لا يمكن المرأة التي تعطى حقوقها السياسية بالتمثيل دون ان تكون مستقلة ماديا

نحن نضحك على انفسنا كثيرا عندما نظن بأن هناك اي امكانية لتطوير دستوري للبلاد دون موازنة اقتصادية متوازية .. في وضع المرأة مثلا يظن البعض انهم ان فرضوا دستوريا بعض الحقوق المسلوبة سيكفي هذا لتغيير النمطية و المجتمع و احلال العدالة و الديمقراطية .. لا لا يمكن المرأة التي تعطى حقوقها السياسية بالتمثيل دون ان تكون مستقلة ماديا بجهدها و عنائها لا تكون حرة قط و ان اعطيت كافة حقوق الاوروبية .. الاستقلال الاقتصادي يتطلب تمكين مهني يتطلب ان تكون صاحبة قرار و ليست تابعة لممول .. اغلب الزوجات في بلادنا لهن صفة الجواري لكي لا استعمل صفة اخرى .. هناك عملية بيع و شراء و المتحكم ماديا هو المتحكم .. الندية تقتضي شروط متوفرة لدى الطبقة الوسطى في مجتمعنا و لكن الطبقة الوسطى تم نحرها تدريجيا..
لذا لا تحدثوني عن جمعيات نسائية ومنظمات حقوق مرأة بدون ان يكون لتلك المنظمات دور جاد و فعال و ليس مشاغل خياطة في المنازل و لفحات صوف بعلم الثورة .. ان تكون المرأة عنصر فاعل اقتصاديا هو ان تكون عنصر لا يمكن الاستغناء عنه للحصول على اللقمة و تطوير المكان المتواجدة فيه و فتح بيت .. لهذا الوضع الذي نقترحه للمراة عواقب ايجابية كبيرة للرجل و لكن هو يرى كرامته بذلها و بالزواج ممن تصغره بعشرات السنوات .. و لهذا لا بد ان نعمل على تغيير عقلية الرجل الشرقي و اشراكه و توعيته للفوائد العشر بالتنازل عن مكانة وهمية في مجتمع مفقر .. الحقيقة العمل على قضية المراة في مجتمعنا الثوري و غير الثوري لحد الان لم يأخذ طابع جدي و حتى نساء ديميستورا .. العمل لا بد ان يكون جاد و ليس اعلامي و تمويهي .. كما شاهدنا لحد الان .. و بدون هذا العمل الكارثة المحدقة بسوريا ستكبر و تصبح طوفان.

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.