اليهودية ، المسيحية ، والاسلام … دراسة مقارنة – الجزء الثاني

صباح ابراهيم

الجزء الثاني

المسيح والمسيحية

وكان آخر انبياء بني اسرائيل هو النبي يوحنا المعمدان الذي يسميه المسلمون يحيى بن زكريا . الذي بشر الشعب اليهودي بقدوم نبي اعظم منه وهو ليس اهلا ان يحل سيور حذاءه ، وقال: ” ان الذي يأتي بعدي كان قدامي وهو سيعمد شعبه بالروح القدس والنار، وسيحمل مذراته بيده لينقي بيدره ويجمع الحنطة في مخزنه ويحرق التبن بنار لا تنطفئ..” .
في زمن الملك الروماني قيصر ، وحاكم اليهودية هيرودس الملك ، ولد يسوع المسيح من فتاة عذراء يهودية اسمها مريم بنت يواقيم . بعد ان بشرها ملاك الرب جبرائيل : “بانها ستحبل من الروح القدس وتلد ابنا تسميه يسوع فيكون عظيما وابن الله العلي يدعى ويملك على بيت داؤود ولايكن لملكه نهاية ” . كما اخبرها الملاك جبرائيل قائلا: ” الروح القدس يحل عليك ، وقدرة العلي تضللك ، لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن الله ” .
وبذلك تحققت نبؤءة الانبياء القدماء في العهد القديم الذي تنبؤا بولادة المخلص لشعبه من عذراء في مدينة بيت لحم . وبعد ان بلغ يسوع الثلاثين من عمره ، تعمد من قبل يوحنا المعمدان في نهر الاردن ، وحل عليه روح القدس بهيئة حمامة وسمع الناس صوتا من السماء قائلا: ” هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ” .
وبدأ عهد جديد للمسيحية عندما بدأ يسوع رسالته وبدأ يكرز في جموع اليهود في كل مكان وفي مجامعهم بالحكمة ويبشرهم بملكوت الله والايمان الحقيقي ، وانه نزل من السماء ليغفر الخطايا ويرشد الضالين ويفتدي الخطاة ويكمل الناموس والشريعة الذي حاد عنه كهنة اليهود وقادتهم الدينيين . وعمل يسوع الكثير من المعجزات الخارقة فقد شفى المرضى وخلق للمولود بدون عين عينا وابصر العميان واسمع فاقدي السمع واحيا الموتى وغفر الخطايا .وشرع للزواج من زوجة واحدة فقط ، وحرم الطلاق الا لعلة الزنى. وقد اعتبر اليهود ان عمل يسوع المسيح الخير في يوم السبت الذي يحرم العمل به مخالفة للشريعة الموسوية ، وحكموا على قول المسيح عن نفسه ان مساو للاب السماوي بقوله :” انا والاب واحد ، من رأني راى الآب ” تجديفا وكفرا يستحق عليه حكم الموت ، فتآمروا لقتله ووشوا به عند الحاكم الروماني بيلاطس البنطي حاكم اورشليم وطالبوا بصلبه . وبعد ان استجوبه قال عنه انه برئ وليس فيه اي علة ثم رضخ لمطلبهم ، وأمر بأعدامه صلباً كعادة الرومان بأعدام المجرمين في ذلك الوقت .
وقد بلّغ يسوع المسيح تلاميذه الاثني عشر في عدة مرات ، قائلا انه سيلقى القبض عليه ويتألم تحت يد اليهود ورجال الدين والكتبة والفريسيين الذي سيشوا به كذبا ، وسيُحكم عليه بالموت ، وسيموت ولكنه وعد تلاميذه انه سيقوم في اليوم الثالث ، وكما بقي النبي يونان ( يونس ) في بطن الحوت ثلاثة أيام كذلك سيبقى هو ثلاث ايام في بطن الارض وسيقوم في اليوم الثالث منتصرا على الموت وكاسرا شوكة ابليس ، وسيهب من يؤمن به ويعتمد على اسم الآب والابن والروح القدس الحياة الابدية في ملكوت السماء . ومن لا يؤمن به ، سيذهب الى النار الابدية حيث نار لا تُطفى ودود لا يموت في بحيرة النار والكبريت .
وكانت رسالة المسيح اساسها الايمان بالله وبمسيحه والمحبة والسلام بين البشر وعمل الخير واتباع وصايا الله .
وظهر المسيح لتلاميذه اكثر من عشر مرات بالجسد بعد قيامته من الموت ، وكلمهم وتناول الطعام معهم ، وطلب من تلاميذه ان يبشروا بالانجيل والبشارة به الى الخليقة كلها ، وفي اليوم الخمسين من بعد قيامته ارتفع بجسده الى السماء امام انظار خمسمائة انسان من تلاميذه واتباعه، واعدا اياهم بمجيئه ثانية . وبعد سنوات من صعود المسيح الى السماء ، كتب اربع من تلاميذه كتاب الانجيل الذي اسمي بالعهد الجديد ، وكل منهم وصف حياة السيد المسيح وتعاليمه واقواله بمعزل عن الاخر وكان الروح القدس هو الوحي الذي يلهم الكتبة الاربعة لتسجيل نصوص الانجيل .
ظهر السيد المسيح لاحد اليهود المتعصبين ويدعى شاؤل الذي كان يضطهد المسيحيين الجدد ويسوقهم الى السجون والتعذيب بتأييد رجال الدين اليهود والفريسيين ، وكلم المسيح شاؤل معاتبا له اضظهاده للمسيحيين ، واصابه بالعمى ، وطلب منه ان يحمل رسالة الهدى والتبشير بالمسيح الى العالم متحملا الالام والعذاب على اسمه ، ليكون له نصيب في ملكوت السماء ، وابدل اسمه الى بولس . واصبح بولس رسول المسيح المخلص الى شعوب آسيا الوسطى (تركيا) واليونان وبلاد روما . وكتب رسائل عديدة مبشرا بالمسيح وشارحا لهم مبادئ الايمان المسيحي حتى نال اكليل الشهادة في روما . وضمت رسائل بولس الرسول المهمة الى كتاب العهد الجديد واصبحت جزءً من الانجيل .

اليهودية ، المسيحية ، والاسلام … دراسة مقارنة

يتبع في الجزء الثالث  تواصل مع صباح ابراهيم فيسبوك

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

اليهودية ، المسيحية ، والاسلام … دراسة مقارنة

صباح ابراهيم

الجزء الاول
قبل ان يعرف البشرُ اللهَ ، كانوا يراقبون الطبيعة التي عاشوا في احضانها ، ويهابون انفعالاتها وغضبها ،حيث كانت للشمس تأثيرا على حياتهم وزراعتهم وتنقلاتهم ، وكانت الاعاصير والزوابع والامطار والفياضانات والبروق والرعود تثير الخوف في نفوس الناس ، وكان الانسان انذاك يعتقد ان الطبيعة تغضب عليه لسبب ما، فكان يريد ان يرضيها كي لاتغضب عليه وتزمجر ضده كلما ارتكب خطأ او خطيئة ، فكان يقدم للطبيعة الضحايا والقرابين لاسترضائها، معتقدا انها الالهة التي بيدها مصيره وحياته.
وكانت بعض الشعوب تقدم البشر قرابين للالهة كشعب المايا والازدك. ويذبح الكهنة والعرافين الضحية التي يختارونها وينتزعون قلوبها يقدموها هدية ل الاه االشمس كي ترضى عنهم او تنصرهم في حروبهم او تزيد من غلات الارض .
وعبد البشر الكثير من الالهه والكواكب والنجوم والقمر واطلقوا عليها اسماء مختلفة ، ثم صنعوا التماثيل والاصنام يقتربون منها ل آلهتهم ويقدمون لها القرابين والذبائح الحيوانية. ومن تلك الشعوب كانت شعوب الشرق الاوسط في الجزيرة العربية ووادي الرافدين وبلاد كنعان ومصر.
دعوة ابراهيم
اظهر الله نفسه لرجل بار من جنوب وادي الرافدين وفي مدينة اور العراقية ، وكلمه طالبا منه ان يرحل من مدينته وقومه عبدة الاوثان ليعرفه عن خالقه الحقيقي وترك عبادة الاصنام ، وقال له انه سيجعل من ذريته امة عظيمة بعدد نجوم السماء ورمل البحر ، ويعطيه ارض الكنعانيين يسكنها بعده اولاده ونسله على مدى الاجيال .
وسار ابراهيم في خوف الرب الاله ، وبعد سنوات عديدة في ارض الغربة بين حوران وكنعان رزق الله ابراهيم وهو شيخا بعمر ستة وثمانين عاما ابنا ذكرا من جاريته المصرية هاجر التي تزوجها بعد نصيحة من زوجته العاقر سارة واسماه اسماعيل كي يرثه بعد موته ويكون له نسلا من بعده. وصار اسماعيل فيما بعد ابا لامة العرب في الجزيرة العربية ، حيث ولد من نسله في القرن السابع الميلادي نبي الاسلام ومؤسس الامة الاسلامية محمد بن عبد الله من بني هاشم وعشيرة قريش العربية.
وكان ابراهيم بعمر المئة سنة عندما وهب الله لسارة وهي عجوز ابنا اسماه اسحق . وقال الله لأبراهيم الذي كان اسمه سابقا ابرام انه سيجعل من نسله امما وشعوبا كثيرة . وولد لاسحق ابنان هما يعقوب وعيسو ، وولد ليعقوب الذي اسماه الله اسرائيل اثنا عشر ابنا هم اسباط بني اسرائيل الذي جاء من نسله العديد من الانبياء ومنهم يوسف الذي عاش في مصر بعد ان تغرب فيها حيث اصبح نائبا عن فرعون ليدير امور مصر الزراعية والاقتصادية ، ونقل اهله وعشيرته فيما بعد الى مصر بعد ان حدثت مجاعة في ارض كنعان حيث يقيم يعقوب وعشيرته الذين اطلق عليهم اسم العبرانيين .

موسى واليهودية
ومن نسل العبرانيين ظهر في مصررجل اسمه موسى ، كلمه الله وطلب منه ان يقود شعبه الى خارج مصر بعد ان سمع شكوى وتذمر العبرانيين بسبب اضطهادهم وتسخيرهم للعمل بمهانة من قبل فرعون مصر واتباعه . وايّد الله موسى بمعجزات كي يقنع شعبه العبري اولا وفرعون ملك مصر بتكليفه من قبل الرب الهه لقيادة شعبه الى بلاد تفيض لبنا وعسلا ويكونوا شعب الله المختار ويعيشوا احراراً إن هم سمعوا لوصايا الله وعملوا بتعاليمه وشرائعه التي يعطيها لهم ويعبدوه وحده ربا والها.
وبعد معجزات وضربات عشرة لفرعون وشعب مصر ، رضخ فرعون ملك مصر لاطلاق العبرانيين واخراجهم من مصر بقيادة موسى واخيه هارون . وهام شعب بني اسرائيل اربعون سنة في تيه صحراء سيناء ووديانها وجبالها بعد ان اعطى الله الوصايا والشرائع لبني اسرائيل، وبذلك تاسست الديانة اليهودية على يد موسى وهارون ، وقاد خادم موسى وقائد جيشه يشوع بن نون بني اسرائيل بعد وفاة موسى الى ارض الميعاد التي وعد الرب ان يهبها لهم ، حيث خاضوا حروبا كثيرة مع شعوب البلاد التي مروا بها من اليبوسيين والكنعانيين والاموريين والحثيين والعماليق واستولوا على اراضيهم وسكنوا فيها وكانت لهم بلادا استقروا فيها حسب وعد الرب لهم .
وترك موسى لشعبه كتاب التوراة بأسفاره الخمسة [التكوين – الخروج – اللاويين – العدد – التثنية] لتكون شريعة لبني اسرائيل يتبعونها في حياتهم حيث اسس الديانة اليهودية .ثم ظهر انبياء كثيرون من بني اسرائيل لتعديل مسار هذا الشعب الذي مال وانحرف عن شرائع الله مرات عديدة وعاد لعبادة الاصنام واتخذ الها اسمه البعل بدلا من الله الذي اخرجهم من ارض العبودية في مصر. وكتب اؤلئك الانبياء كتبا دونوا فيها كلام الله لهم وارشاداته كي يتركوا عبادة البعل والاوثان ويتركوا تقريب الذبائح لها ويعودوا لعبادة الههم الواحد الذي انقذهم من ظلم فرعون وشعبه . ومن اولئك الانبياء حزقيال ودانيال واشعيا وارميا وهوشع وداؤود وغيرهم. وضمت كتبهم واسفارهم الى كتاب واسفار موسى وسمي ذلك الكتاب بكتاب العهد القديم .

اليهودية ، المسيحية ، والاسلام … دراسة مقارنة – الجزء الثاني

يتبع في الجزء الثاني   تواصل مع صباح ابراهيم فيسبوك

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

تسقط حماس وكل تجار القضية الفلسطينية وتحيا الثورة السورية

طلال عبدالله الخوري    حصريا موقع مفكر حر  15\11\2012

هناك طرفة يتندر بها السوريون تقول:

تم سؤال ابو عمار (ياسر عرفات) لو أعاد الاسرائيليون لك فلسطين كاملة فماذا تفعل بها؟

يجيب ابو عمار: ابيعها وارجع اناضل من جديد … هههههه

مشكلتنا مع القضية الفلسطينية انها اصبحت صناعة يستفيد منها الاطراف الاساسية المؤثرة بها  مثل منظمة التحرير الفلسطينية  وإسرائيل والدول المحيطة باسرائيل وفلسطين, ويعتاش عليها الملايين من البشر من سياسيين وموظفين ومهجرين ومناضلين, ولا احد من اطراف هذه القضية يريد حلها, او حتى له مصلحة بحلها, وانما للأسف من مصلحة الجميع ان تستمر هذه القضية كما هي لان هذه القضية اصبحت مهنتهم كما توضح الطرفة السورية.

لقد كلفت القضية الفلسطينية الشعبين المصري والسوري بشكل خاص ما لا يطاق, وأقل ما يمكن أن يقال في هذه الكلفة الباهظة على الشعب السوري هو ان النظام الاسدي المجرم استخدم هذه القضية مع نظرية الممانعة على مدى اكثر من اربعين عاماُ كشماعة لتبرير استعباده للشعب السوري, كما تم استخدام الدم السوري من قبل عائلة الاسد الاجرامية في معارك خاسرة مع اسرائيل وخاصة في حربي تشرين ولبنان من اجل اهداف سياسية محضة, هدفها استمراية النظام الاسدي الغير شرعي, وليس لها اي هدف يصب بمصلحة القضية الفلسطينية او تحرير فلسطين على الاطلاق, فلم يكن هناك قط هدف استراتيجي عند النظام الاسدي بتحرير فلسطين, وانما كانت استراتيجيته استخدام هذه القضية واستغلالها سياسيا من اجل مصلحة النظام واستمراريته.

لقد فهم الرئيس الوطني المصري انور السادات هذه الحقائق وقام بتخليص الشعب المصري واقتصاده من كاهل نظرية الممانعة الكاذبة, وقام بصلح كامب ديفيد مع اسرائيل وبذلك فسح المجال لكي تنفرد عائلة الاسد بنظرية الممانعة, حيث قامت هذه الاخيرة باستغلالها الى اقصى درجة ممكنة من اجل مصالحها السياسية واستمرارية حكمها.

مشكلتنا الأساسية مع هذه القضية هي ان هذه القضية اصبحت صناعة, و يتكسب من هذه الصناعة جميع اطرافها واللاعبين بها, ومن المعروف انه عندما تتحول اي مشكلة الى صناعة للتكسب فلن يتم حل هذه القضية ابداُ ومهما طال الزمن لذلك يجب ان لا يسع اي طرف الى حلها وانما للإستفادة منها واستغلالها؟

فاسرائيل اللاعب الاكبر في هذه القضية غير راغبة بحلها, لانها لا تريد ان تذهب الى المجهول مع العرب! فهي تشك بنوايا جيرانها العرب وخاصة بعد تجربتها الغير مشجعة مع كل من مصر والاردن, حيث تم عقد اتفاقيات سلام مع هذين البلدين ولكن من دون تطبيع, اي بالنتيجة كل ماحصلت عليه اسرائيل من اتفاقيات السلام هذه هو غرفة مغلقة بأربع جدران, لا يستطيع ان يبارحها احد اسمها السفارة الاسرائيلية في كل من عمان والقاهرة.

ومن جهة النظام السوري فهو ايضاُ لا يريد حل هذه القضية لكي يستغل نظرية الممانعة سياسيا لاستمرارية حكمه.

أما منظمة التحرير الفلسطينينة فهي ايضا لا تريد حل هذه القضية, لان هذه القضية اصبحت مهنتهم التي يكسبون منها عيشهم, وليس لدى اعضاء منظمة التحرير اي مهنة اخرى يعتاشون عليها غير مهنة النضال من اجل القضية.

اما حماس فهي تتبع التقية, ولا احد يعرف ماذا تريد بالضبط, فمن جهة هي من جماعة الاخوان المسلمين والذين يريدون جعل الخلافة الاسلامية تمتد على كل العالم, ومن جهة ثانية تعمل حماس كبندقية للإيجار مرة لإيران ومرة لعائلة الأسد ومرة للسعودية ولكل من يدفع اكثر في مزاد المزيادات على القضية الفلسطينية, وهم يقنعون تابعيهم بالجنة وحور العين والغلمان, ولكن من المؤكد بان حماس اصبحت تعتاش على القضية الفلسطينية, وليس لها اي مصلحة بحل القضية ربما بسبب تجارة المعابر او انها طريقة للظفر بالجنة والغلمان؟

النظام المصري السابق والحالي لا يريد حل هذه القضية من اجل استمرار المساعدات الاميركية السخية لمصر.

وبالفعل اصبحت هذه المشكلة صناعة, لا يرغب احد من اطرافها بحلها, ولن تحل هذه القضية مهما طال الزمن, فمن المعروف بأن الرئيس الاميركي بيل كلينتون اراد فعلاُ ان يحل هذه القضية في غفلة من الزمن, لكي يخلص الاقتصاد الاميركي من كلفة المساعدات الاقتصادية الى اسرائيل ومصر, وكان ذلك في اخر فترته الرئاسية الثانية, وقدم لمنظمة التحرير الفلسطينية كل الاراضي الفلسطينية المحتلة حتى حدود عام 1967 , اي كل ما يطلبه الفلسطينيون!  ولكن ياسر عرفات هو الذي رفض هذا الحل, والى الآن لا يعرف احد سبب رفضه؟

لكي نفهم معنى أن تصبح قضية ما صناعة, سأضرب مثالا من مشكلة تهريب المخدرات, والتي اصبحت صناعة منذ زمن بعيد, حيث تقول الدراسات الاقتصادية بأنه ليس هناك اي مصلحة عند احد في القضاء على تجارة المخدرات لانها اصبحت صناعة ترتبط بها شبكة كبيرة من المشافي والاطباء الذين يعالجون الادمان, ومحامين يدافعون عن المتورطين  بهذه الصناعة ورجال امن مهمتهم ملاحقة شبكات تهريب المخدرات, وهناك الكثير من الصناعات الاخرى المرتبطة بها, بحيث اصبح القضاء على هذه الصناعة يسبب مشاكل اقتصادية للبشر اكبر بكثير من استمرارها, ولذلك في هذه الحالة يتم السيطرة على ادارة هذه الصناعة ولكن ابدا لا يفكر احد بالقضاء عليها نهائياُ, وليس من مصلحة احد القضاء عليها, وستستمر تجارة المخدرات الى الابد.

وهذه هي الحال مع صناعة القضية الفلسطينية حيث ان حلها تسبب مشاكل للاطراف اللاعبة بها اكثر من استمراريتها, ولذلك الان يتم ادارة هذه المشكلة من دون حلها وستستمر هذه القضية الى ما لا نهاية, ولن تحل قط, لأنها اصبحت جزءاُ من الاقتصاد العالمي.

هناك رئيس اميركي اخر اراد فعلا حل القضية الفلسطينية وهو جورج بوش سينيور, وقد كان من عائلة متدينة مسيحية واراد ان يعيش العالم برخاء وسلام انطلاقا من معتقده الديني, فقاد حملة انتخابية مفادها بأن العالم ينفق على الاسلحة والتسليح والدفاع ميزانية يمكن ان تكفي لجعل العالم كله يعيش برخاء, وكانت من ضمن خطته هو انهاء الحرب الباردة مع المعسكر الاشتراكي, وحل القضية الفلسطينية, حيث كانت الحرب الباردة والقضية الفلسطينية ودعم الدولة اليهودية تدمي كاهل ميزانية الدفاع الاميركية, وبالرغم من معارضة الصناعات العسكرية لحملته الانتخابية و معارضة اللوبي اليهودي الاميركي, استطاع هذا المسيحي المؤمن ان يقنع الشعب الاميركي ببرنامجه الانتخابي ونجح بالانتخابات, وقال عندها انا الرئيس الاميركي الوحيد الذي فاز بالانتخابات رغم معارضة اليهود له.

وللصدف التي نادراُ ما تتكرر, كان يحكم فرنسا ايضا يميني محترم من نفس مدرسة جورج بوش سينيور هو ادوارد بالادور, وكان يحكم بريطانيا يميني محترم ومن نفس المدرسة هو جون ميجر, وفي المانيا المحترم الكبير هيلموت كول, والمحترم ميخائيل غورباتشيوف في الاتحاد السوفييتي, وساعدهم ايضا وجود بابا الفاتيكان العظيم يوحنا بولس الثاني, واجتمع هؤلا الزعماء للعالم  والذين لن ينجب التاريخ مثلهم ومثل قدراتهم ورغبتهم في ان يعيش العالم بسلام ورخاء, واتفقوا على انهاء الحرب الباردة, وبالفعل تم انهاء الحرب الباردة قبل ان يحاول الرئيس بوتين الى اعادة اشعالها مرة اخرى الان.

كانت خطوة جورج بوش سينيور التالية هو حل القضية الفلسطينية وفرض على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي حلا عادلا, ومعاقبة كل من يرفضه, وعندها ولسوء الحظ قام اغبى زعيم عربي بالتاريخ واحتل الكويت, مما أدى الى انشغال اميركا بتحرير الكويت, واجلت القضية الفلسطينية, وعند الانتخابات الاميركية التالية, لم يتم التجديد لجورج بوش سينيور حيث انه تمت معاقبته من قبل اللوبي اليهودي والصناعات الحربية الاميركية التي كانت ستتقلص لو نفذ جورج بوش خططه.

ولكن لم يكتف اللوبي اليهودي  ومعه مؤسسات الصناعات الحربية بالعالم بمعاقبة جورج بوش سينيور, وانما تمت معاقبة جون ميجر وتم اسقاطه في بريطانيا, وتمت معاقبة ادوارد بالادور واسقط في فرنسا بنفس الطريقة أيضاُ.

وكان اسقاط هؤلاء العظام الثلاثة درسا لمن يغرد خارج السرب ويعادي اللوبي اليهودي والصناعات الحربية.

لقد انتفض الشعب السوري منذ حوالي السنتين لكي يتخلص من الحكم الاستبدادي الاجرامي لعائلة الاسد, وكان تجار القضية الفلسطينية اكثر من انتقد الثورة السورية لانها تحرم قضيتهم بالتفرد بالحصول على الدعم المالي العالمي و الخليجي, وهم يتمنون بان يبقى الشعب السوري تحت حكم الطاغية بشار الاسد على ان تخسر تجارتهم بالقضية الفلسطينية شيئاُ من اموال واهتمام العالم العربي والاسلامي.

لقد قام الاسلاميون المصريون ورفاقهم من حماس بعدة سفاهات اضرت بالثورة السورية واعطت مجالاُ اوسع للمجرم بشار الاسد لكي يطيل عمر نظامه الساقط لا محالة وسمحت له بزيادة وتيرة الاجرام ضد الشعب السوري, وذلك عندما قتلوا السفير الاميركي بليبيا, وثاروا ضد  ما يسمى الفلم المسئ للرسول, والان باطلاق حماس صواريخ خلبية على اسرائيل مما ادى بإسرائيل الى شن حملة عمود السحاب, و ارسلت بنتيجتها احد الساعين للغلمان الى الجنة وهو قائد اركان حماس احمد الجعبري. كل هذه السفاهات من الاسلاميين اضرت بالثورة السورية واستفاد منها المجرم بشار الاسد.

اسوء الاحتمالات بالنسبة للشعب السوري, هو ان تتحول قضية تحرير سوريا مع تدخل وتشابك المصالح الدولية بها لكل من روسيا وايران والصين  الى صناعة, وعندها ستصبح القضية السورية مثل الفلسطينية لا حل لها وسينزف الدم السوري لسنين, لا احد يعرف متى ستنتهي؟

نحن نحذر الوطنيين السوريين من تحويل الثورة السورية الى صناعة, كما تحولت القضية الفلسطينية قبل ذلك,  لذلك يجب ان نركز على ثورتنا والاسراع بالعمل الفعال, وتلبية كل ما تطلبه اميركا والغرب من اجل الحصول على دعمهم, لانه بدون دعم اميركا سيطول امد الثورة السورية, ويجب ان ننسى القضية الفلسطينية وتجارها ونهتم بمصلحة وطننا وشعبنا ومستقبلنا.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل بقى شئ من الكعكة ياناس؟

محمد الرديني

عقد أولاد الملحة امس اجتماعا استثنائيا حضره جميع الأعضاء
وتمنى رئيس الجلسة ان يحظى بلقاء مع السيد رئيس مجلس النواب ليريه ورقة الحضور وعدد الحاضرين.
وقال مصدر مقرب من رئاسة الاجتماع آن الحضور ناقشوا نقطة واحدة كانت مدرجة على جدول الأعمال وهي تنظير مفهوم السرقة مع عدد الأنواع المستعملة في قندهار بغداد.
وأضاف المقرب انه تم تقسيم السرقة حسب الفئات أو الطبقات الاجتماعية في المنطقة الخضراء وتوابعها.. فهناك السرقات العلنية وهي خاصة بهوامير المنطقة إياها وهم من رتبة وزير او عضو برطمان فما فوق، والسرقة السرية التي تتم بمعزل عن أي شبكة اخرى خوفا من المطالبة ب(الخاوة) ويقدر مجموع المتعاطين فيها بأكثر من ١0٠ آلف شخص من بينهم عدد غير معروف من أصحاب العمائم وافخاذ العشائر وبطون القبائل.
وأضاف المقرب: أما بالنسبة للنوع الثالث من السرقة فهي السرقة العلنية والتي تسمى (عينك عينك).
وخصص الاجتماع أكثر من ساعتين للنوع الثالث لانه على ما يبدو أكثر وضوحا ، واستهل الشرح احد الأعضاء الذي تساءل أولا : هل ان هيئة النزاهة عرجاء لو مثل أم البزازين بس تموء ( اكتشفنا فسادا ماليا في الوزارة الفلانية.. الأسماء التالية اشتركت في صفقة السلاح الروسية.. اشتباه في التلاعب باحتياطي البنك المركزي.. مشعان الجبوري يلهف ١٠ مليار دولار ويودع الشباب.. ريحة صابر العيساوي وصلت إلى سابع جار.. وزارة الإسكان والإعمار تساهم في كل شيء له علاقة بالانماء إلا السكن … وزارة النقل (خليها صنته).
وتساءل آخر : بس أريد افهم إذا كان الأمر واضح في هذه السرقات العلنية ليش كل هذا السكوت ، بس الحق مو عليكم ،على هذا الشعب النايم ولا معقولة أكو شعب يقبل بمبلغ تافه لا يتعدى ١٥ دولار لكل فرد فقير فيه مقابل ٨٠٠ دولار شهريا نثريات مقطاطة ومحاية وقلم لكل عضو برطمان مع ٤٥٠ دولارا شهريا مخصصات طعام زائدا ١٢٥ ألف دولار لشراء سيارة للسيد النائب سنويا.
هذه السرقة ليست علنية فقط ولا عينيك عينك بس، وإنما تحمل في طياتها رسالة تقول ( طز بيكم أيها الشعب، والله نشغل أبو أبوكم إذا واحد فتح خشمه).
زين يابه؟
وصرخ آخر من بين الحضور : ولكم شنو منتظرين أكثر من هذا الذل؟
دلوني على شعب يسرقون لكّمته من حلكه وهو ساكت؟دلوني على شعب يدور بالزبالة بلكي يشوف قطعة لحم او راس بصل وهو ساكت؟ اذا تنتظرون اكثر من هذا الذل ماراح تلكون لأن الخزينة اليوم بيها 120 مليار دولار بكرى ..بح..بح.
واذا اليوم اكو نفط ترى اولاد اولادكم ماراح يشوفوه ابدا ويرجعون الى ايام “العرباين” اللي تجرها الحمير.
ولكم اولادكم يتعلمون في المدارس وهم كاعدين على الارض.
والزين بيكم ياخذ راتب نص مليون دينار،بعد يومين طارت مثل ما تطير حمامة السلام.
المفخخات وكواتم الصوت ما تجي الاعليكم.
بيناتكم 6 ملايين أمي.
بيناتكم 7 ملايين تحت خط الفقر بس ما درينا هل هو خط افقي ولا عمودي.
بيناتكم الآف الخريجين عاطلين عن العمل وفي احسن الاحوال لهم عقود عمل مؤقتة.
بيناتكم الرصافي تحيط به الزبالة ولا واحد تصير عنده نخوة ويطوع مع شوية شباب لرفعها من كاهله.
بيناتك شارع الرشيد اللي استشهد من زمان
اغتالوا هادي المهدي ولم تفعلوا شيئا سوى التأفف.
اغتالوا كامل شياع فركضتم نحو كليشة التنديد والاستنكار.
مجلس برطمانكم يسرق خبزتكم امامكم وبدلا ان تكونوا الرقيب على كل تحركاته لأنكم اعلى سلطة منه تواطىء البعض منكم ليكونوا خير معين لهم على تحقيق شعار “هل من مزيد”.
لا أدري هل اصابكم الخرس أم البكم ام العمى؟.
اكيد بعضكم راح يكول هذا رجل بطران.. بطران ياولدي.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in فكر حر | Leave a comment

الربيع الفارسي يطل على إيران عبر العقوبات الاقتصادية

هدى الحسيني   الشرق الاوسط اللندنية

المناورات العسكرية المتتالية التي يجريها النظام الإيراني، ويقصد بها تهديد الدول المجاورة له (دول الخليج) وليس الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل؛ فلديه حزب الله اللبناني لتلك المهمة، إنما تهدف في الحقيقة إلى تغطية واقع معيشي لا يريد القادة الإيرانيون أن يعرفه أحد، وهو الآثار الحقيقية للعقوبات على تجار البازار.

الجولات الجديدة من العقوبات الغربية على إيران التي اعتمدت العام الماضي، خصوصا في الأشهر الستة الأخيرة، أثرت تأثيرا حقيقيا على العلاقة بين الشعب الإيراني وحكومته. الشهر الماضي انطلقت مظاهرات احتجاج، واصطدم مئات المحتجين في اشتباكات حقيقية مع قوات الأمن في شوارع طهران الرئيسية. مع الشعور المتزايد بالقلق الذي ينتاب الإيرانيين من تدهور أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، حيث كثيرون أصابهم تدهور الأوضاع إصابات مباشرة من خلال الاستغناء عن خدماتهم بسبب إغلاق المصانع أبوابها، أو بسبب انخفاض المعاشات.. هناك الآن أرض خصبة للاحتجاج والانتفاضة ضد نظام لا يفكر إلا في حماية بقائه؛ الأمر الذي جعله منفصلا عما يعاني منه الشعب على أرض الواقع، أو أنه لا يريد أن يعرف لثقته بأنه قادر على قمع المحاولات الاحتجاجية.

التقديرات «المتحفظة» للتكلفة الإجمالية للعقوبات على الاقتصاد الوطني الإيراني تجاوزت 60 مليار دولار لعام 2012، ويعتقد بعض المحللين الاقتصاديين أنها قد تصل إلى 100 مليار دولار سنويا. في كلتا الحالتين، تظل قفزة هائلة عن تكلفة عقوبات العام الماضي، حيث تراوحت بين 35 و43 مليار دولار. لذلك، فإن أي حكومة تدعي أنها قادرة على التأقلم، في مثل العزلة التي يعاني منها النظام الإيراني، وعلى المدى الطويل وفي عالم من العولمة حيث الأسواق مترابطة، إنما هي ببساطة تكذب على نفسها أولا، وعلى شعبها ثانيا.

نجحت القيادة الإيرانية في قمع «الحركة الخضراء» وزجت بمناصريها في السجون، ومارست عليهم نظام التعذيب، وأودعت زعماءها الإقامة الجبرية، لكنها لم تستطع أن تتخلص من تذمر الشعب، فالغضب اليوم ينبثق من الشقوق بسبب تصدع الهياكل الأساسية للدولة الإيرانية.

رجال الأعمال الإيرانيون والشعب الإيراني يريدون من حكومتهم أن تعتمد سياسات اقتصادية جديدة ووضع حد للإسراف في تحول المال إلى حلفاء إيران من العرب، أي سوريا، وحتى إلى حلفائها الذين يدينون بالولاء الكامل لها مثل حزب الله في لبنان.

قد يكون من الصعب معرفة مدى عمق هذه المشاعر وانتشارها عند الإيرانيين عامة، لكن عندما قام محتجون بإحراق إطار السيارات (العادة الجديدة التي صارت معتمدة في لبنان) وساروا نحو «ساحة الإمام الخميني» في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان هناك شعور واضح من الاستياء والسخط لدى المتظاهرين. ولو لم تتدخل قوات الباسيج وغيرها وأسرعت إلى إغلاق منافذ الطرق، واعتقال الصيارفة، وتفريق الاحتجاجات بالغاز المسيل للدموع والترهيب، لكانت «ساحة الخميني»، تحولت وبسهولة إلى ساحة تشبه «ميدان التحرير» في القاهرة.

طالب المصريون بالخبز والحرية والكرامة والإنسانية، ومن الصعب أن نتصور أن العديد من الإيرانيين العاديين يريدون أكثر من ذلك. ربما الفرق الأكيد، أن مظاهرات القاهرة خسرها العلمانيون والليبراليون، وخطفها «الإخوان المسلمون» و«السلفيون»، لكن مظاهرات «ساحة الخميني»، إذا عادت وبزخم، فإن النظام الإيراني سينخسف لينبثق نظام آخر من دون شك.. فالجيل الإيراني الجديد لم يعرف مع الثورة الإسلامية إلا الحروب (مع العراق) وتصدير الثورات إلى لبنان حزب الله وسوريا والعراق، والمقاطعة الاقتصادية، ومناورات عسكرية، كلاميا، ضد الشيطان الأكبر أميركا وإسرائيل، وفعليا لتهديد دول الخليج العربية وتحريض الأقليات أو الشعوب ضد حكامها.

وكون الاحتجاجات اندلعت في طهران والمدن الكبرى، فإنها تعبير واضح عن أن جدار الخوف في المجتمع الإيراني بدأ ينهار، وليس أدل على ذلك من تحدي شابة لأحد آيات الله، عندما نظر إليها وقال: «غطي وجهك»، فردت عليه: «غط عيونك»، ثم دفعته إلى الأرض وركلته ولم يتدخل أحد لمساعدته وظل ثلاثة أيام في المستشفى ليقول بعد ذلك إنه لن يتوقف عن دعوته النساء إلى العفة!

وعندما ينهار حاجز الخوف، فإن أي شيء يمكن أن يحدث.

من الواضح أن النظام الإيراني في ورطة منذ بداية فرض العقوبات الاقتصادية الجديدة.. صادرات النفط، السلعة التي تعتمد عليها إيران بشكل أساسي وكبير، انخفضت إلى أكثر من النصف (55%) منذ بداية عام 2012، ووصلت إلى 0.8 – 1.1 مليون برميل في اليوم في الربع الثالث من هذا العام..

وهناك أيضا انهيار الريال الإيراني وفقدان قيمته بنسبة 243% منذ مطلع عام 2011. تجدر الإشارة إلى أن التضخم بلغ 50%، مما يعني أن المواد الغذائية الأساسية كالحليب والدواجن صارت بمثابة «السلع الكمالية» في البازار. أما إحصائيات البطالة التي يوزعها النظام، فهي عبارة عن مهزلة كاملة، وتشير التقديرات إلى أن البطالة تزيد على بيانات الحكومة في هذا الخصوص بنحو 25 إلى 30 %. وتؤكد الحقائق أنه تم الاستغناء عن آلاف العمال في عدد من الصناعات والقطاعات. وعلى سبيل المثال، في مجال صناعة السيارات (كانت إيران الدولة الثالثة عشرة في العالم في ما يتعلق بإنتاج السيارات) انخفض الإنتاج بنسبة 66% حتى شهر سبتمبر الماضي، وتم الاستغناء عن آلاف العمال، ومن بقي، يعمل ما لا يزيد على أربع ساعات يوميا بمعاشات زهيدة. وقد انسحبت شركة «بيجو» الرائدة في صناعة السيارات من السوق الإيرانية.

الوضع سيزداد تفاقما وانهيارا، لأن حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة التي تمت المصادقة عليها في 15 أكتوبر الماضي، سيجري تنفيذها بحذافيرها في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وهي تتضمن مجموعة من التدابير الفنية، وتستهدف الحزمة الأوروبية القطاع المالي بشكل خاص، وتلزم الشركات الأوروبية بأن تكون شفافة في تجارتها مع إيران.

في الماضي، كان كبار المسؤولين الإيرانيين يستخفون بالعقوبات الأوروبية ويعتبرونها تافهة وغير مؤثرة، لكن في الآونة الأخيرة، رغم المحاولات والضغوط الداخلية، لم يستطيعوا إخفاء قلقهم المتزايد.. مثلا، فإن المدير العام لشركة الملاحة الوطنية الإيرانية محمد حسين دجمر، الذي لعبت شركته دورا رئيسيا في نشر الأنشطة الإيرانية، وتجاوز العقوبات الدولية، قال في مقابلة مع صحيفة «جهان – إي – سنات»، نشرت في 21 أكتوبر الماضي: «صناعة السفن كانت هدفا أساسيا للمقاطعة. لقد تكبدنا خسائر كبيرة حتى هذا اليوم، وإذا استمرت الضغوط وتصاعدت، فإن الشركة ستواجه الإفلاس».

لقد حذر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أهل السياسة من «نشر غسيلهم القذر» على العلن، وجاء ذلك، بعد قرار فرض رقابة على كل المقالات أو التصريحات التي تشير إلى مدى تأثير العقوبات الاقتصادية.

إن قرار فرض الرقابة على وكالات الأنباء الرسمية وشبه الرسمية، كي لا تشير إلى تأثير العقوبات، ليس بالذكاء المتطور، ولن يساعد النظام الإيراني على تجاوز هذه المشكلة. إنها مشكلة حقيقية، وليست غيمة عابرة، ولا ينفع النعامة أن تخفي رأسها في الرمال.. جسدها كبير، والشعب الإيراني هو المتضرر، و«الربيع العربي» الذي يصر خامنئي على تسميته «الربيع الإسلامي»، سيصل إلى إيران التي لا بد أن تشهد «ربيعا فارسيا».. وإن غدا لناظره قريب!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

السعودية تفضح اكبر كذبة إسلامية بالتاريخ

حصريا مفكر حر

يقول الخبر بأنه تم عرض في صالة ساكلير في متحف “السميثسونيان” بواشنطن مجموعة من الآثار والتحف من الجزيرة العربية مهد الاسلام, والتي اكتشفت حديثاً وتلقي الضوء على فترة غير معروفة من تاريخ الجزيرة العربية، وتتنوع هذه الآثار ما بين أسهم صُنعت في الفترة الحجرية إلى مجسّمات لشواهد قبور مصنوعة من الصخر الرملي من القرن الرابع قبل الميلادي، بالإضافة إلى أقنعة جنائزية تعود للقرن الأول بعد الميلاد.

قال علي الغبان، نائب رئيس هيئة السياحة والآثار السعودي، إن هناك معلومات مغلوطة حول دور السعودية (الجزيرة العربية) وأنها صحراء وحصلت التغيرات فيها فقط بعد النفط (الاسلام)، بل هي بلد مشارك في الحضارة العالمية منذ عصور ما قبل التاريخ وهذا ما نريد أن نريه للعالم.

وأضاف “لاشك أن الاهتمام بدأ من قبل 40 سنة والنتائج شجعتنا على الاستمرار ونرى أن الفترة الإسلامية فترة الانطلاق على بقية العالم، وفترة نقل اللغة العربية وليس هناك تعارض بين دور الجزيرة ما قبل الإسلام، بل نحن ننطلق من منظور العبرة التاريخية”.

وإذا قرأنا ما بين سطور السيد علي الغبان, نلاحظ بأنه ما يزال لديه (تابوه) ومحرمات على بعض الحقائق, فقام بتغيير بحديثه كلمة (السعودية) بدل الجزيرة العربية واستبدال كلمة (نفط) بدل الاسلام وقد وضعناها باقتباس كلامه بين قوسين.

أن الآثار التاريخية القديمة مثل التماثيل التي تعود إلى القرن الرابع والثالث قبل الميلاد والتي تُظهر سلسلة من الحضارات التي انتشرت في الجزيرة العربية, تدحض وتكذب الخرافة الاسلامية والتي ملأت كتب التاريخ وكنا ندرسها منذ الصغر وفي كل المراحل الدراسية, على انه كان هناك جاهلية في الجزيرة العربية, قبل الاسلام, وهذه الحقائق تفضح هذ الاكاذيب للإسلاميين؟ ولكتب التاريخ الاسلامية.

من هنا نرى بأن الجاهلية بدأت بعد ظهور الاسلام, أما قبل ظهور الإسلام فإن شبه الجزيرة العربية كانت مهد حضارات راقية لم تصل لمستواها السعودية حتى الآن.

وفي الختام اليكم الفيديو الذي يظهر هذه الحقائق:

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | 4 Comments

مصر…الثورة و الحرب…

اكرم هواس

قبل فترة وجيزة كتبت مقالة حاولت فيها اجراء مقارنة بسيطة بين التجربتين المصرية في ادارة الدولة فترة ما بعد الثورة… في تلك المقالة وعدت ان اعود الى الموضوع بطرح اشكالية العلاقة بين الثورة و الحرب… و قبل ان ابدأ النقاش لابد ان اؤكد نقطة غاية في الاهمية و هي ان كل هذه المواضيع و اعني العلاقة المصرية الايرانية و موضوع تقييم التجارب في ما فترة ما بعد في اي مجتمع و كذلك موضوع العلاقة بين الثورة و الحرب…. هي كلها مواضيع كبيرة لا يمكن ان تحتويها مقالة واحدة او كتاب او مجلد بل تحتاج الى دراسات عميقة و طويلة و عليه فان كل ما اطرحه يمثل محاولات بسيطة للتقرب من صلب الموضوع ليس الا… هدفي هو فتح المجال للنقاشات و تبادل الاراء و ليس الوصول الى نتائج سريعة… كما قد ينتظر البعض…

مبدئيا… الثورة… اية ثورة… هي حرب او نوع من الحرب… الثورة هي صراع و اي صراع هو حرب و ان اختلفت الاليات و الاهداف و النتائج… ما يطلق عليه الثورة السلمية هو كلام عن اليات تحقيق الثورة و ليس عن الثورة ذاتها… فالهدف واحد و هو التغيير… و النتيجة تستدعي زوال ما هو قائم … و اقامة بديل ما…وسائل الثورة قد تكون استخدام القوة الفيزيكالية اي العنف و سفك الدماء و انتشار الاشلاء… و قد تكون اقتصادية مثل المقاطعة او المحاصرة او اية انواع من العقوبات… و قد تكون ضغوط سياسية او اجتماعية او ثقافية…

و السؤال المهم الذي يمكن ان يطرح هو عن توسيع دائرة الثورة حتى تشمل خطوط كنتورية اخرى او الوقوف عند خطوط معينة قد تكون اهمها ما تسمى الخطوط الوطنية..؟؟.. و انا اطلق عليها مصطلح …ما تسمى… لانها ليست خطوطا ثابتة و لا قابلة ان تكون مقياسا في الحسابات العلمية…. بكلام اخر… نحن نطرح التساؤل هنا ازاء العقلانية التي تتحكم في ادارة اليات تطور مسيرة الثورة و ليس في الثورة ذاتها كقوة مستقلة عن امكانيات اي فرد اي جماعة … لان الثورة ببساطة هي كيان تطوري و ليس كيانا جامدا….

هذه العقلانية هي التي تواجه ما يسمى بمفهوم تصدير الثورة… تاريخيا كل الثورات الكبرى واجهت هذه الاشكالية و منها الفرنسية و الروسية والايرانية… الاشكالية في مفهوم التصدير ترتكز اساسا على حقيقة ما ذكرته انفا و هي ان الثورة هي كائن تطوري و لذلك فان تمدد الثورة لا تعتمد على قرار سياسي بتصديرها و انما ايضا يتحدد بـتأثيراتها من جهة و من جهة اخرى برخاوة المناطق المحيطة اي مدى استعداد المحيطين بالتأثر سلبا او ايجابا بالثورة… و لنعود الى التجارب قليلا..الثورة الفرنسية حررت امريكا من الاحتلال و التسلط البريطاني و مهدت لحروب نابوليون … الثورة الروسية شكلت الاساس للتوسع الشيوعي في العالم كما اسست لتكوين جغرافي جديد باسم الاتحاد السوفيتي الذي حرر اوروبا من نير النازية الالمانية و دخل في حرب باردة لمدة عقود مع النظام الرأسمالي و الامبريالية العالمية… كما كان الخطاب السوفيتي يسميه… والتي شكل الغرب محورها و القوة الديناميكية لها… اما الثورة الايرانية… فقد جمع الجميع كل خبراتهم ليوقفو تمددها فكانت الحرب العراقية حربا نظاميا مدمرة و كانت و ما تزال العقوبات الاقتصادية و الضغوط السياسية التي تمددت الان الى الدينية-المذهبية و الحروب بالوكالة… و ربما تواجه ايران حرب نظامية اخرى و لكنها كبيرة هذه المرة… و هنا يبرز السؤال … كيف ستتعامل الثورات العربية مع هكذا حدث عظيم… ان حدث…؟؟

و من هنا كانت المقارنة بين مصر و ايران … مصر… و ان كانت ثورتها السابقة ليست في مصاف الثورات الكبرى الا انها تمددت في العالم العربي و لذلك فقد واجهت ايضا حروبا نظامية متعددة و حروبا اقتصادية و ضغوظا سياسية هائلة… حتى تم اسقاطها… ثم استيقظت من جديد…. و الان تقف على اعتاب تغيرات و ربما حروب… و هنا مكمن التساؤل… كيف ستتعامل مصر الثورة مع اية حروب نظامية في الشرق الاوسط الذي يشكل مدار الرؤية المصرية في التاريخ الحديث… هل ستتقوقع مصر الثورة داخل اطار (الوطني)… اما ستتحرك من جديد تجاه دوائرها التي حددها عبد الناصر … الدائرة العربية… الدائرة الاسلامية … و الدائرة الافريقية…؟؟.. يمكننا ان نطرح السؤال بشكل اخر… هل يمكن لمصر التي تعتبر نفسها ام الدنيا و واحدا من اهم محاور الاشعاع الثقافي و الحضاري في العالم ان تختار التقوقع في في عصر العولمة و الانفتاح العالمي..؟؟؟ …. كما يمكننا ان نطرح السؤال بصيغة ثالثة… هل يمكن للثورة المصرية التي الهمت الكثيرين في العالم ان تتوقف عند حدود جغرافيا سياسية حددتها لحظات ضعف و وهن تاريخية..؟؟

لكن في المقابل… اذا كان يجب ان يكون للثورة من دور فالاسئلة كثيرة و متعددة ايضا…. من هذه الاسئلة… الثورة عندما تفجرت كانت بلا رأس و بلا هدف سياسي واضح و بألية سلمية …على الاقل في الخطاب السياسي… و السؤال هنا… من ذا الذي يمتلك الحق في الريادة و قيادة الثورة…من ذا الذي يستطيع ان يحدد الاهداف و على اي اساس… كيف يمكن تحويل أليات الثورة من اساس سلمي الى عنف منظم و ربما حرب منظمة..؟؟؟؟

هناك مجموعة ثالثة من الاسئلة تتعلق بالبعد المعرفي و المفاهيمي عن ماهية الحالة الراهنة في الشرق الاوسط… هل هي حالة حرب… حالة تفاعل ثوري… و ما هي معالم هذه و تلك…ام هي حالة صراع النوازع و القوى الثورية .. او مايسمى صراع الثورة و الثورة المضادة…؟؟؟؟
مجموعة رابعة من الاسئلة تتركز حول ما يمكن تسميته عقلانية ما بعد الثورة…. مالذي يمكن تغيره و مالذي لا يمكن تغيره… ما هي مصلحتنا في كذا و كذا… و ماذا نخسر لو لم نفعل كذا و كذا…. ماذا عن العلاقات الدولية و المصالح الاقليمية و القوى الكبرى و الصغيرة… ما هي امكانيات التصادم… التعاون… التهاون… القبول…

من هنا البداية…

هناك مجموعة متغيرات تصاحب الحالة الثورية في مصر… اولها كانت اجراء الانتخابات العامة و الرئاسية و التي ادت الى احداث شرخ يتفاعل بشكل دراميتيكي بين الاسلاميين و غيرهم من القوى و ذوي المفاهيم المجتمعية غير الاسلمة السياسية و الثقافية… لكن ما هو اهم من هذا المتغيير هو شيئ اخر يتعلق باعادة تفعيل البنية الاساسية للحرب النظامية…. منذ قرار الرئيس السادات سنة 1973… ( لا حرب بعد اليوم)… فان الجيش المصري و هو الكيان الذي كان عبر التاريخ يرمز الى سلطة الدولة و حكم الفرعون… قد تعرض الى تحييد في معادلة العلاقة بين الدولة و المجتمع و بين الداخل و الخارج… بكلام اخر ان الجيش كان قد تم تعطيل قوته الدافعة و اساس وجوده الاخلاقي… قوته الدافعة هي تفاعلية امكانياته و ديموتها زمانيا و مكانيا…. اما اساس وجوده الاخلاقي يتعلق بالاسئلة الاخلاقية حول وجود الجيش و ممارسة دوره… نحن نعرف تاريخيا ان الجيش.. او تجييش الناس… في اي مكان في العالم… كان بهدف الحرب… و الحرب يستند الى قيمة مركزية و ان كانت تظهر و كأنها قيميتين متعارضتين لانه ينظر الى القيمة ذاتها من زاويتين مختلفتين و هما التضحية او الدفاع و القتل او الهجوم…

على هذا الاساس لابد من توفير دافعين مهمين و اولهما هو الاساس الاخلاقي للتضحية بالذات و قتل الاخر الذي لا تعرفه شخصيا (دفاعا او هجوما)… و ثانيهما تعريف دقيق للعدو … كلا العاملين يلعبان دورا حاسما في التهيئة النفسية طبعا اضافة الى اعداد الخطط و العمليات الاستخباراتية و غيرها… مثل التدريب البدني و شراء السلاح او تصنيعه….

المشكلة في مصر ان قرار الرئيس السادات ( لا حرب بعد اليوم) قد افرغ المؤسسة العسكرية العتيدة من هذه القيم و حولها تدريجيا الى مؤسسة ربحية بالنسبة الى النخبة و الى مؤسسة لرعاية العاطلين عن العمل و المشردين بالنسبة للغالبية العظمى من الجنود… الظاهرة الثانية لا تحتاج الى الكثير من البحث و الاستقصاء… كان يكفي ان تمر في شوارع المدن الكبرى و خاصة القاهرة و تلتقي بالجنود الذين جيء بهم من قرى و ارياف بعيدة جدا… كان على هؤلاء ان ينظمو سير المركبات بدلا من شرطة المرور… و طبعا للاسف فهؤلاء المساكين لا يفقهون شيئا من علم و قوانين المرور كما انهم لا يعرفون اي شيء عن المدينة سوى المكان الذي يقفون فيه …. و المشهد اكثر مأساوية هي ان بعضهم يطلب المساعدة من المارة لـتأمين غذائه اليومي لانه (جوعان)… نعم يفعل ذلك رغم انه في بعض الاحيان يحمل سلاحه الذي من المفروض انه يقاتل به… لا ان يرميه جانبا و يفتح يده (لله يا محسنين)…

لاشك ان احد اهداف المجيء بهؤلاء المساكنين و تسليمهم قيادة المرور و الحفاظ على الامن و الاستقرار في المدن الكبرى و خاصة …اذا اخذنا النظرية التقليدية بنظر الاعتبار… كان لدرء امكانية حشدهم من قبل اية قيادات متمردة قد تفكر في القيام بانقلاب عسكري… حيث ان عدم معرفة هؤلاء الجنود باي شيء عن طرق المدينة و شوارعها يشكل رادعا عملياتيا ضد اي تحرك ممكن للسيطرة على المؤسسات المهمة… لكن العامل المهم في اي تحرك ممكن في هذا الاتجاه هو دور القيادات العسكرية… او النخبة… التي تحولت الى قيادة عمليات تجارية في السوق بدلا من عمليات عسكرية في ساحات القتال… هذه الظاهرة اكدتها الكثير من الدراسات و التقارير التي كانت تنشر في الخارج قبل الثورة .. و من ثم ايضا في الداخل بعد تغيير النظام…

في هذا الوقت تضخم دور الاسخبارات العسكرية خوفا من الداخل… العدو غير المعلن… و بدلا من مراقبة الجاسوسية و العمليات الاستخباراتية الاجنبية.. فقد اصبحت الفرصة الوحيدة اما رجال الاستخبارات و المخابرات هي في اختبار مقدرتهم الجسمانية و التكنولوجية على اجساد بعض المصريات و المصريين الذين ( يرميهم حظهم العاثر) امام هؤلاء الضباط و العسكر ليجعلو منهم مادة دسمة و ادوات فعالة في (حلقات تدريباتهم اليومية)…

الهيكل المقدس… يعاد بناؤه..

هنا كانت البداية… حيث تراكمت بعض اهم عوامل التمرد على الفرعون… الرأس و النظام… الناس ارهقت من الفقر و العجز و لعبة الاستخبارات و المخابرات و الهيكل الهامد… الجيش… الذي لم يعد له وظيفة و لا دور و لا وجود… الجيش كان هيكلا مقدسا… فهو الذي يمثل روح الفرعون و قوته الهادرة…الجيش الذي ظل حتى في عهد الدولة الحديثة املا و شرفا و كرامة… اصبح في فترة ما بعد 1973 كابوسا للفقراء و سلعة للاغنياء… فازداد الشرخ الاجتماعي بين النخبة و المجتمع و كان لابد للمجتمع ان يعيد بناء نفسه فكانت الثورة.. و الان لابد ايضا من اعادة بناء ذلك الهيكل المقدس… الجيش…

هنا… جاء انقلاب الهيكل على الفرعون تساميا مع ثورة المجتمع و هنا ايضا جاء انقلاب القصر داخل الموسسة العسكرية حيث ازيحت النخبة المتهرأة… بقي ان تجد السلطة الجديدة اجوبة للاسئلة الاخلاقية… التضحية و القتل… و القضية العملياتية… العدو… و من حسن حظ العرب و المسلمين… ان الله قد رزقهم اجوبة ابدية… الجهاد في سبيل الله… و العدو الاسرائيلي… الذي سيبقى ما بقي الدهر… الم يقل اليهود لموسى ( اذهب انت و ربك فقاتلا.. انا ههنا قاعدون… المائدة 24)..المسلمون يذهبو و يقاتلو…اي كان… يقاتلو انفسهم كما يحصل الان في سوريا و العراق و ليبيا و مصر و مالي و لبنان …( القائمة طويلة) … ام الاسرائيليون فهم باقون… هذه مشيئة الله… او كما قلنا …انه رزق من الله للعرب و المسلمين… و لهذا سماها الايرانيون… الشيطان الاصغر… و الشيطان… صغيرا كان ام كبيرا… فانه باق حتى يوم القيامة… هكذا تقول الكتب السماوية… و هكذا يشاء الحكام… لماذا يجب ان تزول اسرائيل طالما انها تشرعن وجود كل الانظمة مهما كانت ايديولوجياتهم و سياساتهم … قوميون … وطنيون… اسلاميون… ليبراليون… دكتاتوريون… ديمقراطيون… او اي شيء اخر قد يستحدثه اي مفكر او سياسي او منافق… او… في اي مكان في العالم حتى يجد تطبيقا فوريا في العالم العربي… اما الفلسطسنيون… شأنهن شأن كل المظلومين و المشردين الذين يزدادون كل يوم في عالم العرب و المسلمين…فلهم الله… و ليفرح المنتفعون…

من هنا قد تبدأ السلطة في اعادة بناء الهيكل المقدس… الكلام عن تغيير اتفاقية كامب ديفيد… العمليات الجهادية في سيناء التي لا يعرف رأسها و لا اهدافها… اعادة الانتشار النسبية للقوات التي قد تنتهي بعودة الجيش المصري الى سيناء… هي بعض الاجراءات… ستتبعها اجراءات كثيرة قد تنتهي بحرب تحريك جديدة… تعيد اعادة بناء الاشياء… بعد ان غيرتها حرب التحريك الاولى… كما سماها البعض… او حرب اكتوبر العظيمة سنة 1973 كما يفتخر بها الكثيرون…

الحرب روح مدمرة… ربما هي نفحة من روح الشيطان… لكنها خيار الساعين للمجد في عالم لم يعرف المجد الا على جماجم الناس … ابرياء كانوا ام اشرارا…. فعلها الاقدمون… المتحضرون و غير المتحضرين… و يفعلها الان الجهاديون و الديمقراطيون.. كثيرون هؤلاء… لكن اكثرهم تأثيرا ة اقربهم للقلب و الجغرافيا هم الامريكيون و الاسرائيليون… و هكذا يستعد لها الايرانيون الذين يحلمون بالمجد ايضا… و السلطة في مصر ليست استثناء… و لن تكون… و هكذا فان هذه الحرب قد تكون ضد اسرائيل… او في التوسع نحو الاردن او سوريا او الخليج او ليبيا او السودان… ادعاءات كثيرة… تستفاد منها السلطة لاعادة الروح الى الهيكل المقدس… الحرب القادمة في الشرق الاوسط … ان وقعت… او عندما تقع… و ربما يلعب المصريون دورا في جدح شرارتها… ستكون مناسبة مهمة … للسلطة الجديدة… لتدشين هيمنتها الابدية… كما يأمل البعض… و كذلك في خلق اسس الفرعون الجديد و الهيكل المقدس… الذي سيضمن الهيمنة الابدية… او هكذا يتصور البعض…

نتوقف هنا.. الاسئلة كثيرة جدا… سنتابع… أكرم هواس (مفكر حر)؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

أوباما يدق أول مسمار في نعش عظمة اميركا السوبر 2

طلال عبدالله الخوري   حصرياُ مفكر حر  14\11\2012

بعد فوز اوباما بفترة رئاسية ثانية, قام معظم الكتاب العرب بالإحتفال بهذا الفوز, وكتبوا الاشعار الرومانسية عن تاريخية هذا الفوز, وتناقلت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعية الصورة الرومانسية لعناق أوباما لزوجته, في هذا الوقت بالذات كان الموقع الرائد للمفكر الحر, ينفرد بكتابة مقال, وبقلم كاتب هذا المقال ورئيس الموقع, بعنوان “أوباما يدق أول مسمار في نعش عظمة اميركا السوبر”, اثبتنا من خلال هذا المقال ان ما قام به اوباما, من وجهة نظر اقتصادية علمية, هو عبارة عن رشوة قانونية للمواطنين الكسلاء لكي يعيدوا انتخاب اوباما, مقابل الخطة الاقتصادية لمت رومني المرشح الجمهوري المنافس والتي هي خطة الكتب الاقتصادية العلمية, وقلنا ايضاً بأن أوباما قد احدث شرخاً بالمجتمع الاميركي وقسمه الى قسمين: الاول, وهو الاكثر غناُ من المواطنين الاميركيين الرواد والذين يؤمنون بعظمة اميركا والحلم الاميركي وهي الفلسفة التي بنيت عليها عظمة اميركا, وذلك بان يكون لكل اميركي حلم كبير يسعى له عن طريق الكد والعمل والتنافس, أما القسم الثاني فهو يتكون من مواطنين اقل غناُ من القسم الاول, ومعظمهم من القادمين الجدد الى اميركا, بالاضافة الى الكسالى من الاميركيين والذين تخلوا عن الفلسفة التي بنيت عليها عظمة اميركا وهو الحلم الاميركي, وهم يريدون التمويل الحكومي, أي ان ترفع الحكومة الضرائب على المواطنين الذين يعملون وينافسون, ويعطي هذه الاموال للكسالى؟ وقلنا بان هذه السياسية الجديدة لأوباما ستشجع الناس على الكسل, وتقتل عند المواطنين المجتهدين الرغبة بالعمل والتنافس وذلك لسبب بسيط هو انه سيقول عندها المجد:” اذا كان الذي يعمل والذي لا يعمل يحصل على نفس المردود فلماذا علي ان اعمل؟”, وقلنا بان هذا هو سبب انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية في شرق اوروبا.

عندما بدأت الازمة الاقتصادية المالية تضرب أوروبا في كل من اليونان واسبانيا, اجتمع زعيما اعظم دولتين اوروبييتين وهما انجيلا ميريكيل رئيسة وزراء المانيا, ورئيس فرنسا آنذاك ساركوزي, من اجل دراسة الازمة وايجاد الحلول المناسبة لها, وبعد الاجتماع خرج الزعميان بتصريح صحفي مشترك فيه حوالي 25 كلمة فقط, ولكن تم تكرار كلمة الاقتصاد التنافسي في كلامهما 20 مرة, اي بمعنى اخر الحل هو الاقتصاد التنافسي, وليس هناك من عبقرية في الموضوع, فالحل معروف والمشكلة معروفة, فالازمة المالية قد ضربت الدول الاوروبية التي لا يزال فيها اقتصاد حكومي (اشتراكي) مثل اليونان واسبانيا.

لقد قلنا بأكثر من مقال لنا بأن أي مواطن يعمل لدى الحكومة يكون راتبه هو سرقة من المواطنين الاخرين, وذلك لسبب بسيط بأنه لم ينافس لكي يحصل على وظيفته وعلى مقدار راتبه, وقلنا بأن على الحكومة ان تخفض الوظائف الحكومية الى اقل حد ممكن, من اجل تقليل السرقة ورفع كفاءة الاقتصاد.

عندما نشرنا الجزء الاول من مقالنا هذا اتهمنا البعض من الزملاء الكتاب بأننا نبالغ ونسير عكس التيار من اجل الشهرة, وكان ردنا دائماُ بأننا لم نكتب كلمة واحدة من تأليفنا ونحن لا نؤلف روايات عندما نكتب, وكل ما نكتبه ننقله من كتب علوم الاقتصاد والتي تدرس بأرفع الجامعات الاميركية, وقلنا لهؤلاء الكتاب بأن الكاتب الذي يكتب بالتحليل السياسي من دون ان يكون لديه دراسة اكاديمية بعلم الاقتصاد, تكون دراساته السياسية هي عبارة عن مقالات ترفيهية لا تمت للتحليل السياسي بأي شئ, وهذا ينطبق على معظم المحللين السياسيين العرب, حيث ان الكثير منهم يكتب من وجهة نظر الاقتصاد الماركسي وهو عبارة عن فكر ديني غيبي, ولا يمت للواقع بصلة.

نعم كما قلنا بالجزء الاول, لقد دق أوباما اول مسمار بنعش عظمة اميركا وتاريخها, وهي القوة العظمى الوحيدة الباقية بالعالم, وللأسف لم يحتفظ أوباما بالتاريخ الذي صنعه كأول اميركي من اصل افريقي ينتخب كرئيس لأعظم دولة بالعالم, ولكن صنع تاريخه كزارع لأول مسمار في نعش عظمة اميركا, ومما يؤكد هذا هو تواتر الأنباء على ان 19 ولاية من الولايات الاميركية تطالب الآن بالاستقلال عن واشنطن وهي: نيويورك، ونيوجيرسي، وفلوريدا، وجورجيا، وميشيغان، ومسيسيبي، وألاباما، وإنديانا، وآركنسو، ونورث كارولاينا، وساوث كارولاينا، ونورث داكوتا، وكنتاكي، واوريغون، ولويزيانا، وميسوري، وتنيسي، ومونتانا، وكولورادو.

وتفيد الأنباء أيضاُ على ان مئات الآلاف من الأميركيين في  20 ولاية وقعوا على عرائض تطالب بالانفضال عن «الولايات المتحدة الأميركية». ورُفع هذا المطلب الى موقع الحكومة الأميركية على النت, وغالبية الموقعين هم من ولاية تكساس، وهي أكبر معاقل الجمهوريين في الجنوب، وهي مقاطعة زراعية واهلها هم الذين خسروا الحرب الاهلية الاميركية لصالح الشمال الصناعي؟

وتقول الانباء ايضا بأن المواطينين في جورجيا قد وقعوا على الانفصال مرتين من شدة حماسهم للإنفصال, حيث يكفل الدستور الاميركي هذه المطالب الإنفصالية, و يكفل أيضاُ إجبار البيت الابيض بالرد على الإلتمساس بالانفصال لاي ولاية, شريطة أن لا يقل عدد الموقعين  عليه عن 25 ألف شحص, وتؤكد الأنباء بأن عدد الموقعين قد تجاوز هذا العدد في الكثير من الولايات.

ويأتي تأصيل هذه الطلبات بالإنفصال من كون الدستور في وثيقة استقلال أميركا عن بريطانيا، قد ذكر فيها مؤسسو الولايات المتحدة حقهم في “تفكيك الروابط السياسية” وتكوين دولة جديدة.

رأي علم الإقتصاد بمطالبة بعض الولايات بالإنفصال عن الولايات المتحدة الاميركية:

طبعا ستخسر هذه الولايات اقتصاديا كثيرا, واكثر بكثير مما لو بقت ضمن الولايات المتحدة الاميركية, فماذا تفعل برؤوس الأموال من دون القوى البشرية؟

واما الولايات المتحدة الأميركية الباقية ستخسر اكثر واكثر على صعيد رأس المال والقوى البشرية, أي بالنتيجة الكل سيخسر؟

برأينا بأن اميركا بحاجة في هذا الوقت على عبقرية وحكمة الاباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية, مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وفرانكلين, لكي يعيدوا اميركا الى مسارها الصحيح وهذا شئ ليس صعباُ على الاطلاق وخاصة بأن بأميركا الكثير من من هم بعبقرية وحكمة الأباء المؤسسين.

هوامش: أوباما يدق أول مسمار في نعش عظمة اميركا السوبر

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

افتتاح فصول جديدة لمحو الشرف في البرطمان العراقي

محمد الرديني

أتحدى أي شريف أو مواطن أصيل ان يدلني على عضو مجلس برلماني بالعراق عنده غيرة وناموس؟واذا طلع منهم 10 من مجموع 325 نائبا فهذه نعمة من رب العالمين.
إذا حدثت المعجزة وتم العثور عليه ،وهذا سيأخذ سنين طويلة، فأولاد الملحة سيرقصون في الشوارع ويجمعوا التبرعات لعمل نصب تذكارية له في اشهر عواصم العالم ومنها قندهار العراقية.
هل من المعقول ان يقرر مجلس الوزراء صرف ١٥ دولارا شهريا كبدل نقدي عن البطاقة التموينية للعراقي الجوعان ويرد عليه مجلس البرطمان بصرف 150 مليون دينار لكل نائب لشراء مركبات من موازنة 2013
علاوة على صرف ٨٠٠ ألف دينار شهريا لكل نائب لشراء القرطاسية.
ولكم السرقة شلون شكلها ، حمرة صفرة خضرة؟
ولكم هل نحن في زمن الورقة والقلم ولا في زمن محو أمية أعضاء البرطمان العراقي ؟
لماذا غضب أعضاء البرطمان حين اقترح احد أمعاتهم صرف جهاز آي باد لكل عضو بدلا من البدل النقدي لكل قرطاسية حتى انهم صاحوا بوجهه “ولك نريد فلوس فلوس فلوس يابكم”. بينما وقف احدهم امامه “متخوصر” وصاح بوجهه :منين عندنا وقت نتعلم حركات الآي باد يابه.
خلي ناخذها وحده وحده.
بعد الغليان الشعبي ضد فضيحة السيارات المصفحة في السنة الماضية بلع اعضاء البرطمان قرارهم و”انطمت” القضية.
هالمرة قرروا شراء مصفحات للقضاة لحمايتهم من غدر الغادرين باعتبارهم حماة القانون وما يدرون انهم “شالوا الجتري وعلكوا”.
ليش يابه .. يعني هذه هدية لقضاة ليس لهم سلطة قضائية ووجودهم وعدمه سوا؟.
ماعلينا..
اتضح امس “أن قيمة موازنة مجلس النواب للسنة المالية لعام 2013، بلغت 470 مليار دينار بأبواب وتخصيصات جديدة، منها تخصيص 150 مليون دينار لكل نائب لشراء المركبات، بالإضافة إلى رفع مبلغ النثرية من 400 الف دينار إلى 800 ألف دينار لكل عضو بدل قرطاسية ومواد مكتبية”.
خلي نشوف شنو المواد المكتبية.
اقلام حبر ماركة “شيفر” عدد 20.. ورق أي فور نصف طن، دوايات حبر لملْ اقلام الحبر 10 مرات يوميا.. مقطاطة عدد 60.. اقلام رصاص 50 درزن،ثاقبة الورق عدد 15 من مختلف الالوان، ملفات عدد 500 ناعمة وخشنة حسب القضايا المدرجة للسيد النائب،محّايات عدد 300 لها الوان نصفية، 3 طابعات كالتي تستعمل في دور النشر الكبرى، اجهزة سكانر عدد 5،لاب توب عدد 10،طاولات عدد 20 توضع في المخازن لوقت الحاجة، كراسي جلدية عدد 20 توضع في المخازن ايضا لوقت الحاجة، مأمور مخزن عدد 2 للاشراف على صرف القرطاسية،فراش عدد 3 لحمل القرطاسية الى مكاتب السيد النائب،”كلاصات” لشرب العصير نصفها الاسفل ملون بالاحمر والبرتقالي ، بابونج عدد 20 كيلو لاستعماله قبل تناول السيد النائب مأدبة الافطار الصباحية، ورق تواليت عدد 500 ،ورق تنظيف “تي تاول”عدد 1000، صابون عدد 300، صابون سائل عدد 200 عبوة،صحون لتشريب”الباكلة” عدد 30،زعتر نصف طن،عسل 250 عبوة،مربى عدد 50،شاي عدد 100 كيس مستورد،استكانات شاي”أم اليده” عدد 40 تستعمل فقط لضيوف السيد النائب.
نقطة نظام : كان مقرر مجلس النواب محمد الخالدي قد قال في وقت سابق “عدم وجود مسوغ قانوني لتخصيص هذه المبالغ وأن هيئة رئاسة مجلس النواب أوعزت بصرف ما ينفقه النائب عما تكلفه فيه رئاسة البرلمان من زيارات تخص لجان التحقيق او نشاطات المجلس وتصرف وفق الضوابط المالية المعمول بها في الدولة”.
روح لك .. لو بيك خير انت ورئيسك ماكان النواب صوتوا على هذا “المنحة”.
هذا مفهوم تماما عند اولاد الملحة بس ليش هذه القرطاسية تصرف شهريا .. يعني االسيد النائب من يشتري درزن اقلام حبر هذا الشهر راح تنكسر بالشهر الجاي ويشتري غيرها وهم راح تنكسر ويشتري غيرها بالشهر اللي وراه؟ فعلا عجيبة اساليب “صرمبارة” الميدان.
يعني معقوله اللي يستلم راتب اسمي قدره 8 ملايين دينار و600 ألف دينار مخصصات بالإضافة إلى 4500 دينار مخصصات طعام، و31 مليون رواتب الحماية عاجز عن شراء “بند” ورق وقلم جاف.
بعدين ،ليش أكثر من 180 نائباً يرفضون الكشف عن ذممهم المالية واغلبهم زعماء كتل معروفة؟.
ليش يابه ؟ يكولون لاسباب امنية؟؟.
ويبرز العنتري بن الشدادي عضو لجنة النزاهة النيابية جواد الشهيلي الى ساحة الوغى ليهدد بالقول انه سيكشف امام الشعب وعبر قنوات التلفزيون عن اسمائهم معتبرا ان تهرب أي نائب على كشف ما يملكه دليل على تورطه بالفساد”.
والله لو اعرف اهلهل لكان “خبصت” سكان 5 ميل كلهم (منطقة بالبصرة يبحث بعض سكانها بالزبالة عن شيء يأكلونه.
السادة النواب ممن سلموا ذممهم المالية قالوا: إن النواب الذين يرفضون تقديم كشوفات عما يملكون ويتحججون بذرائع واهية هم هاربون ومتورطون بقضايا فساد مالي وإداري وطالبوا رئاسة البرلمان بـتحديد سقف زمني محدد لتقديم كل نائب ذممه المالية ومحاسبة الممتنعين عبر وسائل الإعلام وفضحهم أمام الرأي العام”.
هذا المطالبة عمرها اكثر من سنتين ومع هذا فاولاد الملحة ينتظرون هذه الساعة “المباركة” وسيشترون شاشات تلفزيونية عرض قياس 55 انش ليروا بوضوح وجوه الفاسدين والفاسدات.
فاصل غير ديني :لا ادري لماذا يسعى العراقيون لرجم الشيطان اثناء مراسم الحج وعندهم شياطين متنوعة في المنطقة الخضراء. تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

وفاء سلطان مع صحيفة العالم الأمازيغي

وفاء سلطان

ـ بداية نود أن يعرف قراء جريدتنا من هي وفاء سلطان؟

وفاء سلطان امرأة سورية من أصول إسلامية، عرفت قدر نفسها فتمسكت بذلك القدر. لم يكن الأمر سهلا لأنها نتاج تربية إسلامية تهمش المرأة وتنظر إليها على أنها مخلوق ناقص عقل ولا يقدر على حماية نفسه.

في العقود الثلاثة الأولى من حياتها والتي عاشتها في مجتمعها السوري الغارق حتى قمة رأسه في هوسه الديني، لم تكن سوى سمكة ميتة يجرفها التيار. هاجرت إلى أمريكا بلاد الحرية ومنذ أن وطأت قدمها أرض تلك البلاد بدأت تستعيد كيانها المسلوب كأنثى وتسترد ثقتها بنفسها إنشا إنشا حتى وصلت إلى ماهي عليه اليوم.

وفاء سلطان صوت نقي وجهوري في بلاد يعتبر صوت المرأة عورة، لم ترهبها وحشية الإسلاميين الذي وقفوا لها بالمرصاد ولا تفاهة بعض الماركسيين الذي لم يستطيعوا أن ينظفوا عقولهم من آثار الثقافة المحمدية ، بل تحدتهم بالكلمة الواعية والجريئة وبالمنطق العلمي الذي لا يواجه.

هدفها كان ولم يزل وسيبقى دحض التعاليم الإسلامية التي ساهمت في خلق إنسان متخلف فكريا وعقليا ومقهور عاطفيا ومحطم نفسيا، ثم استبدالها بتعاليم إنسانية أخلاقية تساعد المسلم على إعادة تأهيل نفسه والإرتقاء بنفسه إلى مستوى آدميته.

كتاباتها ومقابلاتها على الإنترنيت تتحدث بطلاقة عنها. كتابها الأول باللغة الإنكليزية سيصدر في 13 أوكتوبر القادم، وهو بعنوان “الإله الذي يكره”

تشتغل حاليا على موقع خاص بها www.Dawrytv.org، وتأمل أن تتمكن من فتحه قبل نزول كتابها إلى الأسواق.

في الموقع ستخطو خطوة جديدة وهي خلق جهاز فكري أخلاقي يستبدل الجهاز العقائدي الإسلامي، وذلك من خلال حديث لها عبر الـ UT على الأقل مرة كل اسبوع.

تمدّ يدها إلى كل إنسان عربي يؤمن بقضيتها ويود أن يشارك في إنجاح تلك القضية. ليس شرطا أن يتعاون معها باسمه الحقيقي، ستقبل بالأسماء المستعارة لأنها ومن خلال تجربتها تعرف مدى خطورة الإرهاب الإسلامي.

الموقع سيحدد بالإتفاق مع زواره والزملاء الكتاب يوما للإحتفال بعيد العلمانين العرب، ويوما آخر لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب الإسلامي في كل مكان من العالم، وسيحدد جائزة رمزية تمنح لأحد الكتاب أو القراء وبمعدل ـ حاليا ـ على الأقل مرة كل سنة.

في الموقع زاوية بعنوان “مقابلات”، وستكون من أكثر الزوايا تشويقا وفائدة. من خلال تلك الزاوية يعمد الموقع إلى كشف النقاب عن حياة الفرد العربي بكل آلامها وآمالها، الأمر الذي سيشجع الناس في المستقبل على عدم السكوت ومحاولة التمرد على أي واقع يحط بالكرامة الإنسانية.

في الموقع أيضا زاوية بعنوان “قصة”، وسننشر من خلالها قصة مرة أو مرتين في الاسبوع، والقصة ستكون واقعية أم رمزية تحمل بعدا إنسانيا وأخلاقيا.

في الموقع زاوية بعنوان “وفاء سلطان تسأل وأنت تجيب” وأخرى بعنوان “أنت تسأل ووفاء سلطان تجيب”، ومن خلال هذين الزاويتين سيتم التواصل بين زوار الموقع والمشرفة عليه.

هناك زاوية أخرى بعنوان “رأي الموقع ورأي آخر” وفيه يطرح الموقع رأيه بقضية تهم الإنسان العربي ثم يرسلها إلى أحد الكتاب ليبدي هو الآخر رأيه، وبذلك ستكون الكلمة الأخيرة للسيد الضيف.

بالإضافة إلى زاويا أخرى.

2ـ معلوم انك من أصول إسلامية وقمت باالثورة على التعاليم الإسلامية، لماذا؟

لم اختر الإسلام بمحض إرادتي، ولكنني وكأي مسلم آخر ولدت لأجد نفسي في عائلة مسلمة.

أيّة فكرة يتم فرضها بالقوة على الإنسان مصيرها أن تسقط من فكره عندما يكتشف عقم تلك الفكرة ويمتلك الحرية لإسقاطها، وهذا تماما ماحدث لي.

آمنت بالتعاليم الإسلامية بلا خيار لأنني كنت أجهل أي شيء آخر. رحيلي إلى أمريكا سمح لي بالإطلاع على ثقافات شعوب كثيرة ومقارنة التعاليم الإسلامية بالقيم الأخلاقية والإنسانية في مجتمعي الجديد، فصعقت للفرق الهائل.

تحصيلي العلمي والثقافي في أمريكا ساعدني على أن أصل إلى قناعاتي، تلك القناعات التي تعتبر الإسلام وتعاليمه مسؤولا عن الإنحطاط الثقافي والإقتصادي والسياسي والإجتماعي وعلى كل الأصعدة.

كوني امرأة سرّع في توصلي إلى تلك القناعات وساعد على تثبيتها. لقد هاجرت من مجتمع يعتبر المرأة عورة وناقصة عقل ويساويها بالكلب والحمار إلى مجتمع تلعب فيه المرأة دور القائد والكابتن والطيار والعالم ورائد الفضاء، فكيف لي أن لا أتغير!

من جهة أخرى علومي الطبية وموهبتي الكتابية كلها لعبت دورا في خلق شخصيتي اليوم.

3ـ من المعروف أنك تهتمين بقضايا الإسلام وحريات الاعتقاد، هلا حدثتينا عن واقع هذه الحريات في العالم والعالم الإسلامي بالخصوص؟!

الحريات الشخصية في المجتمعات الحضارية مقدسة، يحميها ويضبطها دستور الدولة وقوانينها.

للحرية ثمنها، ولقد دفعت تلك المجتمعات عبر تاريخها ثمنا باهظنا لكي تضمن سلامة تلك الحريات.

للحرية أيضا مشاكلها، ولكن مهما كانت لا يمكن أن تقارن بالمشاكل الناجمة عن قمع تلك الحريات. ففي المجتمع الحر تنشط السلبيات ولكن لا يمكن أن تصل يوما إلى حد يقوض من سلامة المجتمع ورفاهيته إذا ما قورن الأمر بحالة المجتمع عند غياب تلك الحريات.

في عالمنا الإسلامي لا يستطيع الإنسان ـ ولن يستطيع ـ أن يمارس حريته مالم يتخلى عن خوفه.

لقد استطاع الإسلام كعقيدة شمولية سياسية من أن يزرع الرعب في قلب أتباعه، ومنذ أن قطع أتباع محمد رقبة كعب بن الأشرف ودحرجوا رأسه بين يدي محمد وحتى تاريخ اليوم لم يتجرأ أحد أن يتجاوز عتبه الإسلام، إلاّ إذا استثنينا قلة قليلة تهمس من وراء الكواليس وتخاف أن تجاهر بنفسها.

تصلني رسائل كثيرة تثير أحزاني لكنها في الوقت نفسه تضاعف آمالي. هي من مسلمين أكتشفوا حقيقة الإسلام وتركوه عن قناعة ولكنهم يعيشون حياة نفاق “على حد تعبيرهم” لأنهم يخفون الأمر ويتظاهرون بممارستهم للشعائر الإسلامية.

إن فرض العبادة بالقوة هو من أسوأ أشكال القمع، هل يعقل أن يمارس الإنسان دينا غصبا عنه بينما يخفي في قلبه مشاعر أخرى؟!

والسؤال المطروح: إلى متى سيستمر ذلك الوضع؟

لا أتصور بأنه سيطول، قد لا نرى نهايته في حياتنا ولكن ليس لدي شك من أن الأجيال المقبلة ستشهد تلك النهاية!

منذ أربعة عشر قرنا وحتى أقل من عقدين كان من المستحيل أن تسمع رأيا مخالفا لما يفرضه الإسلام، أما اليوم ففضح الإسلام من خلال الإنترنيت على قدم وساق!

مجنون من ينكر الآثار الإيجابية لذلك التطور المفاجئ والسريع!

4ـ هل سمعت عن مبادرة أعضاء من “الحركة البديلة من اجل الحريات الفردية” الذين قاموا بمحاولة الإفطار علنا في رمضان بالمغرب، ما رأيك فيها؟

لم أسمع بهم من قبل لقلة انخراطي في الإعلام العربي، وهذه إحدى سلبياتي التي يفرضها عليّ ضيق وقتي. لكنني أشد على أياديهم وأقول لهم: لقد أفلحتم حيث فشل غيركم، مبروك لكم خطوتكم وآمل أن تخطون في المستقبل غيرها!

المواجهة مع هؤلاء الطغاة ليست سهلة، لكنها واجب مقدس علينا. لم يقم أباؤنا بذلك الواجب واستمرت معاناتهم لتشملنا. لقد حان الوقت أن نقطع هذه الإستمرارية المقيتة ونحرر أجيالنا القادمة من القهر البشري حتى ولو دفعنا أرواحنا ثمنا لتحريرهم.

لا تتصورا بأن وجودي في أمريكا يقلل من حدة الخطورة على حياتي، فالإخطبوط الإسلامي قد أمتد بدعم الأموال السعودية إلى كل مكان في العالم، ولكني عاهدت نفسي على أن أفعل ماباستطاعتي.

دعونا نتحرك ونفعل شيئا مهما بدا ضيئلا، فالنقطة الدائمة ستحفر شقا في الصخر الصلد.

كل خطوة تخطونها ستقربكم أكثر من هدفكم النبيل.

العبادة خيار شخصي ولا يحق لأحد أن يفرضه على أحد. ارفضوا أي شكل للعبادة لستم مقتنعين به، ارفضوه بقوة وعلانية، اليوم يومنا جميعا ولن تغفر لنا أجيالنا القادم إذا تركنا تلك القضية المقدسة عالقة بدون حل.

5ـ بما يمكن تفسير مواجهة الدولة والمجتمع وبعض التيارات السياسية لهؤلاء الشباب وإحالتهم على القضاء؟

يرى الحاكم في أي شكل من أشكال التمرد إشارة لقرب نهايته، ولذلك يثور مع زبانيته كالوحوش الكاسرة أمام أي تمرد!

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى الإسلام يحمي الحاكم، ولذلك يشتد جنون ذلك الحاكم عندما يكون التمرد ضد التعاليم الإسلامية.

لقد قال لهم محمد: “اطع الحاكم ولو سرق مالك أو ضربك على ظهرك”!

فهل تستطيع أن تتصور قمعا أسوأ من ذلك القمع؟ ولماذا لا يدافع الحاكم عن تعاليم محمد، طالما ضمنت له سلامته وحمته من بطش الناس؟!!

لا أعرف من هي التيارات السياسية التي تقصدها هنا والتي وقفت في وجه هذه المجموعة من الشباب، ولكن من خلال خبرتي أتصور أنهم تيارات الإخوان المسلمين وبعض التيارات الماركسية التوجه.

لا عجب من أن تقف جماعات الإخوان المسلمين ضد أية خطوة تهدد سيادة الإسلام، ولكن العجب كل العجب عندما يقف بعض الماركسيين ضد خطوة كهذه.

أرى في الماركسيين العرب فئة تضم شخصيات مرضيّة يمزقها، بل ويفضحها، التذبذب بين إسلامها وبين ماركسيتها، وهناك مجموعة لا بأس بها من المسيحيين الذي يدافعون عن الإسلام لا حبا به وإنما كرها بمسيحيتهم!

6ـ هل يمكن اعتبار الأمر صراعا فكريا بين منظومة تقليدية وأخرى حداثية تسعى لفرض وجودها داخل المجتمع أم ماذا؟

الصراع الذي نراه هو صراع بين جانب يرى مصلحته في استمرار الإسلام وجانب يرى قمعه وفقره ووضعه المأساوي نتيجة حتمية للتعاليم الإسلامية.

إذا هو كأي صراع آخر، صراع على البقاء!

الجانب الذي يرى استمراريته في استمرار الإسلام هو ـ كما أشرت سابقا ـ القلة المتمثلة بالحاكم وزبانيته المستفيدة وطغمة رجال الدين، وبعض الإسلاميين المتمركسين المنطلقين من القاعدة التي تقول: عدو عدوي هو صديقي، يضاف اليهم شريحة واسعة من المواطنين مغيبة عن الوعي وغارقة في هوسها الديني!

والجانب الذي يرى في التعاليم الإسلامية سببا لواقعه المخزي يتمثل في النخبة المثقفة التي استطاعت أن تعي واقعها والعالم المحيط بها ووضعت نصب عينها السعي من أجل واقع أفضل. هذا الجانب يزداد عددا كلما كبر عمر الإنترنيت يوما.

الحاكم إرث إسلامي ومن صالحه أن يبقى الإسلام ولذلك يدافع عنه.

حتى عهد قريب، أي قبل عهد الإنترنيت عمدت كل الحكومات الإسلامية إلى أسر المواطن داخل قوقعة المجتمع الإسلامي. فكان المسلم بعيدا عن كل التأثيرات الخارجية وهذا ما ساعد تلك الحكومات على التحكم برقبة شعبها على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن.

أما اليوم وقد فتحت الإنترنيت طاقة كبيرة في جدار السجن الإسلامي وبدأت تتساقط أحجار ذلك الجدار الواحدة بعد الأخرى، خرج الإنسان المسلم من عزلته وراح يتطلع على ما يدور في العالم خارج حدود سجنه. إطلاعه سيساهم في ازياد معرفته وبالتالي سيساهم لاحقا في رفضة لواقعه المعاش، وهذا ما يحصل اليوم.

7ـ ولكن لماذا نرى في المجتمعات الإسلامية مظاهر تعتبر غير جائزة في الإسلام كبيع الخمر علنا و تبرج المرأة بينما تمت مواجهة هؤلاء الشباب بشدة؟

من الطبيعي جدا أن يترك الحاكم متنفسا للمواطن يفرغ من خلاله شحناته كي لا ينفجر. تلك الظواهر التي نراها هنا وهناك، كبيع الخمور وتبرج النساء، والتي تتعارض مع الشريعة الإسلامية تلعب دور المفرغ للشحن وتحمي بالتالي من الإنفجار الجماعي، وهي في الوقت نفسه تافهة ولا تهدد كيان الحاكم وبالتالي الكيان الإسلامي الذي يحتمي ذلك الحاكم تحت مظلته. ومن جهة أخرى تساهم في تحسين سمعة الحاكم فتعطي إنطباعا خاطئا للغرب بأن الحكومة علمانية وليس متشددة دينية، وهذا ما يبغيه الديكتاتور ويسعده.

هناك مثل سوري يقول: أعطيناه الخيط فطالب بالعصفور!

وهذا ما يفعل الحاكم الديكتاتوري في كل البلدان العربية والإسلامية، هو يعطي المواطن طرف الخيط ويضربه بلا هوادة عندما يطالب بالعصفور. يسمح للمواطن ببعض التجاوزات، كالتي أشرنا إليها سابقا، ثم وعندما يحاول المواطن أن يخطو خطوة أبعد من ذلك ينقض عليه الحاكم ويضربه بيد من حديد، كما حدث للجماعة التي أعلنت إفطارها في رمضان.

8ـ بعض المحللين السياسيين رأوا في الأمر زعزعة لثوابث أنظمة الحكم الدول العربية، الى أي حد يعتبر هذا القول صحيحا؟

أن تقوم مجموعة من الشباب بالإفطار العلني في رمضان أمر لا بأس به، لكنه لا يكفي من قريب أو من بعيد ليهدد توابت أنظمة مضى عليها قرون طويلة، أنظمة قوتها تكمن في إرهابها.

لا يهدد استمرارية تلك الأنظمة إلا إزدياد مستوى الوعي عند المواطن، ورفع مستوى الوعي الجماعي إلى الحد الذي يعي به المجتع كله مسؤولية الحاكم والتعاليم الإسلامية التي حمت ذلك الحاكم تجاه الواقع المر الذي تعيشه.

لا أمل إلا في حركة جماعية تشمل صفوف المجتمع كله تطالب بالتحرر من قيود الدين وبناء مجتمع مدني معاصر يضمن حريات الفرد وحقوقه.

ما قام به هؤلاء الشباب هو خطوة هامة ولا بد منها، ولكن لا تكفي وحدها ويجب أن لا يقفوا عندها.

مهما كانت الخطوة صغيرة هي مطلوبة، ولكن نجاحها يكمن في استمراريتها.

من الخطأ بمكان أن تركز القوى المعارضة على ضرورة تغيير الحاكم وتنسى في الوقت نفسه إن الأمر لا يتم إلا من خلال تغيير المجتمع. رفع مستوى الوعي الجماعي هو الغاية التي يجب أن ننشدها من أجل تحقيق حلمنا بقيام دولة تحمي حقوقنا وحرياتنا.

حركات المعارضة في العالم الإسلامي، مهما اختلفت مشاربها وأهدافها ـ ليست قادرة وحدها على إحداث تغيير. يجب أن تكون مسنودة بحركة جماهيرية واعية وعريضة قوامها مواطن يعي مسؤولياته وواجباته.

شعبنا مغفل ومقهور، وتم تجريده عبر أحقاب طويلة من الإضطهاد والظلم من الدوافع النفسية التي تدفع الإنسان عادة لتحسين وضعه بطريقة عفوية وتلقائية. لقد فقد ذلك الشعب قدرته على أن يحلم، وصارت اللامبالاة بالنسبة له طريقة حياة.

ويبقى السؤال: هل ستستطيع الطبقة المثقفة أن تشعل النار تحت مجالس الشعب كي ينتفضوا ويفعلوا شيئا؟

9ـ في نظرك هل للحريات الفردية أولوية على الحريات الاقتصادية والسياسية والثقافية داخل المجتمعات الإسلامية؟

أهم أشكال الحرية هو التحرر من الخوف. عندما يتحرر الإنسان من مخاوفه ينال حرياته على جميع الأصعدة.

يقال “لا يموت حقه وراءه مطالب” ولكن لا يستطيع إنسان في البلاد الإسلامية أن يطالب بحقه قبل أن يتحرر من خوفه، فالخوف هو العامل الوحيد الذي يقف حائلا بين الإنسان المسلم وبين حقوقه.

عندما يتحرر الإنسان من خوفه يبدأ بالمطالبة بحقوق واحدا بعد الآخر. كل حق هو نقطة إنطلاق للمطالبة بحق آخر، حتى تكتمل كل حقوقه.

المعرفة، أو إذا أردتم أن تدروجها تحت لواء الحرية الثقافية، هي من الأولويات لأنها ترفع مستوى الوعي عند الإنسان وتعرفه لاحقا بكل حق له.

 

10ـ لكن كيف يمكن الدفاع عن هذه الحريات في مثل هذه المجتمعات؟

ليس الأمر سهلا، ولا اتصور أنه بالإمكان أن يحدث ذلك مالم تراق دماء كثيرة. ولكن جرت العادة أن يترك كل جيل القضية معلقة للجيل الذي يليه كي يجنب نفسه تلك الخسائر. لو امتلك أجدادنا وأباؤنا من الشجاعة ما كان كافيا لتحرير أنفسهم لما وصلت مجتمعاتنا إلى هذا المستوى المتردي على كل الأصعدة.

على كل حال، مسؤولياتنا تفوق مسؤوليات أجدادنا وأباءنا لأن مستوى وعينا أعلى بكثير، ناهيك عن الوسائل المتوفرة لدينا والتي لم تكن متوفرة للأجيال التي سبقتنا.

لا بد من المواجهة، وقد تكون تلك المواجهة في بعض مراحلها دامية للأسف الشديد. جميع شعوب العالم الحرّ دفعت ثمن حريتها من دمائها.

أتمنى أن يتم الأمر بسلام، لكن هذا الأمر يبدو مستحيلا. الواقع المخزي الذي يعيشه الإنسان المسلم منذ فجر الإسلام يجب أن يدفعنا لأن نفعل شيئا، ولكن تحتاج الطبقة المثقفة والواعية إلى دعم شعبي حتى تستطيع أن تحقق أي نجاح. المأساة إن شعبنا مغيب عن الوعي ولا يمكن الإعتماد عليه مالم نأخذ بالحسبان رفع مستوى وعيه أولا.

أعتقد بأن مسؤولية كل مثقف اليوم يجب أن تتمحور حول رفع مستوى الوعي لدى العامة، كي تجد طبقة المثقفين دعما شعبيا كافيا لتنتقل إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة الفعل وإحداث تغيير حقيقي.

أعتقد أننا وصلنا في دفاعنا عن تلك الحريات إلى نقطة لم يصل إليها أي من الأجيال السابقة وهذا بحد ذاته مصدر للتفائل، هذا إضافة إلى أنه لا عودة لنا بعد اليوم إلى الوراء لأن قضية حقوق الإنسان تتحسن في جميع أرجاء الأرض ولا يمكن أن تتقهقر بعد اليوم.

سقوط الإسلام كقوة سياسية هو الخطوة الرئسية، إن لم تكن الوحيدة ـ التي تضمن قيام دولة مدنية تحمي مواطنيها وتعترف بحقوقهم. لا يتم تجريد الإسلام من قواه السياسية إلا بقطع الصلة بين الديكتاتور ورجل الدين، وهي صلة قوية للغاية وتشكلت عبر مئات السنين. ليس الأمر سهلا، لكنه ليس مستحيلا!

11ـ البعض يرى في الحريات الفردية خطرا على الدين الإسلامي، ماذا تقولين؟

الإسلام لا يؤمن بالحريات الفردية، والثقافة الإسلامية تسحق الفرد في بوتقة الجماعة، ولذلك من الطبيعي جدا أن تهدد الحريات الفردية سلامة الإسلام.

يسعى الإسلام إلى إقامة دولة سياسية من خلال الجماعة التي قامت على تهميش الفرد، مع العلم أن قوة أي مجتمع هي مجموع قوى أفراده.

هناك مثل أمريكي يقول: السلسلة ليست أقوى من أوهن حلقة فيها. ولذلك طالما كان الفرد واهنا وضعيفا ومسلوب الحريات لن تقوم قائمة للمجتمع كدولة.

يخاف القائمون على حماية الإسلام من فرد حرّ قوي واعي، لأنهم يعرفون بأن نهايتهم على يديه، ولذلك يسعون بكل جهدهم لضمان استمرارية قمع ذلك الفرد وتهميشه.

12ـ كيف تنظرين إلى مطالبة الأمازيغية بدولة علمانية وفصل الدين عن الدولة في شمال أفريقيا؟

كل تغيير حدث عبر التاريخ جاء على أيدي الأقلية سواء كانت تلك الأقلية شخصا واحدا أو مجموعة أشخاص. دائما تقف الأكثرية حجرة عثرة أمام أي تغيير تحاول أن تحدثه الأقلية.

الأمل في أن يتحرر الإنسان المسلم من سيف التعاليم الإسلامية هو أكبر بكثير عندما يتعلق الأمر بالأقليات المسلمة التي عاشت في ظل تلك التعاليم سواء كانت أقليات دينية أم اثنية.

هذه الأقليات ذاقت من العذاب الكثير، ولذلك لديها من الدوافع لتحرير أبنائها أكثر مما لدى الأكثرية الساحقة. هذا من جهة ومن جهة أخرى كل الأقليات التي لها تاريخ وثقافة ولغة خاصة بها هي أكثر استعدادا وجاهزية للتحرر من براثن الاسلام، ولا يخرج الأمازيع عن تلك كالحقيقة.

باعتبار لهم تاريخ وثقافة ولغة خاصة بهم، أنصحهم بأن يعلموا ليلا ونهارا على إحياء لغتهم. لأن القيام بهذا العمل سيساعدهم على الإنفلات من تأثير الثقافة الإسلامية ولاحقا سيساعدهم على إحداث قطيعة مع التاريخ الإسلامي.

الأعين في العالم اليوم موجهة أكثر من أي وقت مضى للإعتراف بحقوق الأقليات وضمان حرياتها، وتبقى الأقليات في العالم الإسلامي من أكثر الأقليات التي تعرضت للظلم عبر التاريخ. العالم لا يجهل تلك الحقيقة، وسيدعم حق الأمازيع في دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة لو تمسك الأمازيغ بذلك الحق.

لا أعرف الكثير عن المرأة الأمازيغية، ولا طبيعة تعامل الرجل الأمازيغي مع المرأة في محيطه، ليس لدي شك بأن سلوك الرجل الأمازيغي يخضع إلى حد ما لتأثير ثقافته الإسلامية، ولكن قد تلعب ثقافته الأمازيغية دورا في التخفيف من حدة ذلك التأثير.

السؤال الذي أودّ أن أطرحه هنا: هل المرأة الأمازيغية واعية ومتحررة إلى حد يساعدها على خلق جيل جديد يختلف عن سابقه؟ إنني بانتظار أن تجيبوني على هذا السؤال!

13ـ ماهو الحلم الذي تحلمين بأن يتحقق في حياتك؟

أحلم أن يأتي اليوم الذي يستطيع به الإنسان المسلم أن يختار دينه بحرية وبلا خوف. عندها سنرى عالما أجمل بكثير من العالم المرعب الذي يسمونه اليوم العالم الإسلامي! وفاء سلطان (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, فكر حر | 1 Comment