تنوع ثقافات … شكسبير وعمر بن أبي ربيعة.

في ثقافة وأدب البلدان الباردة تكون الشمس الساطعة رمز الجمال، وينثر ضياؤها الدفء والحنان بعد ليلٍ مظلمٍ وبارد.
وهذا شكسبير في روميو وجوليت، يجعل جوليت، تنوح لما إعتقدته موت روميو وتصوره ككوكبة نجوم على صورة وجهه، تنسي الناس ضياء الشمس:

Give me my Romeo. And when I die, turn him into stars and form a constellation in his image. His face will make the heavens so beautiful that the world will fall in love with the night and forget about the garish sun.

( عندما ظنت أنَّ روميو مات):
أعطني روميو ( توجه للخالق)، وعندما أموت حَوِّلْهُ الى كوكبة نجوم على صورته، بحيث تغدو السماء جميلة إلى حد يجعل العالم مُتَيَّماً بالليل، وينسى ضياء الشمس الساطعة.

أما في ثقافتنا (البلدان الحارَّة)، فالناس تتجنب ضياء الشمس الحارقة وتتغنى بالقمر رمز الجمال والمصاحب للبرودة، والذي أضحى صِنواً لكل ما هو فتَّان ومغري.

ومثال تغني الصبايا بحـُسن شابٍ في أبيات عمر بن أبي ربيعة، ‘وهل يخفى القمر’

————-
‎وبينما يذكرنني أبصرنَني
‎دون قيد الميل يعدو بي الأغر
‎قالت الكبرى أتعرفن الفتى
‎قالت الوسطى نعم هذا عمر
‎قالت الصغرى وقد تيمتها
‎قد عرفناه وهل يخفى القمر
————-
تباعد ثقافي في الأدب والغناء، سببه حاجة البعض إلى الضياء والدفء وحاجة البعض الآخر إلى المساء العليل.

كلٌ يُمَجِّد ما ينقصه، يا ليت شعري ما الصحيح

About سامي خيمي

سامي خيمي *سفير سوريا لدي بريطانيا, دكتور مهندس بمركز الابحاث العلمية واستاذ بقسم الهندسة الاكترونية جامعة دمشق
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.