هل بقى شئ من الكعكة ياناس؟

محمد الرديني

عقد أولاد الملحة امس اجتماعا استثنائيا حضره جميع الأعضاء
وتمنى رئيس الجلسة ان يحظى بلقاء مع السيد رئيس مجلس النواب ليريه ورقة الحضور وعدد الحاضرين.
وقال مصدر مقرب من رئاسة الاجتماع آن الحضور ناقشوا نقطة واحدة كانت مدرجة على جدول الأعمال وهي تنظير مفهوم السرقة مع عدد الأنواع المستعملة في قندهار بغداد.
وأضاف المقرب انه تم تقسيم السرقة حسب الفئات أو الطبقات الاجتماعية في المنطقة الخضراء وتوابعها.. فهناك السرقات العلنية وهي خاصة بهوامير المنطقة إياها وهم من رتبة وزير او عضو برطمان فما فوق، والسرقة السرية التي تتم بمعزل عن أي شبكة اخرى خوفا من المطالبة ب(الخاوة) ويقدر مجموع المتعاطين فيها بأكثر من ١0٠ آلف شخص من بينهم عدد غير معروف من أصحاب العمائم وافخاذ العشائر وبطون القبائل.
وأضاف المقرب: أما بالنسبة للنوع الثالث من السرقة فهي السرقة العلنية والتي تسمى (عينك عينك).
وخصص الاجتماع أكثر من ساعتين للنوع الثالث لانه على ما يبدو أكثر وضوحا ، واستهل الشرح احد الأعضاء الذي تساءل أولا : هل ان هيئة النزاهة عرجاء لو مثل أم البزازين بس تموء ( اكتشفنا فسادا ماليا في الوزارة الفلانية.. الأسماء التالية اشتركت في صفقة السلاح الروسية.. اشتباه في التلاعب باحتياطي البنك المركزي.. مشعان الجبوري يلهف ١٠ مليار دولار ويودع الشباب.. ريحة صابر العيساوي وصلت إلى سابع جار.. وزارة الإسكان والإعمار تساهم في كل شيء له علاقة بالانماء إلا السكن … وزارة النقل (خليها صنته).
وتساءل آخر : بس أريد افهم إذا كان الأمر واضح في هذه السرقات العلنية ليش كل هذا السكوت ، بس الحق مو عليكم ،على هذا الشعب النايم ولا معقولة أكو شعب يقبل بمبلغ تافه لا يتعدى ١٥ دولار لكل فرد فقير فيه مقابل ٨٠٠ دولار شهريا نثريات مقطاطة ومحاية وقلم لكل عضو برطمان مع ٤٥٠ دولارا شهريا مخصصات طعام زائدا ١٢٥ ألف دولار لشراء سيارة للسيد النائب سنويا.
هذه السرقة ليست علنية فقط ولا عينيك عينك بس، وإنما تحمل في طياتها رسالة تقول ( طز بيكم أيها الشعب، والله نشغل أبو أبوكم إذا واحد فتح خشمه).
زين يابه؟
وصرخ آخر من بين الحضور : ولكم شنو منتظرين أكثر من هذا الذل؟
دلوني على شعب يسرقون لكّمته من حلكه وهو ساكت؟دلوني على شعب يدور بالزبالة بلكي يشوف قطعة لحم او راس بصل وهو ساكت؟ اذا تنتظرون اكثر من هذا الذل ماراح تلكون لأن الخزينة اليوم بيها 120 مليار دولار بكرى ..بح..بح.
واذا اليوم اكو نفط ترى اولاد اولادكم ماراح يشوفوه ابدا ويرجعون الى ايام “العرباين” اللي تجرها الحمير.
ولكم اولادكم يتعلمون في المدارس وهم كاعدين على الارض.
والزين بيكم ياخذ راتب نص مليون دينار،بعد يومين طارت مثل ما تطير حمامة السلام.
المفخخات وكواتم الصوت ما تجي الاعليكم.
بيناتكم 6 ملايين أمي.
بيناتكم 7 ملايين تحت خط الفقر بس ما درينا هل هو خط افقي ولا عمودي.
بيناتكم الآف الخريجين عاطلين عن العمل وفي احسن الاحوال لهم عقود عمل مؤقتة.
بيناتكم الرصافي تحيط به الزبالة ولا واحد تصير عنده نخوة ويطوع مع شوية شباب لرفعها من كاهله.
بيناتك شارع الرشيد اللي استشهد من زمان
اغتالوا هادي المهدي ولم تفعلوا شيئا سوى التأفف.
اغتالوا كامل شياع فركضتم نحو كليشة التنديد والاستنكار.
مجلس برطمانكم يسرق خبزتكم امامكم وبدلا ان تكونوا الرقيب على كل تحركاته لأنكم اعلى سلطة منه تواطىء البعض منكم ليكونوا خير معين لهم على تحقيق شعار “هل من مزيد”.
لا أدري هل اصابكم الخرس أم البكم ام العمى؟.
اكيد بعضكم راح يكول هذا رجل بطران.. بطران ياولدي.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.