قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 136

القصة:

سمعنا كتير عن قصص الشبيحة و حكينا عنها و وضّحنا كل الجوانب الإجرامية بهالعيلة..

قتل و نصب و سرقة و اغتصاب و تعدّي على حقوق الناس و تبلّي..

كمان حكينا عن الجوانب النفسية و الأسباب اللي بتجعل من إنسان عادي يتحول لمجرم بمواصفات شييح..

الشي اللي بدنا نحكي فيه اليوم ردود الأفعال الغير متوقعة لهيك نوعية من المخلوقات..

عادةً الكل بيتوقع بأي لحظة تماس مع حدا من هالعيلة النتنة أسوء ردات الفعل، و بأغلب الحالات منكون مصيبين بهالموضوع.

بس أوقات منتفاجأ بردات فعل بتخلينا نوقف و نصفن..شو اللي خطر عبالو حتّى يعمل هيك؟؟

حكاية اليوم عن أحد ردات الفعل الغريبة عند زعيم الشبيحة فواز الاسد..

بأواخر التمانينات و بالوقت اللي كان الشعب السوري مخنوق اقتصادياً نتيجة الحصار الدولي، كانت لبنان هيّة الملاذ الوحيد للتبضّع..

تكاسي اللادقية – طرابلس ما كانت تهدا و لا ثانية كل اليوم..

الكراج بشكل يومي غاصص بمئات اللوادقة الباحثين عن مقعد بالتاكسي لـيروحو عطرابلس و يجيبو شويّة محارم و سمنة و كيلو موز..

ابو الغضب كبير شبيحة فواز الاسد بيشوف بذكاءو الفطري أنو هالمصلحة منيحة و بتجيب مصاري سهلة..

منها مناخود ركّاب و بيدفعولنا الأجرة، و منها منجيب كم بوكس دخان تهريب بإسم فواز الاسد ..

كل يوم الصبح ينزل ابو الغضب عالكراج، و يكسر دور التكاسي الناطرة من الصبح، يعبّي ركابو و يطلع فيهون عطرابلس..

كل يوم على هالحالة لحد ما ضاجو شوفيرية الكراج الاصليين، و صفنو بالطريقة اللي لازم يخلصو فيها من هالكلب اللي عم ياكلون رزقتون..

ابو صطيف شاف انو أحسن طريقة ليخلصو منّو أنو يشكوه لـمعلمو فواز..

يا شباب ما عنّا حل الا نشكيه لفواز و نخبرو أنو قطع الأعناق و لا قطع الارزاق..انا بعرف ابو عمر بيقدر يوصل لفواز و هوّة يشكيلو همنا..غير هيك و الله بيصير الدم للركب اذا اصطدمنا بهالفدّان.

بالفعل بيتفقو عهالسيناريو، و بيروح صطيف بيخبرو لأبو عمر عالموضوع و كيف ابو الغضب عم يخرّب عيشتهون بالكراج كل يوم..

بيحمول حالو ابو عمر و بيروح لعند أديب قميرة صاحب مقهى العصافيري و صديقو لفواز بنفس الوقت و بيخبرو..

اسماع عليّ منيح يا ابو عمر، اليوم بنزلّو لفواز عالقهوة و بلعب معو دق طاولة و بخليه يربحني، هون ابو جميل بيكون مروّء، بغمزك بتجي بتشكيلو..اتفقنا؟؟؟

بلعب، بغش، بغمز، بتجي… منيح هيك؟؟؟

و الله هاد اللي صار..

بيدخول ابو جميل عالقهوة و الكل اللي قاعد جوّا متل العادة بيوقف متل اذا داخل مدير المدرسة..

بيقعود مع أديب و بيناتهون طاولة الزهر و بيبدو رمي بهالزهر..و ابو عمر قاعد عجنب عم يراقب مسار اللعبة و ناطر الإشارة من أديب..

ما ترك طريقة أديب الا و عملها منشان يخسر دق الطاولة، و بالفعل بعد آخر رمية بيبنجعص فواز عالكرسي و بيقلّو:

ولك أديب كم مرة صرت قايلك معي أبيطلعلك بالطاولة، و هنت يا كر أبتتربى..

بتجي الإشارة لأبو عمر و بينطلق متل الغضنفر لعند ابو جميل..

يعطيك العافية معلمنا..

أهلا أهلا بالحبيب، شو بدّك؟؟

يا سيدي هاد ابو الغضب عم ينزل عالكراج كل يوم و يخرب الدور و ياكول رزق الشوفيرية، و انا بعرف انو سيادتك ما بتقبل بالظلم لهالشي جاية اشكيلك..

فقع ضحكة فواز وصلت للكراج: و الله مانو هيّن هالحيوان، و انا ما قول بحالي وين ما يغيب كل النهار.. و لك دحروووووج، روح عالسيارة جبلي المسدس ركض..

ثواني كان المسدس بأيد فواز: ولك بو عمر، خود هالمسدس و روح قوصو لهالكلب بكرة بالثانية اللي بيدخول فيها عالكراج، و ما تاكل هم ، عندي..

و على دقّة فواز أيدو عصدرو، بيقلو ابو عمر:

لا يا سيدي داخل على عرضك، أنا صرصور ما خرجي اقتلو لحتّى اقتل بني آدم..

ولك بو عمر ، من كل عقلك مفكرو بني آدم له الجحش؟؟؟ خلص روح انقلع و انا بحلّ هالموضوع، ليش نحنا شو عنّا أهم من مصلحة المواطن..

تاني نهار الصبح، الشوفيرية عند مطلع الضو واقفين ناطرين دورهون و بيجي ابو الغضب بيبدا يلم ركاب متل العادة..

ثواني بيوصل الفرج، أو هيك بيعتقدو الشوفيرية..

ابو جميل بسيارتو و معو ست سيارات تانية بيوقفو بنص الكراج و بينزل هوّة و شبيحتو منها..

كل الشوفيرية ناطرين بمن فيهون ابو الغضب الموتة المحققة لمعالي ابو الغضب..و خصوصي أنو فواز نازل من سيارتو و الشر مالي وجهو..

و بدل ما يسمعوا الشوفيرية صوت الرصاصة اللي بدها تخرق راسو لأبو الغضب سمعو فواز عم يصرخ:

طرااااااابلس طراااااابلس. بيرووووووت طرابلس..

قرّب قرّب، لحّق آخر مقعد..

اتفضلو اركبو معنا و التوصيلة اليوم ببلاش..

و بالفعل، بيطلع معو شب و صبية من عيلة جبور و بياخدهون عطريقو لمطار بيروت و بوجهون عكندا، وسط ذهول الشوفيرية من هالحيوان الأجدب فواز..

الحكمة:

بدّك توفر مصاريك و تطلع ببلاش على لبنان..

اسماع منّي، ما الك إلا تركب عضهر هالحمار الفلتان..زياد الصوفي – مفكر حر؟

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.