بعد شهرين رح تمم الاربعين سنة..
١٢ سنة طليعي ..
٨ سنوات شبيبي..
٤ سنوات تخريب فكري جامعي..
سنتين عسكري..
سنتين سجين..
سنة بحث عن عمل..
عشر سنوات غربة..
و انا سوري آآآآآآآآه يا نيالي…
بعد شهرين رح تمم الاربعين سنة..
١٢ سنة طليعي ..
٨ سنوات شبيبي..
٤ سنوات تخريب فكري جامعي..
سنتين عسكري..
سنتين سجين..
سنة بحث عن عمل..
عشر سنوات غربة..
و انا سوري آآآآآآآآه يا نيالي…
ملحوظة هامة: اعتذر مقدما لافراطي في استخدام مفردات العامية البغدادية في هذه المقالة لكن الموضوع حكم بذلك ، كما اؤكد ان المقالة تستهدف التعبير عن حالة خاصة وهدفها زرع ابتسامة عابرة رغم ما فيها من اسقاطات سياسية ، فالرجاء عدم تحميلها باكثر مما تحتمل
———————————–
انعم الله علي بزوجة طيبة القلب تتفهم طبيعة الرجل الذي لا تملأ عينه المالحة سوى حفنة رمل ، فرغم كونها مثقفة ولا يعجبها الحال المايل لكنها لا تمانع اذا بصبص زوجها شوية (منا لو منا ) ، بشرط ان تكون البصبصة ضمن الحدود المسموحة عائليا” ، ولاتتبعها سلوكيات تستدعي استخدام قبقاب التدخل السريع ، بل انم الجهال تمنحني احيانا صلاحيات مضافة ..(يعني مكرمة ….مثل مكرمات ذاك الرجال ) خاصة اذا كانت (المبصبص عليها) في مرمى حاسة البصر فقط كصورة او لقطة تلفزيونية او فيديو كليب ….فعندها مسموح لي ان اطلق حسرة بسيطة لايتجاوز حجمها ربع لتر من هواء الزفير، او ان ابلل شفتاي بمقدار ملعقة شاي من الريق ،او ان اقول بصوت منخفض لايسمعه الجيران :”يروحولج فدوة فيلق بدر وجيش المهدي والقاعدة” !
ولست ادعي ان عيوني تجحظ عند ظهور اية حرمة جميلة على الشاشة او الكومبيوتر…فقد تجاوزت ذلك الموضوع منذ الاحتلال الامريكي وما تبعه من امتلاء الشوارع بالخيام السوداء المتحركة من ذوات الثقبين واللواتي وبعكس مليحة صباح فخري ذات الخمار الاسود جعلنني افكر جديا بالعودة الى الصلاة التي تركتها منذ اجتيازي البكالوريا بنجاح ، لكني في حالات خاصة اصاب بالاسبهلال وتملا الابتسامة وجهي وظهري واعيش في انشراح حتى لو كنت قد شاهدت جلال الدين الصغير قبل قليل ،ويحدث هذا عادة بسبب اغنية للقنبلة الذرية المسماة خطا هيفاء وهبي ….والتي اجزم ان هناك كثير من النساء اجمل منها ، ومن المؤكد ان نوعية صوتها لاعلاقة له بالتينور او السوبرانو او السلفوندو فهو من ماركة (خليها سنطة) ، لكن شكلها بالنسبة الي والى من اعرفهم من زلم خشنة يعادل عشر درجات على مقياس ريختر المكون من تسع درجات . واكثر ما يجذبني في شكل هيفاء ( حتى لايروح فكركم بعيد )هما عيناها ، فهما تبدوان وكانهما تخاطبان كل ذكر ينظر اليها وتقول له بصوت هامس كلمة واحدة هي …( تعال ) …بس منو ينطينا فيزة ؟
ارسلت لي زوجتي الحبابة قبل يومين ايميل فيه اكثر من 20 صورة لهيفا وهي تغني في الحفلات ، ومن الواضح تماما من الفساتين التي كانت ترتديها ان جميع الحفلات كانت في تموز او آب ، وان الوطنية مكطوعة والمولدة عاطلة ، يعني حقها المرة ، خوما تشتعل ؟ وكان عنوان الايميل (ملابس هيفا المثيرة للجدل ) وهو عنوان مناسب تماما ، اذ حالما شاهدت تلك الملابس الساخنة حتى ثار عندي الجدل والديالكتيك كله . وحمدت الله ثانية على هذه الزوجة التي تعرف دمارات زوجها ولا تتملكها الغيرة من مجرد صور لا تمنعها الرقابة الا في الصومال ، واول شيء خطر ببالي بعد مشاهدة الصور وحفظها هو تحويل الايميل ( فورورد) الى الاصدقاء المقربين طمعا بالحصول على دعوات صالحة منهم عندما يشاهدونها ،لكني لم اكن اتوقع ان البعض منهم تشاركهم زوجاتهم في بريدهم الالكتروني ، وليسوا كلهم محظوظين مثلي بالاقتران بزوجة تتغاضى عن الصغائر ( الحقيقة ان احدهم صحح لي هذا المفهوم فيما بعد قائلا” : لك هيفاء وهبي صغائر ؟ شنو اعمي ؟ لعد الكبائر شلون تصير ؟ “
الخلاصة ان معظم الردود التي تلقيتها من الاصدقاء كانت تلهج بالشكر والثناء عدا اثنتان
الاولى : كانت تحمل رزالة نازكة من صديق اجزم انه كتبها تحت التهديد يقول لي فيها : لست افهم كيف ان طبيبا محترما عمره اقترب من الخمسين يمكن ان يعجب بهذا الابتذال لمغنية حولت الغناء الى عرض للاجساد العارية !!!
( يمعود هي سنتمترين فوق الركبة سويتها عارية ؟)
ثم يقول :فيا للاسف على الزمان الذي هبطت فيه الاذواق الى هذا الحد !
(اصطبرلي بس اشوفك ..الله يرحم ايام الكلية من جنت تعتبر مي اكرم خليفة ام كلثوم )
اما الرسالة الثانية فمن الواضح ان صديقي الاخر قد تم غسل دماغه بفضائيات اقرأ والمجد وغيرها، اذ اراد ان يرزلني بصورة غير مباشرة فارسل لي عنوان موقع يظهر فيه فيديو لرجل دين غاضب يندد بهيفا لانها تظهر على علبة بيبسي كولا ( وهي تتلوى !!!) بس اريد اعرف كيف رأى التلوي في صورة ثابتة..لابد انه رغباته المكبوتة جعلته يتخيل ذلك!
والمصيبة انه اعتبر هذه الصورة بمثابة دعاية تقوم بها هيفاء وهبي للمسيحية !!!!فكيف تشرب امة محمد البيبسي ؟
مجرد صورة لهيفا على علبة بيبسي وبدون اي كلام صارت دعاية للمسيحية ؟
كيف يارجل ؟ ماهي العلاقة بين الدولمة و اعصار كاترينا؟
هسة لو علبة بيرة كان بيها باب وجواب باعتبارها حرام على المسلمين وحلال لدى المسيحيين
ما علاقة البيبسي بالمسيحية ؟ هل شركة البيبسي مملوكة من قبل البابا بينيدكتس ؟
ثانيا هيفا من جماعتنا ،يعني مسلمة …وفوكاها شيعية …و المسكينة لم تنطق بكلمة عن المسيحية ولا جابت سيرة الكاردينال نصرالله صفير ولا القديس توما الاكويني ولا الام تيريزا
فمن اين الفت هذا الخرطكيشن يامولانا ؟
لم اتمالك نفسي فاجبت صديقي بايميل (متمنيا ان لا تقراه زوجته هذه المرة ) وقلت له
صدقني يا عزيزي ان اللواتي يدعون للمسيحية فعلا” هم نائباتنا من المجلس الاعلى والتيار الصدري والحزب الاسلامي ، اذ كل ما شاهدت واحدة منهن في التلفاز تمنيت ان اكون مسيحيا” .
مواضيع ذات صلة:
أزمة المثقف العربي … والاستعمار الوطني
المتعلم غير المثقف ، فالمتعلم من مر في المراحل الدراسية وتعلم من الكتب موادها العلمية لكي يختار دراسته التي تصبح له منها مهنته (( الوظيفة )) .
اما المثقف فبالإضافة الى التعليم ، قرأ ويقرأ في مختلف الكتب وتأمل ، وفكر طويلا ، وقاوم الفكر السائد ويبحث عن البدائل ، فهو مجاهد من خلال القلم والعقل ، ومنفتح على الآخرين اجتماعيا ودينيا ، ويعرف لغة اخرى وبمستويات مختلة اكثر من الإلمام ، ويحب السفر ، والاختلاط ، ولديه رؤيا ، وهؤلاء هم هدف أساسي لعدو اي أمة …
اليوم نناقش أزمة المثقف العربي …؟.
هو محبوس بدون زنزانة والحمد لله ، فالأنظمة مدعومة من قبل أصدقائنا كلهم ، ويصدرون لنا لاصق لتكميم أفواهنا ، وتلك هي المشكلة المرعبة للمثقف العربي ، فهو يريد فتح فمه ، ولكن هنالك من يريد ان يعد له عدد أسنانه …؟.
الدين و الطائفة ، المثقف ، يحاول كسر حاجز الدين ولكنه يقع في فخ (( الخوف )) ان الابتعاد عن أخلاقيات الدين هي الخطورة …!.
اما المراسيم العامة فهذا مايجب ان يكسره المثقف ، لكنه يخاف من انه يرتكب جناية يعاقب علها لاحقا …!.
الهجرة الداخلية ، والخارجية ، يهجر المثقف في الوطن العربي في داخل غرفته ، ويتقوقع ، وخصوصا عندما ينشر أفكاره ، ويتهكم عليه من حوله ، وينقضون عليه ، اما يقاتل ويتعب …!.
وأما ان يتراجع ويتقوقع …!. ولكنه لا يستسلم ، وهذا المارد في نفسه لايموت …!.
فالمثقف لا يستسلم …!. وهذا هو سر التغيير في حياة الشعوب .
اما الهجرة الخارجية فهي مطلبه ، وعندما تتحقق اما ينغلق وينتهي ، او يزداد إصرارا ، فلقد سافر من مأزق ، والى الحياة الموعودة التي يكتشف انها ليست سوى كذبة اخرى خارج الحدود …!.
ولكن هنا تبدأ رحلة جديدة للعودة …؟.
الانكسار والإحباط …. في نهاية المطاف يصاب بالإنكسار والإحباط من المحولة والمحاولات ، ولكنه لايتعلم بانه سر التغيير يكون في وجود مجموعة او مجماميع مثله ، ويجب الانتماء لها فهو لا يستطيع التغيير بشكل واسع ، لهذا عليه الانخراط في تيار يتناسب مع تفكيره ، وهنا تكمن الخطورة من ان يقع في فخ الاختيار الخاطئ …
عدم الاستقرار ، والمال ، والجنس ، والنصوص الثابتة…
أكبر معاناة هي نقص المال والنصوص الثابتة التي يجب ان يتبعها المثقف فهو يريد ان يمزق كتب القانون البالية ، والنصوص الجامدة في التفسير الديني ، ولكنه يقع تحت طائلة القانون الروحي ، والخوف الرباني …!.
فهو لا يستطيع ان يتنفس ويبحث عن شريكة العمر ، او الحياة ، والنقص في المال او قدرته المالية التي لا يستطيع …؟.
فهو محصور مرة اخرى في صندوق قاصة المرابي الكبير ، وهو غير عابث و لديه قيم ، وهكذا هو لا يستطيع الاستقرار ، ولايستطيع ان يكون فاسدا …!.
فهو النموذج وهو الذي يريد ان يغير ، وهكذا فهو يعاني من دوامة حتى يخرج منها او تنهيه …؟.
وهو يعيش الأزمة ، أزمة العالم والمجتمع (( حمال آسيه )) قلبه كبير ، يبحث عن الحل لنفسه وللآخرين ، فهو غير أناني ، وهنا هي الطامة الكبرى يضحي من غير مردود ، وهذا يزيد من حالة الإحباط لديه ، والغريب ان يعيش حالة الانفجار … ويوما ما ينفجر …!.
اما شماعة الحكومة فهي المشكلة الحقيقية ، فهل هي الحكومة السبب …؟. أم المجتمع …؟. وهذا الصراع باقي الى أن يجد الحقيقة .
انها الحكومة فعلا ، وليس الشعب ، فالاستعمار الوطني هو بسبب الحكومة ، وتخلف الشعوب جزءا من مهمة وأهداف اي استعمار وطني …!.
*النموذج هو الخليج ، لماذا ظهرا …؟.
* لبنان سقوط الهيبة المالية اللبنانية وظهور البديل بنوك الخليج (( بنك وبار )) وشعوب ارتدت لباس عفا عنه الزمن ، فلقد اختار صاحب الزمان شعوب تتصف بالبدائية ، وينقلها الى دولة إسمنتية ، بها أنظمة حاسوبية ، وبنكية متطورة ، ومطارات ، وسفر, شعوب محدودة العدد ، بها جيش من الآسيويين لخدمتهم ، وخلق مجتمع الصدفة التي تكبر ، واصبح في ليلة وضحاها متميز مقابل فشل الأنظمة الثورية والاشتراكية ، وهذه هي علة تلك الأنظمة ، والآفة التي قتلتها ، فللمحافظة على النظام ، احاطوا انفسهم بالبوليس السياسي ، وهكذا تدحرجت كرة الثلج وقتلت الحاكم .
* وظهور دولة (( ايران ))بعد احتلالها للأراضي العربية 1918 /. 5 / 2 .
*لعبت الأفكار الثورية المبطنة والزائفة دورا في تغيير كتير المثقف العربي عندما خدع في تلك الشعارات للأسف ، ، الوقوع في ثقافة (( زرق ورق )) ، وحتى سقوط العراق ، وسوريا ، وليبيا ، والفوضى الشاملة التي تحصل في مصر ، والسودان ، واليمن ، وتونس ، والحبل على الجرار …
استفاق المخدوع من حكم ثورة البصل والزعفران ، واصبح حاقدا عليه ,,الا الدولاريون فهم عبيد الورق .
* الأفكار الشيوعية والاشتراكية و قتصاد السوق …!.
*الثورة الفرنسية التي ثارت في ثورة دموية باستيلية كما قال (( روس بيرور : الثورة تأكل أبنائها )) ، وتحولت من امبراطورية جميلة منظمة ، دمرها رعاع باريس وتحولت الى دولة إمبريالية بدلا من اشتراكية كما خططت لها الارناكية الأولى ، والثانية ، والثالثة …!.
*اما الطامة الكبرى التي يعاني منها المثقف العربي اليوم هو صندوق الانتخابات ، ففي كل دول العالم هنالك صندوق لوضع الورق كل اربع سنوات ، ويعتقدون بانها هي الحل والحلول السحرية للاقتصاد ، حتى فهم المثقف العربي هذا الملعوب الورقي .
*ان الديمقراطية هي ليست اقتراع ، وإنما هي المشاركة في سلة الخبز ، والقرارات المصيرية ، والذي دوما يأتي لكرسي البرلمان تاجر لسان …!.
انا ومنذ الصغر تغربت ، ولكن كان العراقي ، والعراق ديني ، ودجلة الخير والفرات طائفتي ، وقانون حمورابي مذهبي ، والعراقيين أهلي واحبتي ، علما انه منذ الصغر لم اذهب لصندوق الاقتراع قطعا لأنني فاهم اللعبة منذ نعومة أظافري وهذه هي رؤيتي .
اليوم سقطت كل الأقنعة ، وفهم الجميع اللعبة ، وأصبحنا في وجه المدفع ، وأمام لعبة القتل الجماعي ، والتهجير العنصري ، والقلق ، وهذا كله مبرمج ، فهل سوف ينجح المثقف العربي في إعادة ترتيب نفسه …؟. نعم …
***اني لم أرى حركة فنية ، وكتابية ، وأدبية ، وقصصية ، ووعي ثقافي ، وإصرارا على تغيير الوضع مثل تلك النماذج التي نرى أشكالها في كمية الكتب المطبوعة ، والصحافة ، والأقلام ، الثائرة والنظرة الثاقبة ، وفكرة العودة للوطن ، وخصوصا لصدمة الثقافة والاغتراب والمعايشة المختلطة ، ورفض المجتمع الجديد على مستوى البسطاء الذين لا يملكون سبل ووسائل التغيير ، والمثقف الذي كشف إلغطاء عن قصة الأخوة ، الأصدقاء ، الأعداء … (( تفائلوا بالخير تجدوه )) ..
**لكل أمة مرحلة اعتكاف ، ولكنها تنتظر الصباح ، اما مثقفيها فهم يعرفون وقت الصباح. ، فالقوي تاهت بوصلته ، وهذه علامة التغيير …!.
جاء الفرج
وزير التعليم في الحكومة المؤقته يقرر صرف 10000 ليرة سورية لكل مدرس في المناطق المحررة عن الستة اشهر المنصرمة على ان يتم صرف 5000 ليرة الان على وجه السرعة وتؤجل الـ 5000 ليرة الى وقت لاحق
الصرف للمدرس بمعدل 10 دولار شهريا للمدرس
بارك الله ….. بارك الله
جاء الغيث
جدير بالذكر بان راتب الوزير هو 6500 دولار طبعا لاتشمل التنقلات ولا الاقامة بالفنادق
ايتها الحكومة المبجلة يا وزير التعليم دعني اقص عليك قصة والى حمص
طلب الفارق عمر من اهل الثقة ان يرفعوا له كشفا باسماء الفقراء بحمص فلما استعرض الخليفة عمر الكشف وجد اسم سعيد بن عامر بن حذيم بين اسماء فقراء حمص فسألهم اليس سعيد هذا هو أميركم فقالوا نعم يا امير المؤمنين ولكنه افقرنا لانه لايمسك شيئا
بكى عمر بن الخطاب وارسل الف دينار الى سعيد بن عامر ليصرفها على نفسه فما كان من سعيد بن عامر الا صرف المال كله على جيش المسلمين
بكى عمر بن الخطاب على سعيد بن عامر فهل بكى احمد طعمة على وزير التربية ؟؟؟؟
ام هل بكى وزير التعليم على حال المدرسين فانفق عليهم 10 دولارات كل شهر
من هنا يظهر أننا لسنا امام ثورة او حكومة ثورة انما امام لصوص تسرق دم الشهداء وعرق الثوار وتتاجر به
ترى هل كان وزير التعليم قبل الثورة يتقاضى راتبا يصل الى 500 يورو ليقبض الان 6500 يورو والسؤال ماذا سيقدم وزير التعليم في تلك الحكومة
انشاء جامعات ؟؟؟ مراكز ابحاث ؟؟؟ مدارس متخصصة ؟؟؟ بعثات تعليمية ؟؟؟؟
فعلا انها حكومة مؤقتة للاجهاز على الثورة وليست حكومة ثورة
منظمة الطاقة النووية للملالي: لا ننفذ البروتكول الاضافي ولا يحق للمفتشين زيارة موقع بارتشين
استبعد مرة أخرى بهروز كمالوندي الناطق باسم منظمة الطاقة النووية لنظام الملالي يوم 2 أيار / مايو وعشية وصول وفدمن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ايران، امكان وصول المفتشين الدوليين لموقع بارتشين وقال «من الناحية الحقوقية لا يحق لهم زيارة موقع بارتشين لأننا لا ننفذ البروتكول الاضافي وحتى لوكنا نطبق البروتكول الاضافي لكان وصول المفتشين خاضعا للتدبير». (وكالة أنباء قوات الحرس (فارس) 3 أيار/ مايو).
انه أكد من جديد أن النظام لا يعتزم خفض برنامجه النووي – الذي لا هدف له سوى الحصول على القنبلة النووية – وصرح أن «منشاتنا النووية لن يتم تعطيلها».
وكان المفتشون الدوليون قد طالبوا طيلة السنوات الثلاث الماضية مرات عديدة زيارة قطاع محدد من موقع بارتشين للتحقق من جوانب غير مكشوفة من برنامج التسلح النووي لنظام الملالي ولكن النظام منعهم دوما من زيارة بارتشين. وتؤكد تقارير عديدة أن نظام الملالي يعمل على ايجاد تغييرات أساسية في القطعات المذكورة في بارتشين بهدف ازالة أي معالم وبصمات عن التجارب النووية.
ان تصريحات الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية للنظام تبين حقيقة أن نظام الملالي وخلافا لكل مزاعمه طيلة الأشهر الماضية مازال يمارس أعمال الاخفاء والخداع تطبيقا لسياسته للحصول على القنبلة النووية ولا يقصد اطلاقا الشفافية في مجال برنامجه النووي.
ان نظام الملالي وطيلة السنوات الماضية قد أخفى قطاعات من مشروعه للتسلح النووي في مواقع عسكرية معروفة ومنع وصول الوكالة اليها بحجة أن تفتيش المواقع العسكرية ليس في صلاحية الوكالة الدولية.
ان المقاومة الايرانية تؤكد مرة أخرى أن تنفيذ البروتوكول الاضافي من قبل نظام الملالي والوصول الحر ودون شرط للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى جميع المنشآت والمتخصصين النوويين للنظام هو خطوة ضرورية لا مناص لها لضمان عدم وصول الملالي الى القنبلة النووية.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – باريس
5 أيار/ مايو 2014
لازال الصراع محتدما بين المؤمنين بالخلق الالهي للكون بما فيه من احياء وجماد ، وبين المصدقين لنظرية التكوين العشوائي والصدفة من الطبيعة ونظرية التطور والانتخاب الطبيعي وصراع البقاء .
لكن الابداع في التصميم والروعة في البناء والتكوين والتوحيد في العناصر البنائية والتنظيم الدقيق للخلق لا يتماشى مع العشوائية والفوضوية في التكوين ولا يأتي الابداع من الصدف التي يدعيها اصحاب التطور . لابد ان وراء الخليقة خالق مبدع يفوق الخيال والعقل في وجوده قادر حكيم جبار وكلي القدرة .
لندرس لمحة من تكوين الكون ونرى الحكمة العظيمة في وجوده ومَنْ وراء ذلك الوجود .
وُجِدَ الكون من لاشئ اي من العدم قبل 13.7 مليار سنة . والعلم يقول المادة والطاقة لاتفنى ولا تخلق من العدم ، فمن أين جاءت مادة الكون وطاقته الجبارة ، غازات وغبار وذرات وعناصر كيميائية وطاقة حرارية وإشعاعية هائلة ملأت الكون في جزء من الثانية .
لنرى بعض الامور التي تحكمت في خلق الكون ونرى حكمة الخالق في خلقه .
– (كتلة – طاقة) الكون الموجبة تعادل (الكتلة – الطاقة) السالبة والمحصلة لهما في الكون تساوي صفر وهذا يعني استقرار الكون .
– كل ذرة من مادة الكون ولكل عناصره الكيميائية هي متعادلة كهربائيا رغم وجود الشحنات الموجبة والسالبة في جسيماتها في البروتونات والالكترونات ، هذا يدل على استقرار المادة بحكمة ربانية ولا تتحكم بها العشوائية .
– التوزيع المتجانس لأشعاع الخلفية الكوني يدل على وجود مُنظِم وراء ذلك فهو متماثل في كل مكان ، وهذا لاينطبق مع العشوائية والصدف .
– معدل تمدد واتساع الكون متماثل في كل ارجاء الكون ، وهذا لا ينطبق مع العشوائية
– توزيع المجرات في الكون بشكل متناسق يدل على خالق حكيم مقتدر ينظم كل شئ ولا يتركه للعشوائية والفوضى .
– الارض الكوكب الوحيد الذي فيه الحياة يحميه غلاف غازي وطبقة من الاوزون تمنع تسرب الاشعة الكونية القاتلة للحياة ، وفيه الاف الوسائل التي تديم استمرار بقاء الحياة من حرارة وضوء وهواء وماء وغذاء ونباتات بكل الاصناف وخيرات في باطن الارض كالمعادن والنفط للبناء والاعمار . وهذا يدل على ان الخالق للحياة يريد ان يحميها ويبقيها تحت رحمته وحمايته ، فهو الرحمن الرحيم ، اما بقية كواكب المجموعة الشمسية ، فهي اما بلا غلاف غازي يحميها او يحيط بها غازات سامة قاتلة ولا حياة فيها .
– جميع هذه الخصائص وكثير غيرها اساسية لخلق كون وجدت فيه عناصر ملائمة للحياة ولبقائها.
لو كان الأنفجار العظيم أكبر من ذلك الذي حدث لتسبب في تشتيت الغازات الكونية لدرجة لايمكن معها ان تتجمع لتكوين المجرات . وعلى العكس لو كان اضعف من ذلك لأنهار الكون على نفسه قبل ظهور الحياة ، لقد تمدد الكون ببطء يكفي لتكوين المجرات والنجوم والكواكب ، لكن ليس ببطء كافٍ يخاطر بأنهياره على نفسه .
– المعروف عن الانفجارات انها فوضوية الاتجاه والانتشار ، اي مقدار الضغط لا يتساوى في جميع الجهات عن المركز . بينما ثبت لعلماء الكونيات ان الأنفجار العظيم كان بنفس القوة في جميع الاتجاهات وفي جميع انحاء الفضاء ومتناغما بدرجة دقيقة جداً ، وهذا ليس من نتاج العمل العشوائي بل تحكم به رب خالق قدير .
– اجساد كل الكائنات الحية أنسان وحيوان ونبات، وكذلك الجماد تتركب من نفس عناصر الكون الكيميائية الموجودة في النجوم والمجرات ، لأن خالقها وصانعها واحد .
هذه حكمة الخالق في خليقته
وخلق كل شيء فقدره تقديرا
رأي في موضوع: “هجرة المسيحيين: قرع أجراس الخطر”!
المطران يوسف توما
كان موقف الكنيسة في العراق من هجرة مسيحيي العراق إلى الخارج يتأرجح بين التذبذب والازدواجية، فيشعر أبسط الناس أن هناك فرقا بين ما يُقال وما يُعمل، وبقيت أسئلة كثيرة عالقة، تعود اليوم بشكل أقوى لعل أهمّها: “لماذا لا يقوم البابا بتسفير المسيحيين إلى خارج العراق، ألا يستطيع ذلك؟”. كيف يمكننا أن نتعامل مع هذه التساؤلات في ظل الوضع الراهن في بلادنا؟ خصوصا وأن هنالك الجديد الذي يظهر مع تحوّلات عميقة في الكنيسة: على رأسها جاء البابا فرنسيس مختلفا منحازا إلى جانب الفقراء، وعلى رأس الكنيسة الكلدانية جاء بطريرك، أقل ما يقال عنه إنه يختلف عن أسلافه، وهذا الاختلاف يضعه في موضع تساؤل في مواقفه، خصوصا ما يخص الهجرة، فأغلب أتباع كنيسته أمسوا خارج الرقعة الجغرافية التي كانت في الماضي، من هنا جاءت رسالته الأخيرة (يوم 26 نيسان 2014) مثيرة للشجون والحيرة والتساؤل. أحاول في هذه الأسطر أن أنقل الموضوع من مجال الانفعال الذي سببته صرخة غبطته (خصوصا جملته: “نحن كنيسة منكوبة”!) إلى مجال آخر بتنا في أمس الحاجة إليه الآن، ونحن على أبواب منعطف كبير في تاريخ العراق المعاصر، بعد الانتخابات البرلمانية ليوم 30 نيسان الأخيرة.
الهجرة موضوع عالمي واسع وقديم تعرّضت وتتعرّض إليه شعوب عديدة، تعدّدت أسبابه ونتائجه، لذا قامت منظمات محلية وأجنبية تعنى بالهجرة، كالتي في الأمم المتحدة واستحدثت بلادنا وزارات الهجرة والمهجّرين، وارتبط الموضوع بحقوق الإنسان وبالمشاكل الاقتصادية والمالية في العالم. لكنّه اتخذ في كل زمان ومكان أشكالا جديدة وأبعادًا عكست مشاكل زمكانيّة كبيرة. فالهجرة ترتبط بما يحدث من تقلبات وتحوّلات وويلات، وعلينا أيضًا أن نقول: إن هجرة مسيحيي العراق والشرق الأوسط عمومًا اليوم ليست سوى جزء من مشكلة أكبر تعصف بهذه البلاد، وقد طالت الهجرة شرائح أخرى من مجتمعنا (قيل إن مجموع من هاجر من العراق في العقود الأخيرة يتجاوز 12% من السكان، وتجاوز عدد المهاجرين منذ عام 2003 المليونين). هاجر كل من تعرّض للاضطهاد والتنغيص ووقع في صراعات دينية أو قومية أو ذهب ضحية العصابات والإرهاب المتفشي الذي يعدّ علامة مميّزة لعصرنا، ويشبّه امتداد الإرهاب بالعولمة فلم تسلم منه دولة ولا مجتمع وننتظر ممن يكتبون التاريخ المعاصر، أن يلملموا الخيوط والملابسات الحقيقية فيطلعونا على ما يفيد ويوضح الصورة.
عمليا ينبغي أن نلاحظ أن الهجرة نوعان: واحدة إلى خارج البلاد، وهي التي تشكل الزعزعة الكبرى، والتحوّل الجذري للعائلة والمجتمع وتحدث التغيير العميق في بنية المجتمع. وهناك هجرة أخرى داخل البلاد نفسها (أو إلى دول مجاورة لديها نفس اللغة والعادات)، لكن هذه الهجرة لا تقل أهمية عن الأولى بل يقول الباحثون إنها تشكل 90% من مجموع الهجرات. وإن كان ممكنا إحصاء أرقام الهجرة إلى الخارج البعيد، إلا أن أرقام الهجرة الداخلية (والقريبة) أصعب تحديدًا.
لا يمكن في تحليلنا أن نركز على هجرة المسيحيين العراقيين فقط، لنعطي صورة واضحة عن المشكلة، بالرغم من كون قلة عددهم في العراق يثير القلق والشعور بأننا كنيسة منكوبة كما قال البطريرك ساكو: “أقرع أجراس الخطر، وأعلن اننا كنيسة منكوبة. وإن استمر الوضع على هذا المنوال فسوف لن يكون عددنا بعد عشر سنوات سوى بضعة آلاف!”، أي إنهم بالتالي الأكثر تضررًا في العراق من الهجرة، هذا إلى جانب كونهم عنصرًا فاعلا وعريقا في قوة انتمائهم إلى هذا الوطن وتجذرهم العميق والقديم.
مع ذلك، تبقى كل هجرة أيا كانت خطيرة، لأنها تشبه نقل نبتة من مكان إلى آخر، قد تحيا النبتة أو تموت، قد يكون ذلك مفيدًا وقد لا يكون، فتجذّر المهاجر في أرض جديدة ليس مضمونًا ولا ناجحًا على الدوام. وإن كانت الهجرة تبدو للوهلة الأولى حلا سهلا، وهذا ما تشجعه بعض الجمعيات والدول (لأسباب عديدة منها حاجتها إلى دماء جديدة أو خداما نشيطين أو حملة شهادات لا تتعب بهم…)، لكن إذا فكرنا أبعد من الحل السهل والحصول على تأشيرة واكتشاف بلد جديد (وللجديد لذة!)، سوف نرى أن المسالة أكثر تعقيدًا، إذ سرعان ما يكتشف المهاجر أنه قلّ من يُعنى باستقراره في بلده الجديد! وأن تلك المنظمات والمؤسسات التي ساعدته لا تعود تهتم به! وأن الضمانات التي يعطونها له لا تتجاوز المعيشة، أما نجاحه كمهاجر في تلك البلاد فليس مضمونًا، هذا إن لم يجد نفسه في أسفل السلم الاجتماعي، يصارع ليتعلم كل شيء من الصفر في ثقافة قد تكون بالغة التعقيد وبعيدة كل البعد عما عرفه في بلاده.
من جهة أخرى، هناك مسألة قد تغيب عن ذهن أغلب المهاجرين، بأن قرار الهجرة يجب أن يرافقه “وعي”، فمسألة الوعي جوهرية، وهذا يعدّ من أكبر منجزات القرن العشرين (خصوصًا بعد الحرب العالمية الثانية)، فقد وعت الدول التي عانت من الموت بالجملة، ليس أن الفرد “هش” وسريع العطب وقابل للموت فقط، وإنما الجنس البشري كله. لكن ما يميز الأجيال الأولى من المهاجرين هو فقد التوازن والوعي لأنهم يضيعون سنوات طويلة من حياتهم في تعلم اللغة والتكيّف للبلد الجديد، وبذلك يصبحون مستهلكين وغير فاعلين، في حين كانوا في بلادهم في المقدمة الأولى قادرين على أن يغيّروها لو بذلوا الجهد نفسه الذي يبذله المهاجر في تكيّفه واستقراره.
المسألة إذن تكمن في الوعي، لكن الوعي أشكال: هناك وعي ضيق جدًا، أي اهتمام بالأنا وانغلاق على مسائل صغيرة لا فائدة منها ولا خير للآخرين فيها، وهذا سبب مآسي أغلب الناس، وخراب البلاد والعباد. من هنا نفهم أن الكل ينتقد الآخرين، لكنه لا يرى نفسه، فيبقى يراوح أجيالا في مكانه، والكل ينادي بالتغيير (كما في شعارات الانتخابات الأخيرة)، لكنه يقصد أن يتغير الآخرون وهو لا يفكر في تغيير نفسه.
من جهة أخرى، التاريخ أيضًا يحتاج إلى وعي خاص، وتجاهله يعيدنا إلى ارتكاب الأخطاء نفسها. ماذا نقرأ في التأريخ القريب منا؟ لقد عبرنا من فرض آيديولوجيات شتى فلسفية أو قومية أو اشتراكية، إلى الأسلوب نفسه بفرض آيديولوجيات دينية ومذهبية، هذا الفرض يستسهله بعض المنظرين السياسيين (ومسيسي الدين) باعتبار أن المسألة سهلة تكمن في مجرد التطبيق: أي إنها مثاليات فوقية (إلهية) أو أفقية (قانونية) أو نموذجية (مستوردة جملة وتفصيلا)، وهنا يقع الجميع في اعتبار أن هنالك أنموذجًا كاملا مكملا يجب فقط تطبيقه! مثل هذه الأفكار سادت العالم وأدت إلى قيام نظم قاتلة ومذابح جماعية، وإزاحة أناس “على الهوية” واعتبار أن لا مكان لمن لا يفكر مثلنا ولا يدين بديننا ومذهبنا ورؤيتنا. أفكار كهذه لم ولا يسلم منها شعب، وأقول لجميع مهاجرينا: أنظروا حواليكم جيدا وسترون أن كثيرين من جيرانكم يحملونها ضدّكم حيثما حللتم، وإنكم إن لم تكتشفوا ذلك بعد فاعلموا أنكم نيام!
يقول بعضهم عن إمكانيّة تدخل البابا في “تسفير المسيحيين العراقيين إلى الخارج”، لكن سؤالي هو: هل البابا معني بهذا، أو ليس الأحرى به بصفته أبًا للكل أن يعنى بعلاج أسباب الهجرة، لا هجرة المسيحيين فقط؟ والحال نرى في تصريح كل البابَوات الأخيرين وخصوصًا البابا الحالي فرنسيس، اهتمامًا بكل المتضررين والمتألمين والفقراء والمساكين. فالمسألة لديهم ليست في إنقاذ شريحة من المجتمع – وإن كانوا مسيحيين – ولكن إنقاذ الكل، لأن المسيح ليس مخلص المسيحيين فقط، بل كل البشر! وإن كنا اليوم نشهد ظاهرة انكفاء طائفية ومذهبية ومحاصصة قوميّة لدى الكثيرين، إن هذا ما يؤسف عيله، ولا أحد يريد أن يقع فيه البابا أو البطريرك. وإن كانت السياسات قد أصيبت بهذا الداء، إلا أن الصحيح هو إذكاء الشعور بأن على المسيحيين أن يبقوا أمينين لوطنهم ومخلصين لوحدة ترابه وإرثه، وأنهم يتمنون، برغم قلة عددهم، إنقاذ هذا البلد [1]. فالمسيحيون بفضل ثقافتهم وأصالتهم يمكنهم أن يقوموا بهذا الدور في بلادنا ويساعدوا إخوتهم بقية المواطنين، فمن يتألم ليس فقط شريحة ولا جماعة بل الكل يعاني ويحتاج إلينا كجسر مع الحضارات والثقافات الأخرى.
يستطيع المسيحي العراقي في تأصله وتجذّره في هذا البلد أن يُفهم الآخرين بأن بلادنا، كانت ولم تزل، نبعًا للحياة الروحية والفكرية، وإن كان العراق في ما مضى يعيش – كما قال الأب جان فييه الدومنيكي (1914 – 1995) (اختصاصي تاريخ المسيحية في العراق) كان المسيحيون في العراق (بين القرنين 5 – 12 م) يشكلون غالبية سكانه، وثلثهم يعيش حياة صوفية وروحية أو رهبانية، ودليل ذلك آلاف القلايات والأديرة والكنائس من شمال بلادنا وحتى الجنوب. لذا عظام أولئك الإخوة الأبكار وآثارهم وكتبهم تنادينا وتقول لنا: “أنقذوا بلادنا من التصحّر الذي تحدثه الهجرة، أنقذوها من الضياع والتشتت، ومن البكاء على الأطلال، وتطلعوا إلى مستقبل أفضل لكم ولأبنائكم بإسهامكم في بنائه”.
لو استطعنا إذن إلقاء نظرة صحيحة على الماضي، لاستطعنا إعدادًا أفضل للمستقبل وذلك بقوة إرادة تجذّر حقيقية، وتمكنا من فهم ما يجري في عراق اليوم. أليس هذا ما دعا إليه يونان النبي أهل نينوى؟ فالدرس لم يكن لأهل نينوى بقدر ما كان درسًا للنبي يونان نفسه، فتعلم هو عن حقيقة الله الذي قال: “أشفقتَ أنت على الخروعة … أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي فيها أكثر من إثنتي عشرة ربوة (الربوة: عشرة آلاف) من أناس لا يعرفون يمينهم من شِمالهم، ما عدا بهائم كثيرة” (يونان 4/10). هؤلاء هم “شعب الأطفال” الذين علينا أن نفكر بهم قبل كل شيء، لا أطفال جماعتنا فقط، بل أطفال العراق قاطبة.
إن المرء لا يولد مسيحيا، بل يصبح ذلك، عندما يعي أنه أخ لكل إنسان وخصوصا الفقير والمتألم، والمسيحي لا يهتم من بعد بالانتماءات الأخرى، وهذا صعب، لذا يتدرب عليه كل يوم عندما يصلي: “أبانا الذي في السماوات…”. فإذا توسّع مدى النظر لديه أغنى بلادنا بهذه العودة إلى الحب ولاستطاع رؤية أمور أخرى وقراءة مختلفة عن السائد والمعروف، أي عليه أن يسير عكس تيار التخاذل والتعصب والخوف من الآخر والمجافاة والعنف والهرب. ويتذكر حيث ما ذهب أنه في حاجة إلى هذا الصراع. ألم يقل يسوع: “أرسلكم كالخراف بين الذئاب” (متى10/16)، ولا أخفي أن الصورة مرعبة، لكن يسوع يدرك تمامًا ما يقول، ويدعونا إليه ليس تخديرًا لمخاوفنا بل بالعكس شهادة على أن الذئب الذي يجب مقاومته هو في داخلنا، وعندما ننتصر عليه سيتغير العالم فنبقى معه في الحظيرة نفسها.
هل هذا ممكن؟ يبدو أن يسوع قد طلب المستحيل، وأعطى بموته عربونًا وثمنًا لهذه الحقيقة، أي إن لديه أمل بتحويل الذئب إلى خروف، ولولا ذلك لما كان من معنى في سرّ التجسد. لكنّه بقوة هذه الصورة يُفهم المسيحي رسالته الحقيقية، ولهذا يرسله ليتجسّد بين الذئاب، لا كي تصيبه العدوى منهم أو ليهرب منهم أو ليصير مثلهم، بل ليشفى ويشفيهم.
إن دعوة البطريرك لويس ساكو إذن هي دعوة إلى الشجاعة والرجاء وعدم اليأس، وهذا قد يعدّه البعض ضربًا من الجنون، لكن لا يهمّ، ففي هذا فقط تكمن عظمة المسيحيّة وروعة قديسيها، باتباع يسوع، وبهذا فقط سيشهدون له بحياة فاعلة متفائلة إيجابية سعيدة معطاءة، فالهرب ليس “نصف المرجلة”، بل بالوقوف في الصف الأمامي في المجتمع لنكون خميرًا ونورا وملحًا، ونعطي صحراءنا القاحلة خصوبة ونحذف من قاموس بلدنا مفردات الهدم والدمار، ونكتب من جديد عن الحب والخير والعطاء والبقاء.
المطران يوسف توما
رئيس أساقفة كركوك والسليمانية للكلدان
كركوك 1 أيار 2014
_____________________
[1] في يوم 30 نيسان، يوم الانتخابات، ظهرت على القناة الشرقية مقابلة للخبير الاقتصادي باسم جميل أنطون المقيم في بغداد، وعندما وصل إلى ما آل إليه العراق، لم يتمالك نفسه فبكى أمام الكامرة’ فكان لدمعاته تلك تأثير أبلغ من كل خطابات المرشحين المتنافسين الذين بلغوا أكثر من عشرة آلاف، في حين هو لم يرشح نفسه بل بحكمة وقوة أعطى مقترحات عملية يمكن أن تخرج بلدنا من عنق الزجاجة.
ليس مفهوما على الإطلاق سلوك «الجيش الحر» تجاه المنظمة الأمنية/ الأصولية التي تسمي نفسها «الدولة الإسلامية في العراق والشام». فقد أعلن قبل بضعة أشهر أكثر من ناطق باسم «الجيش الحر»، أنه قرر خوض معركة مستمرة وموحدة ضد «داعش» في جميع مناطق سوريا، وأن هذه المعركة ستتواصل إلى أن يتم إخراج التنظيم الإجرامي وعميل النظام من جميع الأراضي السورية، بعد القضاء على مراكزه وتشكيلاته وقواه، ومعاقبته على ما ارتكب من جرائم ضد ضباط وعناصر «الجيش الحر» والشعب، وأبداه من تعاون مع جيش الأسد، وارتكبه من أعمال قتل وتعذيب واغتيال لمناضلين عجزت مخابرات السلطة عن اعتقالهم، فتكفلت «داعش» بالمهمة، وفتكت بهم وقطعت بعضهم إربا، واعتقلت أسرهم وعذبتهم، بينما افتعلت معارك مع المسلمين، الذين كفرتهم، والمسيحيين الذين أغلقت كنائسهم وحولتها إلى مكبات قمامة، واختطفت رهبانهم – كالأب باولو – وقتلت كثيرين منهم أو هجرتهم، خدمة للأسد الذي حاول اجتذابهم إلى صفه، وحين وجد أن معظمهم ليسوا في صفه، حرك «داعش»، التي نجحت في إقناعهم بأن الثورة ليست حراك حرية، بل هي حركة تكفير وتطرف يقضي على من يختلفون معه في الرأي والدين، فلا ملاذ لهم ولا حماية بغير موقف انتحاري يضعهم في صف النظام، الذي أفلح في تطويعهم عبر «داعش».
واليوم، وعلى الرغم مما تبين من ارتباط «داعش» بالنظام، وما توفر من أدلة ووثائق وشهادات ضباط وجنود حول علاقاتها بمخابراته، تتذرع قطاعات واسعة من المسيحيين والعلويين بالخوف من «الثورة» كي تناهضها أو تتخذ موقفا باردا منها، وحجتها أن «داعش» تقاتل إلى جانب الثورة وهي جزء منها، وأنها تريد الشر بهم وتتطلع إلى القضاء عليهم.
لكن معركة «الجيش الحر» ضد «داعش» ما لبثت أن توقفت في مناطق عديدة، ثم وقع تطور خطير تجلى في عودتها إلى بعضها دون رد فعل منه، مع أنها كانت تقاتله في مناطق مجاورة، وتستمر في تنفيذ خطط تستهدف إفراغ المناطق التي حررها من الثورة ومنه، وتسعى للإمساك بطرق إمداده وتموينه، وتقطع أوصاله وتمنعه من القتال كتجمعات كبيرة وموحدة، وتتخلى عن مواقع حساسة تسلمها إلى جيش النظام قبل هجومه على «الجيش الحر»، وتمد النظام بكل ما لديها من معلومات عن تحركات المقاومة، وتنتزع الموارد والثروات الوطنية من وحداته وتسلم قسما منها إلى السلطة الأسدية مقابل مبالغ تمول بواسطتها حربها، التي ليست غير الوجه الآخر لحرب الأسد ضد الشعب، فلا عجب أن تتطابق أهدافهما، وأن ترميا إلى تدمير «الجيش الحر» وإرغامه على الاستسلام، بعد تفكيك وحداته أو إخضاعها لأمراء حرب باعوا ذممهم لـ«داعش»، يروعون ويقتلون المواطنين عقابا لهم على ثورتهم ضد الأسد وزبانيته.
واليوم، وبينما كان «الجيش الحر» يشن هجوما كبيرا على محاور متعددة لفك الحصار عن حمص، تدخلت «داعش» وقطعت ما استطاعت قطعه من طرق إمداده، وهاجمته من الخلف، وقدمت رشى لبعض مقاتليه مقابل تخليهم عن مواقعهم والتحاقهم بها، واحتلت قرى أجبرت سكانها على إخلائها أو هجرتهم منها. وفي النهاية، نجحت في تعطيل الهجوم وإراحة قوات النظام، المنهمكة في دفاع يائس عن مواقعها على محاور ثلاثة، والتي كانت على حافة الانهيار.
قامت «داعش» بكل ما كان عليها القيام به لإحباط عملية فك حصار حمص، وها هي تدخل في الأسبوع الماضي إلى منطقة كسب والساحل وتقيم مقرين لها فيهما، لا شك في أنها ستستخدمهما لطعن الوحدات المقاتلة هناك في الظهر، ولإثارة فتنة طائفية ستضر بالثورة وبفرص انتصار «الجيش الحر» وستخدم النظام، المحرج بسبب عجز قواته عن إحراز أي تقدم في الساحل، ولأن استعادة المناطق التي خسرها ضرورية لإقناع العلويين بقدرته على حمايتهم، وبأنه يخوض معاركه لحماية وجودهم المهدد بالإبادة على يد تنظيمات تكفرهم. بما أن مجريات المعارك كذبت ادعاءات النظام هذه، فإن دخول «داعش» إلى الساحل يصير ضروريا لارتكاب مجازر تقنع أبناءه بما فشل الأسد في دفعهم إليه: القتال حتى آخر رجل دفاعا عنه وعن نظامه، والقبول بتقسيم سوريا.
ثمة آلية جلية لسير التعاون بين النظام و«داعش»، فعندما يحقق انتصارات، تنتشر هي وتوطد أقدامها في أماكن لم يسبق لها أن كانت فيها. وحين تحل به الهزائم، كما يحدث منذ بعض الوقت، تسارع إلى شن عمليات عسكرية مكثفة في أماكن وجهات كثيرة لتخفيف الضغط عنه ومساعدته على الصمود في وجه من يقاتلونه. لذلك، يعتبر السماح بعودتها إلى المناطق التي تم طردها منها ضربا من انتحار وطني وعسكري، لما تحمله من مخاطر على وجود وطننا وشعبنا، وبالنظر إلى أن استكمال طردها من بلادنا مسألة تتخطى السياسة، تحتم مواجهتها تضافر قوانا وتوحيد قدراتنا والعمل ضدها بروح المبادرة والإقدام. بغير هذا، سيضيع ما تبقى من ثورتنا، وسنكون ضحايا تهاوننا وضعفنا في لحظة مفصلية نحتاج فيها إلى أقصى قدر من الحزم والحسم، كي لا تطعننا «داعش» في ظهورنا، بينما ينهمر رصاص النظام كالمطر على صدورنا!
نقلا عن الشرق الاوسط
أديب الأديب 4\5\2014 مفكر دوت اورج
تفسير الكاتب للنكات بين قوسين
بدأ أوباما الحفل السنوي المعتاد لمراسلي الصحافة في البيت الأبيض الذي أقيم في البهو الكبير لفندق ال “هيلتون” بالسخرية من نفسه قائلاً: “عادة أبدأ مثل هذا العشاء بالمزاح عني، لكن عمن أخر بوسعي الحديث بعد سنة 2013 السيئة بالنسبة لي؟”،( هو يقصد المشكلات التي شهدها العام الماضي والتي أدت إلى تراجع شعبيته لمستويات تاريخية.)
ثم سخر من قناة ال”سي أن أن” قائلا:” لقد سافرت الى ماليزيا هذه السنة, ويجب ان تسافر لمثل هذا البعد حتى تقوم ال”سي ان ان” بتغطيتك” (هو يغمز على تغطية القناة لحادثة اختفاء الطائرة الماليزية التي بالغت كثيرا بها ). ثم غمز قائلاً: ” اين هم انا متأكد بانهم مازالوا يبحثون عن طاولتهم” (هنا يسخر من القناة التي مازالت تتابع تغطية البحث عن الطائرة المفقوده ).
ثم سخر من قناة” سي بي اس” قائلاً” انا متأكد بأنهم منبهرون بعدد الحضور الحفل هنا!” (هو يغمز على شعبية القناة الضعيفة)
ثم سخر من تصريحات معلق من المحافظين حول ترشيح بوتين للفوز بجائزة نوبل للسلام، وقال: “كي نكون منصفين، يمنحون الجائزة لأي كان هذه الأيام”، (هنا يسخر من نفسه لانه هو ذاته حصل عليها, ولذلك بوتين عدو السلام وعاشق الدماء والحروب ربما يترشح لها.), ثم سخر أوباما من اهتمام المعلقين بصور الرئيس الروسي التي يظهر فيها بصدره العاري.
ثم سخر من قناة “فوكس” اليمينية وهي من اكبر القنوات عداءاً له قائلا:” يجب أن يتقبلوا الأمر بصدر رحب في فوكس، سيفتقدونني حقا، لانه سيكون من الصعب عليهم إقناع الأميركيين أن هيلاري كلينتون ولدت في كينيا”، (هنا يسخر من تقرير للقناة تدعي به انه غير اميركي وولد في كينيا ولا يحق له ان يكون رئيسا).
ثم سخر من برنامجه للضمان الصحي “أوباما-كير”، الذي فيه الكثير من المشاكل والاعطال التقنية! وبحيلة طريفة معدة مسبقاً تتكرر المحاولات الفاشلة لتشغيل رسالة مسجلة حول تكريم المنظمة الراعية للحدث، ليدعو وزيرة الصحة السابقة ” كاثلين سبليوس ” لتشغيله وهي المسئولة عن برنامج الضمان الصحي (هنا يقصد بانه دائما يدعو الفاشلين لاصلاح الاخطاء التقنية ).
وسخر أوباما من تراجع شعبيته قائلاً: “يقول البعض إن استطلاعات الرأي التي تقلل من شعبيتي تجعل رفاقي الديمقراطيين غير راغبين بأن اظهر معهم في حملاتهم, لا أعتقد أن هذا صحيح، على رغم أنني لاحظت كيف أن ابنتي “ساشا” كانت بحاجة إلى متحدث رسمي في المدرسة وقررت دعوة بيل كلينتون”.(هنا يقصد لشدة انخفاض شعبيته انكرته ابنته في المدرسة ودعت بيل كلينتون عوضا عنه والذي يتمتع بشعبية عالية في اميركا, وهذه تشبه نفس نكتة سلفه “جورج بوش” بنفس الحفل,عندما انخفضت ايضاً شعبيته وقال” ان الجميع يبتعدون عني حتى ابنتى قررت ترك المنزل”, طبعا هذا غير صحيح هي فقط وافقت على خطبتها من شريك حياتها.)
لمشاهدة اوباما ونكاته بالانكليزية شغل الفيديو