إتصال الحرة وسام مع الشيخ راشد الغنوشي وحقيقة تصريحاته حول حزب الله

إتصال الحرة وسام مع الشيخ راشد الغنوشي وحقيقة تصريحاته حول حزب الله
obezyan

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

هل صدفة أن تكون الرقة عاصمة داعش … وعين العرب عاصمة (البي كيكي) !!!؟؟

Abdulrazakeidحول استفتاء إن كان حزب الله عميلا ارهابيا لإيران أم حزبا مقاوما !!!

تحدثنا في الحلقة الأولى من مقالنا عن ارهابية حزب الله وعمالته الإيرانية المشار له في المقالة السابقة، عن ظروف نشر هذا المقال في السفير وليس في النهار، مما أوقع المخابرات السورية في الحيرة والارتباك ليسالوني (كم أقبض من جريدة السفير الصهيونية !!! ) مقابل هذه المقالات العميلة لإسرائيل ، وذلك من قبل رئيس مخابرات أمن الدولة الذي اختطفني في حلب ..
.
تحدثنا عن موقف السلطة الأسدية المعادية لنا في موقفنا من حزب الله الإيراني الإرهابي ، بينما الآن سنتحدث عن سياقات موقف المعارضة (الشيوعية الرياض التركية والأخوانية المتحالفة معا في إعلان دمشق..) …

فاالشيوعية الرياض تركية والجورج صبرية ، حملوا علينا بذات الصيغة التي أعلنها المثقفون الطائفيون العلويون لمعلمهم (علي مملوك ) وهم ( نيوف ونعيسة والدكتورة وفاء سلطان !!! ) الذين قالوا بأني أعتبر كل النساء العلويات ( شراميط ) …حيث أني في مؤتمر بروكسل الذي انتخبت به رئيسا للمجلس الوطني لإعلان دمشق دون طلبي، بل باقتراح من أطياف من المجلس (الاسلامية والكردية) ، ووجهت بالرفض الشرس من القوميين اليساريين (جماعة جديد وجماعة الترك ) ، إذ دعوا للخروج منسحبين من المؤتمر لأني وصفت جماعة حزب الله، بانهم (حزب اللات الإيراني ) ..

.لكن الداعين للانسحاب لم يؤيدهم أحد من أعضاء المؤتمر، فعادوا مخذولين لكن ليشاغبوا على المؤتمر، وخاصة من كبير (العائلة الفلسفية الرقاوية ) الطبيب الذي حمل قميص الترك كقميص عثمان، مولولا بأن الترك قد أهين مظلوما ولا بد من الأخذ بثأره بتنظيف إعلان دمشق من عبد الرزاق عيد لأن ذلك تم في المؤتمر بحضوري ورعايتي ….فنقم الرجل العجوز الزهايمري (الترك) بهذا التحريض الرخيص من هذا البدوي الطبيب الرقاوي كبير عائلة فلاسفة الرقة، الذين كان قد قصدهم النبي بقوله (والأعراب أشد كفرا ونفاقا )، ولعل ذلك هو الذي يفسر لنا أن تكون الرقة هي عاصمة داعش حتى الآن !!!، كما وأن تكون عين العرب (كوباني) عاصمة البي كيكي … حيث البنيتان العشائريتان ( العربية اليسارية والكردية البيككية ) في هذه المنطقة هما وجهان لعملة واحدة سوسيولوجيا وثقافيا وفكريا ….في منظومة روابطهما العضوية القبلية : عربية كانت أم كوردية … يسارية أم يمينية ……….!!!!

بعد شهور كنت على قناة البيبي سي اللندنية، فتحدثت عن مشاركة واضحة وعلنية لحزب اللات الإيراني الارهابي في القتال بالأراضي السورية مع قوات النظام الأسدي ضد الثوار، فتصدى لي حينها المرتزق (المتعدد الجنسيات الفلسطيني عطوان )، بان الجيش السوري الضخم ليس بحاجة لمعونة حزب الله … وبعد أسابيع أعلن المرشد العام للأخوان المسلمين السوريين حينها، بانه لم يثبت لهم اية مشاركة لحزب الله في القتال في الأراضي السوري … فظهرت –والأمر كذلك- أنا الكاذب، وان المرشد وعطوان هما الصادقان …!!!

والغريب حتى الآن .. فإن الأخوان يجتنبوني وكأني أنا الكاذب وليس مرشدهم العام !!! ….والشيوعيون ( التركيون -الصبريون) لم يدافعوا عن حزب الله فحسب، بل ويناشد زعيمهم (صبرة )، لزعيم أمل الطائفي( بري) أن يعفوا عن مقاتلينا المعادين له وللمقاومة والممانعة في حمص وضواحيها …بل ويراهن (صبرة) على الحكمة ( الأرثوذكسية الكنسية – الشيوعية الستالينية السوفيتية عند بوتين ) أن تعفو عنه كرمى عيون الشيوعية الستالينية والأرثوذكسية الروسية لرفيقهم صبرا وحزبه الستاليني التركي) …

هذا هو الجزء الثاني من مقالنا منذ عشر سنوات الذ تحدثنا فيه عن العمالة الارهابية لحزب الله تجاه إيران ، قبل الاستفتاء الروسي ، وقبل الكثيرين الذين يعلنون أنهم كانوا مبكرين باكتشاف ارهابية حزب الله سنة 1911 …بعد قيام الثورة ،ولكن ليس قبل عشر سنوات التي كان يكلف فيها هذا القول اختطافا في الشارع واعتقالا وتهديدا حتى درجة الخروج منفيين مع أهلنا من البلاد ……!!!!

http://m.ahewar.org/s.asp?aid=87230&r=650&cid=0&u&i=789&q

Posted in فكر حر | Leave a comment

المرأة في عيدها

سيدة تضع مولودها في حوض للماء محاطة بالاقرباء

سيدة تضع مولودها في حوض للماء محاطة بالاقرباء

زهير دعيم

لا شكَّ أنّ المرأة هي أجمل مخلوق خلقه الله على وجه البسيطة، فهي كُتلة من الجمال والمشاعر النبيلة والذوق الرفيع ، تمشي على قدميْن، بل هي كما قال أحد الشعراء الفرنسيين :”أجمل زهرة تُعطِّر حقل حياتنا وتُلوّنه “.
انّها الزوجةُ والامّ والابنة والأخت والحبيبة .
انّها مُلهمة الشُّعراء على مدى التاريخ .
انّها الاحساس المُرهف ونبع العطاء الذي لا ينضب.
فهل نقف حِيالها صامتين ونحن نراها تئنّ وتتوجّع ؟
وهل نرضى ونحن في الألفية الثالثة أن نستمرّ في هضم حقوقها وتكبيل معصميها بالاستعباد ؟!
انّ شرقنا كان وما زال يعشق المرأة ، يعشقها على طريقته الخاصّة ، فيخنقها ويخنق حُريتها ؛ يخنقها بالحيْرة والغيْرة والرواسب والعادات المُهترئة ، فيمنع أريجها من أن يصلَ الى اُنوفنا ، وان وصل وَجَدَها مزكومة ..رحم الله شوقي القائل في رائعته مجنون ليلى :
وما ضَرَّ الورودُ وما عليها
اذا المزكومُ لم يَطْعَمْ شذاها
انّ رجولتنا نحن الشرقيين تتأذّى كثيرًا إن نحن ساوينا المرأة بنا ، فأعطيناها حقّها ، فهذا المجتمع ألذكوري يأبى أن يتنازل .
انَّ مصيبتنا في الشرق هي النظرة الخاطئة الى المرأة ، وكأنها هي عنوان الشرّ وملعقة الشيطان، وأصل كلّ الشّرور والآثام ، فلذلك يجب أن تبقى في حِجر صحيّ ، فلا لقاء بينها وبين الشّاب في المدرسة ،ولا تلاقٍ في المَسبَح ،وليس من حقّها ان تسوق السّيّارة في بعض البلدان، ولا تواصل في الحياة …انّها “بُعبع” ليس إلا ، وَجَبَ الابتعاد عنه ومنه ، وأحيانًا من المُفضّل وضعه في قُمقُم .
ولكن الصحيح هو في التغيير . تغيير نظرتنا الى المرأة ، وتغيير مفاهيمنا ومناهجنا وسلوكنا؛ مناهجنا في التعليم والحياة والمجتمع ، تغيير عقليتنا وفكرنا ،وهذا التغيير صعبٌ ولا يأتي هكذا بالمجّان ، وانما بالتربية الصحيحة المبنيّة على العدل وعلى الاعتراف بأنها هي العُنصر الجميل والذكي والخلّاق ، والمُبدِع المُكمّل لنا ، وهي الإلهام الذي يستدرّ الشِّعر والموسيقى ، وإننا الرجال يجب من منطلق الجمالية أن ندور كعَبّاد الشمس حولها!!
فالطائر لا يطير إلا بجناحيه ، وإذا كان احد الجناحين مكسورًا , فما اظنّ انَّ هذا الطائر سيقوى على التحليق والانطلاق والوصول الى القمّة ، لذلك قارئي العزيز نرى ونلمس اليوم اننا في هذا الشرق نقبع في حضيض سُلّم الحضارة .
وكيف لا يكون هذا ونحن لا نتورّع أحيانًا من قتل المرأة ، إن هي تجرّأت وأحبت على ذوقها ، وخِلافًا لرأينا … وكيف لا يكون هذا ونحن نمنعها من التصويت وترشيح نفسها للمناصب السياسية والقيادية في كثير من دولنا العربية والشرقية!!.
آن لنا حقًّا أن نضع حدًّا لهذه المهزلة ، مهزلة استعباد المرأة ، ومسألة الفصل بينها وبين الرجل ، ومسألة النظر إليها من فوق ،وكأنها خُلِقت فقط للذُلّ والمُتعة .
دعونا نعطي للمجتمع أن يُصفّق بيديه الاثنتين ، ودعونا نحذف من قاموسنا كلمات ومصطلحات مثل “نجاسة المرأة ” و “عوْرة المرأة “وعندها فقط قد نطير ونُحلّق مع موكب الأيام الى حيث الطُمأنينة والسعادة .
فإليك يا أختاه في كلّ مكان وفي عيدكِ ، عيد المرأة العالمي ، اليك أحرّ الأمنيات بغدٍ مُشرقٍ ، تكسرين فيه القيد ، وتنعمين بحياة رغيدة ملؤها الحُرّية والمُساواة.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

تركيا وايران (هل اينعت الرؤوس)

abdelqaderomarصراع النفوذ بين تركيا وايران على هذه المنطقة والمناطق المجاورة ليس وليد هذه الحقبة من التاريخ فهو يمتد بعمق التاريخ منذ وجود الامبراطورتين الفارسية والعثمانية .وكلما اشتد الصراع ووصل الى مرحلة الازمة ودق طبول الحرب وخوض المعارك الطاحنة بين الجانبين وفي احيان كثيرة كانت تتم التسويات بينهما على حساب شعوب المنطقة وخاصة الشعب الكردي الذي كان له نصيب الاسد في صراعهم هذا من حيث التضحية به من الجانبين لتحقيق مآربهم وغاياتهم.
ما نشهده الان لا يخرج عن نطاق صراع النفوذ بين الدولتين على حساب الشعوب والدول الاخرى ضمن لوحة عالمية جديدة معقدة من حيث عدد اللاعبين على نفس الرقعة ولكن مازال دورهم محوري وخاصة في سوريا فكل منهما يملك اوراق لا يستهان بها في الساحة السورية فايران موجودة بحرسها الثوري وباسيجها وحلفائها من النظام الى حزب الله اللبناني الى العمال الكردستاني بالاضافة الى الميليشيات الشيعية من كل حد وصوب.اما تركيا فلها حدود جغرافية بطول 850 كم ولديها اكثر من مليوني مهجر سوري وتملك قرار المعارضة السورية من الطائفة السنية المتمثلة بالجماعات والاحزاب الاسلاموية وتتحكم الى حد كبير بتمويلها وتسليحها وهي ممر استراتيجي لدخول الافراد والاسلحة وبعض المعونات الانسانية الداخلة الى سوريا رغم ان الدخول الروسي المباشر في سوريا قد ضيق على تدخلها المباشر والحد من اللعب بشكل منفرد على المنطقة الحدودية وكذلك تجاوز العمال الكردستاني لبعض الخطوط الحمراء التي وضعتها تركيا بمساعدة روسيا والنظام ومن خلفهم ايران لذلك جاءت زيارة رئيس الوزراء السيد داود اوغلو الى ايران لجس النبض ومدى استعداد ايران للتضحية بدور العمال الكردستاني في سوريا مقابل تنازلات تقدمها تركيا في موضوع المعارضة السورية المرتبطة بها ومن ثم امكانية الاتفاق على حلول مرضية للطرفين .ومن هنا يتضح ان تركيا قد باتت مستعدة وجاهزة للتضحية ببعض اوراقها سواء بقطع الدعم او انهاء دور بعض الفصائل من المعارضة او القبول والاتفاق على شكل النظام بما يناسب مصالح طهران وبذلك ستدفع المعارضة ثمن ارتماءها في حضن دولة اقليمية كبيرة لها مطامع ونفوذ داخل سوريا وكان على المعارضة ان تعرف منذ البداية ان الدول ليست جمعيات خيرية مهما كانت طبيعة الانظمة الحاكمة لا يمكن ان تسمح لاحد بتجاوز نفوذها.واذا كان التدخل الروسي وما يقوم به العمال الكردستاني من مسك للحدود قد سارع من الخطوات التركية باتجاه ايران.
واذا كانت ايران بحاجة الان لتفكيك الجبهة المعادية لها وابعاد او تحييد الدور التركي في هذه المرحلة فيجب عليها ان تلبي المطلب التركي الوحيد الذي لا يمكن ان تتجاوزه تركيا والمتمثل بتحيد دور العمال الكردستاني وقطع الدعم عنه وانهاء دوره من على حدودها الجنوبية فهل طهران جاهزة الان ومستعدة ان تضحي باحد اهم اوراقه في سوريا والعراق وفي الداخل التركي نفسه.وهل ما تقدمه تركيا يعادل ما تطالب به من ايران وخاصة بعد التدخل الروسي الذي اصبح كابوس بالنسبة الى تركيا .مع العلم ان اي دور للعمال الكردستاني في شمال سوريا وانشاء اي نوع من سلطة ذاتية قد لا يناسب طهران ايضا على المدى الطويل ولكن في ظل الصراع المحتدم الان كل شيء ممكن وخاصة اذا كانت طهران تفكر بربط لبنان وسوريا المفيدة وبغداد مع طهران.
ومن هنا يجب على المعارضة السورية ان تفكر مليا بمجرد ذهاب السيد داود اوغلو رئيس الوزراء الى طهران الان فان بعض الرؤوس قد اينعت وحان وقت قطافها ووضعها على المائدة سواء اليوم او غد وانها مجرد ورقة على طاولة المصالح والنفوذ وتنتظر دورها لتحترق ومصيرها بعد ذلك مزبلة التاريخ طالما عملت من اجل مصالح شخصية او مصالح دول على حساب وطنها والامثلة كثيرة في التاريخ يجب اخذ العبر منها ولن ينفع الندم بعد فوات الاوان.
وما ينطبق على المعارضة السورية ينطبق على العمال الكردستاني الذي يسير بين حقل من الالغام لا يمكن الخروج منه فغيرهم كان لا يقل شطارة منهم.اللعب مع الاعداء ليست نزهة وخاصة اذا لم تكن محمي من الشعب الكردي في سوريا وتعمل بالضد من ارادته فالشعب الكردي لا يمكن ان يكون الى جانب نظام البعث بعد عقود من الظلم والحرمان .قد نكون مختلفين مع شركاءنا في الوطن على الكثير من المسائل نتيجة للظلم الذي عانيناه ونيجة افعال وتصرفات المعارضة التي لا تقل في بعض جوانبها عن تصرفات النظام وافعاله المشينة وفشلها الى الان في ايجاد خطاب جامع لكل مكونات الشعب السوري سواء القومية او الدينية او الطائفية وارتماء هذه المعارضة في احضان دول اقليمية وابتعادها عن مبادىء واهداف الثورة السورية التي هب الشعب السوري من اجلها من درعا الى ادلب ومن بانياس الى ديريك وعامودا والى السويداء ورغم ذلك لا يمكن للشعب الكردي الا ان يكون الى جانب الشعب السوري فهو جزء اساسي من الثورة السورية على النظام الدكتاتوري وعلى اي نظام طائفي قادم سواء أكان علوي او سني سنناضل من اجل نظام من اجل كل السوريين ولكل السوريين بغض النظر عن قومياتهم او اديانهم او طوائفهم .
اما ثقافة البعث والبعثيين الذي تربوا على انكار ومحاربة الآخر وثقافة التآمر والدناءة فلا مكان لهم في مستقبل سوريا رغم تسللهم الى صفوف المعارضة الاقليمية الهزيلة في غفلة من الزمن فهؤلاء كانوا نكرة وسيبقون نكرة في مسيرة الشعب السوري وكفاحه من اجل الحرية والكرامة .
عبدالقادر عمر
06.03.2016
a.kadir-1959@hotmail.com

Posted in فكر حر | Leave a comment

هل شارفت الرأسمالية على نهايتها؟ 12-13 حوار سعید رهنما مع مایکل ليوبوفيتش*

machellopovitcn

مایکل ليوبوفيتش

سعید رهنما: على الرغم من التكاليف والتضحيات الجمّة، فقد أصاب الفشل كلاً من الستراتيجيات الثورية والستراتيجيات الاصلاحية التي اتبعها الاشتراكيون في مختلف بقاع العالم. وغالباً ما اضطر هؤلاء إلى تغيير مسارهم صوب السير على طريق الرأسمالية. من وجهة نظركم إلى أي حد يتحمل الاشتراكيون انفسهم وزر هذا الفشل، وما هي الدروس المستخلصة من هذه التجارب؟
مایکل ليوبوفيتش: لقد اخفقت التجارب الثورية والإصلاحية لاسباب مختلفة. لو جرى الحديث عن التجارب الإصلاحية للحكومات الاشتراكية الديمقراطية، فلا يمكن أن نضع هذه التجارب على مستوى واحد مع التجارب الثورية. والسبب يعود إلى أن خصوصيات الاشتراكية الديمقراطية تكمن في القبول بضرورة الرأسمال ومنطقه. لقد بدأت الاشتراكية الديمقراطية بالهجوم على الرأسمالية، إلاّ أنها استسلمت وبشكل تدريجي في النهاية لهذا المنطق. واتبعت الاشتراكية الديمقراطية نهجاً أطلق عليه ماركس التيار الذي يقبل بإملاءات الرأسمال باعتبارها قوانين طبيعية بديهية. من الممكن القول أن الاشتراكية الديمقراطية قامت ببعض الإنجازات، ولكن ما أن تحدث الأزمة، حتى تستسلم من بين كل الخيارات إلى منطق الرأسمال أو أن تتجاوزه. فالاشتراكية الديمقراطية تميل إلى الاستسلام، لأنها لم تضع منطق الرأسمال على الرف. وعلى هذا الأساس جرى التوصل في النهاية إلى خلق ما سميت بالرأسمالية ذات الوجه الإنساني،وهو شبيه للغاية بسيريزا. إن هذا المنطق يختلف كلياً عن وجهة النظر الثورية. لقد لوحتم إلى موضوعة الإطاحة بالأنظمة الموجودة بوسيلة العنف، مثل ما حدث في الاتحاد السوفييتي والصين وكوبا. ولكن يجب التمييز بين ما بدأت به هذه العملية وبين ما آلت إليه. فهذه العملية يمكن أن تتم عبر الإطاحة بالنظام بوسيلة العنف أو بالانتصار في الانتخابات، ولكن ما يرتدي أهمية هو ما سيحدث بعد ذلك.
في السؤال، أشرتم إلى أي حد يتحمل الاشتراكيون وزر هذا الاخفاق، بالنسبة لكلا التيارين، سواء أؤلئك الذين لجأوا إلى العنف أم أؤلئك الذي خاضوا الانتخابات من أجل استلام السلطة، فكلاهما تجاهلا شيئاً أطلقت عليه تعبير” العملية الثانية”. فقد تجاهلوا النقطة المركزية التي طرحها ماركس في ميدان التطبيق الثوري، أي أن يجري تغيير أنفسنا مع تغيير الظروف والنشاط الإنساني؛ أي مع تغيير الظروف يجب أن نشرع بتغيير أنفسنا. لقد تجاهل الاشتراكيون في القرن العشرين موضوعة تغيير الأنفس، ولم يدركوا أي مجتمع هذا الذي يجري بناؤه على أساس اتخاذ القرارات الفوقية. ففي حالة تجاهل ونسيان العملية الثانية، فإننا بذلك سوف ننسى أساليب تنمية قدرات الإنسان. فالقضية وما فيها إن النظام الجديد استلم السلطة في إطار نظر الطليعة وضرورة العمل السريع لنيل الهدف، دون أن نسمح للطبقة العاملة بأن ترتكب أي خطأ، فماذا سيحدث بعدئذ.
سعید رهنما: إشارتكم حول الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية التي استلمت السلطة في أوربا صحيحة. ولكنني أشير إلى الإصلاحية كوجهة نظر تهدف إلى الاشتراكية، فعلى الرغم من أنها انخرطت في النشاط في ظل الرأسمالية، فلماذا لم تتمكن من أن تضع نهاية للرأسمالية، ولا تقبل بمنطق وضرورة الرأسمالية. إن قسم من هذا التراجع التدريجي يتعلق إلى حدود معينة بالأخطاء التي أشرت إليها، وتعني عدم الانتباه إلى “التنمية البشرية”. إنني أعتقد أن العملية تستغرق فترة طويلة، ومن الواضح أنها يجب أن تبدأ قبل استقرار النظام الاشتراكي وبعده. وعلاوة على ذلك، هناك نقطة مهمة وردت في كتابكم المعنون “يجب أن نبدأ بالبناء الآن”، حيث أشرتم إلى أن اشتراكية القرن العشرين قد ركزت على تنمية القوى المنتجة ووسائل الانتاج، ولكنها أهملت العلاقات الاجتماعية التي يحياها الإنسان. أود أن تشرحوا لنا أكثر هذه النقطة.
مایکل ليوبوفيتش: حول النقطة الأولى، أكدتم على طول المدة والأعمال الكثيرة التي يجب أن نتداركها والتي أثارت لديّ القلق. يمكن لهذه العملية أن تبدأ بإسقاط النظام الموجود عبر عملية ثورية عنفية. وهذه العملية التي تشرع بها وتقودها أقلية، لا تستلزم فترة طويلة للاستعداد لها. فعندما يتم الإمساك بزمام الأمور في بلد ما، فإنكم ستستفيدون من هذه السلطة وتقررون ما يجب عمله في تلك اللحطة. في الاتحاد السوفييتي بعد ثورة اكتوبر، حصل العمال على سلطة واسعة في محيط العمل. ولكن ما حصل هو أن هذه السلطة قد سلبت منهم، خوفاً من أن يتحول العمال إلى مستبدين. ولجأوا إلى إلغاء الرقابة العمالية ومنعوا العمال من توسيع سلطاتهم. فماذا كان عليهم أن يفعلوا؟ وإنهم لو بنوا العلاقات الاجتماعية للإدارة العمالية في المؤسسات، فماذا كان سيحصل؟ هذه الأسئلة التي طرحتها الكسندرا كولنتاي**في عام 1929، فبدلاً من التنمية الداخلية للجماهير، فقد جرت عملية

الكسندرا كولنتاي
التنمية الداخلية للبيروقراطية. ولذا فإن التأكيد على طول العملية من أجل الاستعداد لبناء المجتمع الجديد هو الخطأ بعينه. إذ يجب على الثوريين أن لا يسعوا إلى الاستيلاء على الدولة القديمة فحسب، بل الاستفادة من قدرات الشعب بحيث يصبح بالإمكان تطوير النضالات المحلية كي يستطيع الثوريون اتخاذ القرارات المناسبة وأن يحظوا بالاحترام.
سعید رهنما: هنا يطرح سؤال مهم نفسه، كيف يتم ذلك؟ كيف تستطيع الطبقة العاملة والشعب استلام السلطة؟ فكل الثورات التي أشرت إليها حدثت خلال الحروب وخلال الحركات التحررية، ومنذ البداية كان عليها خوض الحرب ضد الأعداء في الداخل والخارج، دون أن يكون الشعب مستعداً لهذه المواجهة، مما اضطروا إلى اللجوء إلى العنف من أجل استقرار حكم آخر.
مایکل ليوبوفيتش: قبل كل شيء، لا أريد الخوض والتمييز في تعريف الثورة، وهل أن الثورات يجب أن يقتصر تعريفها على أساس اللجوء إلى العنف أم لا. فكما تعرفون أنه يجري الحديث عن الثورة البوليفية التي جرى استلام السلطة فيها عن طريق الانتخابات. الثورة لا تعرّف على أساس شكل استلام السلطة، بل على أساس المواقف التي تتخذها من أجل تغيير الأوضاع. نحن نعلم بوجود الأعداء، وسيسعى هؤلاء الأعداء إلى مختلف السبل من أجل الإجهاز على كل شيء. ولكن القضية وما فيها هي ماذا سنفعل عندما يحين الوقت. على سبيل المثال نأخذ تجربة إيران خلال الثورة، فقد تم اللجوء إلى الإدارة العمالية وحركة المجالس. ولكن ماذا كان مصيرها ولماذا جرى محوها؟ هذا السؤال أطرحه عليكم. إن البناء على أساس هذه الآليات في محيط العمل وعلى المستويات الاجتماعية من شأنه أن يوفر القوة للشعب كي يتفادى تداعي المشروع الثوري.
سعید رهنما: قصة المجالس( السوفيتات) في إيران هي قصة طويلة كتبت عنها عدداً من المقالات. ولكنني أتحدث باختصار، فإن حركة المجالس في إيران تعد واحدة من أعاجيب الثورة الإيرانية في عام 1979، إلاّ أنها كانت محكومة بالفشل. فالمجالس المحلية في محل العمل قد أسست من قبل اليساريين وكانت إداراتها تحت نفوذهم، في حين أن النظام الجديد كان تحت سيطرة الإسلاميين، وقد عارضوا المجالس لأنها لم تكن تحت سيطرتهم. وفي الصناعات الستراتيجية الكبيرة التي أصبحت مقر أهم مجالس العمال/ الموظفين، كان النشطاء اليساريين منتمين إلى منظمات وأحزاب يسارية مختلفة، ويتبنون سياسات متعارضة تجاه النظام السياسي الحاكم. ولوحظت وقتها فوضى نظرية حول المفاهيم المتعلقة بالرقابة العمالية والمجالس. وتولت قيادة المجالس من حيث الأساس الطبقة المتوسطة الجديدة الثورية، فالعمال لوحدهم لم يشغلوا أية مكانة بدون مساعدة المهندسين والفنيين وموظفي الإدارة التقدميين الذين يديرون هذه المؤسسات العملاقة. وكانت تلك المؤسسات تعتمد على دعم الدولة وتابعة من حيث التكنولوجيا والأدوات الاحتياطية إلى الشركات المتعددة الجنسيات. ومع احتلال السفارة الأمريكية وحجز الرهائن الأمريكان، والحرب العراقية الإيرانية، عزز النظام مواقعه، وأزاح المجالس الحقيقية للعمال/الموظفين، واستبدلها بـ”المجالس الإسلامية” الصفراء.
مایکل ليوبوفيتش: نعم، التجربة الإيرانية كانت مريرة. وقد أشرت إلى أمثلة مشابهة كمثال فنزويلا، فالقضية لا تحل إلاّ عبر الصراع الطبقي. ولا يوجد أي شيء محكوم بالفشل: ففي الصراع الطبقي لا توجد ضمانة، ولا توجد ضرورة. بالطبع في الصناعات الكبيرة، لا يستطيع العمال مطلقاً أن يتخذوا قرارات عملية مهمة مباشرة. وهو أمر بديهي، ولكن القضية هي كيف يجري تهيئتهم على القيام بذلك حيت تحين ساعة استلام السلطة؟ وما هي الأساليب التي تعزز من قدراتهم؟ هذه الإجراءات لم تتخذ في التجربة اليوغسلافية، رغم أن المجالس العمالية كانت تتمتع بالسلطة القانونية في الصناعات الخاضعة للملكية الاجتماعية طوال سنوات مديدة.
سعید رهنما: الآن، لنبحث في وجهات نظركم حول التمييز بين التأكيد على تنمية القوى المنتجة وبين التأكيد على علاقات الانتاج.
مایکل ليوبوفيتش: هذا الأمر يتعلق بمسألة التنمية البشرية وضرورة التركيز على الناتج الثاني، أي الناتج الإنساني. فعند التأكيد على النشاط الإنساني، لا يمكن تجاهل العلاقات الاجتماعية. ولكن ما هي الرابطة بين التنمية البشرية وبين القوى المنتجة؟ بالاستناد إلى التفسير غير السليم للماركسيين الذين أعقبوا لينين، فقد كان الاستدلال هو أننا بحاجة إلى تنمية واسعة للقوى المنتجة، وفي الوقت الذي نصل إلى مرحلة معينة، نستطيع مباشرة تنفيذ كل وعودنا. إن وجهة النظر هذه تتجاهل بشكل كلي الإنسان وتنمية القدرات البشرية التي أشرت إليها آنفاً.
سعید رهنما: لننتقل إلى سؤال آخر. تقوم الثورة الاجتماعية الماركسية على “الحركة المستقلة الواعية للأكثرية الساحقة” التي تعد عملية طويلة الأمد، في مقابل الثورة البلانكية القائمة على أقلية تقود الجماهير غير المستعدة. من وجهة نظركم كيف يمكن بلوغ هذا الهدف وما هي مستلزمات هذه العملية؟
مایکل ليوبوفيتش: لقد جرى البحث في البيان الشيوعي حول التغيير الثوري، وفي جانب منه يتعلق هذا البحث في قضية ” إحراز النصر في معركة الديمقراطية” ضمن التطرق إلى عملية المواجهة المستمرة مع منطق الرأسمال والنضال ضده. وهذا لا يعني أن الحركة ومنذ البداية، يجب أن تتمتع بحركة واعية ساحقة. فالقضية هي كيف ينشأ هذا الوعي الذاتي؟ فهذه العملية هي حلبة صراع، يحسمها الوعي. لقد أكد ماركس على ضرورة تنظيم الطبقة العاملة، وهذا هو وجه التمايز مع البلانكيين في سعيهم للاستيلاء على السلطة عبر المؤامرة. لقد خاض البلاشفة صراعاً حول التنظيم قبل ثورة أكتوبر بالتحديد. ومن الواضح أن الاشتراكيين الديمقراطيين الألمان خاضوا هم أيضاً الصراع حول التنظيم. ولكن ذلك لا يعني أنهم كانوا مع فكرة وعي الأكثرية الساحقة. وإذا ما قبلنا بموضوعة أن الثورة الاشتراكية تستلزم الحركة الواعية للاكثرية الساحقة، فعندئذ ما كان من الواجب أن تحدث ثورة أكتوبر.
سعید رهنما: هنا المناقشة لا تعني أنها يجب أن تطرح أو لا تطرح، علماً أنني على قناعة بأن ثورة شباط كان من الممكن لها أن تشق مساراً آخراً يخرج عن إطار نقاشنا. إن أحد أسباب فشل البلاشفة هو استقرار حكم استبدادي، مما أفقد الثورة ميزتها.
مایکل ليوبوفيتش: نعم وبدون شك، فمثل هذه القضايا كان لها تأثير على مصير الثورة، ولكن الحديث يدور هل أن ذلك جاء نتيجة لمستوى التطور في البلاد أم أنه بسبب عدم قدرة الشعب؟
سعید رهنما: اعتبر ماركس ” أن العنف يجب أن يكون عتلة الثورة”، إلاّ أنه استثنى من ذلك الدول التي يتمتع مواطنوها “بحق الاقتراع العام”، حيث يستطيع ” العمال تحقيق أهدافهم بالطرق السلمية”. الآن تتمتع أكثرية بلدان العالم بحق الاقتراع العام، فإلى أي حد وفي ظل أية ظروف يمكن للأشتراكية أن تتحقق بالطرق السلمية؟.
مایکل ليوبوفيتش: لا يمكن أن نصاب بالوهم حول حق الاقتراع العام. فنحن نشهد في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى كثيرة تطبيقات مبدأ حق الاقتراع العام، وكيف يتم خداع الشعب. إن حق الاقتراع العام موجود، ولكن في نفس الوقت توجد سلطة الرأسمال على جميع وسائل الإعلام وعلى الشرطة وعلى النظام القضائي وغيرها من المرافق. إن حق الاقتراع العام بحد ذاته، لا يستطيع أن يصبح طريقاً للحل، فهو طرف في هذه العملية. لقد تحدث ماركس مراراً عن إمكانية الطبقة العاملة أن تستلم السلطة في بعض البلدان بالطريق السلمي وليس بالطريق الثوري، لكنه لم يقل أنه الطريق الوحيد.
سعید رهنما: لا توجد أية أوهام حول الأنظمة الديمقراطية الحالية. ولكن الدافع وراء هذا السؤال هو تركيز غالبية الماركسيين على الاستيلاء الثوري على السلطة، أما ماركس فقد أخذ بنظر الاعتبار خيار طريق الانتخابات أيضاُ، وإن هناك إمكانية للطبقة العاملة في تحويل المؤسسات الديمقراطية البرجوازية من “أداة خداع” إلى “أداة تحرر”. إنني أميل بشكل خاص إلى أن أسألكم عن الاقتراع العام وعملية الانتخابات باعتباركم مناصراً لبوليفاري شافيز. لقد أوردتم في مؤلفكم المعنون “ضرورة الاشتراكية” ثلاث وجهات نظر حول الديمقراطية، ويمكن أن يرتدي البحث في هذا الموضوع أهمية خاصة.
مایکل ليوبوفيتش: إن الهدف من البحث في ثلاث وجهات نظر حول الديمقراطية، هو قبل كل شيء نفي وجهة النظر السائدة في المجتمع الرأسمالي، أي وجهة النظر التي تتحدث عن حق المستهلك في المفهوم الديمقراطي وأن الجميع أحراراً في أن ينتخبوا ممثليهم بحرية. لقد أشرت في الكتاب إن هذه الديمقراطية غير حقيقية، ووضعت أمامها وجهتي نظر أخرتين. ففي وجهة النظر هذه، استفدت من معيار انتخاب قائد الأوركسترا في إشارة إلى مجتمع يقف الطلائع على رأس من يتخذ القرارات، حيث تنتقل هذه القرارات عن طريق الأحزمة الناقلة إلى الأسفل. إن وجهة النظر هذه حول الديمقراطية هي بمثابة فرصة يستطيع الآخرون أن يبدوا وجهة نظرهم حول القرارات التي اتخذت في القمة فقط، دون أن يكون بإمكانهم توسيع قدراتهم. إن تركيزي على هذه النقطة يتعلق بنوع أفراد الشعب الذي تمسهم هذه القرارات. لقد أوردت مثال كوبا، حيث يستطيع الشعب وعلى نطاق واسع أن يناقش الاقتراحات الواردة من القمة، ولكن هناك فرص ضئيلة جداً للآراء التي تأتي من الأسفل. وفي النهاية وضعت وجهتي النظر الأولى والثانية في مقابل وجهة النظر الثالثة التي أتبناها؛ أي وجهة النظر الداعية إلى التنمية البشرية وتوفير الأدوات والوسائل والأشكال التي يستطيع الشعب بواسطتها إن ينمّي نفسه. هو ذا المفهوم الخاص للديمقراطية التي يجري البحث عنها في موضوعة اشتراكية القرن الحادي والعشرين في أمريكا اللاتينية.
سعید رهنما: هل أن عملية التنمية الإنسانية التي أكدتم عليها بشكل سليم تجري في مرحلة الرأسمالية، أو ما بعدها، أو في كلتا المرحلتين؟ إنني أشير بشكل خاص إلى المرحلة التي تسبق المجتمع الذي يعقب الرأسمالية.
مایکل ليوبوفيتش: هذه العملية مستمرة تبدأ قبل المجتمع الذي يعقب الرأسمالية وما بعدها. في كتابي المعنون “ضرورة الاشتراكية” أشرت إلى مستقبل الاشتراكية والدولة، وفي الفصل الأخير من هذا البحث تحدثت عن ضرورة إعادة بناء الدولة من الأسفل، بمعنى أن نبني أسس قادرة على التنمية البشرية. ويجب أن يتحقق ذلك من قبل، وإذا لم يتم ذلك قبل نهاية الرأسمالية، فيجب أن يتحقق بعدئذ. ففي فنزويلا على سبيل المثال، حيث قضيت عدة سنوات هناك، كانت توجد قبل حكومة شافيز مناهج ومنظمات محلية كثيرة مهمتمها توسيع قدرات الشعب، وقد خرج شافيز من قلب هذه المؤسسات والأفكار والنضالات المحلية. وتمحور القانون الأساسي الجديد حول المشاركة وتنمية الشخصية لاعتبارهما الطريق الوحيد لتنمية قدرات الشعب، الفردية أو الجماعية. وقد جرت المصادقة على الدستور الذي أكد على دور المنظمات المحلية التي تبنت موضوعة التنمية البشرية وأصبحت ميداناً تجريبياً لاتخاذ قرارات محلية أكثر. وأدت هذه التجارب إلى خلق مجالس المحلات التي اتخذت لاحقاً شكلاً قانونياً وأصبحت ملهمة لمناطق البلاد التي لم تجرب هذه المجالس. وقد لعبت هذه التجارب دوراً هاماً في تنمية قدرات أفراد الشعب. لقد أكد شافيز على أهمية هذه المجالس، ووصف هذه المجالس بمثابة خلايا الدولة الاشتراكية الجديدة. ومن الواضح أنه من الضروري أن تكون هذه المجالس على صلة بعضها ببعض، مما يخلق كياناً أكبر يشكل مفهوم الكومونة. لقد هدفت هذه التدابير إلى التنسيق، ولكن في القواعد. وفي نهاية المطاف سأل شافيز في أحدى خطبه لماذا لا يقوم بعض الوزراء بمركزة الكومونات. ففي جلسة لمجلس الوزراء نقلت مباشرة على شاشات التلفزيون، خاطب شافيز نيكولاس مادرو قائلاً “إنني أئتمنك على حياتي وعلى الكومونات وعلى الحركات الكبرى، وأقول بأننا بدون الكومونات لا نساوي شيئاً”. لقد أثار حديث شافيز اهتماماً واسعاً بالكومونات والحركات الكبرى في القواعد، والتي لم تشر إليها وسائل الإعلام الخارجية. إذن ليس من الضروري أن تتحقق التنمية البشرية لأفراد الشعب بالكامل قبل التغيير الأساسي للمجتمع. فمن الواضح إننا بحاجة إلى الدولة القديمة؛ ولهذا طرحت فكرة “الاشتراكية القائمة على دولة مزدوجة”. فما دامت الدولة الجديدة لم توسّع من قدراتها في تسخير الدولة، فإن الدولة القديمة ستكون مشغولة بسياسات النضال ضد الرأسمالية ومتابعة الشؤون المحلية والعلاقات الدولية. إن ما أفرزته التجربة الفنزويلية هو الدور الذي يلعبه البناء الفوقي كمحرك وكمحفز في توفير الشروط لخلق قواعد للدولة الجديدة. ومن الضروري أن نفهم ذلك بمثابة ديالكتيك بين الدولة القديمة والجديدة.
سعید رهنما: إن وجهة نظركم حول ” الدولة المزدوجة” ذات “السلطة المزدوجة” هو مفهوم رائع أرجو أن تفصّله. وأود كذلك أن تشرحوا بتفصيل أكثر وجهات النظر الثلاث حول الديمقراطية التي أشرتم إليها. لقد انتقدتم بشكل سليم العلاقات بين الزعيم واتباعه. ولكنكم في الوقت نفسه لا تنكرون ضرورة التنسيق وخاصة في المنظمات الكبيرة أفقياً وعمودياً ومن القمة إلى القاعدة. إن بعض المفاهيم التي يطرحها من اصطلح عليهم بالمستقلين ( الأوتونوميست) وبعض الفوضويين، مثل ” الأفقيين” أو المنظمات التي لا تتبنى سلسلة المراتب وتتخذ مواقف مثالية للغاية وبعيدة عن الواقع. فمن غير الممكن وجود منظمات كبيرة بدون تقسيم العمل العمودي. دعنا ننتقل إلى سؤال آخر. مع العولمة المتزايدة وأممية كل عجلات الرأسمال، فما هي الفرص والموانع الجديدة التي تواجه المدافعين عن الاشتراكية؟ وفي عصر العولمة، هل يمكن بناء الاشتراكية في بلد واحد على انفراد؟
مایکل ليوبوفيتش: توجد الآن فرص أكثر، لماذا؟ لأن الشعوب في مختلف بقاع العالم هي على وعي بالقضايا المشتركة وبالنضالات المشتركة. وهذه هي بعض الخصوصيات التي أفرزتها العولمة. ولا شك أن هناك موانع وصعوبات وتعقيدات أمام بناء الاشتراكية كهروب الرساميل وهجرة الأدمغة ومثيلاتها. وبقدر ما يتعلق الأمر بإمكانية بناء الاشتراكية في بلد واحد، فهذه العملية لها علاقة بما هو المقصود من الاشتراكية. هل تعني الشروع بالحركة والتقدم صوب الاشتراكية أم تحقيقها بالكامل؟ بالطبع إن التقدم صوب الاشتراكية هو أمر ممكن. ولكن من أجل تحقيقها بالكامل كما أراد شافيز ذلك عبر ما أطلق عليه اسم ثلاثيته البدائية صوب الاشتراكية ( الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج والانتاج الاجتماعي المنظم بيد العمال وتأمين حاجات المجتمع)، فهذا غير ممكن التحقيق، لأنه مادام هناك عدم مساواة عميقة في عالم اليوم، فلا يمكننا أن نتمتع بنظام اشتراكي كامل الاستقرار. ولكن يمكننا الشروع به.
سعید رهنما: لا شك أنه من الممكن الشروع بهذه العملية، ويجب الشروع بها في كل مكان. أظن أن في الإشارة التي وردت في كتابكم الأخير، هناك نقطة مهمة في الرسالة التي أرسلها شافيز واستلمتها عبر مارتا هارنكر، حين تناقشون فيها وجهة نظر “مزاروش”، فإذا ما كانت الرأسمالية نظام منسجم ومترابط، فمن أين نشرع باسقاطها. إنني أضيف على هذا السؤال وأقول ليست الرأسمالية نظاماً منسجماً ومترابطاً فحسب، بل هو ذلك النظام الأممي والعالمي الذي جعل من إمكانية بناء الاشتراكية في بلد واحد وتحقيقه بالكامل عملية أكثر تعقيداً بشكل متزايد. لدينا الآن مؤسسات دولية مالية مثل منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمات أخرى ذات مكانة تنظم سلطة الرأسمال على المستوى العالمي، وهي تثير المشاكل الجدية بوجه أية دولة تقدمية تحاول تطبيق سياسات لصالح العمال.
مایکل ليوبوفيتش: لا شك، فالعالم يواجه هذه الحالة. فلو قامت سيريزا بتحدي الاتحاد الأوربي والبنوك وصندوق النقد الدولي فستثار أمامها المشاكل تلو المشاكل، ولكن ذلك قد يثير عدداً من الدول الأوربية كاسبانيا والبرتغال وايرلندا والبلدان المحيطة بالقارة الأوربية. فبإمكان أية دولة تخوض النضال أن تشجع الآخريات. ولكن بدون شك ستبرز مشاكل عديدة.
سعید رهنما: من وجهة نظركم ما هي خصائص ومؤشرات ” المرحلة الأولى” للمجتمع الذي يلي الرأسمالية، الاشتراكية، وكيف نقارنها بما حدث في تجربتي الاتحاد السوفييتي والصين؟ فمن وجهة نظركم وقراءتكم لـ”نقد برنامج غوته”، انتم على اختلاف مع مرحلة الاشتراكية وتعتقدون بأن على الاشتراكيين أن يتحلوا بالوعي والبدء في اللحظة التي يتحركون فيها صوب الهدف النهائي الشيوعية. ولكنني أود أن تشرح لنا بتفصيل أكثر حول هذه الموضوع.
مایکل ليوبوفيتش: كما تعلمون إنني لا أتفق مع فكرة المرحلة أو الدورة “الأولى” أو “الدنيا” للمجتمع الذي يلي الرأسمالية الموسوم بالاشتراكية والمرحلة العليا الموسومة بالشيوعية. وأظن أن ذلك إنعكاس تفسير خاطىء لـمؤلف ماركس “نقد برنامج غوته”، والذي طرحه لينين قبل الثورة في الظروف التي كان يعمل فيها. ففي تلك الفترة كان البلاشفة يتعرضون للهجوم بتهمة ” الحالمين الطوباويين” الذين يسعون إلى مجتمع يطبق منذ البداية مبدأ ” لكل حسب حاجته”. وقد قال لينين نحن نعرف إننا لا نستطيع مباشرة تحقيق ذلك، وهناك مرحلتان. ففي المرحلة الأولى نعمل على بناء القوى المنتجة على نطاق واسع كي يجري الانتقال إلى مرحلة أعلى في غاية الوفرة حيث من الممكن تأمين حاجات الجميع. إنني أفهم السبب الذي دفع لينين إلى هذا القول. ولكن البلاشفة والشيوعيون في مختلف أرجاء العامل اعتبروا ما تحدث به لينين آيات إلهية. إننا لو دققنا في مطالعة “نقد برنامج غوته” لوجدنا أن ماركس لم يشر إلى هذا التمايز؛ أي التمايز القائم على الاعتراف الرسمي بحق عدم المساواة بين فرد ذي قدرة ومهارة أكثر أن يحصل على مكافئة أكثر من فرد يفتقد هذه المهارة والقدرة. إن ماركس أكد منذ البداية على المساواة في تأمين حاجات الجميع.
سعید رهنما: ولكن ماركس في “نقد برنامج غوته” كان مع هذا التمييز على أساس القدرة والحاجة في كلتا المرحلتين. بالطبع يمكننا القول، بغض النظر عن من قال ذلك، إن التمايز في المجتمع الذي يعقب الرأسمالية سيستمر كظاهرة انعدام المساواة. إن سؤالي ليس عن ذلك، فسؤالي الأصلي هو كيف تتجه القوى الاشتراكية ومنذ البداية صوب تأمين حاجات الجميع. أليس هذه ضرب من المثالية المفرطة؟
مایکل ليوبوفيتش: قبل كل شيء، إن مفهوم الوفرة هو مفهوم برجوازي خاطىء. فقد أشار ماركس إلى إننا لا نتحدث عن الثروة والفقر كما يتحدث الاقتصاديون البرجوازيون، بل نحن نتحدث عن الإنسان الغني والإنسان الفقير وحاجات الإنسان الغني وحاجات الإنسان الفقير. فالإنسان الغني يبالغ في قدرته وفي حاجاته. كما يتحدث ماركس في ” گروندریسه”*** عن أناس متعددي الأوجه والقدرات. وإذا ما بدأنا بآفاق التنمية البشرية، فالجواب على سؤالكم “كيف” هو المساعدة على تنمية قدرة الشعب. وبستدل من ذلك الحاجة إلى تنمية القوى المنتجة مما يعد انحرافاً عن وجهة نظر ماركس. لنضرب مثلاً على ذلك. إننا إذا أخذنا بنظر الاعتبار ما قاله ماركس لفيرا زاسوليتش**** حول إمكانية الثورة في روسيا،

فيرا زاسوليتش
فإننا سنرى أن ماركس لم يتحدث عن هذه الإمكانية بالاستناد إلى الثورة في الخارج. فهو يتحدث بصراحة عن “الكومونة الريفية” متجاوزاً تشكيلة الانتاج الرأسمالي التي جرّبها الغرب، وتحدث عن إمكانية البناء على طراز الكومونة. وتركّز هذه النظرة بالدرجة الأولى على العلاقات الاجتماعية. وبعد ذلك يتحدث ماركس عن القوى المنتجة، وهو ما تناوله لينين في النهاية عندما تحدث في مؤلفه ” حول التعاون” “. فقد تحدث لينين إننا عندما نريد تطبيق السياسة الاقتصادية الجديدة ( النيب)، فإننا سنرتكب خطأ في حالة عدم تركيزنا على التعاونيات. وقد أكد على أنه في حالة شروع الاتحاد السوفيتي بتأسيس التعاونيات، فسنستطيع منذ اليوم الأول بناء الاشتراكية. لذا يجب تشجيع أفراد الشعب على التحرك صوب التعاونيات وتوفير كل الإمكانيات اللازمة لها. وفي هذا الإطار تصبح القضية الأولى هي بناء العلاقات الاجتماعية، وهذا هو جوهر محتوى ما جاء في “نقد برنامج غوته”.
سعید رهنما: ليس لديّ أية مشكلة عند التركيز على العلاقات الانتاجية، خاصة وإن غالبية بلدان العالم، ومن ضمنها بلدنا إيران، هي بلدان رأسمالية. المسألة الأساسية هي الانتقال إلى الاشتراكية والاستعداد لذلك. لدينا تجربة ثورية مريرة عندما أصبحت القوى الشعبوية الرجعية تتمتع باليد الطولى في إدارة الأمور، وذهبت مع الريح نضالات قوى اليسار والتقدم خلال عقود مديدة، وأصبحنا الآن أكثر تخلفاً من ذلك الزمان. إن التنمية البشرية، كما أشرتم، هي بحاجة بحق إلى تعبئة تنظيمية وتنويرية طويلة الأمد. لقد تحدثتم عن الانتقال، ومما له أهمية بالنسبة لي، أنكم أشرتم إلى ضرورة الاستعانة بالشركات الرأسمالية والقطاع الخاص خلال مرحلة الانتقال لأن بيدهم التكنولوجيا والعلوم الفنية التي نحتاج إليها، بالطبع تحت الرقابة.
أما السؤال أو النقطة الأخرى فهي أن القسم الأعظم التي جرى التركيز عليه في مؤلفاتكم هي الإدارة التي لم يولي الاشتراكيون لها أية أهمية في القرن العشرين سواء أكانوا إصلاحيين أم ثوريين. فسؤالي يتعلق بمحدودية هذا الفهم. إن الرقابة العمالية الكاملة يمكن تطبيقها فقط في المؤسسات المحلية الصغيرة، ولا يمكن أن تطبق في الشركات والمؤسسات الكبرى الوطنية. وعلى عمال هذه المؤسسات الستراتيجية الكبرى السعي وبأشكال مختلفة من حيث الأساس إلى المشاركة في اتخاذ قرارات الشركات، بدلاً من فرض الرقابة العمالية. فعلى سبيل المثال، لا يستطيع عمال المنظومة الوطنية للحمل والنقل أن يتخذوا قرارات لوحدهم حول تغيير ساعات العمل، لأن ذلك سيؤدي مباشرة إلى التأثير على حركة الناس وعلى عمل سائر الصناعات.
مایکل ليوبوفيتش: لقد أوليت اهتماماً خاصاً إلى الإدارة العمالية طوال سنوات. وهنا يجب الإشارة إلى عدة نقاط. بدون الإدارة العمالية لا يمكن تنمية قدرات الشعب. فعندما يتغلب الشعب على التفاوت بين الفكر والعمل، فسيكون بمستطاعه تنمية قدراته والغلبة على ما أسماه ماركس بالتقسيم الرأسمالي للعمل. هذا هو الجانب الإيجابي من الإدارة العمالية، التي يمكن أن نشاهدها في التجربة اليوغسلافية والفنزويلية. أما الجانب السلبي فهو أن الشعب الذي ترعرع في المجتمع الرأسمالي لا يركز إلا على المصلحة والمنفعة الشخصية. ولهذه المنفعة الشخصية عواقب سلبية حتى على مصلحة الإدارة الذاتية. ويتحلى هذا بمصداقية في التجربة اليوغسلافية. إن جوهر هذا النضال يتسم بطبيعة مزدوجة. فمن ناحية نريد أن نطمئن على وجود إمكانية توسيع قدرات الشعب كي يتاح لهم أن يفهموا أكثر. ومن ناحية أخرى، يجب النضال ضد نزعات المنفعة والمصالح الشخصية.
سعید رهنما: حول النضال ضد المنفعة الشخصية فإن الحق معكم، ولكن سؤالي يتعلق بالقضية التنظيمية، فمن غير الممكن تطبيق مبدأ الإدارة العمالية في الصناعات والمؤسسات الكبرى، وضربت مثالاً على ذلك مؤسسة السكك الحديدية. وينطبق الشيء نفسه على الصناعة النفطية، فلا يمكن للإدارة العمالية تحديد حجم الانتاج ولا سعر برميل النفط. وكذا الحال بالنسبة إلى صناعة الفولاذ والبتركيمياويات، وبشكل عام كل الصناعات التي يوجد فيها منتفعين مختلفين من الضروري إشراكهم وبأشكال متفاوتة في عملية اتخاذ القرارات الأساسية. وهناك قضية تنظيمية أخرى. فكما تعلمون، إن الصناعات الكبرى لا تستقر اليوم في مكان واحد كصناعة السيارات وعلى شكل مصنع واحد كمصانع فورد، الذي لا يعمل في بقعة واحدة، فالعملية تجري في شبكة من الوحدات الصغيرة المستقرة في أماكن مختلفة، ويتوزع كل قسم ينتج قطعات المنتوج النهائي في أماكن مختلفة. ولا أظن أن المؤسسات التي تعقب الرأسمالية ستقوم بالضرورة بتغيير هذا البناء. ولا يمكن اتخاذ القرارات في مثل هذه المؤسسات من قبل عمال كل وحدة على انفراد، لأن هناك رابطة على شكل سلسلة بين كل عمليات الانتاج، فبدلاُ عن الإدارة الذاتية في مفهومها المطلق في كل وحدة، من الممكن اشتراك ممثلي العمال والموظفين في كل وحدة ذات الصلة وعلى جميع المستويات في اتخاذ القرارات في أعلى المستويات. ولقد تطورت اليوم النظرية والتصميم التنظيمي إلى حد كبير في هذا الميدان، فإذا ما إلغينا رقابة وسلطة الرأسمالية، فمن الممكن عندها الاستفادة من نماذج الإدارة الذاتية ومشاركة العمال.
مایکل ليوبوفيتش: في معرض وجهة نظركم، اقترح أن لا يكون العمال محوراً لصورة أكبر. وأضرب لكم مثلاً على ذلك عن أكبر النقابات العمالية في فنزويلا، وهي نقابة عمال الكهرباء التي عملتُ معها عن قرب. ففي الوقت الذي تأخذ هذه النقابة بنظر الاعتبار مصالح أعضائها، فإنها في الوقت نفسه قلقة من مستقبل الصناعة والبلاد، وكانت النقابة مدركة بحال توزيع الطاقة الكهربائية، وتمارس الضغط على الحكومة على الدوام من أجل تحسين أداء الطاقة الكهربائية.
سعید رهنما: من جديد البحث، يدور حول عمال كل وحدة الذين هم على صلة بعضهم ببعض، وهم على علم بما يجري في وحدتهم ، وهم بالضرورة ليسوا على معرفة وعلى إطلاع بما يجري في الوحدات الأخرى، ويحتاجون إلى مشاركة ممثلي عمال الوحدات الأخرى ذات الصلة عند اتخاذ القرارات. إنني على اطمئنان بأنكم سوف لا تصابون بخيبة الأمل إذا ما لجأنا إلى مارتا هارنكر. ففي كتابها الجديد المعنون “العالم الذي يجب أن نشيّده”، تتحدث مارتا هارنكر بشكل مباشر عن إنه من المحتمل، وبسبب محدودية الديمقراطية، أن لا يصبح بالإمكان استخدام هذه الديمقراطية في المؤسسات الكبرى، وفي مدينة كبيرة على سبيل المثال، مما يستدعي البحث عن أشكال أخرى للمشاركة الديمقراطية. وبقدر ما يتعلق الأمر بالمصانع، فإنها تؤكد على تشكيل محالس في كل مصنع وفي كل فرع من فروع الصناعة، إضافة إلى مجالس العمال في الورشات.
مایکل ليوبوفيتش: من الواضح أنه هناك ضرورة في مساهمة للعمال من مختلف الاقسام في اتخاذ القرارات، كي يتبلور إدراك كامل عند الجميع. وليس لديّ أي شك في ذلك. ولكن القضية تكمن في كيفية بلوغ هذا الهدف. أضرب مثلاً آخراً عن فينزويلا. كانت هناك عملية مهمة في البلاد شجعت شافيزعلى تطبيق برنامجه. ففي ناحية صناعية تسمى ” گویانا”، توجد عدة مصانع لانتاج الفولاذ والألومنيوم ومصانع أخرى تابعة للدولة. وسارع العمال إلى إقامة إدارة عمالية في شركة الألومنيوم، ولكنهم فشلوا في ذلك، والسبب الأساسي يعود إلى معارضة البيروقراطية لهذا الإجراء. وفي عام 2009، بدأ نضال واسع في أحد مصانع انتاج الفولاذ الذي تعرّض للخصخصة. وطالب العمال بإعادة تأميم الشركة بسبب عدم توفر الأمن الصناعي والخلاف على الأجور ومطاليب أخرى لم يجر ايجاد حلولاً لها. وفي النهاية تدخّل شافيز وأعلن تأميم الشركة. وبمجرد أن أتخذ هذا الإجراء، شرع العمال في صناعة الفولاذ بتنظيم العمل مع عمال الشركات الأخرى، ورفعوا شعار “البرنامج الاشتراكي في سائر أنحاء گویانا”، بتأييد من شافيز. وتجمع العمال من أجل تنسيق نشاطاتهم. وقاموا بفتح مكاتب لهم من أجل العمل على جذب ممثلين من الأقسام الأخرى من أجل التداول في موضوعة عقلانية الانتاج، بحيث تتطابق مع كفاءة كل الشركات. هذه العملية بدأت في القواعد وواجهت حرباً من قبل البيروقراطيين، ولكن شافيز عبّر عن تأييده للعمال. إذن هناك حاجة إلى التنسيق الذي أشرتم إليه، ولكنه يحتاج إلى توفر الوعي لدى العمال المنخرطين في هذا النشاط.
سعید رهنما:لديّ سؤال آخر، أية طبقة أو طبقات تلك التي تعتبر القوة المحركة للثورة الاشتراكية؟ ففي مراحل تاريخية سابقة، جرى التركيز على الطبقة العاملة، ولكن ممّ تتشكل هذه الطبقة، وهل تشمل العمال من ذوي الياقات البيض والطبقات المتوسطة الجديدة؟
مایکل ليوبوفيتش: كما جرى البحث في مكان آخر، عند الحديث عن الطبقة العاملة، فإننا نتحدث عن كل القوى التي تبيع عملها من أجل بقائها على قيد الحياة، بصرف النظر عن الشكل الذي تتم فيها هذه الصفقة، باعتبار ذلك جزءاً من الدورة الرأسمالية للبضاعة الرأسمالية. إنني أنظر إليهم كعمال سواؤ أكانوا في مصنع أم في مؤسسة أو في متجر أو في الشارع. فالطبقة العاملة هي ليست كليشة من عمال الصناعة، إذ هي تشمل كل النساء والرجال الذين يبيعون عملهم. إنني لا اعتبر العاملين في قسم التوزيع جزءاً من الطبقة المتوسطة، بل أدرجهم ضمن صفوف الطبقة العاملة.
سعید رهنما: إنكم تدرجون كل المحرومين من العمل والذين لا يتعرضون إلى الاستغلال ضمن مفهوم الاستغلال الذي تتعرض له الطبقة العاملة.
مایکل ليوبوفيتش: بالضبط.
سعید رهنما: وهكذا فإننا أمام تعريف واسع للطبقة العاملة، بحيث أصبح مفهوم الطبقة معادلاً لمفهوم الشعب
(People ).
وفي هذه الحالة، هل نحن بحاجة إلى نظرية جديدة حول الطبقة، نظرية غير قائمة على الانتاج وعلى خلق القيمة، بل تشمل كل من يتعرض للأضرار بشكل مباشر أو غير مباشر من الرأسمالية؟
مایکل ليوبوفيتش: نعم ليس لديّ أية مشكلة في درج المُستغَلّين وأؤلئك الذين على وشك الاستغلال في هذه المقولة. ولا أدري لماذا لا ندرج كل مجاميع الشغيلة أو العاطلين عن العمل في هذه الطبقة.
سعید رهنما: صحيح أن الأكثرية الساحقة من الشعب تعاني الأمرين من الرأسمالية وتتعرض إلى الأضرار، وهذا يشكل نقاط مشتركة للكثير من أفراد الشعب. ولكن المشكلة الرئيسية هي أن هذه الطبقة غير منسجمة ومبعثرة، فكيف يمكن تنظيمها. لقد كانت الطبقة االعاملة في عهد ماركس ولينين أقل تبعثراً وهناك قدر يسير من عدم الانسجام، وكانت تتمركز في المصانع الكبرى أو في “قلاع البروليتاريا”.
مایکل ليوبوفيتش: لقد تحدث ماركس عن النقابات العمالية واعتبرها أدوات أساسية بيد الطبقة العاملة. ونرى الآن وجود أدوات أخرى أيضاُ. فمع كل التغييرات التي طرأت والتي أشرتم إليها، وانتهاء الفوردية***** وشبيهاتها، يجب أن تكون لدينا أساليب مختلفة في التنظيم. وبدلاً من أن نتوجه إلى المصنع فقط، فيمكننا التوجه إلى أماكن أخرى. في فنزويلا جرى تأسيس مجالس المحلة كي يستطيع العمال النشاط في محلاتهم أيضاً. وحالف النجاح النقابات بسبب مشاركة العمال في نشاط المجالس المحلية. فإنكم إذا قمتم بتنظيم مجموعة قومية، فستقوم هذه المجموعة بمد جسور الصلة مع المجاميع القومية المشابهة وتتوسع. أما فيما يتعلق بعدم انسجام الطبقة العاملة، وعدم انسجام أفراد الشعب ذي المنافع والميول المختلفة، فالحق معكم. ولذا نحن بحاجة إلى حزب اشتراكي على ما أظن. فغياب حزب يستطيع جمع كل هذه المجاميع حول أهداف مشتركة، والدفاع عن حق كل أفراد الشعب بتنمية قدراتهم ويمركزها، وإلاّ فإننا سوف نواجه حركات عفوية غير قادرة على مواجهة الرأسمال.
سعید رهنما: ما هي الخطوات التي يخطوها المدافعون عن الاشتراكية للاقتراب من البديل المطلوب للنظام الرأسمالي العالمي الراهن؟
مایکل ليوبوفيتش:يجب أن نتعلم السير على قدمين. يجب أن يكون لدينا حزب هدفه استلام السلطة من الرأسمال والنضال ضده ونوضح أن الدولة الرأسمالية هي أداة بيد الرأسمال. إن أحد أهداف النضال هو أن نفضح عدم عقلانية الملكية الرأسمالية على وسائل الانتاج والتي تؤدي إلى تخريب البيئة والبشر على حد سواء. أما الهدف الآخر فهو بناء قدرات الشعب عبر النضال من أجل خلق اشكال جديدة من التنظيم والمؤسسات الجديدة. وإنني أؤكد على المجالس الكومونية والمجالس العمالية والمؤسسات المحلية.
كما أود أن أضيف إلى ذلك الأهمية المطلقة في النضال من أجل الشفافية. لقد دققت أخيراً في سياسات الحزب الديمقراطي الجديد في كندا
(N.D.P.)
في كولومبيا البريطانية، حين كنت مسؤول المكتب السياسي للحزب، وعرضت على مارتا هارنكر السياسة التي طرحها الحزب أثناء الانتخابات وفاز فيها، هذه السياسة التي طرحت تحت عنوان ” فضح الدفاتر المالية” للشركات والمؤسسات. وعبّر هذا الفضح عن طرح سياسة هجومية فائقة الأهمية وضعت الرأسمال والشركات والبيروقراطية في حالة دفاع. فعندما أعلن هؤلاء أنهم غير قادرين على الكشف عن دفاتر حساباتهم، فهذا يعني أنهم يخفون شيئاً عن الشعب والعمال وعن الدولة؟
سعید رهنما: شكراً
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*مایکل لبوفيتش هو منظر بارز في الاشتراكية، واستاذ متقاعد في مادة الاقتصاد في جامعة سان سيمون فريزر في فانكوفر – كندا. تولى إدارة برنامج التحول والتوسع الإنساني في مركز ميراندا في كراكاس –فينزويلا. صاحب العديد من المؤلفات، ومنها مؤلف تحت عنوان “الاقتصاد السياسي لماركس” و ” تناقضات الاشتراكية القائمة” و “اشتراكية القرن الحادي والعشرين”. (ع.ح.)
** ألكساندرا دومونتوفتش كوانتاي (1872-1952) شيوعية ثورية روسية ومن أبرز نساء الحركة الشيوعية الروسية. ولدت لأب يعمل كعقيد في الجيش الروسي بمدينة سان بطرسبرغ، وتزوجت المهندس فلاديمير كولونتاي وغادرت روسيا إلى ألمانيا، حيث درست الاقتصاد السياسي في زيوريخ، وأسهمت في الحركة الاشتراكية الديمقراطية الألمانية، وتوثقت صلاتها بأبرز قادتها، وبخاصة روزا لكسمبورغ وكلارا زيتكين. أما على صعيد السياسة الثورية الروسية، فقد وقفت كولونتاي إلى جانب المناشفة خلال انشقاق الحزب عام1903 ، ولم تنضم إلى البلاشفة إلا خلال الحرب العالمية الأولى. وهي أول امرأة في العالم تشغل منصب وزير عندما جرى تعيينها على رأس وزارة الشؤون الاجتماعية في أول حكومة بلشفية برئاسة لينين. وقد توفيت كولنتاي في موسكو عام 1952 عن عمر ناهز الثمانين.(ع.ح.)
*** كتبت “غرونديسه” في الفترة بين عام 1857 و1858، ويعد أول مشروع تمهيدي لماركس في نقد الاقتصاد السياسي. وتتضمن وجهات نظر ماركس حول مواضيع متنوعة لم يتناولها ماركس في مؤلفات أخرى. وهي جزء من مشروع واسع سياسي-اقتصادي.(ع.ح.)
**** فيرا ابفانوفا زاسوليتش ( 1849- 1919)، مناضلة وكاتبة ثورية شيوعية روسية. أحد مؤسسي مجموعة ” تحرير العمال” مع بليخانوف في سويسرا. وقد قامت المجموعة بترجمة العديد من المؤلفات الماركسية ومن ضمنها البيان الشيوعي لأول مرة في روسيا. إنها من الجيل القديم من الحركة الديمقراطية الاشتراكية الروسية، وعملت مع لينين على أصدار صحيفة “الايسكرا”. على اثر الخلافات داخل الاشتراكيين الديمقراطيين الروس، التحقت بالمناشفة.
***** الفوردية ،
Fordism
هو مبدأ عمل أو تنظيم للإنتاج ظهر عام 1908 على يد هنري فورد (1863-1947) مؤسس شركة فورد عندما بدأ تصنيع سيارته فورد. وقد نقل أكثر مبادئه عن نظرية الإدارة العلمية وهي فلسفة اقتصادية تشير الي انه يمكن تحقيق الرفاهية من خلال خفض تكلفة الانتاج والتوسع في التسويق وجني مزيد من الارباح للعمال.(ح.ع.)

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, مواضيع عامة | Leave a comment

«داعش» وتاريخنا: هي منّا.. ونحن منها

daiishneckbomb

توفيق شومان: السفير
في فيلم «إحنا بتوع الأتوبيس»، الذي أدى بطولته الفنان عادل إمام، والمأخوذ عن كتاب «حوار وراء الأسوار» للكاتب الصحافي المصري جلال الدين الحمامصي، يأمر السجان مسجونيه، مرة، بأن يعووا مثل كلب، ويمشوا مثل امرأة حامل في مرة ثانية، ويرقصوا مثل قرد في مرة ثالثة.
هذا الفيلم، الذي يعيد المشاهد العربي إلى حقبة الستينيات المصرية، يُظهر كيفية انهيار الرابط الإنساني بين الجلاد والضحية، وتمحور الذات الأولى حول شغفها ووحدانيتها إلى حدود إخراج الآخر/ الضحية من شبهها البشري، فالضحية لا تماثلها ولا تشبهها، ولذلك يتفنن الجلاد بتعذيبها لإرضاء أناه العليا والمتفردة.
بطبيعة الحال، من قداسة المحظورات، نقد تلك المرحلة من مراحل وحقبات السياسة العربية، وهي قداسة تصل إلى إسباغ نفسها على تاريخ كامل عمره عشرات القرون، مقرون مرة بالإسلام، ومقرون مرة بالعروبة.
في كتاب «من تاريخ التعذيب في الإسلام»، وهو كتاب لم يأخذ حقه في الشيوع، يقول المفكر العراقي، هادي العلوي، إن الحجاج بن يوسف (660 ـ 714 م)، كان يستمني كلما قتل أو أعدم أو سحل، في حين أن المعتمد بن عباد (1040 ـ 1095 م)، أقام مزرعة من الرؤوس البشرية المقطوعة في إحدى حدائق قصره في إشبيليا.
ويروي المؤرخ البلاذري (توفي 892 م) في كتابه (أنساب الأشراف) أن مسلم بن عقبة، القائد العسكري المعروف خلال ولاية يزيد بن معاوية، استباح المدينة المنورة لثلاثة أيام، نهباً واغتصاباً وقطعاً للرؤوس، وأن آلافاً من الولادات حصلت جراء «جهاد الاغتصاب»، ومع ذلك، حين قارب مسلم بن عقبة الموت، أشهد الله على إيمانه قائلاً: أللهم إنك تعلم أني لم أشاق خليفة، ولم أفارق جماعة، ولم أعص إماما».
وفي المأثور التاريخي الإسلامي، أن الحجاج بن يوسف، قتل وأحرق وصلب وذبح ما يتجاوز مئة ألف شخص، لكن سابقه، زياد بن أبيه (ت ـ 673 م) تعداه في الإثم والعدوان، عددا وأمثولات جهادية، ومن مشهورات أفعاله، كما يرويها المؤرخ الطبري (ت ـ 924 م) أنه كان يدفن معارضيه أحياء، ويفقأ عيونهم، ويحرقهم على نار هادئة ثم يجز رؤوسهم، وكانت تأخذ منه نشوات القهقهة مأخذا، حين يُطلق كلابه الجائعة على مسجونيه. ويعزى إليه، أولية إنزال عقوبة قطع اللسان في الدولة الأموية المتغلبة. فقد قطع لسان رشيد الهجري، ثم صلبه، لخلاف في العقيدة، وبحسب المرويات التاريخية أن زياد بن أبيه، أول من أباح قطع الرأس وحمله على السيف، وكان ذلك الرأس لعمرو بن الحمق، فجرت بعده العادة، كأنها ذهبت مثلا.
وإذا كان الحرق، غير مألوف ومعروف في الجاهلية الأولى ولا في الإسلام الأول، فالخليـفة الأمـوي هشام بن عبد الملك (690 ـ 744 م)، أباحه واستكثر منه، مضيفا إليه قطع الأطراف، مثلما فعل مع غيلان الدمشقي، أو كما فعل عامله على العراق خالد القسري، مع الجعد بن درهم، حيث تم ذبحه وحرقه، وهو المصير نفسه الذي حل بالمغيرة بن سعيد وأتباعه، والحارث بن سريج وأنصاره، على ما يقول الطبري ويروي.
وحين استحكم العباسيون وأصبحوا من ذوي الشوكة والغلبة، قتل أبو مسلم الخراساني (ت ـ 755 م) مئات الآلاف، وقيل إن آلاف المذبوحين غطوا بقاع الشام والعراق، ويروي أبو فرج الأصفـهاني أن أبا جعفر المنصور (ت ـ 776م) أوغل في الشناعة، فكان يدفن معارضيه أحياء حتى الموت، وبعـدما كـان تقـطيع الأوصال يجري دفعة واحدة، غدا في عهد الخليفة هارون الرشيد (ت ـ 810 م) أربع عشرة دفعة، وهذا بالضبط ما فعله الخليفة الرشيد ببشير بن الليث وفقا لرواية الطبري، وتشعبت أسباب الذبح والقتل من ولاية متغلبة إلى أخرى، وتراوحت بين سبب سياسي أو عقيدي، أو هروب من الجيوش، أو انعدام القدرة على دفع الخراج، أو لوشايات يصعب حصرها. وأبدع العباسيون والسلاجقة والمماليك والعثمانيون في فن التلذذ بضحاياهم، ومن أمثلة ذلك:
ـ التشميس: ويعني ترك الضحية لمصيره تحت شمس حارقة.
ـ المسمرة: ويعني دق المسامير في أيدي الضحية على جذوع الأشجار حتى يلقى حتفه.
ـ الحشو: حشو أنف الضحية وعينيه وفمه بالتبن، حتى تخرج روحه من خلفه، إذ كان الاعتقاد سائدا، أن الروح تخرج من الفم، وبهذه الطريقة يسدون منافذ الروح التقليدية على ما يزعمون.
ـ السلخ: ويعني سلخ جلود البشر، وقد أورد ابن الأثير، أن الخليفة العباسي المعتضد بالله، (ت ـ 904 م) سلخ جلد معارضه محمد بن عبادة، وكذلك فعل السلاجقة بقيادة محمد بن ملكشاه، مع أحمد بن العطاش وأصحابه ممن وقعوا في الأسر.
في العصر العباسي، شاعت طريقة سمل عيون الخلفاء لإسقاط خلافتهم شرعا، فالأعمى لا يحوز الولاية، وعلى ذلك، تم تعطيل أهلية القاهر بالله، بسمل عينيه من قبل ابن أخيه الراضي بن المقتدر، ومثل ذلك جرى مع المتقي لله، حيث سمل عينيه ابن عمه المستكفي، ولا يخرج عن السياق، الخليفة العباسي المتوكل (ت ـ 861 م) فقد ذبحه إبنه المنتصر، وكان ولي عهده، وقال فيه البحتري شعرا:
أكان ولي العهد أضمر غدرة؟ / فمن عجب أن ولي العهد غادره
السلطان العثماني مراد الأول (1326 م)، سمل عيني ابنه، صاروجي، بعدما نازعه الملك، على ما يقول محمد فريد بك المحامي، صاحب الكتاب المعروف «تاريخ الدولة العلية العثمانية»، فيما فاتح مدينة القسطنطينية (1453 م)، محمد الثاني، قتل أخاه الرضيع أحمد، في حين أن السلطان سليم الأول دس السم لوالده بايزيد الثاني واستولى على الحكم في العام 1512م، ثم قتل خمسة من أولاد إخوته، ولاحق أخويه أحمد وكركود فقتلهما في العام 1513. وفي معركة «غالديران» العام 1514 مع الشاه الصفوي إسماعيل، سُبيت زوجة الأخير، فأهداها السلطان سليم الأول لكاتبه، تبعا لما يقول محمد فريد بك المحامي.
لم يخرج السلاطين العثمانيون، كما يقول المؤرخ خليل إينالجيك، في كتابه «تاريخ السلطنة العثمانية» (ترجمة محمد الأرناؤوط)، عما هو معروف بـ«قانون ناما» الذي وضعه محمد الفاتح، بعدما استحصل على «فتاوى شرعية» أجازت قتل الإخوة والأشقاء والأقارب حفاظاً على مصلحة السلطنة العليا، ويرد في القانون: «يمكن لأي من أبنائي، الذي سيهبه الله السلطنة، أن يتخلـص من إخـوته، وهو ما تقره غالبية العلماء»، ووفقاً لهـذا القانون، حيث يقرر الله مصير الممالك والملوك، فسليمان الأول قتل ولديه، مصطفى (1553) وبايزيد (1561)، وخنق مراد الثالث خمسة من إخوته، ومحمد الثالث (1595 ـ 1603) أعدم تسعة عشر من إخوتـه، وعثمان الثاني (ت ـ 1622) حـاز «فتـوى» مباشرة بقـتل شقيـقه الأكـبر محمد، واعتمد السلاطين العثمانيون حبس أشقائهم في غرف خاصة في القصور، وقد غدت تُعرف لا حقاً بـ«الأقفاص» وتمتد لسنوات. ولما دُعي سليمان الثاني للحكم، كان قضى أربعين سنة في «القفص»، إلى جوار الخصيان والجواري والعبيد، وبطبيعة الحال، بعد أن تؤول السلطة لسلطان السلطنة الجديد، يزور ضريح الصحابي أبي ايوب الأنصاري، ويؤم المصلين جماعة في أول يوم جمعة، يلي إعلان سلطانه.
من نافل القول، إنه من الصعب حصر السير الشخصية للولاة المتغلبين أو إيجاز تاريخ تداولهم السياسة وإدارة الأمر، ولكن السؤال الذي يبهظ الحاضر، يكمن في الحيز المسموح والمطلوب لفصل القداسـة عن التاريـخ، ذاك التاريـخ الذي أعيـد إحياؤه ممـثلا بـ«داعـش» وخلافتها وشرائعـها القائمة على السبي والذبح والقتل باسم الشريعة وأحكامها.

Posted in فكر حر | Leave a comment

حان الوقت لطرد تركيا اردوغان من الناتو

بقلم: ستانلي وايز: ذي ورلد بوستerdoghan2

لقد كانت حالة تاريخية غريبة ان يكون إسم احد الدبلوماسيين الأمريكان الذين شاركوا في تأسيس معاهدة حلف شمال الاطلسي (أخيل). كرئيس مكتب شؤون غرب اوروبا في وزارة الخارجية الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية ونائب رئيس مجلس شمال الاطلسي، لعب ثيودورأخيل دوراً ريادياً في كتابة مسودة المعاهدة والتي صممت لمنع الإتحاد السوفيتي الذي كان يروم التممد من الهجوم المسلح على اوروبا الغربية. بدخول احد عشر بلداً للحلف الذي أسسته الولايات المتحدة في العام 1949، نما الحلف ليشمل بلدين آخرين هما اليونان وتركيا في عام 1952 ليشمل اليوم 28 عضواً.

من الصعب التفكير في صعوبة تصور خيانة أحد أعضاء المنظمة لبقية الحلفاء لغاية يومنا هذا، حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليس لديه آلية رسمية لإقالة أي عضو إذا اتخذ موقفاً سيئاً، حتى أنه ليس لديه تعريف يحدد (الموقف السيء). مع ذلك وبعد قرابة ثلاثة عقود من انهيار الإتحاد السوفيتي، فإن أعضاء حلف شمال الأطلسي لديهم نفس التعهد تجاه بعضهم البعض والمعروف بـالمادة 5، والذي وافقوا عليه في عام 1949 بأن: الهجوم على أي دولة عضو سيتعتبر هجوماً على بقية الدول الأعضاء ويجلب جواباً فورياً ومشتركاً. لقرابة حوالي سبعة عقود، هذا المزيج من العوامل كان عقب أخيل المحتمل في حلف شمال الأطلسي (ناتو): بأنه في يوم من الأيام، سيتم دعوة الأعضاء للدفاع عن عضو مارق والذي لم يعد يشارك قيم المتحالفين ولكن سلوكه يضع (التحالف) في خطر حين يخلق سيناريو كابوسي للنظام العالمي.

بعد 67 عاماً حل ذلك اليوم: تركيا التي كانت لنصف قرن الحليف القوي في الشرق الأوسط حينما كانت تثبت بأنه يمكن لأمة ذات اغلبية مسلمة ان تكون علمانية وديمقراطية، قد ابتعدت كثيراً عن حليفاتها في حلف شمال الاطلسي بحيث أنها تُعرَف بشكل واسع بأنها بدون ادنى شك تدعم داعش في سوريا في حربها ضد الغرب.

منذ وصول الرجل الإسلامي القوي رجب طيب اوردوغان الى السلطة في عام 2003، إتخذت تركيا موقفاً سلطوياً قاسياً، فقد احتضنت الإرهابيين الإسلاميين من مختلف المشارب، وأخذت تدخل في حروب لا قدرة لها على إنهاءها في طول المنطقة وعرضها بضمنها حرباً ضد 25 مليون كوردي يحاربون داعش، في سوريا والعراق وحرب باردة انقلبت ساخنة مع روسيا، والتي اسقطت طائرتها على عجل في تشرين الثاني. مع إرتداد تلك الحروب الى الداخل – حيث انفجارات القنابل في مدنها والأعداء على حدودها – يطالب القادة الترك بدعم غير مشروط من حلف شمال الاطلسي، حيث قال رئيس الوزراء احمد داود اوغلو يوم السبت انه يتوقع “دعم حليفنا الولايات المتحدة لتركيا بدون محاذير او تحفظات.”

ولكن هذا قليل جداً و متأخر جداً. على حلف شمال الأطلسي عدم الدفاع عن تركيا – بدلاً عن ذلك ينبغي عليها البدء فوراً في تقرير إذا كانت القائمة الطويلة والمتزايدة من التجاوزات التركية ضد الغرب، وبضمنها دعمها للإرهابيين الإسلاميين لها ما يبررها. وإذا فعلوا ذلك – وبالتأكيد عليهم فعل ذلك – فان الهيئة العليا لصنع القرار لدى التحالف، مجلس شمال الاطلسي، عليه طرد تركيا رسمياً من حلف شمال الأطلسي نهائياً قبل ان تتسبب عدوانيتها وعدوانها المستمر في جر المجتمع الدولي الى حرب عالمية ثالثة.

هذا هو الإجراء الذي طال انتظاره. لقد قلت قبل خمسة سنوات ان “اوردوغان الإسلامي حتى النخاع، أعلنها مرة وعلى رؤوس الإشهاد بأن “المساجد هي ثكناتنا، والقباب خوذنا، والمآذن حرابنا والمؤمنون جنودنا” يظهر أنه يرى نفسه القائد الإسلامي للعالم الإسلامي بعد الربيع العربي. لقد امضى الثلاث عشرة سنة الماضية في تفكيك كل جزء من المجتمع التركي الذي كان يصنع منه مجتمعاً علمانياً وديمقراطياً، وأعاد ترتيب البلاد مثلما كتبت كارولين كليك من مركز سياسات الامن مرة “بإتجاه الهجين الناتج من اوتوقراطية بوتين والحكومة الدينية الايرانية.” في الخريف الماضي، ذهب بعيداً لحد الإشادة بالسلطات التنفيذية التي منحت في يوم ما لادولف هتلر.

تحت قيادة اوردوغان، عدد الصحفيين الذين اعتقلهم حليفنا في الناتو كان اكثر مما اعتقلهتم الصين، اعتقل آلاف الطلبة بجريمة حرية التعبير، واستبدل المعاهد العلمانية بالمدارس الاسلامية. واظهر دعمه علانية لحماس والإخوان المسلمين واتهم الحليف القديم اسرائيل بإرتكاب “جرائم ضد الإنسانية،” انتهكت تركيا حضراً للسلاح على غزة، اشترت نظام دفاع جوي (وتقريباً صواريخ) من الصين في تحدٍ سافر لحلف شمال الأطلسي، ورفضت استخدام امريكا قاعدتها الجوية لشن هجمات اثناء حرب العراق وبعدها ضد الارهابيين الإسلاميين في سوريا. وعندما كان التحالف الغربي يحاول جاهداً المساعدة في صد مقاتلي داعش في بلدة كوباني بغرب سوريا منذ سنتين، كانت الدبابات التركية تجلس ساكنة عبر الحدود.

في الحقيقة، هناك ادلة قوية (جمعت من قبل جامعة كولومبيا) بان تركيا كانت “تساعد ماكنة حرب داعش تكتيكياً. “هناك ادلة تظهر بان تركيا، كما تقول توقعات الشرق الادنى (نير ايست اوت لوك) “سمحت للجهاديين من جميع انحاء العالم بالتدفق على سوريا من خلال الاراضي التركية؛” وأن تركيا كما يقول الصحفي تيد غالن كاربنتر “قد سمحت لداعش بشحن النفط من شمال سوريا الى تركيا لبيعها في الأسواق العالمية؛” وان ابن اوردوغان شارك مع داعش في بيع ذلك النفط، وهو “شريان حياة داعش المتمرسة في القتل”؛ وانه سمح لشاحنات الإمدادات بالعبور بحرية من تركيا في طريقها الى مقاتلي داعش. هناك “ادلة على مساعدات مباشرة،” كما تقول فوربس، “تزويد المعدات، جوازات السفر، التدريب، الرعاية الصحية، ويمكن اكثر من ذلك للإسلاميين المتطرفين؛” وإستناداً الى سفير امريكي سابق فإن حكومة اوردوغان ، قد عملت بصورة مباشرة مع جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا.

في حين تتظاهر تركيا بإتخاذ عمل عسكري ضد داعش، ومع هوسها بالأكراد، فقد قامت بقصف مدفعي شديد لوحدات حماية الشعب التابعة للكورد السوريين الذين يطردون جنود داعش من شمال سوريا. الاكراد هم اكبر مجموعة عرقية على الارض بلا وطن – 25 مليون مسلم سني يعيشون حيث تلتقي الحدود في كل من سوريا والعراق وايران وتركيا. شنت تركيا حرباً دموية اهلية لثلاثة عقود ضد 14 مليون من الاكراد – يقول حزب العمال الكوردستاني ان تلك الحرب كلفت حياة 40 الف شخص. آخر عملية سلام فشلت عندما قامت تركيا بإستهداف حزب العمال الكوردستاني، ساحباً جنوب شرق البلاد ثانية الى الحرب وما يقلق اوردوغان اكثر هو ان اكراد سوريا وتركيا سيوحدون قواتهم عبر الحدود التركية مباشرة. الكورد كما هم الاتراك ينظر اليهم من خلال عدسة من كانوا وليس من هم الآن. في عام 1997، اقنعت تركيا الولايات المتحدة بوضع حزب العمال على قائمة المنظمات الإرهابية، ويدعي اردوغان ان اكراد سوريا مذنبون بسبب علاقتهم بحزب العمال. ولكن في الحقيقة، فان وحدات حماية الشعب عملت عن كثب مع الولايات المتحدة ضد الإرهابي داعش وغيرها من الجماعات المتشددة، حتى ان الواشنطن بوست اشارت الى اعضاءها بـ(القوات بالوكالة للولايات المتحدة)، الاكراد سواء كانوا في سوريا او العراق او تركيا، وبكل المعايير هم المقاتلين الاشرس والاشجع على الأرض في الحرب على داعش، في كل من العراق وإيران، واكثر من ذلك فان المجموعة تمثل بديلاً للإسلامية الجهادية، وتجسد ما تم وصفه بـ(مستوى من تساوي الجنسين واحترام للعلمانية والأقليات وصيغة معاصرة ومعتدلة، وان تصور كهذا للإسلام، على الاقل يمكن ان يقال عنه بانه نادر في المنطقة.

حاولت الحكومة التركية إلقاء اللوم في التفجيرات الأخيرة في انقرة على وحدات حماية الشعب في محاولة لإقناع الولايات المتحدة في معارضة الكورد. اردوغان اليائس حاول العزف على إخلاص الغرب، واتهم الولايات المتحدة بأنها ستخلق بحراً من الدم في المنطقة بدعمها للاكراد، واصدر تحذيراً: وطالب بان الوقت قد حان للامريكان ليختاروا بين تركيا والاكراد.

انا لا استطيع ان اوافق اكثر من ذلك: حان الوقت للولايات المتحدة لإختيار الكورد على تركيا اردوغان.

المعارضون يجادلون بان الكرد غير مستعدين لنقل المعركة ضد داعش إلى ما وراء حدودهم، ولكن هذه تعطي الولايات المتحدة فرصة حقيقية. في مقابل محاربة داعش في جميع المنطقة فان تحالفاً دولياً يمكن ان يقدم للكرد دولتهم الخاصة بهم. الدولة الكردية ستكون حليفاً مهماً للولايات المتحدة في المنطقة وستلعب دوراً مهما في ملء فراغ القوة الذي الذي ظهر في الشرق الاوسط. بمساعدة الولايات المتحدة ستتمكن الدولة الكردية من استيعاب اللاجئين السوريين الذين ارهقوا نظام الهجرة في تركيا واوروبا. على المدى البعيد، ستلعب الدولة الكردية دور الشريك المناطقي المهم لإستقرار المنطقة وستؤسس لمثال قوي لنجاح الديمقراطية. بكلمات اخرى، ستلعب كردستان الدور الذي كانت تلعبه تركيا.

لقد قيل ان الفرق بان تكون اخيلاً وان تكون اخيلاً تقريبا هو الفرق بين الحياة والموت. يمكن لحلف شمال الاطلسي ان يستمر بدون عقب اخيل: لقد حان الوقت لطر تركيا وللأبد.

ستانلي وايس، مدير ابحاث ومؤسس منظمة مديري الاعمال للامن القومي في واشنطن، له كتابات واسعة في مواضيع محلية ودولية لثلاثة عقود.

Posted in فكر حر | Leave a comment

شيخ يحذر السعوديين من السفر للغرب بناتهم مصابات بالإيدز

شيخ سعودي سعد العتيق يحذر السعوديين من السفر للغرب بناتهم مصابات بالإيدز
Cleric Sa’d Al-Ateeq Warns Saudis Travelling to the West of the Promiscuity of Modern Girls
Gorillagirl-showing-mid

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

أزمة بطالة الشباب في ايران 85 بالمئة من 5 ملايين من الخريجيين الجامعيين يعانون من مشكلة البطالة

طفل ايراني يعيش بعلبة كرتون ويبيع التبغ

طفل ايراني يعيش بعلبة كرتون ويبيع التبغ

اعترف عضو برلمان النظام «مهرداد لاهوتي» يوم الاثنين 29 فبراير بأن 3.5 مليون عاطل عن العمل و 11 مليون يعيشون في العشوائيات في حكم الملالي. «ماشاء الله تابع جماعت» رئيس مركز التعليم والبحث في رابطة الخريجيين الجامعيين للجامعة الحرة هو الآخر أكد أن 85 بالمئة من 5 ملايين من الخريجيين للجامعة الحرة يعانون من مشكلةالبطالة. المدعو «علي ربيعي» وزير العمل في كابينة الملا روحاني بدوره قال هناك حاجة سنوية الى ايجاد فرصة لمليون شغل جديد لزيادة التنمية بنسبة 8 بالمئة. وأضاف أن 4ملايين و500 ألف طالب جامعي وبعد التخرج من الجامعة هم بحاجة الى اشتغال ويضاف الى الخريجيين العاطلين عن العمل. كما كشف مسؤولو ومديرو النظام عن أعداد وأرقام أكبر خلال الاسابيع الماضية.
نعم مشكلة البطالة واشتغال الشباب، هي واحدة من الأزمات المستعصية التي يعاني منها المجتمع الايراني. انها أزمة متنامية تعصف هذه الأيام أكثر من الماضي بمسؤولي نظام
الولاية. والآن يعترف مسؤولو النظام حتى الاستثمارات الضخمة لا تولد فرص عمل كبيرة ولا تؤثر على نسبة بطالة الشباب. وأذعن وزير عمل الملا روحاني بهذا الصدد بأن تأسيس
مصفى يكلف حوالي 12 ألف مليار تومان ولكن بسبب استخدام التقنية انه يوجد ألف شغل جديد فقط. ولكن هل الشباب يبقون صامتين أمام هذه الوعود الفارغة؟!
وأشارت صحيفة كيهان الحكومية في مذكراتها ليوم 2 مارس تحت عنوان «دون كيشوت في صراع مع الطاحونة الهوائية!» الى الموضوع بهدف الطعن للزمرة المنافسة في أجواء
ما بعد مسرحية الانتخابات وكتبت تقول «شباب البلد مهما كانت قوميته وطائفته ومهما بعدت مسافتها عن العاصمة، الا أنهم مشتركون في موضوع واحد وهو حاجتهم الى الاشتغال
والشعور بالعزة ورفعة الرأس. ربما يمكن ضخ هذا الحس والاحساس خلال أيام الانتخابات بعدة اجتماعات وملتقيات حماسية وقتيا … ولكن مع انطفاء هذه الشعلة، يبقى الشباب نفس
الحالة ومع حاجات ظلت بلا جواب! انه بحاجة الى أدنى قسط من الشغل ولا يمكن في هذا المقطع الزمني اطلاق ارتجازات وشعارات حماسية… تكرار عدد العاطلين وبطالة كل
شخص في كل 5 دقائق لا طائلة لها سوى المرارة وهذه النقيصة والخلل هو أعلى صوت يدوي حتى ان لا نتحدث عنه ولا نكتب عنه».
من الواضح أن صحيفة كيهان الحكومية قد كشفت عن جانب من هذه الفضيحة الملالية في قضية اشتغال الشباب وهي تذعن بأن كافة وعود الملالي لايجاد فرص العمل ما هي الا
خداع في مدرسة الملالي الديماغوجية بعيدا كل البعد عن الأجواء الحقيقية التي يعيشها الشارع الايراني وهي تعترف بأن هكذا وضعية تبقى مستمرة.
الواقع أن المجتمع يرفع عقيرته بملء فمه ليركز على طلب واحد لكل الايرانيين وهو طلب لحل كافة المشاكل والآلام وهو طلب ملايين العاطلين والخريجيين العاطلين طلب باسم اسقاط نظام ولاية الفقيه برمته.

Posted in فكر حر | Leave a comment

مهزلة الانتخابات الايرانيه -21- ماهو وضع حقوق الانسان الايراني بعد الانتخابات ؟؟

safielyaseriمن المؤكد ان شيئا لن يتغير في ايران مهما كرت الدورات الانتخابية ،فالنتائج هي ذات النتائج فوز فريق من ولاية الفقيه على فريق من نفس الولاية او تعادلهما وفي الحالين لن يتغير شيء ،واذا اخذنا حقوق الانسان الايراني معيارا لهذا الثبات او ادعاءات التغيير ،نلمس لمس اليد ان الامور تتطور نحو الاسوأ يوما بعد اخر .
بثت قناة سي ان ان مساء الأربعاء 2 مارس الجاري مقابلة بشأن الوضع في ايران بعد الانتخابات و«التغييرات» الناجمة عنها خصصت الجزء الآكبر منها لحقوق الانسان ومسلسل الاعدامات اليومية في ايران وكان ضيف البرنامج يجيب على اسئلة محاوره على الوجه التالي .
ضيف البرنامج: 90 بالمئة من الاعدامات في ايران تبعث على الأسف واننا نسعى أن نغير تلك القوانين…أعتقد أنها قوانين تستحق المراجعة.
مراسل سي ان ان: انت تقول ان القانون بحاجه الى الاصلاح بهذا المجال، ما قصدك وكيف يجب أن ينفذ؟
ضيف البرنامج: نعم. تجب مراجعته. اني سباق في هذه الحركة ويجب أن نغير القانون.
المراسل: أريد منك جوابا قصيرا بكلمة واحدة فقط : نعم أم لا. انت تقول يجب تغيير القانون. وهذا يعني أوقفوا الاعدامات. ام تقصد امرا اخر؟
الضيف: نعم، مع الافتراض أن 90 بالمئه من الاعدامات تزول. وهذا انخفاض كبير لذلك أعتقد أنها خطوة كبيرة نحو التعامل المنطقي.
السؤال الان – من هو ضيف البرنامج وما هو موقفه الحقيقي من مسالة حقوق الانسان والاعدامات في ايران ؟؟
انه محمد جواد لاريجاني أمين لجنة حقوق الانسان في السلطة القضائية في الجمهورية الاسلامية الايرانية ؟؟
لاريجاني الذي كان يفتخر باحكام الاعدام والتعذيب والرجم وقوانين ولاية الفقيه اللا انسانية تحت عنوان القصاص.
وهو الرجل الذي كان يقول في مقابلات مع هذه الوكالات الأجنبية: التعذيب في ذاته ليس بالأمر السيء!
وفي مقابلة أجرتها معه اذاعة فردا اعلن ترحيبه بالتعذيب وقال: «نحن نفتخر بنظامنا القضائي القائم على الشرع ولسنا منزعجين من أحكام من أمثال القصاص والرجم».
كما أكد أن «الغرب يعتقد أن نظامنا القضائي لكونه يقوم على الشرع نريد توريته ولكننا نفتخر بنظامنا القضائي ولسنا منزعجين من القصاص وحتى الرجم». … والسيد لاريجاني في رد له على تقارير احمد شهيد المقرر الخاص المعني بحقوق الانسان في ايران وصفه بـ «الاحمق الشرير» وأكد أن الجمهورية الاسلامية تعتز بقوانينها ونظامها القضائي …
وفي مقابلة متلفزة بتاريخ 16 مارس 2014 بشأن اعدام المهربين: احمد شهيد يقول في ايران تجري الاعدامات! أقول يجب أن تشكروا ايران على هذه الاعدامات!
وفي مقابلة متلفزة أخرى بتاريخ 6 آب/أغسطس 2014 قال: يقولون وضعتم فلان في السجن تحت الضغط النفسي. جيد هل السجن فندق؟!
هذا هو السباق الى التغيير كما يدعي ،فعن أي تغيير يتحدث ؟؟ نكرر الا شيء سيحدث بعد الانتخابات ولا افق لتغيير انساني في مضمار حقوق الانسان .
الى ذلك ناقش برلمان الاتحاد الاوربي افاق وضع حقوق الانسان في ايران بعد الانتخابات ، خلال ندوة عقدت الأربعاء من الاسبوع الماضي الماضي، ومستقبل سياسة إيران الداخلية والخارجية، وطرح المشاركون، في الندوة التي تمت بناء على دعوة من ‘مجموعة أصدقاء إيران’ والتي تضم أكثر من 200 من نواب البرلمان الأوروبي، آخر التطورات في مجال حقوق الإنسان والوضع الاجتماعي والاقتصادي والتكتلات الداخلية في إيران، وكذلك تدخلات النظام الإيراني في سوريا والدول الأخرى في المنطقة.
وحضرت الندوة، إلى جانب العشرات من نواب البرلمان الأوروبي من مختلف الكتل، زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي ، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وأعضاء مجموعة ‘أصدقاء إيران الحرة’ ورئيسها السيد جرارد دبره.
وشارك في هذه الندوة آلخو فيدال كؤادراس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي سابقا، وباتريك كندي من الولايات المتحدة الأميركية، وعبدالأحد اسطيفو عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وبدأت الندوة بمناقشة آخر المعلومات والتقييمات بشأن نتائج انتخابات مجلس الشورى ومجلس الخبراء التي أجريت في 26 فبراير في إيران.
وعبَّر نواب في البرلمان الأوروبي في كلمات لهم عن تأييدهم للمقاومة الإيرانية، وشددوا على أنه ‘لا معنى للانتخابات في نظام الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران، ويجب ألا ينخدع الغرب بهذه المسرحيات المتكررة، حيث لا يوجد معتدل في هذا النظام، وما هو موجود هو القمع والتمييز الديني والعرقي وتأجيج الحروب في المنطقة وفي العالم ليس إلا’.
من جهتها، وصفت مريم رجوي الانتخابات التي جرت في إيران بـ’المسرحية’، وقالت: ‘هذه الانتخابات التي جرت دون حضور المعارضة في الحقيقة كانت ساحة منافسة بين المسؤولين الحاليين للتعذيب والإعدام وتصدير الحروب الطائفية إلى مختلف الدول والمسؤولين السابقين لهذه الجرائم’.
وأضافت: ‘نتائج هذه الانتخابات لن تغير شيئا في الحياة السياسية والاقتصادية للمواطن الإيراني، وإن هذا النظام لا سبيل له نحو الاعتدال والانفتاح. جميع عصابات نظام الملالي شريكة في عمليات القمع والإرهاب ونهب ثروات الشعب. رفسنجاني الرئيس الأسبق للنظام وأعضاء حكومته لا يزالون تحت الملاحقة القانونية في القضاء الألماني والسويسري والأرجنتيني بسبب جرائمهم الإرهابية. كما أن حصيلة عمل روحاني خلال عامين ونصف العام هي 2300 حالة إعدام ومزيد من المجازر ضد أبناء الشعب السوري’.
وبحسب رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، فإن ‘خامنئي، واعتماداً على قوات الحرس، لن ينسحب من السلطة، إذاً فان أي تغيير في هذا النظام يبدأ وينتهي بتغيير النظام كله ويعرضه لمزيد من الزعزعة والفشل وفي نهاية المطالب سيؤدي إلى سقوطه’، على حد تعبيرها.
واستنكرت رجوي موقف الاتحاد الأوروبي تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وغض الطرف عن تورط النظام الإيراني في إبادة الشعب السوري، وحذّرت قائلة إن ‘فقدان سياسة حازمة تجاه انتهاك حقوق الإنسان في إيران، يشجع الملالي على استئناف مشروعهم لصناعة القنبلة النووية، ولتصعيد إثارة الحروب الطائفية في الدول الأخرى، خاصة لارتكاب مزيد من المجازر ضد الشعب السوري’.
وأضافت: ‘ النظام الإيراني، وبالأموال التي وضعها الغرب تحت تصرفه إثر رفع العقوبات عنه، يشتري الان أسلحة متطورة لنظام بشار الأسد. إن مأساة سوريا والأزمة في العراق وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ستنتهي عندما يتم طرد قوات الحرس من هذه البلدان قبل كل شيء’.
من جهته، أكد ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على الدور الإجرامي للنظام الإيراني في المجازر غير المسبوقة بحق الشعب السوري، مطالبا بالإدانة الدولية والإجراء السريع ضد حضور قوات الحرس والميليشيات التابعة لها في سوريا. وأضاف ‘ لو لم يكن النظام الإيراني وقوات الحرس يؤيدان بشار الأسد لكان قد سقط منذ سنين’.
ونحن في العراق نتوقع المزيد من التدخل الايراني في الشان العراقي ،ذلك ان زمرة رافسنجاني ستنقل تنافسها على انتهاك حقوق الانسان مع زمرة خامنئي الى ساحات لبنان وسوريا والعراق واليمن وبقية مواطيء القدم التي تنفق المليارات لترسيخ ونشر قوى التطرف والارهاب والعنف الدموي فيها .

Posted in فكر حر | Leave a comment