افتتاح فصول جديدة لمحو الشرف في البرطمان العراقي

محمد الرديني

أتحدى أي شريف أو مواطن أصيل ان يدلني على عضو مجلس برلماني بالعراق عنده غيرة وناموس؟واذا طلع منهم 10 من مجموع 325 نائبا فهذه نعمة من رب العالمين.
إذا حدثت المعجزة وتم العثور عليه ،وهذا سيأخذ سنين طويلة، فأولاد الملحة سيرقصون في الشوارع ويجمعوا التبرعات لعمل نصب تذكارية له في اشهر عواصم العالم ومنها قندهار العراقية.
هل من المعقول ان يقرر مجلس الوزراء صرف ١٥ دولارا شهريا كبدل نقدي عن البطاقة التموينية للعراقي الجوعان ويرد عليه مجلس البرطمان بصرف 150 مليون دينار لكل نائب لشراء مركبات من موازنة 2013
علاوة على صرف ٨٠٠ ألف دينار شهريا لكل نائب لشراء القرطاسية.
ولكم السرقة شلون شكلها ، حمرة صفرة خضرة؟
ولكم هل نحن في زمن الورقة والقلم ولا في زمن محو أمية أعضاء البرطمان العراقي ؟
لماذا غضب أعضاء البرطمان حين اقترح احد أمعاتهم صرف جهاز آي باد لكل عضو بدلا من البدل النقدي لكل قرطاسية حتى انهم صاحوا بوجهه “ولك نريد فلوس فلوس فلوس يابكم”. بينما وقف احدهم امامه “متخوصر” وصاح بوجهه :منين عندنا وقت نتعلم حركات الآي باد يابه.
خلي ناخذها وحده وحده.
بعد الغليان الشعبي ضد فضيحة السيارات المصفحة في السنة الماضية بلع اعضاء البرطمان قرارهم و”انطمت” القضية.
هالمرة قرروا شراء مصفحات للقضاة لحمايتهم من غدر الغادرين باعتبارهم حماة القانون وما يدرون انهم “شالوا الجتري وعلكوا”.
ليش يابه .. يعني هذه هدية لقضاة ليس لهم سلطة قضائية ووجودهم وعدمه سوا؟.
ماعلينا..
اتضح امس “أن قيمة موازنة مجلس النواب للسنة المالية لعام 2013، بلغت 470 مليار دينار بأبواب وتخصيصات جديدة، منها تخصيص 150 مليون دينار لكل نائب لشراء المركبات، بالإضافة إلى رفع مبلغ النثرية من 400 الف دينار إلى 800 ألف دينار لكل عضو بدل قرطاسية ومواد مكتبية”.
خلي نشوف شنو المواد المكتبية.
اقلام حبر ماركة “شيفر” عدد 20.. ورق أي فور نصف طن، دوايات حبر لملْ اقلام الحبر 10 مرات يوميا.. مقطاطة عدد 60.. اقلام رصاص 50 درزن،ثاقبة الورق عدد 15 من مختلف الالوان، ملفات عدد 500 ناعمة وخشنة حسب القضايا المدرجة للسيد النائب،محّايات عدد 300 لها الوان نصفية، 3 طابعات كالتي تستعمل في دور النشر الكبرى، اجهزة سكانر عدد 5،لاب توب عدد 10،طاولات عدد 20 توضع في المخازن لوقت الحاجة، كراسي جلدية عدد 20 توضع في المخازن ايضا لوقت الحاجة، مأمور مخزن عدد 2 للاشراف على صرف القرطاسية،فراش عدد 3 لحمل القرطاسية الى مكاتب السيد النائب،”كلاصات” لشرب العصير نصفها الاسفل ملون بالاحمر والبرتقالي ، بابونج عدد 20 كيلو لاستعماله قبل تناول السيد النائب مأدبة الافطار الصباحية، ورق تواليت عدد 500 ،ورق تنظيف “تي تاول”عدد 1000، صابون عدد 300، صابون سائل عدد 200 عبوة،صحون لتشريب”الباكلة” عدد 30،زعتر نصف طن،عسل 250 عبوة،مربى عدد 50،شاي عدد 100 كيس مستورد،استكانات شاي”أم اليده” عدد 40 تستعمل فقط لضيوف السيد النائب.
نقطة نظام : كان مقرر مجلس النواب محمد الخالدي قد قال في وقت سابق “عدم وجود مسوغ قانوني لتخصيص هذه المبالغ وأن هيئة رئاسة مجلس النواب أوعزت بصرف ما ينفقه النائب عما تكلفه فيه رئاسة البرلمان من زيارات تخص لجان التحقيق او نشاطات المجلس وتصرف وفق الضوابط المالية المعمول بها في الدولة”.
روح لك .. لو بيك خير انت ورئيسك ماكان النواب صوتوا على هذا “المنحة”.
هذا مفهوم تماما عند اولاد الملحة بس ليش هذه القرطاسية تصرف شهريا .. يعني االسيد النائب من يشتري درزن اقلام حبر هذا الشهر راح تنكسر بالشهر الجاي ويشتري غيرها وهم راح تنكسر ويشتري غيرها بالشهر اللي وراه؟ فعلا عجيبة اساليب “صرمبارة” الميدان.
يعني معقوله اللي يستلم راتب اسمي قدره 8 ملايين دينار و600 ألف دينار مخصصات بالإضافة إلى 4500 دينار مخصصات طعام، و31 مليون رواتب الحماية عاجز عن شراء “بند” ورق وقلم جاف.
بعدين ،ليش أكثر من 180 نائباً يرفضون الكشف عن ذممهم المالية واغلبهم زعماء كتل معروفة؟.
ليش يابه ؟ يكولون لاسباب امنية؟؟.
ويبرز العنتري بن الشدادي عضو لجنة النزاهة النيابية جواد الشهيلي الى ساحة الوغى ليهدد بالقول انه سيكشف امام الشعب وعبر قنوات التلفزيون عن اسمائهم معتبرا ان تهرب أي نائب على كشف ما يملكه دليل على تورطه بالفساد”.
والله لو اعرف اهلهل لكان “خبصت” سكان 5 ميل كلهم (منطقة بالبصرة يبحث بعض سكانها بالزبالة عن شيء يأكلونه.
السادة النواب ممن سلموا ذممهم المالية قالوا: إن النواب الذين يرفضون تقديم كشوفات عما يملكون ويتحججون بذرائع واهية هم هاربون ومتورطون بقضايا فساد مالي وإداري وطالبوا رئاسة البرلمان بـتحديد سقف زمني محدد لتقديم كل نائب ذممه المالية ومحاسبة الممتنعين عبر وسائل الإعلام وفضحهم أمام الرأي العام”.
هذا المطالبة عمرها اكثر من سنتين ومع هذا فاولاد الملحة ينتظرون هذه الساعة “المباركة” وسيشترون شاشات تلفزيونية عرض قياس 55 انش ليروا بوضوح وجوه الفاسدين والفاسدات.
فاصل غير ديني :لا ادري لماذا يسعى العراقيون لرجم الشيطان اثناء مراسم الحج وعندهم شياطين متنوعة في المنطقة الخضراء. تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.