اضطهاد المرأة في صدر الاسلام

للكاتب ماللوم ابو رغيفmuf84 (2)

لم ينظر مسلمو صدر الإسلام إلى المرأة البغي ولا إلى ذريتها نظرة احتقار، كان الأمر عاديا عندهم لا يلحق بهم العار، فالتاريخ لم ينقل لنا شتيمة تنال من أم صحابي لممارسة أمه البغاء على كثرتهن، إنما نقل لنا أنهم استخدموا شتائم غاية في الابتذال، كتلك التي قالها من تخجل منه الملائكة عثمان بن عفان وهو يعنف عمار بن ياسر ناعتا إياه بماص ذكر أبيه أو شتيمة اخرى لا تقل ابتذالا هي يا ابن مقطعة البظور، شتيمة كانت سائدة ورائجة بين الصحابة وكأنها كانت المهنة الوحيدة للمرأة التي يخجل منها السابقون ويمتهنها المسلمون الحاليون ويعتبرون تقطيع البظور أو ختانها من أسس الشريعة.

الخليفة الراشد عمر بن الخطاب اسند قيادة جيش احتلال مصر للصحابي عمرو بن العاص مع إن أمه {سلمى بنت حرملة} كانت بغيا نابغة من صاحبات الرايات، والرايات هي مثل الماركات التجارية هذه الأيام، تتسابق الزبائن على اقتنائها لجودتها وحسن أداءها وتتناقل أخبارها وتستمر بالحديث عنها وعن آخر مبتكراتها وفنونها. أم عمرو، فيما بعد عمرو ابن العاص، أمتعت خمسة زبائن في نهار واحد. تخاصم الناكحون فيما بينهم كل يدعي إن نطفته انبتت هذا الصبي قائد جيش عمر بن الخطاب فيما بعد ووالي مصر في زمن عثمان، في رحم البغي أمه، فاختارت الأم العاص بن وائل السهمي ليكون له أبا.

لم يكن الاختيار لتشابه بين الصبي وبين الأب ولا لتأكد أو حدس أنثوي لكن، وكما قالت، كان لثراء العاص السهمي ومقدرته على الإنفاق عليها وعلى ابنها.

إما زياد بن أبيه وقد كانت أمه بغيا نابغة{ سمية بنت المعطل} والنابغة لقب يدل على الشهرة في سوق الدعارة، و يدل أيضا على النبوغ في اجادة فنون وأصناف وخبايا الجماع الجنسي والمقدرة الفائقة في إمتاع الزبائن الذين أصبحوا فيما بعد بدورهم صحابة أجلاء، زياد بن أبيه هذا اختاره الإمام علي بن أبي طالب ليكون واليا على فارس وكرمان والبصرة رغم نبوغ أمه في عوالم الجنس والمتعة.

في عهد ما قبل الإسلام لم تكن الحروب والغزوات والغارات وسيلة للحياة أو لكسب العيش ، فلو كانت كذلك لما ازدهرت التجارة ولما كان لقبيلة قريش رحلة الشتاء والصيف ولما اجتمع الناس في عكاظ لإلقاء القصائد ولما ابتدأت القصائد بالغزل والنسيب الرقيق بالنساء والإطناب في أوصافهن والتغني بلذة العشق والبكاء على الأطلال. بل لما كانت اللغة العربية، وفي تلك الأيام الغابرة بهذا الترتيب البديع من نعومة الكلمة وتناسق الألفاظ وموسيقية موازين الشعر، فتطور اللغة هي انعكاس لدرجة لتطور الشعوب ومقياس لحضارتها أو لانحطاطها، اللغة هي المرآة التي يرى الشعب فيها نفسه.

النبي محمد أمر نساءه بالبقاء في بيوتهن وعدم مغادرتها وعدم التبرج وأبقى مصيرهن مجهولا بعد الموت ولم يسأل الرجال عن أزواجهم، قد أشغلتهم الأحلام بحور العين وبالغلمان المخلدون عنهن. فهل من سبب يمنع الله من أن يوعد المؤمنين بحياة متعة ومسرة روحانية وجسمانية إلهية لا نهائية مع زوجاتهم المؤمنات؟
أليس هذا أفضل من إن يوعد الله عباده المؤمنين بـ 72 حورية وعدد لا يعرف من الغلمان المخلدين ويبقى مخدات المؤمنات خالية من ونيس ليلي ومن خليل يداعبنه في جنته.؟

لم يرد في التاريخ الإسلامي ذكر لأي نبوغ نسائي في صدر الإسلام لا في ميدان الشعر ولا التجارة ولا الحكم ولا العمل كما كان في العصر الذي سبقه. بل على العكس من ادعاء الإسلاميين بان المرأة قد كُرمت، قمعت النساء في الإسلام اجتماعيا وجنسيا ودينيا.

استحوذ كبار الصحابة على الزراعة والتجارة وجعلوها حكرا لهم ولعوائلهم مثلما يفعل الإسلاميون اليوم في كافة مصالح الدولة، فإذا كان بالكاد على الرجل منافسة صحابة محمد فكيف بالنساء.؟

نساء محمد أنفسهن لم يكن لهن دورا في الحياة السياسة ولا في العمل ، ولا يعرف الكثير عن ما آلن اليه بعد وفاته، طواهن العدم والنسيان عدا عائشة، فقد كانت حاضرة دائما أكانت في فضيحة الأفك أو في محاولاتها المستمرة لإسقاط عثمان أو محاربتها لعلي بن أبي طالب، ولا زالت حاضرة يستذكرها المسلمون عندما يريدون الاطلاع على حياة النبي محمد الجنسية كما وردت في الأحاديث التي روتها عائشة حول طرق المعاشرة والتقبيل والاغتسال والمداعبة والملامسة، وإذا كان حديث النبي محمد القائل { تعلموا نصف دينكم من هذه الحميراء}صحيحا، فان نصف ما يتعلمه المسلمون من الدين هو فنون في الجنس والإغراء.

الحديث هو صناعة تذكر ويكمن حشوه بالكثير من بنات الخيال، لكن نساء محمد لم يرون احاديثا تشيد بالمرأة وتجمل صورتها وترفع من قيمتها المتدنية، أو ربما تجاهل المؤرخ أو الراوي الإسلامي أي حديث من شانه تحسين صورة المرأة في الدين الإسلامي، فالمرأة عند الفقهاء الإسلاميين هي رسول الشيطان إلى عباد الله المؤمنين تحثهم على الخطيئة والرذيلة، لذلك تكثر الأحاديث التي تذم المرأة وتلعنها وتحشرها في النار وتتفنن في تصوير طرق تعذيبها.

في عهد ما قبل الإسلام، كانت الآلهة تتكون من ذكور وإناث، بسجد لها العرب دون ان يشعروا بنوع من الخزي أو العيب وهم يسجدون إلى المرأة الإله مثل اللات والعزى ومناة، أما الله فقد استنكر في بعض آياته أن يكون لهم الذكر وله الأنثى وقال تلك إذا قسمة ضيزى. ان هذه النظرة الدونية للمرأة من الإله تحطم التصور القدسي للمرأة بصفتها رمزا للخصوبة والحياة.
في حروب ما يسمى بالفتح الإسلامي التحق مئات الاف المسلمين وغير المسلمين بالجيش الغازي طلبا وطمعا في الغنائم، والغنائم هي أموال وأمتعة ونساء وأطفال.

لم يبقى في جزيرة العرب إلا من لا يقوى على حمل السلاح أو من يستلم عطاء ثابت من بيت المال ويخصص له سهما معلوما محسوما من الغنائم أحارب ام لم يحارب قسم ابقيوا للدفاع عن عاصمة الخلافة.

ترك مئات الاف الشباب والرجال نسائهم خلفهم، لم يعروا اهتماما لاحتياجاتهن المادية ولا الغريزية. الكثير من جنود الجيش الغازي قتلوا في المعارك والاف آخرين لم يعودوا وفضلوا الحياة في البلاد المحتلة ملهيين انفسهم بالخصب والخضرة وبممارسة الجنس مع ما سُبي من النساء الجميلات وما استحلوا من فروج. وكما هو الحال عندما تعم الحروب، تكون وبالا على نساء جيش المنتصرين وعلى جيش الخاسرين، فاما يعودوا من الحرب انصاف رجال، او يسقطوا في المعارك موتى او يختاروا البقاء بعيدا
.
ولعل الحكاية التالية لها دلالة ومغزى عن حرمان وإهمال المرأة الجنسي في عهد الحروب الإسلامية. يروى إن عمر بن الخطاب قد خرج ذات ليلة فسمع امرأة تنشد

تطاول هذا الليل وأزور جانبه… وأرقني أن لا ضجيع ألاعبه
ألاعبه طورا وطورا كأنما.بدا… قمرا في ظلمة الليل حاجبه
يسر به من كان يلهو بقربه…. لطيف الحشا لا يحتويه أقاربه
فوالله لولا الله لا شيء غيره …لنقض من هذا السرير جوانبه

فسأل عمر ابنته حفصة كم اكثر ما تصبر المراة عن زوجها فقالت ستة أشهر أو أربعة أشهر.

ينبغي الإشارة هنا إلا إن عمر بسؤاله حفصة قد أهمل سؤال الرجل عن صبره دون امرأة، ليس لأنه رجل ويعرف صبر الرجل بل لأنه متأكد إن الجنود سينالون من الجنس حد التخمة من النساء السبايا. كما ان جواب حفصة ذو معنى ومغزى ايضا، فقد توفى عنها النبي زوجها وهي شابة، فكيف عرفت كم صبر المراة عن زوجها؟!

كما إن الجدير بالملاحظة والتساؤل هو ما مغزى العدد الكبير من الأطفال والنساء السبايا الفارسيات والعراقيات اللاتي ارسلهن جيش الغزاة الإسلامي إلى شبه الجزيرة العربية ، وحرم عمر عليهن الدخول الى المدينة وأبقاهن خارجها يعشن في المخيمات؟
لماذا لم يبقى المسلمون على النساء في مدنهن وقراهن وجلبوهن إلى بلاد المسلمين، هل تحولت عاصمة المسلمين إلى سوق للنخاسة أو إلى ماخور لإشباع رغبات الغرائز.؟

وهل كان هؤلاء النسوة السبايا ملك لبيت مال المسلمين أو ملك لصحابة المسلمين وما مصير الأطفال والرضع الذين سبيوا معهن.؟

وهل تحويل المرأة إلى سلعة تباع وتستأجر وتستعبد هو تكريم لها؟

الحال اليوم لا يختلف كثيرا، فنظرة رجال الدين للمراة بقيت كما كانت لم تتطور.

فلو كان بإمكان الأحزاب الإسلامية لأرجعوا المرأة إلى سابق عهدها، ستكون سجينة المحبسين الحجاب والنقاب والبيت.
لو كان يصح بيدهم لما اكتفوا بمنعها من حق الانتخاب والترشيح، إنما لحرموا عليها الكتابة والقراءة لأنها تفسد نساء الأمة.
لو صح بيدهم لقسموا بيت العائلة إلى قسم للذكور وقسم للإناث تمنع فيه أجهزة التلفزة والتليفونات والكمبيوترات وكافة اجهزة الاتصالات.

لو صح بيدهم لفرضوا الحجاب حتى على الرضيعات وهن في المهاد، بل ربما خصصوا قسمين للولادة، قسم للرضع الذكور وآخر للإناث وذلك لمنع االاختلاط بين الجنسين

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.