نتانياهو يدمن الغطرسة ضد الأميركيين

jameszالوطن السعودية: جيمس زغبي

منذ انتخابه للمرة الأولى رئيسا لوزارء إسرائيل عام 1996، يتفاخر بنيامين نتانياهو بقدرته على تحدي الرؤساء الأميركيين دون أن يدفع ثمن تحديه.
وعلى مدى عقدين من الزمان، كان نتانياهو يتلاعب بنا نحن الأميركيين، وهو ما أضر بكرامتنا الوطنية وقضية السلام.

وقد ركزت حياته السياسية بأسرها على أن يظهر للإسرائيليين أن بمقدوره “تحريك أميركا بسهولة”، وفي مناسبات كثيرة، فعل ذلك حقيقة.

وبدأ نتانياهو العمل، بعد توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993، فكوّن مجموعة صغيرة من أعضاء حزب الليكود لشن حملة ضغط ضد “أوسلو”، وكانت المجموعة تُرسل رسائل عبر الفاكس إلى مكاتب الكونجرس محذرة من المخاطر التي يمثلها السلام مع الفلسطينيين بالنسبة للإسرائيليين.

وقد كان حدثا غير مسبوق أن يتصرف حزب إسرائيلي مُعارض حكومته؛ ليشكل ضغوطا على الكونجرس كي يعترض على سياسات الإدارة الأميركية. وأفضت تلك الجهود إلى إيجاد حلفاء بين الجمهوريين في الكونجرس، ممن كانوا سعداء بوضع عراقيل في طريق الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

وعندما سيطر الحزب الجمهوري على الكونجرس عام 1994، وفاز نتانياهو عام 1996، أصبح في وضع قوي يمكنه من تحقيق هدفه بإنهاء اتفاقات أوسلو.

وعندما أجبر الرئيس كلينتون الإسرائيليين على التفاوض مع الفلسطينيين، لم يطبق نتانياهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشكل كامل.

وعندما اعترض كلينتون بقوة على خطط نتانياهو ببناء مستعمرة جديدة بين القدس وبيت لحم، تجاهله نتانياهو تماما، وأنشأ مستوطنة يعيش فيها الآن 20 ألف مستوطن إسرائيلي.

وبالمثل أحبط نتانياهو طموحات الرئيس باراك أوباما بالتفاوض على اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبعد عامين من الإحباط المستمر، علّق أوباما عملية السلام.

وباءت محاولات وزير الخارجية جون كيري بالفشل، في استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي طغى عليها الصراع السوري القاتل والكارثي، وجهوده في التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، ذلك الاتفاق الذي يعتزم نتانياهو إحباطه.

وعندما يأتي نتانياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل، فإن لديه مهمة أن يوضح للإسرائيليين أنه ما زال قادرا على “تحريك” أميركا.

ولسوء الحظ سيمكنه من ذلك الديموقراطيون والجمهوريون على السواء. وسيلتقي نتانياهو أوباما، وفي هذه المرة لن تكون هناك ضغوط حقيقية لوقف بناء المستوطنات وصنع السلام، وإنما تشير التقارير إلى أن إسرائيل تتجه للحصول على زيادة كبيرة في المساعدات الأميركية، ربما تصل إلى 4,5 مليارات دولار سنويا.

وكل هذه الممارسات مخزية ومثيرة للقلق، وتمكين نتانياهو من ممارسة سلوكياته المشينة لا يخدم سوى تشجيعه على ذلك، وهو أمر مُحرج وأحمق، ولا يمكننا سوى الإقرار بأن عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ماتت، ولكن ليس من المنطقي مكافأة الرجل الذي وعد قبل عقدين بالقضاء على السلام، ولم يألُ جهدا في تنفيذ وعده.

مواضيع ذات صلة :هام اميركي سوري جيمس زغبي تحاوره هيفي بوظو

 تأثير البابا فرانسيس

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أردوغان… شخصيتان في شخصية

khiralaيبدو رجب طيب أردوغان الذي حقّق حزبه انتصارا تاريخيا في الانتخابات الأخيرة، بما تجاوز حدود تركيا، شخصيتين في شخصية واحدة ورجل واحد.

هناك أوّلا الرئيس أردوغان العاقل والعصري الذي عرف كيف يساهم في ازدهار تركيا ويضع الأسس لنهضة بعيدة المدى نقلت البلد إلى قوة اقتصادية في مستوى سويسرا وكوريا الجنوبية. بات الاقتصاد التركي في المرتبة الثامنة عشرة عالميا ويزيد حجمه على 1.5 تريليون دولار، فيما معدّل دخل الفرد نحو عشرين ألف دولار سنويا.

وهناك أردوغان زعيم “حزب العدالة والتنمية” الذي يصرّ على أن يدخل في أحيان كثيرة في مزايدات لا تليق ببلد يمتلك تاريخا قديما مثل تركيا. في هذا المجال يلعب أردوغان أحيانا، بسبب الميول الإخوانية المتجذّرة فيه، دورا في غاية السلبية في مجال دعم كلّ ما من شأنه ضرب الاستقرار على الصعيد الإقليمي.

قبل كلّ شيء، لا بدّ من الاعتراف بأن أردوغان استطاع في الأشهر الخمسة الأخيرة، التي مضت على الانتخابات النيابية التي عجز فيها حزبه عن الإتيان بأكثرية نيابية، أن يكون مناورا من الدرجة الأولى. عرف كيف يستخدم كلّ الثغرات لدى خصومه لاستعادة المبادرة والوصول إلى ما وصل إليه. صار في استطاعة حزب أردوغان تشكيل الحكومة منفردا. لم تعد حاجة لا إلى الأكراد ولا لأيّ حزب آخر في اليمين أو اليسار. عرف أردوغان كيف يثير المشاعر الوطنية التركية مستعيدا ثلاثة ملايين صوت كان خسرها في انتخابات يونيو الماضي لمصلحة الحزب الكردي الصاعد، أي “حزب الشعوب الديمقراطي” و”حزب الحركة القومية” اليميني. لعب أردوغان ورقتين. كانت الورقة الأولى تقوم على تخويف الأكراد من مواجهة محتملة ذات طابع شامل معهم ووضعهم بالتالي في سلّة واحدة مع “حزب العمال الكردي” المتهّم بممارسات إرهابية. أما الورقة الثانية، فكانت ورقة المزايدة على اليمين في مجال مواجهة التهديدات الأمنية. كانت النتيجة تحوّل “حزب الحركة القومية” إلى الخاسر الأكبر في الانتخابات.

تبيّن أن أردوغان مناور من الدرجة الأولى. يثير فوز حزبه ارتياحا وقلقا في الوقت ذاته. يتمثّل مصدر الارتياح في أن الرئيس التركي اتخذ منذ البداية موقفا واضحا من ثورة الشعب السوري. استقبلت بلاده عشرات آلاف اللاجئين السوريين الهاربين من إرهاب النظام والميليشيات المذهبية المدعومة من إيران ومن القصف الروسي الذي يستهدف حاليا المدنيين أوّلا.

كانت تركيا في كلّ وقت هدفا لأعداء الشعب السوري وثورته. كان بشّار الأسد يفضّل من دون شكّ بقاء الوضع السياسي غير مستقرّ في تركيا ومتابعة التنسيق مع إيران وروسيا بهدف إلهاء أردوغان بمشاكل داخلية مختلفة بدءا بالإرهاب وانتهاء باختلاق كلّ نوع من أنواع الأزمات. ولذلك كان لافتا استعادة العملة التركية بعضا من عافيتها فور بروز دلائل على أن “حزب العدالة” سيحقّق انتصارا كبيرا.

ثمّة فهم عميق لدى أردوغان وكبار رجالات حزبه، بمن فيهم رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، لطبيعة النظام السوري. فتركيا عملت في مرحلة معيّنة على تعويم هذا النظام قبل أن تكتشف أنّه غير قابل للتعويم وأنّ هناك مافيا عائليةـ طائفية تصرّ على حكم سوريا بالحديد والنار ونهب ثرواتها.

هذا هو الجانب الإيجابي في انتصار أردوغان الذي تكمن مشكلته مع السوريين في التقصير في تقديم المساعدات المطلوبة للقوى المعتدلة وفضّل في أحيان كثيرة دعم قوى متطرّفة. كان دعم مثل هذه القوى المتطرّفة بدل وضع تركيا إمكاناتها في تصرّف المعتدلين مثل “الجيش الحرّ” من بين الأسباب التي عطّلت تحقيق الشعب السوري انتصارا سريعا على النظام. كان مثل هذا الانتصار كفيلا بحماية سوريا ووحدة أراضيها. فالثابت أن أيّ تأخير في تحقيق مثل هذا الانتصار يشكّل مساهمة في تفتيت سوريا خدمة للمشروع التوسعي الإيراني الذي بات يراهن حاليا على تقسيم البلد، بدعم روسي أو من دونه.

هل تتغيّر السياسة السورية لأردوغان في المستقبل القريب، خصوصا بعد انكشاف دور ما بقي من النظام السوري وداعميه في استخدام الورقة الكردية وورقة الإرهاب ضدّ تركيا؟

ما الذي سيفعله أردوغان بانتصاره؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يفرض نفسه بحدّة. لا شكّ أن الموضوع الكردي سيطرح نفسه بقوّة. هل من حلول لدى الرئيس التركي أم سيلجأ إلى الخيار السهل، وهو خيار مغر في الوقت ذاته، أي إلى خيار القوّة كما فعل أخيرا، فكانت ترجمة ذلك صعود شعبية حزبه؟

كانت هناك حاجة إقليمية إلى انتصار لـ”حزب العدالة والتنمية” في تركيا وذلك كي لا تضيع تركيا وتغرق في فوضى داخلية. لكنّ ثمّة حاجة إلى أردوغان أكثر عقلانية يوظّف قدرات تركيا في خدمة الاستقرار الإقليمي. أردوغان الأكثر عقلانية يتصرّف بطريقة مختلفة في تونس، كذلك في ليبيا حيث كلّ القوى المتطرّفة في الحضن التركي.

فوق ذلك كلّه، هناك حاجة إلى تفهّم أردوغان لواقع أليم في قطاع غزّة المحاصر. ليس بالشعارات والسفن التي تضمّ متطوعين يمكن فكّ الحصار الظالم الذي يتعرّض له الغزّاويون. فكّ الحصار يكون بدفع “حماس” إلى التخلي عن وهم “الإمارة الإسلامية” التي أقامتها في القطاع والتي لا تخدم سوى إسرائيل من جهة وتشكّل تهديدا للأمن المصري من جهة أخرى.

نعم، كانت هناك حاجة إلى انتصار لحزب أردوغان من أجل استعادة تركيا لاستقرارها السياسي، وحتّى الاقتصادي، في ظل الخلل الذي يعاني منه التوازن الإقليمي. هذا الخلل عائد إلى الهجمة الإيرانية التي تستثمر في الغرائز المذهبية، خصوصا في إحدى أهمّ دول المنطقة، أي في العراق. كذلك، الخلل عائد إلى الغياب الأميركي الذي سمح لدولة مريضة مثل روسيا ولرئيسها فلاديمير بوتين بلعب دور شرطي المنطقة انطلاقا من سوريا!

أيّ شخصية من شخصيتي أردوغان ستبرز أو ستنتصر في مرحلة ما بعد الانتخابات؟ أردوغان العاقل الذي ساهم في بناء تركيا الحديثة انطلاقا من إرث أتاتورك… أم أردوغان الإخواني الذي يعتقد أن الشعارات والمزايدات والمغامرات الليبية والفلسطينية والسورية يمكن أن تعيد لتركيا أمجاد الدولة العثمانية؟

في النهاية، صحيح أن الاقتصاد التركي قوي، لكنّ هذا الاقتصاد يعاني من مشاكل يعبّر عن جانب منها هبوط التصدير بنسبة 8.6 بالمئة في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري. هناك أزمات داخل المجتمع التركي على رأسها الانقسام بين العلمانيين والمتدينين، فضلا عن قضية الأكراد طبعا. نصف الشعب مع “حزب العدالة والتنمية” ونصفه الآخر ضدّه. هل يستطيع الرجل أن يكون عامل توحيد بين الأتراك ويتعلّم من الأخطاء التي قادت إلى نتائج انتخابات السابع من يونيو الماضي؟

نقلاً عن “العرب”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الناقد المسرحي البولوني يان كوت

yancot

د. ميسون البياتي

ولد يان كوت عام 1914 وتوفي عام 2001 وهو ناشط سياسي بولوني وناقد مسرحي مشهور على مستوى العالم , كان من أكبر مناصري الستالينيه في بولونيا , غادر بولونيا عام 1956 في منحة دراسيه الى الولايات المتحده الأمريكيه , 1957 تخلى عن عضوية الحزب الشيوعي وتفرغ للكتابة للمسرح . له ولع كبير بالأدب الشكسبيري وتعتبر كتاباته وشروحه عن شكسبير من أقوى المؤثرات التي أدت الى إعادة إنتاج مسرحيات شكسبير في السينما والمسرح

ولد يان كوت في وارشو عام 1914 في عائلة يهوديه وتم تعميده كاثوليكياً في الكنيسه وهو بعمر 5 سنوات . انضم الى الحزب الشيوعي البولوني في ثلاثينات القرن الماضي وشارك في الدفاع عن وارشو بإنضمامه الى مليشيا الجيش الشعبي . بعد الحرب العالمية الثانيه أصبح محرراً أدبياً لصحيفه بولونيه تدعى ( كونزيكا ) والتي من خلالها كان ينادي بمبدأ ( الواقعيه الستالينيه ) في الأدب والفن وهو ما تطلق عليه أيضاً تسمية : الواقعيه الإشتراكيه

في أواخر عهد ستالين , وبالتحديد في عام 1949 تحول النظام الشيوعي الى ( نظام شمولي ) يسيطر على كل شيء في الحياة فإعتزل يان كوت الحياة السياسيه , كان يمدح ستالين نعم .. لكنه كان يركز عمله وإهتمامه على المسرح , وفي العام 1951 وخلال أقسى فترات الرعب الإجتماعي التي عاشها الناس بسبب بطش الحكومه الشيوعيه الشموليه , أصدر يان كوت بيان عن دور المسرح في المجتمع تحدث فيه عن ( مسرح يستحق أن يكون موجوداً في أيامنا المجيده الحاليه ) وان يكون تابعاً الى الحزب وآيديولوجياته ونظرته الشموليه للحياة . الناقده تيريزا فيلنفايزك قالت : إن يان كوت لم يكن في يوم من الأيام متحمساً الى فرض التصور الشمولي على الحياة البولونيه كما هو الآن .. وأنه لم يبدأ بإنتقاد النظام إلا بعد مقتل ستالين أو وفاته المزعومه , وأنه تخلى عن عضويته في الحزب الشيوعي البولوني بعد عام من وصوله الى الولايات المتحده الأمريكيه 1957

حصل يان كوت على المنحه الدراسيه في الولايات المتحده من مؤسسة فورد , عمل بعدها حتى عام 1983 محاضراً في كلية ستوني بروك ثم تقاعد
السلطات البولونيه رفضت تجديد جواز سفره فأعلن إنشقاقه وبقاءه في الولايات المتحده فتم تجريده في بولونيا من ألقابه العلميه والوظيفيه , عندها وجد لنفسه عملاً في المدارس البولونيه المنتشره في الولايات المتحده الأمريكيه وبقي على هذا الحال حتى عام 2001 حيث باغتته نوبة قلبيه مفاجئه أدت الى موته وكان في 85 من العمر

أشهر كتب يان كوت على الإطلاق هو كتاب ( شكسبير معاصرنا ) أصدره عام 1964 وقد ترجمه الى العربيه الأستاذ الكبير الراحل جبرا ابراهيم جبرا مارس فيه يان كوت ( القراءة الإسقاطيه )حيث كان يقرأ شكسبير ويسقط عباراته ومعانيه على كابوس التاريخ الذي عاشه خلال القرن العشرين وجمع فيه شكسبير الى جانب يوجين يونسكو وصموئيل بيكيت ورومان بولانسكي

عدا عن كتاب شكسبير معاصرنا كتب يان كوت الكثير من المقالات في الصحف الأمريكيه , كما كتب عن المسرح في اليابان , مثلما كتب عن تاديوس كانتور وجيرزي غروتوفسكي , وترجم عن الفرنسيه الأعمال الكامله لكل من جان بول سارتر, دنيس ديدرو , يوجين يونسكو وموليير الى اللغات البولونيه والإنكليزيه

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (28) إسرائيل تعلن الحرب على أطفال فلسطين

mostafalidawiإنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحرب على أطفال فلسطين، فقد سبق لها أن أعلنت عليهم الحرب أكثر من مرة، وخاضتها بالفعل ضدهم، فقتلتهم واعتقلتهم، وحاصرتهم وجوعتهم، وهدمت بيوتهم وهشمت ألعابهم، وضيعت مستقبلهم ودمرت مدارسهم، ومزقت دفاترهم ونثرت كتبهم، وآذت أجسادهم وأضرت بنفسياتهم، وأصابت الكثير منهم بعاهاتٍ مستديمة وأمراضٍ مستعصية، ومنعت علاجهم ورفضت سفرهم، وحبست عنهم الحليب والدواء، وكل ما يحتاجه الطفل الصغير في أيامه الأولى ليكبر، وفي صباه ليتعلم ويستفيد.

اليوم يقوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتطوير السياسة القديمة، التي هي امتدادٌ لأصلٍ وتقليدٌ عريقٌ في الديانة اليهودية، التي تكره أطفال غيرهم، وتتمنى موتهم وتسعى إلى ذلك، ويشهد على جرائمهم ضد الأطفال جيرانُهم العربُ قديماً، والأوروبيون في القرون الوسطى، وفي عمق التاريخ قصصٌ وحكاياتٌ كثيرة عن حقدهم على الأطفال، وكانت الفطيرة التي اعتادوا على صناعتها في أعيادهم، تمتزج بدماء الأطفال التي يستنزفونها بالإبر التي توخز أجسادهم، ويجمعونها في براميل، ثم يصنعون بها عجينة الفطيرة، التي يطعمون منها من حضر منهم، صغيراً كان أو كبيراً، والأنثى قبل الذكر.

فقد أعلن نتنياهو عن سلسلةٍ طويلةٍ من الإجراءات العقابية في حق الأطفال، علماً أنه لا يعترف ولا يقر بالتعريف الدولي للأطفال، حيث تعتبر سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن الطفل هو من لم يتجاوز عمره السادسة عشر، وسوى ذلك فهم رجالٌ، لا يعترفون بطفولتهم ولا يحترمون القوانين التي صنفتهم، ولا ينطبق عليهم أي ميثاقٍ يتعلق بالأطفال، ولا تشملهم أي معاهدة تكفل حقوقهم وتمنع انتهاك طفولتهم، بل يعاملونهم كما الكبار، اعتقالاً وتعذيباً وسوء معاملة، والسجون والمعتقلات الإسرائيلية تشهد على هذه السياسة، إذ فيها مئات الأطفال الذين يعانون في سجونها من ظلم قوانينهم وعسف إجراءاتهم.

شَرَّع رئيس الحكومة الإسرائيلية في معرض محاولته إطفاء لهيب الانتفاضة المتصاعدة، التي كان للأطفال دورٌ لافتٌ فيها، لجيش كيانه وأجهزته الأمنية والشرطية، حق إطلاق النار على أي فلسطيني يعتقدون أنه يشكل خطراً على حياتهم ولو كان طفلاً صغيراً، وقد استجابت قيادة أركان جيش الاحتلال لتعليماته فسمحت لجنودها بإطلاق النار كيف شاءت، في الوقت الذي دفعت الأجهزة الأمنية إلى تحديد بيوت الأطفال المتورطين وتدميرها، واعتقال أفراد أسرهم ومعاقبتهم.

كما أعطى أوامره وتعليماته للمحاكم العسكرية الإسرائيلية بإصدار أعلى الأحكام، وفرض أعلى الغرامات على ذوي الأطفال وأسرهم، معتبراً أن قذف الحجارة على الجنود الإسرائيليين أو على مواطنيهم وسيارات مستوطنيهم جريمةً كبيرة، لا ينبغي الاستخفاف بها أو التقليل من آثارها، ودعا إلى الشدة في الأحكام ضدهم، والعنف في التعامل معهم، في مسعى منه لأن تكون الأحكام العسكرية رادعة للأطفال وذويهم، ليكفوا عن أي أعمالٍ مناهضة لهم أو مخلة بالأمن، علماً أن عدد الأطفال الذين اعتقلوا منذ بدء الانتفاضة قد اقترب من الألف، وذلك خلال مدةٍ لا تتجاوز الشهر من عمر انتفاضة القدس الوليدة.

الكيان الصهيوني يعلن من أعلى منابره الحكومية، وبأرفع مسؤوليه وقادته، وباسم رئيس حكومته اليمينية المتشددة، الحرب على الأطفال وذويهم، وأنه لا ينوي رحمتهم ولا الرأفة بهم، ولا مراعاة عمرهم والتيسير عليهم لحداثة سنهم، بل أعلن عن إجراءاته القاسية غير مبالٍ بجريمته التي يرتكبها، وغير خائفٍ من المساءلة أو المحاكمة، وكأنه قد ضمن القانون وأسكت رجاله وأرضاهم، أو أنه خدرهم وأسكرهم، فناموا عن ظلمه، وأغفلوا جرائمه، ولم يعد أحدٌ يقوى على معارضته، بل باتوا يبررون أفعاله، ويحيزون أحكامه.

ربما يظن البعض أن تشريعات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة جديدة، وأنها لم تكن من قبل، وأن الإسرائيليين قبلها كانوا رحماء مع الأطفال، وإنسانيين في التعامل معهم، فلا يعتدون عليهم ولا يقتلونهم، ولا يعذبونهم ولا يسجنونهم، لكن الفلسطينيين لا ينسون سياسات وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه أرنس، الذي اعتمد ضد أطفال الحجارة إبان الانتفاضة الأولى سياسة تكسير الأطراف وتهشيم العظام، ما ألحق بهم أضراراً كبيرة وأذى شديداً، فكان الأطفال الفلسطينيون يفضلون الشهادة على الضرب، الذي كان مبرحاً وقاسياً، وموجعاً ومؤلماً، حيث كانوا يضربونهم بالهراوات الغليظة، وبأعقاب البنادق، وأحياناً يرضخون رؤوسهم ويكسرون أطرافهم ويهشمون عظام أيديهم وأصابعهم مستخدمين الحجارة الصخرية، التي تفتت العظام وتسحق الجسد، وقد شهدت سنوات الانتفاضة الأولى حالاتٍ من تعذيب الأطفال دونها القتل بكثير.

العدو الصهيوني اعتاد بضميرٍ ميتٍ وإحساسٍ متبلدٍ على اغتيال الطفولة البريئة، فقتلهم بالبندقية والقذيفة، وبالصاروخ والمدفع، وسحقهم بالدبابة والجرافة، وقضى عليهم تحت أنقاض البيوت المدمرة، والسقوف الساقطة، والجدران المتصدعة، وتركهم للمرض يفتك بهم، وللجوع ينهش أمعاءهم، وحرمهم من اللعب والضحك، ومن العبث واللهو، ومن الخيال والحلم، واستهدف بجرائمه النكراء الأطفال الرضع والأجنة الذين ما زالوا في أرحام أمهاتهم يخلقون ويتشكلون، فقتلهم وأمهاتهم أحياناً، كما أجهض النساء الحوامل فخنق أجنتهن في أرحماهن.

العدو الصهيوني مريض النفس، معتل العقل، أعوج الفطرة، سقيم الرؤية، يسيطر عليه الحقد القديم والكره المقيت والخبث الدفين، ويستخدم أقصى ما لديه من قوةٍ لسحق عظام الأطفال المرنة الطرية، وسحل أجسادهم الغضة اللدنة، ولا يبال بدمعةٍ منحدرة، ولا بصرخةٍ منطلقة، ولا باستغاثةٍ ضعيفة، ولا برجاءٍ وتوسل، ويصر على استكمال جريمته ومواصلة عدوانه، في الوقت الذي يدعي فيها الحضارة والرقي، والحرية والديمقراطية، وأنه الأمين على القيم الإنسانية والمورثات البشرية، وأن جيشه الأكثر خلقاً ومناقبية، والأكثر احتراماً وتقديراً للإنسان، فلا يجهز على جريح، ولا يقتل أسيراً، ولا يعتدي على طفلٍ صغيرٍ ولا على شيخٍ عجوزٍ أو امرأة.

سيدرك هذا الجيش الدعيُ الكاذب، ورئيس كيانه المهزوز قريباً، أن أطفال فلسطين سيحملون الراية عاليةً، وسيكونون أمناء عليها، ولن يكسر ظهرهم قهرٌ، ولن يحبس حريتهم سجنٌ، ولن يمنع إرادتهم قيدٌ، ولن تذبهم أحكامٌ وسياساتٌ، وأنهم سيكونون لعنةً عليه، تسقط حكومته، وتطوي مدته، وتعيده وسارة إلى بيته متحسراً، يلحق بالسابقين، ويقعد مع القاعدين، أو يرحل بلا أملٍ في العودة.

بيروت في 9/11/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

كفته مشويه من رومانيا Romanian Mici Grilled

romanianqaftaالمقادير
نصف كيلو لحم بقر مفروم ناعم
نصف كيلو لحم خروف أو خنزير مفروم ناعم
ثوم مهروس
زعتر _ ملح _ فلفل _ فلفل أحمر
ربع كوب ماء مثلج
ربع ملعقة بيكاربونات صوديوم
العمل
تخلط أصناف اللحم مع بعضها ويضاف لها الثوم المهروس . تضاف البيكاربونات الى التوابل ويفرك المزيج الى أن تتفتت البيكاربونات تماما فيرش الخليط على اللحم ( فائدة إضافة البيكاربونات الى اللحم أنها ستمنع أصابع الكفته من التكسر عند الشوي مهما كانت دسمه ) . يضاف الماء المثلج الى اللحم ويخلط المزيج جيداً حتى يصبح ناعما جداً . تشكل العجينه على شكل أصابع وتصف في صنيه وتتركك لترتاح حوالي ساعتين . تسخن الشوايه الى درجة حراره متوسطه وتشوى الكفته عليها وفي حالة اذا بقي لونها وردياً فهذا عائد لإحتوائها على بيكاربونات الصوديوم وليس لكونها غير ناضجه . حال رفع الكفته من الشوايه تقدم مع الخبز والخردل والسلطه واللبن والمشروبات الغازيه .. شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي | Leave a comment

هل هناك اي احتمال لإنقلاب عسكري ضد الأسد

رأي أسرة التحرير 8\11\2015 مفكر حرurgent

لقد تم توريط زميلة عزيزة من اسرة التحرير بخبر كاذب عن انقلاب عسكري في سوريا ونعتذر لقرآنا الاعزاء لهذا, لذلك سنقول رأينا في إمكانية حدوثه, فنحن نعتقد بان الكي جي بي هي التي تحكم سوريا من 45 عاماً من وراء ستارة عائلة الاسد وهي تدير بشكل مباشر جميع الاجهزة الامنية فيها, وهناك احتمال ضعيف جداً بأن تقوم الكي جي بي بتمثيلية هزيلة لإنقلاب عسكري تستبدل به بشار الاسد بضابط امن سوري آخر من العملاء المزدوجين في الكي جي بي والامن السوري, وذلك لذر الرماد في العيون ورفع عقبة تلوث بشار الاسد بالدماء السورية وعدم قبوله من المجتمع الدولي, ولكن دون ان يتغيير اي شئ فعلي على الارض, وسيبقى الاستبداد كما هو بسورية متخلفة تنعدم بها الحرية والكرامة وحقوق الانسان, وهذا ما خطر ببالنا عندما تم توريد الخبر لنا ولكن حتى هذا الاحتمال بعيد لانهم يعرفون بانه غير مجدي لذلك لن يقدموا عليه.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بالفيديو فلسطينية تطعن رجل امن اسرائيلي

طعنت سيدة فلسطينية مسلحة بسكين حارس أمن في مستوطنة بيتار عيليت بالضفة الغربية جنوب مدينة القدس, ورد الحارس المجروح بإطلاق النار عليها.

palasstabisra

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

مرشد الاخوان السابق يرد على حبيب صالح

ekhuanتعليق على ما ورد في مقال السيد حبيب صالح المنشور في (كلنا شركاء) بتاريخ 8/11/2015 بعنوان (حكاية وحيد صقر)

ليس من المروءة الحديث عن مساوئ الأشخاص بعد وفاتهم، فقد أفضوا إلى ما قدّموا، وأصبحوا في ذمة الله الذي لا تخفى عليه خافية.. لكن إقحام اسمي في مقال السيد حبيب صالح في مقاله المنشور في موقع (كلنا شركاء) حول المتوفّى وحيد صقر، اقتضى هذا التوضيح:
معلوماتي عن المتوفّى وحيد صقر أنه لم يكن متوازناً، وأنه كان على صلة بالمجرم رفعت أسد، وبالمخابرات السورية.. لذلك لم أكن أثق به، ولم أجتمع معه في لقاءات خاصة، إنما صادفته عدة مرات في المظاهرات والاعتصامات أمام السفارة السورية، بعد قيام الثورة. وكانت تدور بيننا أحاديث عادية خلال هذه المظاهرات والاعتصامات، وكنت متحفّظاً معه بسبب ما أعرف عن وضعه وعلاقاته وصلاته.
أما شريط التسجيل المشار إليه في المقال، فقد سمعت عنه من عدة مصادر، لكن لم أهتمّ به، ولم أحصل على نسخة منه، ولم أستمع إليه، ولا أعلم مضمونه حتى الآن، ولم يجرِ أيّ حديث حوله بيني وبين وحيد صقر. ولا صحة لما نُقِلَ عني بهذا الخصوص.
أما الحديث عن تخوين العلويين جملة.. فهذا الكلام مردود ولا يصحّ، إذ أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وكل إنسان مسئول عن تصرّفاته مسئولية شخصية، ولا يمكن أن تنسحب هذه المسئولية على أسرته أو أقاربه أو الطائفة التي ينتمي إليها. والعلويون جزء من نسيج المجتمع السوري، فيهم أصدقاء معارضون، وإن كان كثير منهم لا يزال يقف مع العصابة المجرمة.
لندن في 8/11/2015 علي صدر الدين البيانوني

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

حوار مع صحفي الماني

asshitlerولكن هنالك مؤيدون لبشار الاسد من كل الطوائف والمذاهب والاعراق يقفون معه, ولقد انتخبوه وفاز, هنالك جزء كبير من الجيش مازال يقاتل معه, كيف تريدني ان اقبل منك تجاهل كل هولاء ونستمع اليكم فقط انتم المعارضون ؟؟ … هذا ما ختم به الصحفي الالماني هانز حديثه معي وقد ظهرت على وجهه ابتسامة المنتصر وكأنه ارداني بالضربه القاضية وكأني به يقول بنفسه من اين لك ان تجيب لقد اسقط في يدك؟
أبتسمت في و جهه وقلت : حسنا هل كان هتلر يحكم المانيا بمفرده ام كان هنالك الرايخ ؟ الم يكن هنالك مؤيدون له مستعدون للموت في سبيل المانيا الهتلرية هل شاهدت خطابه امام حشود الالمان ؟ الم يكن هتلر يملك جيش من اعتى الجيوش بالعالم اوشك ان يطبق على اوروبا و روسيا معا لولا الصقيع, لماذا حاربتم هتلر اذن وهو يملك كل هذه القوة و التأييد ؟ لماذا تخجلون اليوم من تاريخ هتلر و تتنصلون من افعاله و تتبرؤن منها و تحاولوا التكفير عنها ؟لماذا تحاكمون و تجرمون كل الاحزاب التي تنطوي تحت فكر النازية الجديدة اليوم, 
Neonazismus
الم تكن نسبة من يؤيد هتلر في المانيا يومها تفوق من يؤيد بشار اليوم ؟؟ لقد تمت ملاحقة اعوان هتلر بعد الحرب العالمية الثانية على مدى عشرات السنين في كل دول العالم سجنوا و اعدموا ولو وصلت ايديكم لهتلر قبل ان ينتحر لكانت نهايته اسوء من القذافي, لماذا حلال عليكم ان تسقطوا سفاحا مع شيعته و حرام علينا نحن ان نسقط السفاح مع عصبته هنا ؟ يبقى هنالك فارق بسيط بين سفاحنا و سفاحكم, سفاحكم حارب العالم ليجعل المانيا فوق الجميع بينما سفاحنا حارب مع العالم كل السوريين.
سريعا تبدل وجه الصحفي الالماني هانز و تحولت ابتسامة النصر في وجه نظرة تائهه شاحبة واخذ يتمتم نعم … نعم يجب ان ننصر الشعب لا ننصر الحاكم مهما كان الحاكم على صواب فكيف ان كان مجرما سفاحا ديكتاتوريا

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

احببتك ايقونة الشعر الروسي بوشكين

pushkinspo_jeilc3lf

لوحة تمثل رسلان ولودميلا من شعر بوشكين

طلال عبدالله الخوري 8\11\2015 مفكر حر

وشعبنا يباد تحت قنابل طائرات السفاح بوتين, اردت ان اعطيكم صورة مضيئة عن الشعب الروسي الحضاري العريق قبل ان يستولي عليه اوباش الشيوعية, لانهم كانوا مثل الشعب السوري قبل ان تستولي عليه عائلة الاسد

الكساندر بوشكين ايقونة الادب الروسي, قمت بترجمة اجمل قصيدة شعرية كتبها والتي تعيش بقلب كل روسي ووجدانه, ووضعت النص الروسي الاصلي بعدها.

أحببتك

لقد احببتك ذات مرة,
حب ربما لم تنطفئ جذوته في اعماق روحي بعد
لكن لا عليك لا تعبأي به
لا تكترثي او تحزني
فأنا أحببتك بصمت دون امل
وتلوعت بنار الغيرة والخجل
أحببتك بنقاء وحنان
وأتضرع لله العالي ان يمنحكي حبيب لديه مثل حبي

Я вас любил: любовь еще, быть может,
В душе моей угасла не совсем;
Но пусть она вас больше не тревожит;
Я не хочу печалить вас ничем.
Я вас любил безмолвно, безнадежно,
То робостью, то ревностью томим;
Я вас любил так искренно, так нежно,
Как дай вам бог любимой быть другим.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | 3 Comments