الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني

علي الكاشmuf9

كاتب ومفكر عراقي
نود أن نستميح القاريء الكريم عذرا بأنه إذا كان قد أغلق نوافذ العقل جميعها وفتح باب التعصب الطائفي والتمسك بما يظنه ثوابت عقائدية غير قابلة للنقاش العلمي والتمحيص والتعديل أو الإلغاء، ويتعامل مع الفرضيات والأساطير كأنها ثوابت لا تقبل الجدل والنقاش كأنها الذكر الحكيم ـ الكتاب الوحيد غير القابل للنقاش لأنه كتاب الله تعالى ـ فننصحه بأن لا يواصل قراءة الموضوع لأنه غير مخصص له وسيثير أعصابه وشجونه، وهذا ما لا نرغب به. وإن كان القاريء الفاضل منفتح العقل، يوزن الأمور بعقل وحكمة، ويناقش الموضوع بعلمية ومنطق سليم، سواء أتفق مع الآراء المطروحة أو عارضها، فليواصل المشوار معنا، ويرفدنا برأيه الذي سيكون موضع ترحيب، وربما تصويب لما هو مطروح من آراء. فإختلاف الرأي حالة طبيعيه وصحيه، ولا تفسد للود قضية. المسألة لا تتعدى القناعة، لكن القناعة المبنية على المنطق الصحيح والعقل المتنور، وليس الجهل والتعصب والتعنت بالرأي.
إننا نتعامل مع البشر بإعتبارهم بشر مثلنا لا يفرقوا عنا قيد أنملة من حيث الخواص البشرية، مع إعترافنا بإختلاف القدرات العقلية والنفسانية من فرد لآخر، لكن جميعنا بلا عصمة ولا كمال. لأنهما من صفات الخالق فقط، وإن كان الله تعالى قد أسبغ على الرسل والأنبياء عصمة محدودة في ظروف زمانية ومكانية إستجابة لحاجة ضرورية، فالفخر في ذلك لربٌ العباد وليس للرسل والأنبياء، فهم واسطة بين الخالق والعباد لا غير، وتنتهي العصمة مع إنتفاء الحاجة لها وفق المشيئة الإلهية وليس البشرية! ومن الجدير بالإشارة أنه لم يذكر أي من الرسل والأنبياء إنه معصوم عن الخطأ والزلل فيما عدا تبليغ التوجيهات والوصايا التي يتسلمها من الله عزٌ وجلٌ ويوصلها الى العباد.
لازلنا على عتبة المبحث، لذا يستوجب باديء ذي بدء أن نحدد معنى الشذود وأشكاله لنحكم من خلالهما عن إنحراف روح الله، وبالطبع ان (روح الله) لقب شاذ لا علاقة له لا بالروح بالشكل العام ولا بالله ولا بروح الإسلام. وهو لقب لا يتناسب لا مع الخميني ولا غيره. فالرسل والأنبياء لم يتعاملوا بمثل هذه الألقاب وهم أجدر بها من الخميني، إنها بدعة غير مستحبة، لا تستوجب من البشر قولها، ولا تستوجب من رجال الدين قبولها. الإيمان الحقيقي لا يحتاج إلى ألقاب طنانة ذات مغزى، وأبهة فارغة المعنى. كما أن حياة الزهد لا ترتبط بالمأكل والمشرب والمسكن وإنما بالتواضع وليس التعالي عن الناس بالألقاب الزائلة.
ربما القليل من القراء الأفاضل يعرف بـأن الخميني كان شاعرا علاوة على كونه رجل دين وسياسة وتصوف، فهو صاحب ديوان شعر ومتفرقات شعرية هنا وهناك سنتناولها في مبحث لاحق بعون الله. لكن شعر الخميني مثل لقبه يثير الريبة والحيرة حول طبيعة شخصه، وما تختلج دواخله من عواطف مضطربة لا تعرف الإستقرار وهو في أرذل العمر، ولا تتوافق مع مكانته الدينية والسياسية. ولعل أخطرها الإنحراف الجنسي، والحقيقة إننا لم نستخدم صفة الشذوذ، لأن معناها متعدد الجوانب وأكثر قسوة وعمومية من الإنحراف. لكننا سنناقش الموضوع من وجهة نظر الشذوذ، ونطلق على الخميني صفة الإنحراف الجنسي.
الشذوذ بمعناه الللغوي يعني الخروج عن المألوف أو الطبيعي، أما الشذوذ الجنسي فهو السلوك المنحرف للغريزة الجنسية بما لا يتوافق مع الضوابط الدينية والإجتماعية، والثوابت الأخلاقية للمجتمعات البشرية، ويتخذ عادة شكلين هما:
الإنحراف الجنسي المعلن (الظاهري): الذي يعني إرتكاب الفاحشة فعليا، ويعتبر علماء النفس إن المداعبات، والملاعبات، والأحضان، والقبلات، والاحتكاك(التفخيذ) والعادة السرية تدخل جميعها ضمن هذا النوع من الإنحراف.
الإنحراف الجنسي النفسي(الباطني): الذي يعني التفكير في إرتكاب الفاحشة على مستوى المشاعر والتخيل والميل والإثارة. ولتقريب الفكرة، عندما يمارس الأب علاقة جنسية مع المحرمات (الزنا بالمحارم) ولنفترض ـ لا سامح الله ـ مع إبنته، فهذا يعتبر شذوذ معلن وجرم واقع. لكن عندما يفكر الأب بممارسة الجنس مع إبنته أو يشتهيها فقط، فهذا يعتبر مرض نفسي ينحدر إلى الشذوذ الجنسي، إنه جرم لكن غير واقع. فممارسة الزنا بالمحارم فعليا أو مجرد التفكير فيه، كلاهما في حقيقة الأمر إنحراف، وهما من الكبائر، وهذا ما ورد بوضوح في سورة الأحزاب/32((فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)) ، فقد نهى الله تعالى عنه.
أنواع الإنحرافات الجنسية . كما فصلها علماء الطب والنفس والإجتماع:
1. الإنحراف المثلي

(Homosexuality)

. من المفهوم يتضح بأنه ممارسة الجنس مع نفس النوع اي اللواط

(Homosexuality )

عند الرجال، والسحاق

(Lesbianism )

عند النساء.
2. الإنحراف السادي

(Sadom)

. ويعني إستخدام العنف إثناء الممارسة الجنسية ، حيت يتوصل المنحرف الى اللذة من خلال إلحاق الإذى بالمفعول به. وقد يكون العذاب نفسي أو جسدي او كلاهما.
3. الماسوشية

(Masochism)

. وهي نقيض السادية، حيت يستمتع صاحبها باللذة عندما يتعرض للإذى والعنف من الفاعل خلال العملية الجنسية.
4. الإنحراف الشبقي أوالإفراط الجنسي

( Sattyrisis)

. ويعني الرغبة المتواصلة في ممارسة الجنس عند الرجال والنساء على حد سواء، بسبب صعوبة الوصول الى حالة الإشباع الجنسي.
5. الإنحراف الفيتيشي

(Fetishism)

. وهي الإثارة الناجمة عن مشاهدة أو ملامسة الملابس الداخلية والمناديل والمساحيق وغيرها من المواد.
6. الإنحراف الإسترقاقي

(Voyeurism)

. ويعني التلصص من خلال النظر للأعضاء التناسلية للغير، أو مشاهدة العملية الجنسية من وراء الباب او النافذة أو من خلال الكاميرات وكذلك الإستمتاع بالإستماع الى الأصوات الناجمة عن العملية الجنسية.
7. الإنحراف الإفرازي

(.Bodily secretions

) ويعني التلذذ بالإفرازات الناجمة عن الجسد كالعرق والبول والغائط سواء بالتعاطي أو الشم او الملامسة.
8. الإنحراف الحيواني

(Bestiosexuality )

. ويعني ممارسة الجنس من قبل المنحرف مع البهائم، أي الرجل مع أناث الحيوان، والمرأة مع ذكور الحيوان.
9. الإنحراف العمري، ويعني إختلاف أعمار الممارسين بشكل كبير، وهو على نوعين:
أ. الإنحراف مع الصغار

(Infantosexuality)

. ويعني ممارسة المنحرف الجنس مع الرضع والأطفال من الأناث، أو مماسة المنحرفة الجنس مع الرضع والأطفال من الذكور. ولا يقتصر الأمر على الجماع وإنما على الملامسة والتفخيذ والإحتكاك والقبلات والحضن.
ب. الإنحراف مع الشيوخ

(Gerontology)

. ويعني ممارسة المنحرف الجنس مع النساء العجائز، أو ممارسة المنحرفة جنسيا الجنس مع الرجال الكهول.
10. الإنحراف الجنسي مع الأموات

(Necrophilia)

. أي ممارسة المنحرفون والمنحرفات الجنس مع الأموات. أو ما يسمى حاليا من قبل بعض الفقهاء من وعاظ السلاطين (نكاح الوداع) وأمره يصدع العقل ويهز الإسماع.
11. الأنحراف البديل

(Alternative sexual deviation)

. حيث تستخدم البدائل محل الذكر كالقضيب الإطناعي، وبعض الثمار والخضر الشبيه بالقضيب، او الفروج الإصطناعية بأشكالها المختلفة.
12. الإنحراف الجنسي التخيلي

(Imaginary sexual deviation )

. وتتمثل بالعادة السرية، والأفكار الجنسية التي تراود عقل الفرد بشكل مفرط، يصعب عليه الخلاص منها.
13. الزنا بالمحارم

(Taboo)

، ويعني ممارسة الجنس فعليا مع المحرمات، او تخيلا اي اشتهاء المحرمات من النساء والرجال دون ممارسة الجنس.
أهم الاسباب وراء ظاهرة الإنحراف:
1. القيود الإجتماعية المشددة سيما التي تمنع الإختلاط بين الجنسين.
2. البيئة الإجتماعية الفاسدة التي عاشها المنحرف في طفولته.
3. الحرمان الجنسي، وعدم امكانية إشباع الحاجة الجنسية لأسباب مادية أو صحية او نفسية.
4. الفشل في إقامة علاقات إجتماعية متوازنة مع الآخربن من نفس الجنس أو الجنس الآخر.
5. الفشل في الحياة الزوجية وتداعياته المادية والمعنوية والنفسية.
6. الخلل في الشخصية، والصراع النفسي، وما يساور المرء من القلق والكبت والعزلة التي يعيشها، كذلك الفشل في الحياة العامة.
7. نقص الوعي والثقافة الدينية والصحية والإجتماعية.
8. تقليد الآخرين، وحب التجربة وربما الفضول.
9. الظروف المكانية. حيث تكثر ظواهر الإنحراف في المجتمعات المغلقة وكذلك السجون والمدارس الداخلية.
10. الأمراض البدنية والنفسية والصحية.
11. تأثير الفضائيات والمواقع الأباحية التي تنمي الغريزة الجنسية بشكل منحرف، وتفسح لها المجال للتتسلل الى خارج أسوار القيم والتقاليد الدينية والإجتماعية.
12. شدة الفقر والعوز والشعور بمركب النقص.
والآن سنطلع على حدث جرى في حياة الخميني، ذكره من رافقه وشهده بأم عينيه، والشاهد من سلالة آل البيت، ومن أتباعهم، وليس من أعدائهم أي من النواصب والوهابية حسب الرؤية الشيعية. فقد روى السيد حسين الموسوي وهو من المقربين جدا من الخميني ” لما كان الإمام الخميني مقيماً في العراق كنا نتردد إليه، ونطلب منه العلم حتى صارت علاقتنا معه وثيقة جداً، وقد اتفق مرة أن وُجِّهَتْ إليه دعوة من مدينة ؟؟ وهي مدينة تقع غرب الموصل على مسيرة ساعة ونصف تقريباً بالسيارة، فطلبني للسفر معه، فسافرت معه، فاستقبلونا وأكرمونا غاية الكرم مدة بقائنا عند إحدى العوائل الشيعية المقيمة هناك..ولما انتهت مدة السفر رجعنا، وفي طريق عودتنا ومرورنا في بغداد أراد الإمام أن نرتاح من عناء السفر، فأمر بالتوجه إلى منطقة العطيفية، حيث يسكن هناك رجل إيراني الأصل يقال له سيد صاحب، كانت بينه وبين الإمام معرفة قوية. فرح سيد صاحب بمجيئنا، وكان وصولنا إليه عند الظهر، فصنع لنا غداء فاخراً، واتصل ببعض أقاربه فحضروا، وازدحم منزله احتفاء بنا، وطلب سيد صاحب إلينا المبيت عنده تلك الليلة، فوافق الإمام، ثم لما كان العَشاء أتونا بالعَشاء، وكان الحاضرون يُقَبِّلُونَ يد الإمام، ويسألونه، ويجيب عن أسألتهم، ولما حان وقت النوم وكان الحاضرون قد انصرفوا إلا أهل الدار، أبصر الإمام الخميني صبية بعمر أربع سنوات أو خمس ولكنها جميلة جداً، فطلب الإمام من أبيها سيد صاحب إحضارها للتمتع بها، فوافق أبوها بفرح بالغ، فبات الإمام الخميني والصبيةُ في حضنِه، ونحن نسمع بكاءَها وصريخَها! المهم إنه أمضى تلك الليلة، فلما أصبح الصباح، وجلسنا لتناول الإفطار، نظر إليَّ فوجد علامات الإنكار واضحة في وجهي، إذ كيف يَتَمَتَّعُ بهذه الطفلة الصغيرة، وفي الدار شابات بالغات راشدات، كان بإمكانه التّمتع بإحداهن، فلمَ يفعل ؟!فقال لي: سيد حسين ما تقول في التمتع بالطفلة ؟ قلت له: سيد القول قولك، والصواب فعلُك وأنت إمام مجتهد، ولا يمكن لمثلي أن يرى، أو يقول إلاّ ما تراه أنت أو تقوله! فقال: سيد حسين، إنّ التّمتع بها جائز، ولكن بالمداعبة، والتقبيل والتفخيذ. أمّا الجماع فإنّها لا تقوى عليه”.(للمزيد راجع لله ثم للتاريخ).
لا تُستبعد هذه الرواية وغيرها طالما ان بوهيمية الخميني تصل الى إشتهاء الرضيعة كفتواه “لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضَماً وتفخيذاً- وضع ذَكَرَهُ بين الفخذين- وتقبيلا”.( تحرير الوسيلة 2/ 241). حالة غير سوية، يمكن أن نتخيل الحالة في أذهاننا، إن بكت الرضيعة فهذا فعلى الشيخ الشهواني أن يهدهد لها، فإن لم ينفع ذلك، ناولها قنية الحليب أو الملهية، ويعاود الكرة كالقرد والخنزير لا فرق، وهكذا دواليك الى ان يقضي وطره منها. ويترتب على الشيخ أن يؤدي فروض الطهارة لنفسه والرضيعة، أي غسل الجنابة للرضيعة، لأنها غير قادرة على تنظيف نفسها بنفسها، مع إستخدام الحفاظات، وتقميطها ثانية كي تنام بهدوء، بعد ان أطفأت شهوته المستذئبة! العجيب ان هذه الظاهرة لا تجدها عند الحيوانات! فهل الحيوانات ارأف بالرضع والصغار من البشر؟ اللهم أعود بك من شر الخلق.
على أية حال، ماذا نستنتج من هذه الفضيحة الخمينية على ضوء المعلومات التي ذكرناها؟
أولا: إن الخميني يعاني من حالة الإنحراف الجنسي مع الصغار

(Infantosexuality)

والذي سبق إن تحدثنا عنه، لأنه بالرغم من وجود زينبيات بالغات عُرضنٌ على الخميني، أو كان يمكن أن يطلب إحدهن أو أكثر من الأب السمسار السعيد، لكنه فضل الطفلة الصغيرة.
ثانيا: يعاني الخميني من الإنحراف السادي

(Sadom)

. حيث يبدو أن بكاء الطفلة وصراخها من الألم يقوي من هيجانه الجنسي، فيزيد من أذاها الجسدي.
ثالثا: إمتناعه عن مجامعتها سببه ” إنّها لا تقوى عليه”، ولو كانت قادرة، لكان روح الله إستباح عذرية الرضيعة بلا تردد.
عندما نطلع على رسائل الخميني وأشعاره العاطفية التي تفضح شهوته المتصاعدة مع عمره، وهي حالة نادرة، سوف ينزاح الشك ويحل محله اليقين بأن الخميني منحرف جنسيا. فقد ورد في رسالة الخميني الى نجله الأكبر احمد الخميني الآتي” رسالة من والد هرم بال، أفنى عمره بحفنة ألفاظ ومفاهيم، مضيعا حياته في إناء الأنا(النرجسية). وهو يُصعد أنفاسه الأخيرة متأسفا على ماضيه، الى ولده الشاب الذي يمتلك فرصة ليفكر كعباد الله الصالحين بتحرير نفسه من التعلق بالدنيا التي هي فخ ابليس الخبيث”. الخميني إذن يعترف بأنه ضيع حياته في النرجسية وهي صفة ملازمة للغطرسة والعنجهية. والأدهى منه انه يعلن ندمه وأسفه عن انشغاله بأمور الدين وعدم إستمتاعه بملذات الدنيا! وهذه حالة تثير العجب! حيث يفترض برجل الدين المستقيم والمؤمن حقا ويقينا، عندما يصل إلى أرذل العمر، أن يحمد الله تعالى ويشكره لأنه أفنى حياته في الدراسة والتعبد وتعليم العباد، ولم ينحرف عن جادة الصواب، سيما وهو طريقه لملاقاة ربه، وليس التذمر والحسرة لأنه لم يشغل نفسه بملاذ الدنيا.
تبعا لهذا وما سيليه من معلومات، فإننا لا نستبعد الإنحراف الجنسي عند الخميني بما فيها فكرة الزنا بالمحارم، لأنه يعترف بنفسه بأنه واقع تحت سيطرة ونفوذ الشيطان، وهذه الخاصية تسمح للخميني أن ينحرف بتفكيره الى موطأ الكبائر بكل سهولة ويسر. سيما ان الزنا بالمحارم يعتبر من الخبائث، والخميني يعترف بأن نفسه خبيثة! وهذه النفس الخبيثة، هي صفة الذين يمارسون زنا المحارم. حيث يذكر بهذا الصدد” خصوصا من مثلي المبتلى بأشراك ابليس والنفس الخبيثة”. لاحظ المصيبة! روح الله لم يسقط بشرك( واحد) من شراك ابليس، بل (جملة شراك) كما يحدثنا بنفسه! فلا عجب بمن هو أقل منه مرتبة ومعرفة إذا تزحلق بقشر موز الشيطان ووقع على عقبيه.
تأكيدا لإنحراف الخميني فـهو يقر بأنه تخلف عن قافلة الإبرار بقوله” يوجد ما يثلج أفئدتنا نحن المتخلفين عن قافلة الأبرار، وهو حسبما أعتقد قد يكون دخيلا في بناء من يكن بصدد بناء نفسه”. وهنا نتساءل عن معنى التخلف عن قافلة الأبرار؟ بالطبع لا توجد قافلة وسطى في طريق مصائر البشر. هما قافلتان فقط، قافلة الأبرار وطريقها معروف إلى الجنة ونعم المصير. وقافلة الأشرار وطريقها معروف إلى جهنم وبئس المصير. وتخلف الخميني عن قافلة الأبرار يعني بالنتيجة ركوبه قافلة الأشرار. وفي قافلة الأشرار يجتمع ذوو الكبائر من اللصوص والكفار والقتلة والمنحرفين وغيرهم.
الظاهرة الشاذة الأخرى عند الخميني هي تغزله بزوجة إبنه، وهذه حالة لا يمكن ان تعد طبيعية، ولو فرضنا جدلا بأن الخميني قد وقع في هوى زوجة إبنه، فإنه كان بإستطاعته ان يستخدم إسما مستعارا كي لا يحرج نفسه أو عائلته كما سيتبين لاحقا. ولا يمكن تبرير التغزل بزوجة الأبن مهما حاول أنصار الخميني تفسيرها وتبريرها كنوع من التصوف. فهي تعتبر من المحرمات عليه. وعندما يحاجج أي منهم، نسأله أن كان يقبلها على نفسه وهو إنسان عادي وليس روح الله، أن يتعزل بزوجة إبنه ويعبر لها عن حبه وشدة شهوته، ويهدي لها ديوان شعره محسسا أياها بإنه يعنيها في إشعاره العاطفية؟ كان الأمر يبدو طبيعيا لو أن الخميني قد أهدى أشعاره إلى إحدى زوجاته أو إحدى الزينبيات ممن كان يتمتع بهنٌ، أو يتغزل بإحداهن.
نشر فضيحة أشعار الخميني الكاتب والمؤرخ والصحفي الإيراني(سياوش أوستا) بعنوان(حسرة الخميني) الترجمة الفرنسية
(Regret de Khomeiny)،
وأوستا يحمل إسم (حسن عباسي) في شهادة الميلاد، وهو أشهر كاتب موسوعي إيراني بلا منافس، تزيد مؤلفاته عن المائة العشرين باللغات الفارسية والفرنسية والانكليزية والعربية. وقد كتب في التأريخ، العقائد، المسرح، الرواية، الشعر، الترجمة، الإعلام. وأنتج (3000) ساعة من البرامج التلفازية و(2000) ساعة من البرامج الإذاعية، وحوالي(3000) مقال في مختلف المجالات الإدبية. وهو يشاطر الخميني في الحنين إلى الزرادشتية.

درس (سياوش أوستا) التاريخ و الفلسفة وتتلمذ على يد كل من الأساتذة محمد تقي شريعتي والشيخ علي طهراني. وأسس(الملتقى الثقافي الإيراني ـ الفرنسي) وكذلك مؤسستي (أوستا) و(پرسیان سي إن إن) علاوة على مجلات وصحف إيرانية وفرنسية عديدة منها (أتوال، كيهان جهاني). ونال عدة جوائز عالمية منها (الدرع الذهبي لجائزة حقوق الإنسان الكبرى) و( الميدالية الفضية و الذهبية الفرنسية العليا) و (الميدالية البرونزية والذهبية للفنون والعلوم والأدب الفرنسي). الغرض من هذا العرض المبسط من سيرته هو التوضيح للقراء الأفاضل بأن أوستا ليس إنسانا عاديا ومعاديا، للخميني، وكلامه موضع ثقة عند الغرب والشرق، وسبق له أن ترجم أشعار الفرس القدامى إلى اللغات الأجنبية، فهو ملم بالشعر أيضا، ويعرف جيدا فنونه وكيف يفك طلاسمه.
يحدثنا (أوسنا) عن بداية تعلق الخميني بفارسة أحلامه (فاتي) التي أهدىاها الخميني كل أشعاره بقوله” إلتقى الخميني بفاتي عندما كان منفيا في العراق، بينما كان يعيش نجله آنذاك في إيران. حالما شاهدها لأول مرة مع أفراد عائلتها، إنبهر في جمالها، فاختارها على الفور زوجة لنجله الغائب، دون أن يكلف نفسه إستشارة إبنه! وتمّ له ما أراد. وجرى عقد الزواج بين العروسين عبر الهاتف. وبسبب تقدمه بالسن وتعرضه للمرض، اضطر الخميني إلى ملازمة الفراش في البيت، فكانت فاتي هي التي تقوم بتمريضه وخدمته. ومن أجل التمتّع بجمالها وإبراز حبّه لها، سمح لكافة نساء الأسرة بالتجوّل في منزله دون الالتحاف بالتشادور المفروض عليهنّ شرعا”. في تلك الفترة، نظم لفاتي قصيدة كان المراد الأول منها، نزع الحجاب للتلذذ بمفاتنها، ومن ثم الإعتراف بهيامه بها:
هل تعرفين، يا فاتي؟
أنني مجنون في حبّك،
أنا الذي يضفي عليك كل القيم.
الملالي الآخرون يحجبون وجه الحبّ
أما أنا المولع بهيامك
فأنزعِ القناع الذي
يحجب جمال وجهك
أخلعي هذا الحجاب أمام العجوز
الذي يصارع الموت.
والذي سيبقى حتّى النفس الأخير ولهانا بكِ.
ويبدأ خطوة متقدمة بدعوته لها بالملامسة والمداعبة والقبلات والمجاهرة بشهوته، مع إعترافه بأنها خطيئة!
إذا كنت ذكيّة، لن تقعي أبدا في الثمالة.
داعبيني، لامسيني
ودعيني أرشف العبير من كأسك.
لقد حجّ كلّ الأصحاب إلى مكّة. لا همّ!
فليتّهموني هناك علنا قدر ما يشاؤون
بخطيئة الشهوة.
أنا فرهاد وقلبي يحترق بنار حبّ شيرين
كم أهفو إلى لقاء الحبّ!
يستطرد(أوسنا) مستعرضا موقف أسرة الخميني من هذه الأشعار المثيرة بقوله ” باديء ذي بدء حاولت الأسرة ـ وهو أمر طبيعي ـ أن تبرر أشعار فحلها بأنه يعني الذات الإلهية المقدسة”. وهو تبرير غير منطقي البتة! فالذات الإلهية ليس جنس مؤنث، ولا يجوز تشبيهه بزوجة الأبن، ولا يطلب المعبود من ربٌه الملامسة والمداعبة، ويرتشف العبير من كأسه! أو يشبه نفسه بعاشق زوادشتي! ويفند (أوسنا) تبرير الأسرة اللامنطقي بقوله” غير أن ذويه تناسوا أن الخميني بدأ بكتابة الغزل نزولا فقط عند رغبة كنّته التي أهداها كل كتاباته الشعرية”.
كما أن الخميني يصارح محبوته بأنه نادم على كتاباته، وإنشغاله عما يبعده عنها! وكتاباته حسب رأيه لا قيمة لها ـ هو محق في ذلك تماما ـ ويقرر إن مصيرها سلة المهملات، بل إنه يعترف لها بأنه كان نشطا وفتاكا بفضل الشيطان:
“في عزّ شبابي كنت حادّ الطباع، فتّاكا ناشطا بفضل الشيطان وشقيقته الأنانية. قضيت وقتي وحياتي أوزّع كلاما فارغا لا فائدة منه، لم أجنِ منه شيئا لنفسي حتى الآن. كل ما تعلّمته في حياتي لم يثمر شيئا كذلك. نسيت كل شيء للإهتمام فقط بكتب لا قيمة ولا مصير لها في النهاية سوى سلّة المهملات”.
ويذكر لحبيبته بأنه لم يفك نفسه من حبال الشيطان التي قيده بها ، ويرتعب من فكرة الإبتعاد عنها عبر الموت وتجد الحبيبة نفسها وحيدة وبعيدة عن حبيها العاشق الخرف.
ستجدين نفسك يوما بعيدة جدّا عن قافلة الحب والعشّاق…
ستتألمين كثيرا من عبء اليأس الثقيل لأنّك لم تبلغي مبتغاك.
إصغي جيّدا لكلامي
إذا أردتِ تحاشي الوقوع في فخّ الشيطان كما حصل معي.
لقد عشت طيلة حياتي أسير هذا الفخّ
واليوم أرزح تحت عبء الحزن الجهنّميّ.
فالشيطان الساكن فيّ لم يترك لي فترة راحة
الآن أرتعب من الضربة الأخيرة القاضية
التي سيسدّدها لي!
ولو طبقنا الإنحرافات السابقة عن ولع روح الله بزوجة إبنه، فأنه يعاني من الإنحراف الجنسي التخيلي

(Imaginary sexual deviation)

عبر الأفكار الجنسية التي تراود عقله. وكذلك إنحراف الزنا بالمحارم

(Taboo)

، بإشتهاء المحرمات من النساء دون ممارسة الجنس.

علي الكاش

هوامش
1. تسلسل رقم الكتاب ضمن مؤلفات(سياوش أوستا).
31: Regrets de KHOMEINY ! (en français) Biographie d’Hassan ABBASI, existence de plusieurs islams, propositions d’un islam protestantiste tourné vers la laïcité et derniers jours de Khomeini qui était amoureux de sa belle-fille et composait beaucoup de poèmes pour elle.

2. سبق ان نشرنا موضوعين مهمين عن الخميني هما: (الخميني يطمر غدير خم، ويهدم كل أحاديث الولاية). والثاني بعنوان(حيرة الإسلام بين الكاتب والإمام/ بجزئين).
3. نشرنا على موقع البرهان حصريا مبحثا عن الخميني تحت عنوان( الخميني إنموذج صارخ للصفوي الصوفي).
4. سيكون الموضوع القادم حول طبيعة شعر الخميني وماورد فيها عن أصوله.

مواضيع ذات صلة:  

الحققية الضائعة: الخميني هو ابن الجندي البريطاني وليم ريتشارد وليامسون

About علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي . لدي مؤلفات سابقة وتراجم ونشرت ما يقارب 500 مقال ودراسة. لدي شهادة جامعية في العلوم السياسية واخرى في العلاقات الدولية شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية لدي خبرة واسعة جدا في الكتب القديمة والمخطوطات
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.