نصدقكم.
– إذا تغيرت مناهج التعليم إلى تاريخ صادق و مفاهيم عامة حقيقية و ترسيخ لحقوق الإنسان فى مصر يتعلمها الطفل ساعتها نصدقكم.
– إذا ألغى الحجاب و النقاب في المدارس و الجامعات و الإدارات الحكومية بجميع أشكالها ليعود وجه مصر المستنير سنصدقكم.
– إذا صارت كل الأبواب للترقي و التكريم مفتوحة للجميع بمعايير ثابتة مقننة لا يمكن الخروج عنها سنصدقكم.
– إذا إقتصرالتعليم الديني على دور العبادة و قنواتها الخاصة بعيداً عن الإعلام العام مع إلتزام قسرى بإحترام الآخر سنصدقكم.
– إذا تم إنشاء لجنة قانونية تبحث كل مظلمة لقبطي ظلمه التطرف بأى شكل في أملاكه أو عمله أو علمه فى أي جهة و رد له حقه بالقانون ساعتها سنصدقكم.
– إذا ألغيت جميع الهيئات الموازية للقضاء و هي ليست قضاء كبيت العائلة والمجالس العرفية و مجالس القبائل و غيرها سنصدقكم.
– إذا تمت مناقشة جميع أشكال التمييز العنصري من جهة قومية بعيدا عن رجال الدين و تصدر قرارات ملزمة لمعالجتها سنصدقكم.
– إذا نال كل قبطى متضرر تعويضات من نفس الجهة التي ظلمته و من نفس الأشخاص الذين اضروه و من نفس المسئولين الذين تعنتوا في حقه سنصدقكم.
– أذا صارت مناقشة مطالب الأقباط متاحة في جميع الوسائل و صدرت القرارات الناجزة السريعة لتلبيتها سنصدقكم.
– إذا أصبحت المواطنة حياة يومية طبيعية يلمسها الجميع و نكف عن تديين الشارع و أسلمة أسماء الشوارع و الميادين و الرياضة و الفن لتصبح علاقاتنا سوية من غير تدين مصطنع و أن ننشر ثقافة المواطنة في التعليم و الفن و الإعلام للناس لنصدقكم.
– نحن المسيحيون مستعدون أن نصدقكم لكننا نريد فعلاً لا قولاً. فإذا تحققت هذه الأفعال ستصبح مصر مدنية .لتنهض من عثراتها التى بدأت مع تفشي المظاهر الدينية الشكلية يومها ضاعت روح النهضة المصرية.أعيدوا لمصر مصريتها و انتزعوا كل ما وفد غريباً عنها.
– أيها القدوس الحق.علمنا الصدق مع النفس و معك و مع الناس.فتقبلنا كما نحن و تغيرنا لنكون كما أنت.أنتشل الضمائر من الزيف و زود القلوب بالبصيرة فترى الدنيا بعينيك.لتكن لنا مصالحة حقيقية فى مصر فيصبح المجتمع غير منقسم على ذاته.ضع فينا سلاماً بالحقيقة نحن نفتقده.و أماناً بالفعل لا تراه إلا فيك.صوب روحك النارى فيحرق الخداع و كل ما هو ملتو.نريدك أن تعلمنا الإستقامة بروح الإستقامة.فكثرة الفساد غيبت النقاوة في الكلام و الأفعال و القرارات و السياسات و القوانين فإبتعدت مصر عن رضاك.أنظر إلى دماء أولادك و إغفر لمصر.أنظر إلى أنين أولادك و إرحم مصر.أنظر إلى دموع أولادك و إحتضن مصر فإنها الصبية التي تنتظر يدك و أمرك لتقول لها قومى فتقوم .
#Oliver_the_writer

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.