اضطهاد المرأة في صدر الاسلام

للكاتب ماللوم ابو رغيفmuf84 (2)

لم ينظر مسلمو صدر الإسلام إلى المرأة البغي ولا إلى ذريتها نظرة احتقار، كان الأمر عاديا عندهم لا يلحق بهم العار، فالتاريخ لم ينقل لنا شتيمة تنال من أم صحابي لممارسة أمه البغاء على كثرتهن، إنما نقل لنا أنهم استخدموا شتائم غاية في الابتذال، كتلك التي قالها من تخجل منه الملائكة عثمان بن عفان وهو يعنف عمار بن ياسر ناعتا إياه بماص ذكر أبيه أو شتيمة اخرى لا تقل ابتذالا هي يا ابن مقطعة البظور، شتيمة كانت سائدة ورائجة بين الصحابة وكأنها كانت المهنة الوحيدة للمرأة التي يخجل منها السابقون ويمتهنها المسلمون الحاليون ويعتبرون تقطيع البظور أو ختانها من أسس الشريعة.

الخليفة الراشد عمر بن الخطاب اسند قيادة جيش احتلال مصر للصحابي عمرو بن العاص مع إن أمه {سلمى بنت حرملة} كانت بغيا نابغة من صاحبات الرايات، والرايات هي مثل الماركات التجارية هذه الأيام، تتسابق الزبائن على اقتنائها لجودتها وحسن أداءها وتتناقل أخبارها وتستمر بالحديث عنها وعن آخر مبتكراتها وفنونها. أم عمرو، فيما بعد عمرو ابن العاص، أمتعت خمسة زبائن في نهار واحد. تخاصم الناكحون فيما بينهم كل يدعي إن نطفته انبتت هذا الصبي قائد جيش عمر بن الخطاب فيما بعد ووالي مصر في زمن عثمان، في رحم البغي أمه، فاختارت الأم العاص بن وائل السهمي ليكون له أبا.

لم يكن الاختيار لتشابه بين الصبي وبين الأب ولا لتأكد أو حدس أنثوي لكن، وكما قالت، كان لثراء العاص السهمي ومقدرته على الإنفاق عليها وعلى ابنها.

إما زياد بن أبيه وقد كانت أمه بغيا نابغة{ سمية بنت المعطل} والنابغة لقب يدل على الشهرة في سوق الدعارة، و يدل أيضا على النبوغ في اجادة فنون وأصناف وخبايا الجماع الجنسي والمقدرة الفائقة في إمتاع الزبائن الذين أصبحوا فيما بعد بدورهم صحابة أجلاء، زياد بن أبيه هذا اختاره الإمام علي بن أبي طالب ليكون واليا على فارس وكرمان والبصرة رغم نبوغ أمه في عوالم الجنس والمتعة.

في عهد ما قبل الإسلام لم تكن الحروب والغزوات والغارات وسيلة للحياة أو لكسب العيش ، فلو كانت كذلك لما ازدهرت التجارة ولما كان لقبيلة قريش رحلة الشتاء والصيف ولما اجتمع الناس في عكاظ لإلقاء القصائد ولما ابتدأت القصائد بالغزل والنسيب الرقيق بالنساء والإطناب في أوصافهن والتغني بلذة العشق والبكاء على الأطلال. بل لما كانت اللغة العربية، وفي تلك الأيام الغابرة بهذا الترتيب البديع من نعومة الكلمة وتناسق الألفاظ وموسيقية موازين الشعر، فتطور اللغة هي انعكاس لدرجة لتطور الشعوب ومقياس لحضارتها أو لانحطاطها، اللغة هي المرآة التي يرى الشعب فيها نفسه.

النبي محمد أمر نساءه بالبقاء في بيوتهن وعدم مغادرتها وعدم التبرج وأبقى مصيرهن مجهولا بعد الموت ولم يسأل الرجال عن أزواجهم، قد أشغلتهم الأحلام بحور العين وبالغلمان المخلدون عنهن. فهل من سبب يمنع الله من أن يوعد المؤمنين بحياة متعة ومسرة روحانية وجسمانية إلهية لا نهائية مع زوجاتهم المؤمنات؟
أليس هذا أفضل من إن يوعد الله عباده المؤمنين بـ 72 حورية وعدد لا يعرف من الغلمان المخلدين ويبقى مخدات المؤمنات خالية من ونيس ليلي ومن خليل يداعبنه في جنته.؟

لم يرد في التاريخ الإسلامي ذكر لأي نبوغ نسائي في صدر الإسلام لا في ميدان الشعر ولا التجارة ولا الحكم ولا العمل كما كان في العصر الذي سبقه. بل على العكس من ادعاء الإسلاميين بان المرأة قد كُرمت، قمعت النساء في الإسلام اجتماعيا وجنسيا ودينيا.

استحوذ كبار الصحابة على الزراعة والتجارة وجعلوها حكرا لهم ولعوائلهم مثلما يفعل الإسلاميون اليوم في كافة مصالح الدولة، فإذا كان بالكاد على الرجل منافسة صحابة محمد فكيف بالنساء.؟

نساء محمد أنفسهن لم يكن لهن دورا في الحياة السياسة ولا في العمل ، ولا يعرف الكثير عن ما آلن اليه بعد وفاته، طواهن العدم والنسيان عدا عائشة، فقد كانت حاضرة دائما أكانت في فضيحة الأفك أو في محاولاتها المستمرة لإسقاط عثمان أو محاربتها لعلي بن أبي طالب، ولا زالت حاضرة يستذكرها المسلمون عندما يريدون الاطلاع على حياة النبي محمد الجنسية كما وردت في الأحاديث التي روتها عائشة حول طرق المعاشرة والتقبيل والاغتسال والمداعبة والملامسة، وإذا كان حديث النبي محمد القائل { تعلموا نصف دينكم من هذه الحميراء}صحيحا، فان نصف ما يتعلمه المسلمون من الدين هو فنون في الجنس والإغراء.

الحديث هو صناعة تذكر ويكمن حشوه بالكثير من بنات الخيال، لكن نساء محمد لم يرون احاديثا تشيد بالمرأة وتجمل صورتها وترفع من قيمتها المتدنية، أو ربما تجاهل المؤرخ أو الراوي الإسلامي أي حديث من شانه تحسين صورة المرأة في الدين الإسلامي، فالمرأة عند الفقهاء الإسلاميين هي رسول الشيطان إلى عباد الله المؤمنين تحثهم على الخطيئة والرذيلة، لذلك تكثر الأحاديث التي تذم المرأة وتلعنها وتحشرها في النار وتتفنن في تصوير طرق تعذيبها.

في عهد ما قبل الإسلام، كانت الآلهة تتكون من ذكور وإناث، بسجد لها العرب دون ان يشعروا بنوع من الخزي أو العيب وهم يسجدون إلى المرأة الإله مثل اللات والعزى ومناة، أما الله فقد استنكر في بعض آياته أن يكون لهم الذكر وله الأنثى وقال تلك إذا قسمة ضيزى. ان هذه النظرة الدونية للمرأة من الإله تحطم التصور القدسي للمرأة بصفتها رمزا للخصوبة والحياة.
في حروب ما يسمى بالفتح الإسلامي التحق مئات الاف المسلمين وغير المسلمين بالجيش الغازي طلبا وطمعا في الغنائم، والغنائم هي أموال وأمتعة ونساء وأطفال.

لم يبقى في جزيرة العرب إلا من لا يقوى على حمل السلاح أو من يستلم عطاء ثابت من بيت المال ويخصص له سهما معلوما محسوما من الغنائم أحارب ام لم يحارب قسم ابقيوا للدفاع عن عاصمة الخلافة.

ترك مئات الاف الشباب والرجال نسائهم خلفهم، لم يعروا اهتماما لاحتياجاتهن المادية ولا الغريزية. الكثير من جنود الجيش الغازي قتلوا في المعارك والاف آخرين لم يعودوا وفضلوا الحياة في البلاد المحتلة ملهيين انفسهم بالخصب والخضرة وبممارسة الجنس مع ما سُبي من النساء الجميلات وما استحلوا من فروج. وكما هو الحال عندما تعم الحروب، تكون وبالا على نساء جيش المنتصرين وعلى جيش الخاسرين، فاما يعودوا من الحرب انصاف رجال، او يسقطوا في المعارك موتى او يختاروا البقاء بعيدا
.
ولعل الحكاية التالية لها دلالة ومغزى عن حرمان وإهمال المرأة الجنسي في عهد الحروب الإسلامية. يروى إن عمر بن الخطاب قد خرج ذات ليلة فسمع امرأة تنشد

تطاول هذا الليل وأزور جانبه… وأرقني أن لا ضجيع ألاعبه
ألاعبه طورا وطورا كأنما.بدا… قمرا في ظلمة الليل حاجبه
يسر به من كان يلهو بقربه…. لطيف الحشا لا يحتويه أقاربه
فوالله لولا الله لا شيء غيره …لنقض من هذا السرير جوانبه

فسأل عمر ابنته حفصة كم اكثر ما تصبر المراة عن زوجها فقالت ستة أشهر أو أربعة أشهر.

ينبغي الإشارة هنا إلا إن عمر بسؤاله حفصة قد أهمل سؤال الرجل عن صبره دون امرأة، ليس لأنه رجل ويعرف صبر الرجل بل لأنه متأكد إن الجنود سينالون من الجنس حد التخمة من النساء السبايا. كما ان جواب حفصة ذو معنى ومغزى ايضا، فقد توفى عنها النبي زوجها وهي شابة، فكيف عرفت كم صبر المراة عن زوجها؟!

كما إن الجدير بالملاحظة والتساؤل هو ما مغزى العدد الكبير من الأطفال والنساء السبايا الفارسيات والعراقيات اللاتي ارسلهن جيش الغزاة الإسلامي إلى شبه الجزيرة العربية ، وحرم عمر عليهن الدخول الى المدينة وأبقاهن خارجها يعشن في المخيمات؟
لماذا لم يبقى المسلمون على النساء في مدنهن وقراهن وجلبوهن إلى بلاد المسلمين، هل تحولت عاصمة المسلمين إلى سوق للنخاسة أو إلى ماخور لإشباع رغبات الغرائز.؟

وهل كان هؤلاء النسوة السبايا ملك لبيت مال المسلمين أو ملك لصحابة المسلمين وما مصير الأطفال والرضع الذين سبيوا معهن.؟

وهل تحويل المرأة إلى سلعة تباع وتستأجر وتستعبد هو تكريم لها؟

الحال اليوم لا يختلف كثيرا، فنظرة رجال الدين للمراة بقيت كما كانت لم تتطور.

فلو كان بإمكان الأحزاب الإسلامية لأرجعوا المرأة إلى سابق عهدها، ستكون سجينة المحبسين الحجاب والنقاب والبيت.
لو كان يصح بيدهم لما اكتفوا بمنعها من حق الانتخاب والترشيح، إنما لحرموا عليها الكتابة والقراءة لأنها تفسد نساء الأمة.
لو صح بيدهم لقسموا بيت العائلة إلى قسم للذكور وقسم للإناث تمنع فيه أجهزة التلفزة والتليفونات والكمبيوترات وكافة اجهزة الاتصالات.

لو صح بيدهم لفرضوا الحجاب حتى على الرضيعات وهن في المهاد، بل ربما خصصوا قسمين للولادة، قسم للرضع الذكور وآخر للإناث وذلك لمنع االاختلاط بين الجنسين

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

لمن امنح صوتي الثمين في الأنتخابات القادمة ؟

بقلم : د. حبيب تومي / اوسلوirqpry
habeebtomi@yahoo.no

في الأنتخابات السابقة في شباط او آذار 2010 لم يتوفر مركز انتخابي في النرويج ، وهكذا اضطررنا نحن المشدوهين بحب السياسة ان نقطع حدود دولة اخرى وهي ، السويد ، للإدلاء بأصواتنا ، لقد اتفقت مع احد الأصدقاء للذهاب من اوسلو الى مدينة يوتوبري في السويد التي تبعد 350 كم اي قطعنا 700 ذهاباً وأياباً يوم الأنتخابات . كان امامنا خياران ، إما ان نركب في باص مؤجر من قبل الحركة الديمقراطية الآشورية ، وفي الحقيقة عرضوا علينا الفكرة دون ان ندفع اجور السفر ، والأختيار الثاني كان الباص التابع لمنظمة الحزب الشيوعي ، وعلينا دفع اجور السفر ، فهنا لا يوجد صداقة بل ( كلمن قهوتو من كيسو ) ، المهم ركبنا انا وصديقي الباص المؤجر من قبل منظمة الحزب الشيوعي في اوسلو ، وكان الجو بارداً جداً وبقينا واقفين ساعات ننتظر الى ان دخلنا المركز الأنتخابي ومنحت صوتي الثمين للسيد ضياء بطرس حيث كنت قد وعدته بأن امنح له صوتي في الأنتخابات ووفيت بوعدي ، فوعد الحر دين عليه كما يقال ، بعد تلك المعاناة اليس صوتي ثمين ؟
اجل ان صوت اي مواطن عراقي ثمين لانه عن طريق صناديق الأقتراع يستطيع ان يغير المعادلة السياسية في العراق ، يقول جون لوك ، إن الشعب لا يحكم بل يقوم بتفويض الأشخاص الذين يأتمنهم ويعهد اليهم بمهمة تحقيق السلم والأمن من خلال النظام الديمقراطي ، اي الشعب ينتخب البرلمان ، ومن البرلمان وحسب قوة الكتل السياسية فيه يصار الى اختيار رئيس الحكومة الذي بدوره يتشاور مع القوى السياسية لتشكيل حكومة تخدم الشعب ، وعادة ما يكون الصراع السياسي محصوراً بين قوى يسارية وأخرى محافظة وتكون هنالك قوى وسط ، ولكن الخلل عندنا حدث حينما بنيت المعادلة السياسية على اسس طائفية .
لقد جرى تسويق شعب العراق على انه عبارة عن طوائف دينية ومذهبية وعرقية وكل طائفة لها حصة في الكعكة حسب اصواتها وثقلها السياسي ، ومن ليس له ثقل سياسي او لم ينظم نفسه في حزب سياسي فعال ، فليس له حصة في الوليمة وعلى هذا الأساس خرج شعبنا الكلداني من المعادلة السياسية في العراق الأتحادي وفي اقليم كوردستان إذ خرج من المولد بلا حمص .
لم يثبت البرلمان العراقي ، ولا الحكومة المنبثقة منه ، وخلال دورتين انتخابيتين لم يثبتا الجدارة ، فالمشاكل لا زالت تعصف بالعراق من كل جانب ، إن كان على نطاق الأرهاب الذي يصول ويجول في المدن العراقية ، وإن كان في عمليات الفساد المستشرية ، او في تعثر العملية السياسية وتوالي الأزمات دون ان توضع لها حلول جذرية ، هذا بالإضافة الى توتر العلاقات مع اقليم كوردستان . امام هذه الأوضاع المتأزمة على مختلف المستويات تيقن الناخب العراقي انه قد اخطأ في الأختيار ، وإن كان اكتشافه قد جاء متأخراً فإنه افضل من لا يأتي ابداً ، والمسالة ، لا تنتهي حين اكتشاف الخطأ ، فتشخيص الطبيب للداء ليس كافياً ما لم يعالجه بالدواء المطلوب للحالة .
اليوم في الحالة المرضية العراقية قد تم تشخيصها من قبل الشعب العراقي ، وتبقى المعضلة كيف يستطيع الشعب وضع علاج شاف لهذه الحالة المستعصية ، جميعاً نحث الناخب العراقي ان لا يمنح صوته الثمين للفاسدين واللصوص والمجرمين ، لكن تبقى مشكلة امام الناخب كيف يستطيع التمييز بين المرشح المخلص والآخر الفاسد ، هل له جهاز فلتر لا يدخل فيه الفاسدون ؟ في المطارات نولج جهاز الفحص ، وإن كنا نحمل اي قطعة معدنية فإن الجهاز يؤشر بضوء احمر ، ولكن في معادلتنا تختلف القضية ، فإنه يأتي متلبساً بشعارت جميلة براقة ووعود ما بعدها وعود ، وفي النهاية يدير المرشح ظهره للناخب حال فوزه في الأنتخابات .
إذن هنا يجب ان يكون الناخب العراقي ( مفتح باللبن) لكي يستطيع مقارعة هؤلاء ، هنالك تجربة حية امامه ، ولابد انه يختار جماعة من منطقته او يكون على معرفة تامة بهم وبحقيقتهم وتاريخهم ، لابد ان تتوفر لديه معلومات عن خلفيتهم الأجتماعية والسياسية ، فعلى الناخب ان يكون يقظاً وحذراً .
في المقدمة يتحتم ، على الناخب ( غير الملتزم الحزبي) ان يساهم بالحضور والإدلاء بصوته ، وإن غيابه سيخلي الساحة للناخبين الحزبيين الملتزمين بأجندة احزابهم ، وبغيابه ستخلو الساحة للؤدلجين حزبياً ، اما حضوره والمساهمة الفعالة من قبل المستقلين ( اي الأغلبية الصامتة ) في الأنتخابات سيأخذ مساحة كبيرة ، وبذلك يستطيع ان يخرج العراق من قعر الهاوية ، ويصل به الى القمة ليلتحق بالركب الحضاري ، ويعيد امجاده التاريخية كمهد للحضارات .
النائب المسيحي في البرلمان العراقي
احترامي الشخصي لأعضاء البرلمان العراقي من المكون المسيحي ، وسوف لا اقول من الكلدان والسريان والآشوريين ، لأنهم يمثلون المكون المسيحي فحسب ، لكن اثيرت الكثير من الأقاويل حول خلافاتهم وانقسامهم داخل قبة البرلمان حول مختلف القضايا ، فلم يسجلوا يوماً موقفاً قومياً نشير اليه بالبنان ، فالأكراد رغم وجود بينهم خلافات سياسية ومصلحية لكن حينما تأتي المصلحة القومية يتحدون مع بعضهم لمصلحة كوردستان ، وهذا ينطبق على المكون الشيعي ومكونات عراقية أخرى .
قبل يوم قرأنا على موقع عنكاوا مواقف مثيرة مثلاً وقوف وزير مسيحي الى جانب تشريع قانون الأحوال الشخصية الجعفري ، في حين ان وزراء شيعة عارضوه ، وانا لست مع او ضد التوقيع ، لكن على المسيحي يجب ان يسجل موقف ، وكذلك قرأنا عن نواب من شعبنا قاطعوا جلسات المؤتمر حول الميزانية تضامناً مع القوائم او القائمة التي قاطعته .
في الحقيقة نحن المسيحيون في العراق من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن ، نعاني في الوقت الحاضر من مشكلة مستعصية وهي الهبوط الكبير في اعداد المسيحيين في المدن العراقية ، لكن نعوض هذا النقص في العدد بما يمكن ان نطلق عليه بالنوعية ، فلنا شخصيتنا وثقافتنا ولغتنا ومكانتنا في المجتمع ، ولنا دورنا المميز في شتى مجالات الحياة الأجتماعية والأقتصادية والثقافية والسياسية , واعتقد افضل مكان نبرز وجودنا وشخصيتنا هي ساحة البرلمان العراقي .
ما بقي عالقاً بالذاكرة هو الموقف النائب الأيزيدي ( لا يحضرني اسمه ) قبل سنين في البرلمان العراقي ، وكان ذلك عبر مقال قرأته للكتاب السعودي عبدالرحمن الراشد ، حيث افاد ان السيد ابراهيم الجعفري واعتقد كان رئيس وزراء العراق وقتئذِ ، ابتدأ كلامه بقوله : بسم الله الرحمن الرحمن عودة من الشيطان الرجيم ، وهنا وقف له النائب الأزيدي قائلاً : هنا مبنى البرلمان وليس مسجداً للصلاة .
لقد تكلمت عن هذا الأعتراض الشجاع وسائل الأعلام الى درجة ان الكاتب السعودي الكبير عبد الرحمن الراشد كتب مقالاً حول الموضوع في جريدة الشرق الأوسط اللندية . هذا يسمى تسجيل موقف شجاع وجرئ ، حتى وإن لم يثمر نتائج .
نتمى في الدورة القادمة ان يكون لأعضاء برلماننا من الكوتا المسيحية ان يكونوا متوحدين ومخلصين للشعب الذي وثق بهم وإن يسجلوا مواقف مستقلة ومشهودة ، فالذيلية تفيدهم شخصياً وتفيد عوائلهم وربما أحزابهم ، ولكنها تخذل الشعب الذي وثق بهم وأرسلهم الى مبنى البرلمان ليخدموه ، ولكي يكونوا امناء ومخلصين له .
د. حبيب تومي اوسلو في 17 / 03 / 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

قدري قاد بقرنا .. مناف نداف فقير

أما حان الوقت سيدي الكريم الدكتور محمد تميم ان يعاد النظر في مناهج التربية والتعليم؟.
ربما تكون المناهج الحالية متطورة مقارنة بالعهود الغابرة ولكن الامر يظل بحاجة الى اعادة نظر.
مازال جيلنا يتذكر القراءة الخلدونية وقصة نظارات جدتي، وماتزال جملة قدري قاد بقرنا..
مناف نداف، فقيرمحفورة بالذاكرة.
ونعتقد انك تعرف السبب،فقد تعلّم اطفال الامس من هذه العبارة ثلاثة انواع من حرفي “القاف والفاء” فهي اولية ووسطية ونهائية وذلك لعمري انجاز رائع.
طلابنا قبلوا بالمدارس الطينية، كما رضوا بما تقولونه عن احتياج البلد الى 6 الآف مدرسة في جميع انحاء العوراق العظيم وموازنة وزارة التربية والتعليم لاتكفي الا لصرف رواتب العاملين فيها على احسن تقدير,ولكنهم بالمقابل يريدون ان يتعلموا كيف يقرأون لغة عربية سليمة ويزيدوا من ثروتهم اللغوية.
فهل هذا صعب المنال؟
انه ليس كذلك..اليس كذلك؟.
طلابنا عنصريون جدا ويريدوا لغتهم العربية سليمة ولا تشوبها لكنات بلدان الجوار ولا كلماتهم ذات “الخنة” الواضحة، وبالتأكيد ليس شباب فرنسا احسن منّا حالا حين تظاهروا قبل سنوات عجاف لأنهم وجدوا بعض المفردات الانكليزية في لغتهم وطالبوا بحذفها من قاموس تعليمهم.
يريد هؤلاء الطلاب ،سيدي العزيز،منكم ان “تمدونهم” بابرة حماس لكي يذهبوا الى المدرسة وهم في اقصى حالات السعادة كما كان اولياء امورهم من قبل.
نعرف تماما ان الامر لايخلو من الاستحالة في بعض المراحل ولكن لابد من المحاولة خصوصا بعد ان بلغ الشيب مبلغا في معظم “امخاخ” المعلمين واصبحوا كالببغاوات في ترديد كلمات المنهج المقرر.
المعلمون،سيدي الفاضل، كما تعرف نور هذا المجتمع وشمعته التي تحترق لتضىء للآخرين،فلماذا تركناهم لسراديب”الرجل الآلي” يلعب بهم “شاطي باطي”؟.
لم تنصفهم ولا حكومة مرت على العوراق،بل ولم يلتفت اليهم لاوزير تربية ولا مسؤول حكومي ولا مثقف يساري او يميني او وسطي.
فلماذا لاتلتف انت اليهم وتدخل الى قلوب الملايين من اولياء الامور قبل ان تدخل التاريخ من اوسع ابوابه؟.
صفحتكم على الفيسبوك زاخرة بالمنجزات ولكن لامنجز واحدا “يطري” تغيير بعض المناهج.
جميل ان تعلموهم الصلاة وهم في نعومة اظفارهم ولكن الجميل ايضا ان تعلموهم كيف يقرأوا آيات الذكر الحكيم بلغة سليمة.
ارجوك،سيدي الكريم،الا تلتفت الى مرشحي البرلمان الجدد الذين يوزعون البطانيات الحمراء والصوبات الغازية في عز الصيف ولا واحد منهم ذكر ولو من باب “الحياء” هدفه في تخليص طلاب المدارس مما هم فيه.
الم تسمع بما هم فيه؟.
سنقول لك: التسرب اولا..كره المعلمين ثانيا..المناهج التي يقولون عنها انها ابرد من (… السقا) ثالثا. اما رابعة الاثافي فهي التسول واذا عرجت على المدن الاربعة المقدسة ستجدهم هناك يمدون اليك يدا تطلب دينارا او اثنين.
حين تفعل سيعطيك هؤلاء الطلاب كل محبتهم وسيقولون عنك ذات يوم انك انصفتهم في هذا الزمن الاغبر،والاروع من ذلك ستدخل الى قلوب العراقيين بعد ان تخرج من هذه الوزارة التي لم تدم لأحد.
انه حديث ذو شجون ولكن لابد من الاخرس ان يقول شيئا ولو بالاشارات.
فاصل انتخابي: تفاجا احد المهاجرين حديثا الى بلد من بلدان الكفار برسالة من لجنة الانتخابات تلزمه بدفع غرامة مالية لأنه لم يشارك في التصويت ..هذا المهاجر لم يعرف ان التصويت ضروري للمرة الاولى،بس المسكين حسباله الامور فلتانه مثل بلادنا المنتجة للبطانيات الحمراء.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

القطيعة مع التراث

الشعوب العربية الإسلامية كلها إسلامية المذهب وأوروبية الهوى,ذلك أن أوروبا تحقق لهم أحلامهم وذواتهم,أما الاستلام فإنه bstoneيحبط كل تنمية شاملة,وأفضل طريقة لعلاج المسلمين المدمنين على الإسلام وعلى أوهام العرب والعروبة هي بتشكيل القطيعة مع التراث العربي والإسلامي, واللجوء إلى الفكر الإنساني المعاصر , وذلك لنتمكن من تحقيق النهضة لبلداننا المعاصرة, وأقترح أيضا إطلاق تسميات جديدة على العرب المعاصرين واستبدال كلمة الإسلام وخروجها من ذهن المتلقي, فيجب أن لا نقول حاليا(الدول العربية الإسلامية) بل الدول التقدمية مثل مجموعة النمور الآسيوية, ويجب أن نضع مصطلحات جديدة لحياتنا المعاصرة تنبع من روح انتمائنا غلى تمجيد الحاضر واستشراف المستقبل على ضوء عدة ركائز هامة أولها: أن نحدد تشريعات وقوانين مدنية معاصرة للزواج وللطلاق, واختراع مناهج تدريس حديثة ومعاصرة تهتم بالقضايا المعاصرة الإنسانية, وعدم جلب أي مادة من التراث العربي الإسلامي على اعتبار أنها مواد مجربة وكما يقول المثل(المُجربُ لا يُجرّبْ) مطلقا, فلقد جربنا المناهج والتراث العربي الإسلامي وهو تراث لم يورث لنا إلا قطع الرؤوس وتكميم الأفواه وسد الأفواه والآذان, يجب علينا أن نستنطق فكرا حداثيا معاصرة يهدف إلى ترقية الإنسان والعلو فيه عاليا فوق مستوى التراث العربي الإسلامي.

كما أقترح لنجاح العملية أن نستبدل الحروف العربية بحروف لا تينية أو بمعنى أدق أن نستبدل الحروف العربية بحروف إنكليزية وذلك لكي نضمن عملية القطيعة مع التراث نهائيا, وذلك لكي يتسنى حتى لطلاب المدارس أن يتعرفوا على نظريات جديدة ومتطورة في علم النفس التربوي والأخلاق بشكل خاص, وكذلك لكي يتعرفوا على مناهج جديدة لدراسة التاريخ وعلم الاجتماع, فالتاريخ وعلم الاجتماع هما من المواد والمناهج الأساسية التي لا تُدرس في الوطن العربي بالشكل الصحيح, وعلينا أن نقدم لطلاب المدارس نماذج من الأدباء الغربيين ونماذج من حياة المفكرين الغربيين النهضويين, وكل ذلك يجب أن يشتمل على مخرجات جديدة للتعليم نضمن بواسطتها تشكيل القطيعة مع التراث وعدم تدريس السيرة النبوية لطلاب المدارس والجامعات واستبدال السيرة النبوية بسيرة كبار الكتاب الغربيين والمفكرين الغربيين وذلك لكي يطلع المواطن العربي على حياة أناس جدد ملئوا الأرض بالعدل وبالفكر الإنساني الحر, وأن نستمد ثورتنا الجديدة من مناهج التدريس الغربية, وعدم تدريس الدين في المدارس واستبدال المنهج الديني بمناهج أخرى بديلة مثل المذاهب والمدارس الفلسفية القديمة والحديثة, وهنا فقط من الممكن لطالب المدرسة أن يكبر ويصبح مواطنا مدنيا عصرية يؤمن بأن هنالك الرأي والرأي الآخر, وهنالك أفكار إنسانية عظيمة ومفكرين عظماء جدا.

إن تجديد دمائنا وتحديثها وتحديث عروقنا التي تسري فيها الدماء يجب أن تمضي على قدمٍ وساق مع تشكيل القطيعة مع التراث العربي الإسلامي وتشكيل روابط من المحبة والصداقة مع الأفكار الإنسانية الحديثة وأنسنة حياتنا المعاصرة والنظر للإنسان على أساس أنه إنسان وليس على أساس أنه مسلم أو مسيحي, إنني أومن بأن المجرب لا يجرب نهائيا وقد انتهت مرحلة التجريب للفكر الإسلامي والعربي, 1500 عام تقربا ونحن نعيش مع هذا الفكر الذي لم يقدم لنا شيئا مهما ولم يحقق في العصور الحديثة أية نهضة فكرية أو اجتماعية ما عدى القتل والرجم وقطع الأيدي ونكاح الجواري وتعدد النساء للرجل ألواحد ولم تحقق الدول العربية الإسلامية لشعوبها أي نهضة بل على العكس تتراجع أوضاعنا للأسوأ ولا يوجد بيت عربي أو إسلامي إلا ونخره الجهل والفقر والتخلف,وتزدحم على أبواب السفارات الأجنبية الآلاف المؤلفة من العرب المسلمين وهم يحلموا بالعيش في أمريكيا أو السويد أو فرنسا,وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف في الأداء العربي الإسلامي, فهذه الدول كلها فساد والعيش معها جحيم لا يطاق,ومن ناحية أخرى يدل على رغبة الناس بترك الدين الإسلامي, وحتى إن لم يقلها المسلمون فإن أفعالهم وهجراتهم لأوروبا تدل على أنهم مستاءون ومتضررون من الفكر والعقيدة الإسلامية.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

أکثر من 2،5 مليون مواطن من 18 بلد عربي يستنکرون تدخلات النظام الايراني في الشؤون الداخلية للدول العربية

أکثر من 2،5 مليون مواطن من 18 بلد عربي يستنکرون تدخلات النظام الايراني في الشؤون الداخلية للدول العربية18refugee

نزار جاف من بون

في حملة إنسانية عربية عامة من أجل الدعوة الى ضمان الامن و الحماية للمعارضين الايرانيين المقيمين في العراق، فقد وقع أکثر من 2،5 مليون مواطن عربي من 18 بلداعربيا على بيان خاص يؤکد بالاضافة الى الدعوة لضمان الامن و الحماية للمعارضين في مخيم ليبرتي على إستنکار تدخلات النظام الايراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، وقد شارکت في هذه الحملة مايقارب 60 حزبا و منظمة و إتحادا و جمعية من مختلف الدول العربية.
هذه الحملة التي أعلن عنها في مؤتمر صحفي عقد اليوم الاثنين 17 مارس/آذار، في مقر منظمة إتحاد المحامين في القاهرة، حيث شارك و تحدث فيه کل من شادي طلعت مدير منظمة اتحاد المحامين و انائب المصري عاطف مخاليف و السيدة جيلان جبر الکاتبة و الصحفية و المحامي وليد فرحات رئيس جمعية المحامين المصريين للدفاع عن سکان أشرف و النائب المصري إبراهيم عبدالوهاب.
الموقعون على البيان ينتمون الى مصر وسوريا والأردن وليبيا والجزائر والمملكة العربية السعودية وفلسطين والسودان والكويت والمغرب واليمن وتونس وعمان وقطر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وموريتانيا ومن ضمنهم 127 برلمانيا عربيا وحقوقيون واساتذة جامعات وأطباء ومنهدسون ونساء وشخصيات ونشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان.
إصدار هذا البيان يأتي متزامنا مع تزايد الاصوات المتصاعدة من الشارع العربي المستنکرة للتدخلات السافرة للنظام الايراني في الشؤون الداخلية للدول العربية و خصوصا في سوريا و العراق و لبنان و الدور المشبوه الذي لعبه و يلعبه فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني من حيث شقه لوحدة الصف، وقد جاء في جانب من البيان أن:” النظام الإيراني بترويجه للتطرف الديني وإسناده للجماعات الإرهابية وإشعاله فتن الحروب الطائفية وزعزعته للاستقرار في دول المنطقة وخاصة دعمه لحرب الإبادة في سوريا وبتدخلاته في كل شاردة و واردة في العراق ودعمه للانشقاق والشقاق داخل الصف الفلسطيني و كل ذلك ووفق ما ينتهجه بات يشكل العامل الرئيسي في سفك دماء مئات الألوف من الأبرياء العرب وفي تشريد ملايين آخرين منهم في هذه الدول.”، وبناءا على ماأکده البيان الموقع من قبل مواطني الکثير من الدول العربية فإنه”لم يخفي نظام الملالي الحاكمين في طهران نواياه فذهب إلى حد الانتهاك الصارخ والعلني لسيادة دول المنطقة وخاصة العراق إضافة إلى استخفافه بالقوانين والمواثيق الدولية وتحديه المجتمع الدولي خاصة عندما يعلن استهدافه لمعارضته المتواجدة في العراق ومباركته كل جريمة قمعية يتعرض إليها المعارضين الإيرانيين (عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة)المحميين من قبل الأمم المتحدة كل ذلك على مرأى ومسمع العالم كله.”.
وفي جانب آخر أكد موقعو البيان على المسؤولية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة حيال الأمن والسلامة للاجئين الساكنين في مخيم ليبرتي ، مطالبين الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة بـ” اتخاذ خطوات ملموسة على الأرض من شأنها توفير الأمن والحماية لسكان مخيم ليبرتي” ومنها وضع حد لعرقلة الحكومة العراقية وممانعتها توفير ودخول أبسط المستلزمات المعيشية وأدنى الاحتياجات الأمنية لحماية سكان ليبرتي وكذلك ممارسة الضغط على الحكومة العراقية “لتقوم بإطلاق سراح الرهائن الأشرفيين السبعة”.
هذا وقد طالب أيضا أكثر من مليونين و500 ألف مواطن الموقعين على البيان على ضرورة إجراء تحقيق مستقل ومحايد وشفاف في الجريمة ضد البشرية في أشرف من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

…………………………….

كلمة البروفيسور آلفرد زاياس الخبير المستقل للأمم المتحدة في مؤتمر دولي بجنيف

مؤتمر دولي في جنيف يحذر من تجاهل الحالة المتدهورة لحقوق الانسان في ايران وخطر عاجل لتكرار مجزرة عامة في مخيم ليبرتي ودعوة فورية لأمريكا والأمم المتحدة ولاسيما المفوضة السامية لحقوق الانسان الى: العمل العاجل لضمان أمن وسلامة سكان المخيم طبقا للتعهدات المكتوبة

يوم الجمعة 14 مارس/ آذار وبدعوة من 5 من المؤسسات غير الحكومية وهي حركة مناهضة العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب (مراب) والحزب الراديكالي الكوني المناهض للعنف والجمعية الدولية لحقوق الانسان للنساء ومؤسسة فرانس ليبرتيه وتعزيز التعليم الدولي شاركت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية في مؤتمر دولي عقد في جنيف تحت شعار «حقوق الانسان في ايران ؛ الدعوة لاجراء تحقيقات دولية بشأن المجزرة في أشرف».

وندد المتكلمون هجمات الحكومة العراقية وبأمر من النظام الايراني ضد اللاجئين الايرانيين في أشرف وليبرتي بالعراق والحصار التمويني والطبي و.. عليهم مطالبين بوقف فوري لهذه الهجمات والقيود التي أدت لحد الآن الى مقتل 116 شخصا ووفاة 18 آخرين منهم بالطريقة البطيئة وأخذ 7 آخرين 6 منهم نساء كرهائن. وأن أحد أكثر الهجمات الأكثر ترويعا وارهابا ضد سكان أشرف جرت في اليوم الأول من ايلول / سبتمبر 2013. وأضافوا ان الأعمال الخسيسة مثل عرقلة الوصول الحر للسكان الى الخدمات الطبية ومنع وصول المواد الغذائية وعرقلة تفريغ خزانات المياه الثقيلة هي من أمثلة بارزة للتعذيب.

وطالب المتكلمون بالتحديد باجراء تحقيق مستقل وشامل ودقيق بشأن هذه الجرائم من قبل المؤسسات المعنية للأمم المتحدة داعين أمريكا والأمم المتحدة الى العمل بتعهداتهما تجاه سكان ليبرتي الذين هم مهددون في كل لحظة بمجزرة أخرى. انهم أكدوا أن أمريكا والأمم المتحدة تتحملان المسؤولية المباشرة حقوقيا واخلاقيا تجاه توفير الحماية والسلامة لطالبي اللجوء الذين هم تحت حماية اتفاقية جنيف الرابعة ويجب أن تقفا أمام مسؤوليتهما تجاه أي خطر يهدد حياة هؤلاء السكان.

وفي ما يلي جانب من كلمة البروفيسور آلفرد زاياس:

 

البروفيسور آلفرد زاياس الخبير المستقل للأمم المتحدة بشأن تطوير النظم الدولي الديمقراطي والمتكافئ

المستشار القانوني الأقدم لمفوضة العليا لحقوق الانسان لمدة 22 عاما :

أشكركم جدا

السيدة رجوي،

سيداتي وسادتي

في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2013 أصدر 6 أعضاء من الاستشارية الخاصة لمجلس حقوق الانسان بيانا صحفيا وصوا فيه الحكومة العراقية بالكشف عن موقع احتجاز المخطوفين الأشرفيين السبعة. كما انهم أدنوا التصعيد الخطير لانتهاك حقوق الانسان بحق سكان أشرف وليبرتي. مضت الآن ثلاثة أشهر على ذلك التاريخ بدون أي خطوة واني كخبير مستقل لحقوق الانسان لم أستلم أي رد فيما يتعلق بالبيان الصحفي.زميلي المقرر الخاص للاعدامات خارج القضاء والميدانية أو التعسفية كريستوفر هينز كتب واني أقتبس منه « القانون الدولي يتطلب بوضوح من الحكومات ضمان التحقيق في جميع مزاعم القتل بطريقة سريعة وفعالة ونزيهة، بغض النظر عمن هو مرتكب الجريمة». و«عدم القيام بذلك يشكل انتهاكا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية». وفي البيان الصحفي نفسه ان نوهت بأن سكان مخيمي أشرف وليبرتي تعرضوا للاعتداء البدني واستنكرت فقدان تحقيق مناسب بشأن المجازر وحصانة اولئك المسؤولين عن هذه المجازر وأضفت «تنطوي الجرائم الخطيرة من هذا النوع، وما يتبعها من الإفلات من العقاب على انتهاكات عديدة لأحكام المعاهدات الدولية وتشكل اعتداء على سيادة القانون، وإهانة للمجتمع الدولي وتهديدا للنظام الدولي». وبذلك اني أدعو زملائي الآخرين في المستشارية الخاصة كما أدعو رسميا مجلس حقوق الانسان وأطلب من المفوضة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي أن يصدروا بيانات شديدة اللهجة يطالبون بتحقيق بشأن هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان التي استمرت لحد اليوم. السيدة رجوي اننا نقف متضامنين معكم. أشكركم.

Posted in فكر حر | Leave a comment

الثلاثي الذي أبقى بشار في الحكم

هآرتس- ترجمة القدس العربيropuna

تُبرز وسائل الاعلام العالمية في السنة الرابعة من الحرب الاهلية في سورياانجازا آخر لنظام الاسد، وهو النظام الذي كان يفترض أن ينهي منذ زمن دوره التاريخي بحسب تقديرات الاستخبارات في الغرب.
يحدث في البلدة الحدودية يبرود شمالي دمشق بالقرب من حدود لبنان تقدم منهجي لقوات الجيش السوري التي تستعين برجال حزب الله في صراعها مع منظمات المتمردين. ويضاف النجاح النسبي لموالي الاسد بالقرب من الحدود اللبنانية الى انتصارات سابقة والى احتلال مدينة القصير في الصيف الماضي والمعارك في جبال القلمون في الاشهر الاخيرة. فاذا ما تم احتلال يبرود فسيُبعد آخر حكم للمتمردين في هذه المنطقة وتتحسن قدرة النظام على الدفاع عن خطوط امداده المتعوجة من شمال سوريا الى دمشق.
لكن يجدر الى الآن ألا نبالغ في أهمية الانجاز التكتيكي في أساسه في يبرود، فقد تم التحول الرئيس في سوريا في العام الماضي حينما نجح الطاغية السوري في صد هجمات المتمردين في أجزاء مركزية من الدولة، أما تزايد قوة فصائل موالية للقاعدة بين منظمات المعارضة فصد اوروبا والولايات المتحدة عن تعزيز مساعدة المتمردين.
يبدو أن بقاء الاسد تم احرازه في الأساس بفضل مساعدة من الخارج: من روسيا وايران وحزب الله. فقد ساعدته على البقاء مقادير كبيرة من الوسائل القتالية ومساعدة مالية ملحوظة مع مستشارين ومتطوعين جاءوا ليساعدوا النظام. فاذا تم اسقاط النظام آخر الامر في السنة الرابعة للحرب فيبدو أن ذلك سيكون اذا نجح المتمردون في تصفية الرئيس جسديا.
كلما مر الوقت تبين مبلغ أهمية دعم روسيا للاسد. فبعد سنة المعارك الاولى حينما كان يبدو أن الاسد يواجه هزيمة أفادت وسائل اعلامية في موسكو أن روسيا استقر رأيها على اخراج جميع مستشاريها وخبرائها من داخل سوريا. ولم يتحقق هذا الاعلان كاملا قط وعادت روسيا في الاشهر الاخيرة الى الصورة بكامل القوة.
تم دمج مستشارون روس الآن في جميع مستويات نظام الحكم وقوات الامن من مساعدة ملاصقة لرئيس الاركان السوري حتى توجيه القوات في الميدان. وعن طريق المدينة الساحلية طرطوس في شمال سوريا حيث تحتفظ روسيا بميناء مستقل تسيطر عليه، تتدفق طول الوقت شحنات سلاح مرسلة وذخائر الى نظام الاسد يُهرب بعضها في النهاية الى حزب الله في لبنان. وتحافظ اسرائيل التي عادت واتهمت ايران وبحق قبل اسبوع فقط بالمساعدة على المذبحة التي يقوم بها الاسد على السنيين، تحافظ على صمت في كل ما يتعلق بالتدخل الروسي فيما يجري.
يقول رئيس روسيا فلادمير بوتين إن بلده بخلاف قوة عظمى اخرى كان بوتين يستطيع أن يذكر اسمها لو أراد لا تتخلى عن اصدقاء قدماء، هذا الى أن تثبيت أسس سلطة اسلامية متطرفة على نهج القاعدة في سوريا من المؤكد أنه ليس مصلحة روسية. وحينما كان يبدو للحظة واحدة أن الاسد تورط حقا بقتله 1500 مواطن بسلاح كيميائي في ريف دمشق في آب في العام الماضي، كانت روسيا هي التي خلصته من الازمة. وأبقت التسوية والاتفاق على تجريد سوريا من مخزونات السلاح الكيميائي العظيمة والذي صيغ بين بوتين ورئيس الولايات المتحدة براك اوباما، أبقت النظام على حاله ومنعت في آخر لحظة عملية عسكرية امريكية.
ومن جهة اخرى ينبغي عدم المبالغة في القدرة العسكرية للنظام السوري، فالشهادة على ذلك موجودة في المعارك التي تمت في الجولان بالقرب من حدود اسرائيل في مطلع هذا الشهر. وقد أتمت منظمات المتمردين في السنة الاخيرة الاستيلاء على نحو من 80 بالمئة من المناطق بالقرب من حدود اسرائيل. ووجدت سرية من الجيش السوري نفسها محاصرة في موقع تل كدنة في مركز الهضبة. وأعلن النظام جهدا مركزا لتخليص الجنود المحاصرين وأُلقيت المهمة على قيادة طابور استعملت عدة جهود لوائية واستعملت الهجمات الجوية ونيران المدافع لاسقاط الحصار. وأظهرت قوات النظام برغم تفوقها الملحوظ بعدد المقاتلين ونوع السلاح، أظهرت باعثا على القتال ضعيفا وفشلت العملية.
ويبدو أن هذه هي الصورة التي هي أكثر اتزانا لوضع القتال بعد ثلاث سنوات وبعد أكثر من 140 ألف قتيل وهي التعادل بلا حسم، الذي يسفك دماء المواطنين. تجري في سوريا حرب فتاكة لم يُر مثيل لها في هذه المنطقة منذ عشرات السنين. والذي ينظر في افلام يو تيوب عن القتال أو في تقارير وسائل الاعلام الاجنبية يجد مناظر واوصافا فظيعة يصعب هضمها (تثير ايضا خواطر كئيبة عن الثقافة التي تسود دولة جارة حاولت اسرائيل التوصل معها الى سلام كامل في عدة فرص). ويصعب أن نرى في واقع الامر، برغم فرقعة لسان المجتمع الدولي مخرجا ممكنا من هذه الورطة في سنة الحرب الرابعة.
يتعلق سؤال يجب أن يقلق اسرائيل بدور حزب الله في الحرب. فلا شك في أن المنظمة اكتسبت تجربة عملياتية ملحوظة واستجمعت ثقة بالنفس ايضا بسبب اسهامها في نجاحات الاسد. وفي مقابل ذلك يقدر الجيش الاسرائيلي أنه يوجد في سوريا بصورة ثابتة نحو من 5 آلاف مقاتل من حزب الله، أي ربع قوته النظامية. واعترف اشخاص في المنظمة في الاسبوع الماضي بأن أكثر من 500 من رجاله قتلوا في المعارك. وأشد من ذلك عند حزب الله أن تورطه في القتال في سوريا جاء بالحرب الى البيت، الى البلدات الشيعية في البقاع اللبناني والى الضاحية في جنوب بيروت حيث أصبح اطلاق القذائف الصاروخية هناك وتفجير السيارات المفخخة جزءً من الحياة اليومية.
لكن الوضع الجديد ينطوي على خطر آخر على اسرائيل. ففي يوم الجمعة الاخير انفجرت عبوة ناسفة في مزارع شبعا بالقرب من قافلة للجيش الاسرائيلي. وكان ذلك كما يبدو ردا من حزب الله على قصف قافلة سلاح للمنظمة في لبنان في نهاية شباط قصفها سلاح الجو الاسرائيلي كما يزعم. إن استطالة الحرب في سوريا تضعضع مستوى الأمن على حدود اسرائيل في الشمال وإن كان يحدث ذلك الى الآن بأقساط قليلة وبقوة غير كبيرة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

كمال اللبواني يرد على برهان غليون

د. كمال اللبواني: كلنا شركاء ghalion

أستغرب من دكتور في العلوم السياسية وذو خبرة طويلة أن يتبنى موقف آيديولوجي قومجي نمطي عن العلاقة بين الشعوب والدول وهو مستورد من العقل القومي الفاشي والنازي العنصري الذي قد تحمله الشعوب تجاه بعضها بغض النظر عن تغيرات التاريخ والمصالح . وهو من يعيش في أوربا التي خاضت حروب عالمية مريرة واستطاعت العيش بسلام ورخاء بعدها .

وأستغرب من رئيس المعارضة السابق الذي ابتدع طريقة جديدة في قيادة الثورات من المقعد الأمامي في الطائرة وأجنحة الفنادق الفاخرة ، أن يتهمني بتمزيق المعارضة التي يكفيها صراعات نسوانها وزلمها وتسابقهم على الكراسي ورزم الدولار من السفراء والأمراء لكي يشدوا شعر بعضهم ويتلاكموا بالأيدي والأرجل ، ولو كان تمزق هذه المعارضة سياسيا لكان بالإمكان حله عبر المؤسسة الديمقراطية ، لكن تغييب المؤسسة بهدف اختطاف القرار والتمويل هو الذي حكم سلوكها وجعل من الاخوان والشيوعيين حلفاء على باطل وعلى تزوير حتى وثائقهم التأسيسية ، وخيانة كل تعهداتهم وأقوالهم . وبعد ثلاث سنوات من العصفورية التي سكنت بها المعارضة تتدعى أنها كانت ضحية مؤامرة عليها ، لولاها لأوصلت الطعام لحمص ومنعت سقوط يبرود .. وجلبت من جنيف الذيب من ذيله .

غليون المنظر ( رئيس سوريا القادم بقرار من صاحبه ميشيل ) يريد للشعب السوري الجريح المعذب أن يبقى لوحده مكبلا بهذا التفكير النمطي ويتعرض للتعذيب والتنكيل من قبل حثالة البشر ، لكي يحافظ على هذه المعادلة التي تعطي للنظام قوته واستمراره وتغاضي العالم عنه، وكأنه يقول أن النظام السوري والإيراني ليسا عدوين حتى لو فعلا ما فعلا بنا ، وأن السير في مسار السلام مع اسرائيل لن يغير موقف العالم من النظام ويلغي دوره ويبطل مفعول قوته ، فالمعادلة ببساطة أننا طالما نحمل عقلية غليون القومجية طالما سعت اسرائيل لاشغالنا بمشاكلنا وصراعاتنا ، حتى أن كل السلاح الذي اشتريناه استعمل فوق رؤوسنا ، لكن عندما ننخرط في عملية سلام اسرائيل بحاجة ماسة اليها لصغر حجمها وهشاشة كيانها رغم قوتها النارية ، سوف نتحرر من تآمر القريب والبعيد المتحالف مع اسرائيل والمتعهد بحمايتها ..

وطالما أننا دمرنا وشردنا باسم المقاومة والممانعة والموقف التاريخي ، ربما نقوم بالعكس تحت شعار السلام الذي لم نسبق أحد اليه حتى الشعب الفلسطيني ، ومن قال أن السلام لا يعطينا عناصر قوة أكبر من الحرب في مواجهتنا التاريخية المفترضة مع اسرائيل الكيان وليس الشعب اليهودي ؟ وهذا ما فعلته كل الدول العربية .

أما عن مسألة البيع المفتراة فالخصم ليس أحمقا ليشتري شيئا يملكه أو يدفع ثمنه مرتين ، نحن تحدثنا عن قرارات دولية وحقوق منصوص عنها بقرارت هي أساس عملية السلام ، ولكن المتاجرة بالمواقف القومجية هي التي تخدم النظام وإيران التي تدفع بسخاء لأبواقها الإعلامية المعروفة والتي تتاجر بالقضية القومية ، وللمعارضة القومجية التي تخدمها في كل صعيد . والتي طبعت مع النظام وايران ومع اسرائيل لكن سرا وهو بيت القصيد . كنت أتمنى على رموز المعارضة أن يعلنوا عما يفعلوه ولا يعقدوا الصفقات السرية مع كل الأعداء بما فيهم الصهيوني ، ثم يخرجوا علينا بمزاوداتهم الممجوجة .

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

خواطر وافكار وكوابيس في رأس مسيحية مهاجرة

Antoun M

النشاطة السورية الحرة مارسيل شحوارو

النشاطة السورية الحرة مارسيل شحوارو

إعتراف:
قبل ما اقرأ شو كتبت مرسيل اليوم فكرت واكثر من مرة خلال الأشهر السابقة مثلها وبأنو لا يمكن لي ولا لأغلب من أعرفهم من السوريين (سواء من المسيحيين أوالدروز أو العلويين ولا حتى 90% من سكان المدن الكبرى) …. لا يمكن لأي منهم أن يعيش في ظل هذه المعارضة الاسلامية المتطرفة وللاسف المسلحة والفاعلة على الأرض اليوم ..!
وكل ما كنت فكر بهذه الطريقه كنت أزداد تفهماً لخوف الكثير من السوريين وتفكيرهم بالهجرة او لمن لا يستطيع الهجرة التخبط والتخبط في الرأي والرؤية والموقف النهائي مما يجري ..!
بكل مرة كنت أفكر فيها بهذه الطريقة كنت أشعر بذنب عميق وفكر انو ما لازم خلي حدا بالدنيا يعرف لوين وصلت بأفكاري …
– أولاً كي لا أحبط غيري وخصوصاً لمن ليس لديه خيار الهجرة
– ثم كي لا أصنف كرماديه، وهو التصنيف الذي أكرهه وغير مقتنعة بعدالته لأي أنسان يرفض الوقوف مع الظالم مهما حصل وحتى لو خسر العالم كله
-كي لا يظن أحد بأنني ناكرة لأصلي ومستمتعة ومقتنعة بحياتي في الغربة وأنو يمكن ما أرجع عالبلد طمعاً بمكتسبات وحياة البلد الآخر … واللي صدقاً ما صار ولا قادرة شوفه بيوم لحدا هاجر اضطراريا بعمر فوق الخمسين سنة ..!
– أكثر من ذلك وربما الأهم هو قناعتي وشعوري بأن الثورة التي حصلت بداخلي خلال الثلاث سنوات الأخيرة غيرتني فعلاً لدرجة تخيفني ولا أريد أن تخيف أحبابي وأنني اليوم لم أعد قادرة على تخيل نفسي من جديد مواطنة درجة ثانية وغير كاملة الحقوق والواجبات ولن أقبل التمييز سواء بسبب جنسي أو ديني أو …!

والتناقض عم يكبر والقهر عم يزيد والموت عم يحصد البشر والنفوس
وسوريا عم تبعد وتنزلق من ايدنا مثل المي ..!

اليوم ولأول مرة تجرأت، وبلحظة صفاء، أخبرت زوجي بأنني قد أرفض العودة الى البلد في حال تم وضع قيود على المرأة إضافية مثل الحجاب وقوانين اخرى جائرة تتعلق بالعمل وسواقة السيارة وممارسة الحياة الطبيعية أو الأقل من الطبيعية التي كنا نتعايش في ظلها في الماضي
وبعدها وفور عودتنا للبيت قرأت ما كتبته مارسيل وتوقفت عنده كثيرا هو وردود الفعل المختلفة عليه …..!
عن نفسي احترمت جرأتها وصدقها مع نفسها ومع الآخر وحزنت لصدمتها ومصابنا
وقررت أن أتخلص من الخوف من الآخر وأصارحكم أنا أيضاً
منذ بعض الأشهر بدأ خوفي من الغد يصبح جدياً …. خوفي من نفسي … ومن حرمان الحياة التي أحب وأعشق… بل وبالمختصر … الخوف من حرمان الوطن “الطوعي” ..!!!!.
فهل …….!!؟؟ وهل ……!!؟؟ وهل …….!!؟؟؟؟؟

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

مسلم طيب .. مسلم خبيث

د. ميسون البياتيmhamdanny

حين إنفتح العرب على العالم الخارجي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر , وبدأوا يبعثون أولادهم الى الخارج للدراسة , تعلم هؤلاء الأولاد لغات جديدة في الدول التي إبتعثوا لها , وحين عادوا الى بلدانهم , صاروا يقرأون باللغات الجديدة التي تعلموها , ويترجمون من هذه اللغات الى لغتهم الأم ( العربية ) الشيء الكثير مما قرأوا أو تعلموا

كما أن إستقدام المطابع ونشاط حركة الطباعة والنشر , كان عاملاً مُضاعِفاًََ , في إنتشار الكتاب الجديد الفكرة , وغير المألوف عند العقل العربي

وقد أدى هذا الى نشوء طبقة مميزة من المثقفين العرب الذين نفخر بثقافتهم ووعيهم والذين بدأ عددهم ومستواهم بالإنحسار منذ خمسينات القرن الماضي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية , وإعلان الحرب الباردة التي أسبغت على ثقافتنا العربية ومثقفنا goodbadmuslemالعربي درجات مختلفة من القتامة والإرتداد

حين هبطت على دولنا ثروات البترول , وصار الكتاب يدعم مثلما يدعم رغيف الخبز , صرنا وقتها نشتري نسخاً من كتب لا يحلم أحد بتملكها , وهكذا بنيت مكتباتنا الشخصية

مقارنة على ذلك الوضع , بوضعنا اليوم , ههههه …. لا يوجد وجه للمقارنة . اليوم مجلة تافهة رخيصة المعنى والمبنى , سعرها يزيد على مائة رغيف أو ألف , وربما أكثر

ولهذا ترى أن كتباً مهمة صارت غائبة عن عين القاريء العربي .. سبحان الله , لم يبق مَن يترجم , ولا مَن يدعم , ولا مَن يطبع ,, وحتى إن حصل , فبحدود ضيقة جداًَ , تسمع أن هناك ترجمة لكتاب ما , ولكن أين ومتى ؟ .. وبأي سعر ؟ الله أعلم

هناك نشرة تقول : إن دار غاليمار الفرنسية وحدها , تطبع من الورق سنويا , ما يزيد على مطابع الوطن العربي كله … ألف واحسرتاه عليك أيها القاريء العربي

من الكتب الجديرة بالترجمة الى العربية كتاب : ( مسلم طيب , مسلم خبيث . أمريكا , الحرب الباردة وجذور الإرهاب ) تأليف البروفيسور محمود مامداني

قبل الدخول الى عالم الكتاب دعونا نتأمل الغلاف , فهو أحمر بلون كارتات الحب يوم عيد الفلانتاين , وعليه صورة لإلتقاء المحبين , ( المحب الأمريكي ) يقطع سير السيارات في واحد من شوارع مركز نيويورك , ليصلي فيها ( المحبوب المسلم ) , هذه الصورة إلتقطت أيام زيارة وفد من المجاهدين الى الولايات المتحدة الأمريكية أيام الرئيس الأمريكي جيمي كارتر , حيث أثنى عليهم وزودهم بالمليارات والسلاح ليجاهدوا الكفار

لم يكن المسلم في حساب السياسة الأمريكية إرهابيا ذلك الوقت , لذلك عودوا الى الصورة ,, ستجدون أن الحرس والشرطة الأمريكية منتشرين في المكان , وهم الذين قطعوا الطريق لهؤلاء المسلمين كي يؤدوا الفريضة في عرض الشارع , ولا تدري …. ألم يكن هناك جامع أو حديقة أو ساحة في كل نيويورك تسمح بأدائهم الفرض ؟ أم أن حب الإستعراض من الطرفين هو الذي سمح بذلك ؟ الله أعلم

ولمحبي التأمل .. أدعو فقط الى التمعن في الصفوف الخلفية من المصلين ستجدون فيها عدداً من النساء المصليات , وحسب التعاليم الإسلامية فإن النساء يصلين خلف الرجال , حتى لا تنكشف عوراتهن اذا وقفن أمام الرجال ! ولكن في هذا الشارع .. !!

إنتبهوا الى عدد الرجال من عابري الطريق على الرصيف الواقفين خلف تلكم النسوة المصليات , هل يجوز التساهل اذا نظر غير المسلم الى عورة المسلمة وهي تصلي , وأولياء أمرها الرجال المسلمون واقفون وموجودون ؟ كما أرجو التمعن في الكلمات المكتوبة على البناية والمحل خلف المصلين , مكتوب : محل لبيع النبيذ والكحوليات
WINE & SPIRITS
هل تجوز الصلاة على عتبة خمارة ؟ وأي ضرورات تلك التي أباحت مثل هذه المحظورات ؟ والعلم عند الله ماذا تحوي جهة الشارع المقابل لوجوه المصلين ؟ .. وليس عندي أي تعليق على هذه الصورة , التعليق متروك لضمائركم

ولد محمود مامداني عام 1947 في كمبالا / أوغندا , وهو أفريقي جده الثالث قدم الى أفريقيا من الهند , حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1974 . ثم قام بالتدريس في جامعة دار السلام في تنزانيا , جامعة مكريرا في كمبالا , جامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا , بعدها ذهب الى نيويورك حيث يعيش هناك مع زوجته وإبنه منذ العام 1999 ويقوم بالتدريس في جامعة كولومبيا وهو مدير معهد الدراسات الأفريقية فيها إضافة الى عمله في التدريس

يعتبر مامداني من المطلعين في الشأن الأفريقي وصاحب خبرة في السياسة والعلاقات الدولية , وتكريماً له كُلِّف بقراءة الورقة الخامسة من أوراق مراسيم منح جائزة نوبل يوم حفل التكريم بها عام 2001 , وكان عدد الأشخاص الذين كلفوا بهذه المهمة تسعة فقط من كل العالم

أما في مايس / 2008 فقد إختارته صحيفة ( فورين بولسي ) الأمريكية كواحد من أهم مائة شخصية سياسية في العالم

وفي تموز / 2008 وقع عليه نفس الإختيار من صحيفة ( بروسبكت ) البريطانية

كتاب ( مسلم طيب … مسلم خبيث ) من القطع المتوسط يحوي 304 صفحة وصادر عن ( دار بانثيون / راندوم هاوس ) عام 2004 .
محتويات الكتاب هي :
– إيضاح
– المقدمة . العصرية والعنف
– حوار الحضارة . أو : كيف لانتحدث عن الإسلام والسياسة
– الحرب الباردة بعد الحرب الهندوصينية
– أفغانستان : أعلى مدى للحرب الباردة
– من الحرب بالنيابة الى التعدي المفضوح
– الخلاصة : ماوراء الحصانة , والعقوبة الجماعية

# في الإيضاح يعلمنا البروفسور مامداني أن بذرة هذا الكتاب جاءت من حوار دار في كنيسة تقع أعلى الجانب الغربي من مدينة ( نيويورك ستي ) بعد أسابيع من أحداث سبتمبر الشهيرة مع ثلاثة من زملائه هم : طلال أسد من جامعة ( ستي يونفيرستي ) نيويورك , تيم ميتشل من جامعة نيويورك وبوب مايستر من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز

# أما في المقدمة التي عنونها بإسم ( العصرية والعنف ) فيقول بأن العنف ومنذ الثورة الفرنسية صار يشبه القابلة المأذونة التي تولد التاريخ , الثورة الفرنسية ولدت لنا الإرهاب وكونت الجيش من المواطنين . السر الكبير وراء نجاحات نابليون بونابرت العسكرية هو أن جيوشه كانت من الوطنيين الذين يقاتلون من أجل هدف يعلى بالمشاعر الوطنية _ وما سوف نسميه لاحقا : المشاعر القومية

عام 1492 بدأت النهضة الأوربية ومعها الحداثة السياسية ووصل كريستوف كولومبس الى قارة أمريكا . ونشأ الصراع على تقاسم العالم الجديد . الأوربيون وهم يسعون الى غنيمة العالم الجديد قسموا أنفسهم على أساس العرق والدين

عندما إحتل الملك فرديناند والملكة إيزابيلا غرناطة ورأيا أن المسلمين واليهود جماعة من الأقوياء في إمارة غربية مسيحية فقد سعيا الى تغيير معالم هذا الحال , أمرا اليهود أولا بالمغادره : وبسبب ذلك إعتنق 70 ألف يهودي المسيحية كي يتمكنوا من البقاء في إسبانيا ومن مجموع 130 ألف المتبقي منهم , فقد نزح 50 ألف الى شمال أفريقيا ومقاطعات البلقان التي تحكمها الدولة العثمانية , في حين أن 80 ألف عبروا الحدود الى البرتغال , وبعد سبع سنوات من ذلك قامت إسبانيا بمنح المسلمين نفس الخيار : إعتناق المسيحية أو الرحيل

في التاريخ الحديث للدولة الغربية يوجد نوعان من الضحايا : الضحايا الداخليون الذين يساهمون في بناء الأمة من الداخل , والضحايا الخارجيون الذين يساعدون الأمة على التوسع

فكرة أن (( الإمبريالية تخدم الحضارة عن طريق تخليص الحضارة من الأجناس غير المرغوبة أو قليلة الأهمية على الأرض )) كانت قد تفشت في الفكر الأوربي , فتمت بذلك على سبيل المثال في إحدى جزر بحر تسمانيا عام 1804 أول مجزرة لذبح السكان الأصليين , وحدثت أخرى مشابهة لها عند ذبح ( الماوري ) وهم سكان نيوزيلندا الأصليين , و( الهيريرو ) سكان جنوب غرب أفريقيا الألمانية

أول قنابل ألقاها العالم من الطائرات على بشر كانت قنابل إيطالية ألقيت على واحة خارج مدينة طرابلس / شمال أفريقيا عام 1911 لتطهير أرضها من السكان . أما البريطانيون فقد فعلوا ذلك ضد الصوماليين عام 1920

أما أثناء الحرب العالمية الثانية فإن ألمانيا كانت قد وضعت قوانين حرب مع العالم الغربي … ولكن ليس مع روسيا , ولهذا فإن نسبة جنود الحلفاء الذين ماتوا أسرى بيد الألمان كانت 3% بريطانييين وأمريكان , و57% من الروس

المجازر التي تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية كانت كبيرة أيضا , لكن الإبادة العرقية التي تعرض لها ( هيريرو ) أفريقيا كانت أكبر كثيرا مما تعرض له ( يهود) أوربا على يد نفس الألمان

لكن محرقة اليهود أو الهولو كوست , يعلم بها كل العالم . ولا يدري أحد من هم الهيريرو , حتى في الموت الجماعي هناك درجات للبشر ؟؟

قبل أحداث سبتمبر كانت البشرية قد وصلت الى قناعة : أن ذلك الموت الأسود لا يجوز أن يتكرر من مواطني أي الدولة , ولا مع أي إنسان في هذا العالم

بعد أحداث سبتمبر حيث هاجم الإرهاب تجمعات بشرية كبيرة وألحق بها الأذى في بنايتي برج التجارة , فإن الولايات المتحدة وهي تسعى لمحاربة وملاحقة الإرهاب فهي تلحق الأذى بتجمعات سكانية مدنية كبيرة جداً لا علاقة لها بذلك الإرهاب أيضا

# متن الكتاب يبدأ بسرد علاقة أوربا والغرب مع المسلم من بداية كونه مسلماً عادياً يؤدي فروضه الدينية مثل كل الخلق , حتى أوصلته بنظر العالم والناس الى أن يحمل صورة الإرهابي . ومن خلال تخصص الدكتور مامداني بالشأن الأفريقي فإنه يرى أن السياسة الغربية مع المسلمين العرب والأفارقة هي سياسة واحدة . خصوصا اذا أخذنا بنظر الإعتبار أن نصف أقطار الوطن العربي واقعة في شمال أفريقيا

قلنا أن فكرة إبادة الأجناس غير المرغوب فيها أو ( الإبادة العرقية ) كانت ( ثقافة ) عالمية شاركت بها جميع الدول الأوربية القوية بواسطة جنودها وسلاحها منذ العام 1500 ميلادي تقريبا . لم يختلف في ذلك البريطاني عن الفرنسي عن الأمريكي أو الإيطالي أو الألماني . غير أن سبة الهولوكوست بحق هتلر , تجعله هو وحده الذي مارس جريمة (( الإبادة العرقية )) ضد اليهود , في حين غيره من كل الذين إقترفوا نفس الجريمة أبرياء شرفاء

بعد ذلك تعلّم العالم طريقة إشعال الفتن بين الجماعات والدول لتبيد نفسها بيدي بعضها البعض , على شكل ( حرب بالإنابة ) أو ( إحتواء مزدوج ) , وجعل سكان العالم غير المرغوب بهم كما يقول المثل : فخار يكسر بعضه

حين نصل الى مشارف الحرب العالمية الأولى , سنرى الغرب يعلي النعرة القومية عند العرب المسلمين ليجعلهم يتمردون على الدولة العثمانية المسلمة التركية , وهكذا ثارت الثورة العربية بقيادة الشريف حسين بن علي شريف مكة , ولكن ماذا كسب العرب بعد أن وضعت الحرب أوزارها غير التقسيم الى دول بعد معاهدة فرساي وإتفاقية سايكس بيكو ؟ التي قسمت بلاد العرب لا حسب مصالح أهلها ولكن حسب مصالح الدول التي ستسيطر على أقاليم هذا الوطن بإعتباره = غنيمة حرب تم التحصل عليها من سقوط الدولة العثمانية
بقيت نعرة القومية قوية وتطغى على النعرة الدينية عند العربي المسلم , وهكذا ستتأسس دول عربية قومية علمانية تضع العروبة في المقام الأول والدين ثانياً بسبب مرارة التجربة مع المحتل المسلم التركي , وحين يقول الكتاب : الدين , فلا يقصد به العلاقة بين الخالق والمخلوق , وإنما الدين كنظام دولة

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ومؤتمر يالطا وتأسيس إسرائيل على أرض عربية , وتنامي المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط , بدأت الإنقلابات العسكرية تقع في ممالك الوطن العربي فحوّلتها من ممالك الى أنظمة جمهورية , سرعان ما طردت الوجود البريطاني من أراضيها معتبرة ذلك تحرراًَ , لكنها إرتبطت بنفس الوقت وبطرق مختلفة إقتصادية وسياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية , إن لم يكن في العلن ففي السر

رأى الأمريكيون أن تعاظم النعرة (( العروبية )) في دول المنطقة سيؤدي بالنتيجة الى نوع جديد من توحيد تطلعات أبناء المنطقة , وهذا يهدد مصالحها مثلما يهدد أمن إسرائيل , لذلك عمدت الى مد اليد لتأسيس خلايا دينية داخل هذه الدول , وأمدتها بالعون الى أن أوصلتها لتكوين تنظيمات إسلامية معارضة لنظام الحكم العلماني . ويعطي الكتاب مثالا واضحا على ذلك بتنظيم الأخوان المسلمين في مصر الذي إنتشر الى أجزاء مختلفة من الوطن العربي

حين وصلت حدة الخلاف بين السلطة الحاكمة العربية والتنظيمات الإسلامية الى مداها , صارت تقع بينهما الإشتباكات , والتعارض في الشعارات والمباديء , وهذا بحد ذاته هو المطلوب لتشتتيت الرأي العام وإضعاف المنطقة

يواجهنا الكتاب بقضية ثانية هي أنه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية , وإختلاف الروس والأمريكان على تقاسم المصالح حول العالم , فقد وقعت حربين مدمرتين هما الحرب الكورية والحرب الفيتنامية , شاركت فيهما الولايات المتحدة بجنود من مواطنيها ودفعت في تلكم الحربين خسائر بشرية باهضة , وكان من نتيجة دروسهما أن قررت الولايات المتحدة أن تدخل حروبها المقبلة على شكل حروب بالإنابة _ بروكسي
ولذلك حين إمتد النفوذ السوفيتي الى أفغانستان , متخذاً له موطيء قدم بين النفوذ الأمريكي في الباكستان والنفوذ البريطاني في الهند , قامت الحكومة الأمريكية بتهييج النعرة الدينية عند القبائل الأفغانية ضد الروس فحولتهم الى مجاهدين , وبطرق مختلفة ساعدت على أن يلتحق بهم عرب مجاهدون أيضا وأمدت الجميع بالمال والسلاح

لم يكن المجاهد المسلم وقتها ( إرهابيا ) ولم يكن الإسلام ( دين قتل ) وشاهدتم على غلاف الكتاب كيف كانت فريضة الصلاة الإسلامية محترمة في قلب نيويورك , لابل ويستعرض ويفتخر بها فوق ذلك

في نفس الوقت الذي إعتمد الأمريكان على المجاهدين وأغلبهم من تنظيمات من المذهب السني , فقد قام الأمريكان بإزاحة شاه إيران وأسسوا : جمهورية إسلامية ( شيعية ) . شعارها تصدير ثورتها الشيعية الى العالم

وبذلك يعمد الأمريكان الى إذكاء روح العداء الطائفي بين (( السنة والشيعة )) من أجل إحتوائهما ( إحتواءا مزدوجا ) مستقبلاً عندما تنوي الإطاحة بهما حين سينتهي دوراهما

اذا ظل المجاهد المسلم مقدراً عالمياً بسبب ما كان يقوم به من دور لأمريكا فمن المحتمل أن تتوحد بذلك كل طوائف مسلمي العالم , وهذا ما لن تريده أمريكا التي تبحث عن أوطان ممزقة وشعوب متفككة لتنفيذ أغراضها , ولهذا فهي ومنذ سقوط شاه ايران تبذر للإسلام بذور الطائفية

حين إنهار الإتحاد السوفيتي وصارت الولايات المتحدة هي اللاعب الوحيد في العالم , أعلنت حربها على الإرهاب , ولكن من هم الإرهابيون ؟ إنهم نفس المجاهدين الذين أعدتهم هي بنفسها قبل عقد أو عقدين من الزمان

وهكذا شنت الحرب على أفغانستان , رمي بالصواريخ والقنابل , أما الحرب البرية فلم يشارك بها ولا جندي أمريكي واحد بل قام بها جنود ( التحالف الشمالي ) من الطاجيك والأوزبك والهزارا , ضد مواطنيهم البشتون من ( تنظيمات حركة طالبان ) التي أسستها الولايات المتحدة نفسها في الباكستان

كان هذا هو هيكل كتاب ( مسلم طيب , مسلم خبيث . أمريكا , الحرب الباردة وجذور الإرهاب ) في الكتاب تفاصيل بأسماء دول وأسماء تنظيمات وأشخاص تغني كل ما تحدثنا عنه وتجعله مقنعاً وواضحاً جداً

بقيت قضية أخرى يسردها الكتاب على شكل مقاطع متفرقة ضمن سرده لرؤيته الكلية لواقع تحريك الدين في المنطقة العربية ألا وهو قضية تشابك القضيتين اللبنانية والفلسطينية

أجزاء كبيرة مما تبقى من فلسطين كانت قد إنضمت الى الأردن وتأسست منهما المملكة الأردنية الهاشمية . الفلسطينيون الذين نزحوا عن الأراضي التي إحتلتها إسرائيل عام 67 ذهبوا الى الأردن , وتشكلت منهم خلايا مقاومة ومنظمات فدائية مسلحة , تهدد في كل لحظة أما بقلب الأوضاع الأمنية في الأردن أو بإدخالها حرباً مع إسرائيل

لذلك قام الملك حسين في نهاية السبعينات بإعتقال بعض قيادات التنظيمات وتعقب البعض , فغادرت المنظمات الفلسطينية الأردن متوجهة الى لبنان , ومن هناك كانت تشن عملياتها المسلحة داخل فلسطين المحتلة

حين وقّع السادات إتفاقية التطبيع مع إسرائيل في كامب ديفيد , أوقف ضدها كل العمليات العسكرية التي تشن على إسرائيل من قطاع غزة , وقامت الجامعة العربية على الفور بتخويل سوريا حق الدخول الى لبنان تحت شعار ( حماية أهلها من القتال الدائر بين التنظيمات الفلسطينية وإسرائيل ) , لكنه في الحقيقة , كان تخويل للقوات السورية بإخراج الفلسطينيين من لبنان

حين دخلت سوريا الى لبنان , دخلت وليس في نيتها أن تخرج , وكيف يتم لها ذلك ؟ يتم لها ذلك بطريقين : أما تأسيس حكومة ( شيعية لبنانية ) موالية للحكومة العلوية السورية , أو بإدامة القتال مع إسرائيل . ساندت القوات السورية الأحزاب الشيعية التي كانت إيران الإسلامية قد أسستها بين شيعة لبنان , وصار الضرب متبادلاً بين الفلسطينيين , والإسرائيليين , وشيعة لبنان , وسنتها , ومسيحييها

حين عمّ الدمار الجميع , أعادوا فرز تشكيلاتهم , إصطف الفلسطينيون مع السنة , وسوريا مع الأحزاب الشيعية , وشكل الموارنة ميليشاتهم أيضا التي إستمدت دعمها من كل مكان حتى من إسرائيل نفسها , وهكذا تنوع القتال في لبنان , الى أن أجبرت الأوضاع منظمة التحرير الفلسطينية على مغادرة الأراضي اللبنانية الى تونس

لكن سوريا في تلك الفترة لم تكن قد أفلحت في تكوين حكومة شيعية في لبنان , لذلك كان عليها إدامة التعدي الإسرائيلي على لبنان , وقد تمكنت من ذلك بواسطة مليشيات حزب الله المتمركزة في جنوب لبنان

إلا أن أخطر ما يقوله الكتاب , هو عن نشأة وتأسيس حركة حماس الفلسطينية , فزيادة على أن الدكتور عبد الله عزام وهو واحد من أهم الشخصيات المؤسسة لحركة حماس , فهو أستاذ أسامة بن لادن منذ أن كان أسامة طالباً جامعياً في المملكة العربية السعودية وعزام هو الذي ساعد أسامة على بلورة فكره الجهادي من خلال حواراتهما معا . فإن الكتاب يذكر في الصفحة 121 ما ساقوم بترجمته نصا عن الدور الإسرائيلي في تأسيس منظمة حماس الإسلامية , يقول الكتاب :
…. الإعتقاد من قبل الولايات المتحدة وحلفائها : إسرائيل والأنظمة العربية المعتدلة , بأن الإسلام السياسي يشكل ضغطا ضد الحركات القومية العربية العلمانية الموجودة في المنطقة , ولكي تأخذ الفكرة مداها , فإن إسرائيل سعت الى دعم حركة إسلامية سياسية في الأرض المحتلة , لتحريكها ضد العروبيين العلمانيين من منظمة التحرير الفلسطينية , فالمخابرات الإسرائيلية , هي التي سمحت لحماس بالتحرك والفعل خلال الإنتفاضة الأولى , كما سمحت لها بفتح جامعة وحسابات مصرفية ومن المحتمل أنها زودتهم بالمال أيضا , فقط من أجل أن تجعل حماس قوية ومنظمة في الإنتفاضة الثانية _ إنتهى الإقتباس
وهذا هو ما نراه الحاصل فعلاً في الصراع الحاد الواقع الآن بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس , والذي يدفع ثمنه المواطن الفلسطيني والقضية الفلسطينية برمتها . فبعد الإنتفاضة الثانية , دخلت حماس الإنتخابات , وصعدت الى مستوى ( سلطة ) وصارت تناكف وتصارع منظمة التحرير الفلسطينية على كل شيء وأتفه شيء , ولن يختلف إثنان على أن إنقسام السلطة مهما كانت قوية أو ضعيفة هو في غير صالح القضية برمتها

أما عن الإجتياح الأمريكي للعراق , فالكتاب يذكر أن الولايات المتحدة تستعمل إيران في هذه الحرب إستعمالا ( بالنيابة ) بإستغلال العنصر الطائفي الذي تم تحريكه في المنطقة منذ ما يزيد على ربع قرن , بتحريك هذا العنصر الطائفي الآن , فإن ايران تقدر أن تؤدي للأمريكان ما يريدون دون أن يلوث الأمريكان أيديهم بدماء العراقيين

لكنه يقول عن العراق في الصفحة 260 (( نفس العراقيين الذين رحبوا بإسقاط صدام حسين , ينظرون اليوم الى الجنود الأمريكيين كقوة محتلة . ألم يحن الوقت لمناقشة الإفتراض المبسط الذي هو : بمن ترتبط مشكلة عدم قبول الأمريكان في العراق ؟ بالعراقيين الخبثاء المعارضين أم بالعراقيين الطيبين ؟ وفيما لو أن العراقيين الخبثاء والطيبين , والمسلمين عموما الخبثاء والطيبين , تم إستفتاؤهم رسميا عمن يدعم منهم السياسات الأمريكية ومن يعارضها , ألن تدعونا نتيجة الإستفتاء الى إعادة النظر في سياساتنا التي يبدو أنها بدأت تفقد داعميها ويتفاقم معارضوها بإضطراد ؟
هنا في أمريكا , أو هناك في العراق , أو في أي مكان في العالم , تفعيل الديمقراطية , في عهد كونية القوة الأمريكية لا يتطلب الحروب _ إنتهى الإقتباس

آخر عبارة في الكتاب يقول فيها الدكتور محمود مامداني : وللنصر في الحرب ضد الإرهاب , نحتاج الى فهم أن العالم قد تغير , وأن الأستعمار القديم لن يتجدد .. ولن يرجع , وأننا مقابل إحتلال أراضي أجنبية سندفع أقياماً باهضة , أرواحاً ومالاً , أمريكا لا يمكن أن تحتل العالم الى الأبد , ولكن عليها أن تتعلم كيف تعيش فيه

ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

الجنس والشرق

زيورخ فى 18/2/2014fw

” سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ! ” متى الاصحاح السادس 22 : 23

لطالما تشدقنا نحن أهل الشرق بأننا مهد الديانات السماوية الكبرى ,وأننا خير أمة ! والحقيقة المحزنة أننا رمز التخلف على الكرة الأرضية ولا نعرف ما مغزى نزول الأنبياء للمنطقة ربما لأننا أكثر الناس انعداما للاخلاق ولا نعرف السبيل إلى الكود الأخلاقى .

فنحن مجتمع ذكورى نهتم برغبات الذكور ونهتم ونهمل الإناث ونموضع الشرف فى منطقة محددة لدى الأنثى .. وشيوخنا الأفاضل وكتب التراث اهتمت اهتماما لا مثيل له بالأنثى ومواضع الفتنة وكيفية تجنبها ..غير عالمين أن تصريحاتهم أكدت على حقيقة أن رجل الشرق أهطل يسير لعابه لمجرد النظر كحيوان لايستطيع التحكم فى شهواته وأنه وبكل المقاييس عديم الأخلاق فى نظراته فى كلماته فى همساته أيضا ..وللأسف لم يستفد من الأنبياء والرسل فأصبح عالة على الجنس البشرى .

فلأجل المرأة قامت حروب وكادت تحرق أوطان وهى الشغل الشاغل للسفهاء والغوغاء والدهماء من شعوب المنطقة .

فلأجلها قام الغوغاء بحرق كنائيس امبابة ونادى الغوغاء بشعار “اريد اختى كامليا ” بينما الواقع يعكس صورة حقيقية إن اختة كامليا هو لايريدها لانها نفس بشرية بل يسعى لينالها فريسة سريرية .

هل تتذكرون الشيخ العريفى الذى صرح لايجوز للبنت الجلوس مفردة مع أبيها خوفا من الشيطان وكأن ابيها حيوان مفترس شيطان ووحش كاسر فى تحقير للرجل ولعاطفة الابوة وندعى أن الرجل له السيادة

هل تتذكرون الشيخ ونيس السلفى عضو مجلس الشعب والطالبة الجامعية نسرين المنقبة وهى معه فى سيارته على قارعة الطريق فى الظلام الدامس

هل تتذكرا الشيخ ” بينيكيو ” البلكيمى وكيف أنه خالف النص الدينى وقام باجراء عملية جراحية فى أنفه ليحسن صورته الذى خلقها الله له لأجل المرأة …ضارب عرض الحائط بالوصايا الدينية

ابحث عن المرأة هى المحرك الأساسي لرجال الشرق وللأسف لم يقتصر تحقير الرجل وتحفيز المرأة للعامة فقط بل تطرق إلى الكل حتى رؤساء الجامعات فتصريح رئيس جامعة القاهرة فى لوم للفتاة لأنها سارت بلباس غير لائق فى الجامعة وهى سبب رئيس للتحرش بها وستحاسب والشباب أيضا سيحاسبوا يؤكد ويسقط ما بداخل رأسه من فكر عفن رجعى أن المرأة هى المحرك الأساسي للغريزة الحيوانية لطلابه .

كل يوم يثبت أن الشرق غارق فى شهواته وأنه لا أمل فى اصلاحه مادام مصر على الرجعية والتخلف منهاج له ومصر على تحقير الرجال ولوم النساء ..

ولا أمل من الاصلاح ودعوات الأنبياء فى هذه المنطقة ضاعت سدى وانطلاقا من الشيوفنية نصرح بحناجر نووية ” انما الامم الأخلاق مابقيت ….. “

فأين الأخلاق فى ربوع الشرق.

مدحت قلادة

Medhat00_klada@hotmail.com

Posted in فكر حر | Leave a comment