قماقم وطلاسم عراب الدبلوماسية في العراق

iraqprisdentmlakiعلي الكاش مفكر وكاتب عراقي
اتهمنا البعض بأننا نحاول أن نشوة صورة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري من خلال التركيز على الطمطميات والطلاسم التي يثرثر عنها، وتهويل بعض الأخطاء التي يمكن ان يقع بها أي وزير في العالم، وإن الصورة التي ننقلها ـ نحن المغرضون ـ للعالم المتحضر هي خلاف لحقيقة الوزير اللامع والكادر الدبلوماسي الجديد الذي ولد في الرحم الأجنبي والشعوبي المعادي للعروبة وكل المفاهيم الوطنية التي تربى عليها كوادر خارجية ما قبل الغزو الأمريكي الإيراني الغاشم. الحقيقة أن هناك الكثير من المغالطات التي يضمها كلام المدافعين عن الجعفري، وهم أما من كوادر حزبه أو من موظفي وزارة الخارجية الطارئين الذين كانوا يحلموا يوما في أن ينتسبوا لهذه الوزارة بسبب الشروط الصعبة التي تضعها للقبول والعمل بها، سيما في معهد الخدمة الخارجية. وبإستثناء حالات محدودة جدا، يمكن الجزم بأن معطم الكوادر الدبلوماسية ما قبل الغزو هم من النخبة الثقافية والإجتماعية ومن كافة الشرائح العراقية، ولا يمكن أن ينكر منصف هذه الحقيقة مهما كان موقفه من النظام السابق للغزو إيجابا أو سلبا.
وزارة الخارجية الحالية وفق كافة السياقات والأسس والبروتوكول لا علاقة لها بصلب مهماتها في الدفاع عن سيادة العراق وتعزيز وتطوير العلاقات الدولية سيما في الإطارين العربي والإسلامي، وعقد الإتفاقيات الثنائية أو المشاركة في الوفود من بقية الوزارات ومؤسسات الدولة كافة كما جرت العادة، او المحافظة على مصالح العراق في الخارج، او رعاية الجاليات العراقية في الخارج التي تزيد عن (4) مليون لاجيء عراقي، علاوة على مراقبة تنفيذ الإتفاقيات الخاصة بترسيم الحدود والتعويضات، وحماية مصالح العراق البرية والبحرية والجوية، والدفاع عن سيادة العراق وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، أو من خلال تقديم المشورة للرئاسة وبقية الوزارات فيما يتعلق بالعلاقات الدولية الثنائية والمتعددة الأطراف وغيرها من المهام المعروفة للوزارة.
الكادر الدبلوماسي القديم لا يشكل سوى أقل من 10% من الكوادر الدبلوماسية الحالية، ورغم كفاءة هؤلاء بحكم الخبرة المتراكمة، لكن فرص الإبداع عندهم شبه معدومة، بسبب إنهم موضع شك ـ من أزلام النظام السابق ـ كما يحلوا للبعض أن يسميهم، علاوة على خشيتهم من الإصطدام مع حيتان الوزارة المرتبطين بكبار المسؤولين والأحزاب الحاكمة، فهم أي القدامى لا سند لهم ولا يوجد من يدافع عنهم، بل العكس هناك من يتربص بهم ويراقب حركاتهم للإيقاع بهم، مما ولد عندهم حالة من الخوف والجمود والتردد للحفاظ على مصدر رزقهم. كما ان البعض منهم ممن إصطدم مع السفراء كان مصيره النقل خارج الوزارة او الإستقالة أو الإحالة التقاعد، بعد أن سنً الوزير هوشيار زيباري سنة سيئة في الوزارة معتبرا ان السفير على حق، سواء كان على صواب أو خطأ! مما جعل الدبلوماسيون القدامى يخشون الإصطدام بالسفراء عديمي الخبرة والكفاءة، وهناك العشرات من المع الدبلوماسيين والدبلوماسيات تركوا الوزارة بسبب حماقة وطيش السفراء الذين لا يعرفون أبجدية العمل الدبلوماسي، ويرفضون أخذ المشورة من القدامى لشدة حساسيتهم من جهة، ولكبريائهم الفارغة وضيق أفق عقولهم من جهة أخرى.
الدبلوماسيون القدامى حاليا هم من كوادر الوزارة العليا، وأصحاب درجات دبلوماسية عالية ولم يبق لهم سوى سنوات قليلة ويحالون بعدها الى التقاعد، عندذاك سينفرد ثعالب الخارجية من الأحزاب الحاكمة بالوزارة وتخلو من أي مهارات وكفاءات وظيفية. وهذا يعني موت الدبلوماسية العراقية وقراءة الفاتحة على روح الفقيدة.
بلا أدنى شك يتحمل وزيرا الخارجية السابق والحالي مسؤولية تدمير الدبلوماسية العراقية ونجزم عن قصد مبيت، فقد انتقلت من حالة العنصرية (التكريد) الى حالة الطائفية (التشييع). علاوة على اللجنة البرلمانية المعنية بالشؤون الخارجية والتي ليس فيها دبلوماسي واحد يقدم لهم العون والنصح والخيرة فيما يتعلق بمهام الوزارة والإتفاقيات الدولية ذات العلاقة.
لكن هناك كلمة حق يجب أن تُقال، وهي أن هناك معاول اخرى من خارج الوزارة تدمر سورها الهش والآيل للسقوط. ونقصد بذلك الوزراء وزعماء الأحزاب الحاكمة وقادة الميليشيات والنواب، فهؤلاء كل منهم هو وزير للخارجية بحد ذاته، ويدلو بدلوه على كيفية دون ان يعرف مخاطر تصريحه وتداعياته الحاضرة والمستقبلية. لذا من المهازل ان تصدر تصريحات متناقضة من قبل الوزارة والرئاسة والبرلمان، دون التشاور وتوحيد المواقف والخروج بموقف واحد، أو عدم إتخاذ موقف أصلا على أدنى تقدير.
ابسط مثال على ذلك الموقف من العدوان الإيراني على السفارة والقنصلية السعودية. علاوة على مواقف قادة الميليشيات ـ مثل قيس الخزعلي زعيم ميليشيا العصائب وهادي العامري قائد ميليشيا بدر، وواثق البطاط قائد جيش المختار ومقتدى الصدر قائد ميليشيا السلام ـ وتهديداتهم للبحرين والسعودية وتركيا. في آخر تهديد وفي خطوة ايرانية للتصعيد ضد السعودية صرح زعيم ميليشيا حزب الله الشيخ أكرم كعبي من بلد أسياده في ايران” بان الرد سيكون قريبا ضد السعودية وتركيا من خلال الحشد الشعبي، وسيكون الرد عسكريا وفي عقر ديارهم، يجب ان نواجه النظام بأي شئ ولو بعملية بسيطة”، هكذا بكل ببساطة يثبت للعالم بأن العراق دولة ميليشيات فعلا!
المصيبة أن هؤلاء لا يفهمون خطورة تصريحاتهم، فمثل هذه التصريحات لا تمثل فقط تهديدا لسيادة وأمن دول مجاورة فحسب، ولا تمثل تدخلا في شؤون الدول الأخرى فحسب، ولا تمثل عدم إحترام لعلاقات حسن الجوار فحسب، بل إنها تمثل عدوانا صارخا على دولة أخرى وفق نصوص ميثاق الأمم المتحدة، فالتهديد بالعدوان يعتبر عدوانا، لأنه قد يأتي أحيانا بنفس نتائج العدوان المسلح.
ولا نفهم لماذا تتجاهل الدول المجاورة مثل هذه التهديدات سواء كان بعمل مسلح ضد من يدلي بها او الشكوى لدى مجلس الأمن لأنها تعتبر عدوانا؟ بالتأكيد الدول المجاورة تعرف جيدا المواثيق والصكوك والإتفاقيات الدولية، وتفهم ان التهديدات بالعمل المسلح ضدها تعني العدوان عليها ـ سيما ان حزب الله العراقي سبق أن إعترف بقصف الأراضي السعودية بصوايخ ـ ومع هذا لم تحرك هذه الدول ساكنا!
بالتأكيد هو ليس عجزا منها! ولا يمكن تصوره كذلك! فالعراق الآن أضعف دولة في الشرق الأوسط، وهو يمشي على العكاز، بالإضافة إلى أن التهديدات الخارجية والداخلية تنخر جدرانه من الجهتين. لذا يمكن القول بأن موقف الدول المجاورة ينطلق من مبدأ المحافظة على شعرة معاوية، والفهم العميق بأن العراق لا يحكم نفسه بنفسه، بل هو ولاية تابعة للخامنئي، وان رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان عرائس، يحرك خيوطها الولي الفقيه في إيران.
بالعودة الى وزير الخارجية، نقول لمن يتهمنا بتشويه سمعة الوزير إبراهيم الجعفري، بأن هذه المهمة قام بها الوزير نفسه متطوعا دون أن يكلفنا أي عناءأ وجهدا! الرجل مخبول فعلا، ولولا الضوابط الطبية التي لا تسمح بنشر تقارير المرضى في بريطانيا لرأينا العجب. وقد ذكر احد المقيمين في بريطانيا ممن يعرف الجعفري عن قرب، بأن الجعفري أما أن يكون مخبولا فعلا كما جاء في تقاريره الطبيه وحصول على المساعدة الإجتماعية بسببها، أو انه اشهر ممثل في العالم فقد مَثَل على طبيبه واللجنة الطبية الخاصة التي صادقت على مرضه، بل وعلى جميع من يعرفه في العراق وبريطانيا. وفي كلا الحالين لا يمكن الثقة بهذا الرجل سواء كان مخبولا او ممثلا! أما انه يتزعم حزبا إسلاميا فهذا ما يعقد المسألة أكثر!
نقول لمن يتهمنا بتشويه سمعة الجعفري: هل يمكن أن يصف رجل عاقل الحكومة العراقية الفاسدة ـ التي تشير كل التقارير الدولية والعربية والمحلية بأنه أفسد دولة في العالم، علاوة على تصريحات الحكومة نفسها ومجلس النواب العراقي وحتى مرجعية النجف ـ بأنها حكومة ملائكية؟ الحكومة الملائكية يحكمها ملائكة كما يفترض أو بشر بخلق الملائكة مجازيا! والسؤال المطروح: أي مسؤول في الحكومة والبرلمان والقضاء الحاليين أو السابقين هو الملاك؟ هل الجعفري نفسه ملاك؟ سيما إنه يتحدث مع نفسه أحيانا أو ربما مع شياطين والله أعلم، واحيانا يتحدث مع البشر بلغة شاذة لا علاقة لها بماضي وحاضر العربية.
إن كانت الحكومة ملائكية كما وصفها الجعفري! فماذا نسمي حكومات السويد والنرويج وسويسرا والنمسا؟ هل هي حكومات الهية أم ماذا؟ وما هو معيار الحكومة الملائكية أصلا؟ يا حبذا من أي فرد يدافع عن الجعفري يقدم لنا وزارة ملائكية واحدة في العراق لا توجد فيها ملفات فساد ولو من قبل هيئة النزاهة العراقية، وسنقدم الإعتذار عن التعميم.
الحقيقة ان الملائكة لا علاقة لها بإداء الحكومات المدنية، فقد إنتهى زمن الأنبياء والرسل، وبدأ عصر البشر، فهم الذين يبنون الأمم والحضارات ويسنون القوانين التي تعزز الحريات العامة وحقوق الإنسان دون الرجوع الى الظواهر الغيبية. ان التسمية (ملائكية) بحد ذاتها تسمية لا تصلح حتى ولو كانت مجازية! فهي صفة ربانية لا يمكن أن تطلق على الحكومات التي تلت النبوات بغض النظر عن نزاهتها أو عدم نزاهتها،. ومن المعيب حقا أن تطلق هذه الصفة الطاهرة على أفسد دولة في العالم. إن من يظن نفسه ملائكا مهما بلغ من الصلاح والتقوى لا بد أن يكون معتوها! لو وصف الجعفري حكومته بصفة صالحة، وطنية، نزيهة، كفوءة، شريفة، مستقلة، إسلامية لما قبلنا منه هذا الصفات لأنها لا تعكس الحقيقة، فكيف بالملائكية؟
سبق ان تحدثنا عن طمطميات وطلاسم الجعفري في مقالات سابقة ولا داع لتكرارها. لكنا سنورد آخر ما جاء عن لسانه بشأن وساطته لتخفيف التوتر بين إيران والسعودية بعد الأحداث الأخيرة، وصرح بها أمام وسائل الأعلام العربية والأجنبية، والأطرف أن الرئيس الأمريكي أوباما نفسه رحب بوساطته المزعومة بإبتسامة ماكرة. وسبق أن ذكرنا في مقال سابق أن وساطة الجعفري تحمل بذور فشلها بين طياتها بسبب الموقف الحكومي وموقف الجعفري نفسه من إعدام المعارض السعودي نمر باقر النمر وما تلاه من أحداث عدوانية برعاية نظام الملالي ضد البعثات السعودية، كان الموقف العراقي بلمسات إيرانية واضحة، وتبين ذلك أكثر خلال الإجتماع الأخير للجامعة العربية، فقد كان الموقفان العراقي واللبناني بخروجهما عن الإجماع العربي تعبيرا ذليلا عن تبعية مطلقة لولاية الفقيه. ومع هذا هناك من روج لمشروع الوساطة الجعفرية وطبل لها، إلى أن أوقف السفير السعودي ثامر السبهان الإسطوانة المملة؟ عندما نفى وجود أية وساطة من العراق لحل الازمة الراهنة بين السعودية وايران!
إنها صفعة جديدة للجعفري ووساطته الشبحية، ولكنها لن تفيقه لأنه بكل أمانه غير سوي! لا يمكن أن يصدر من وزير يفهم عمله وموقعه وطبيعة الحدث تصريح بالتوسط في نزاع وهو منحاز إلى أحد أطراف النزاع، لأن الفشل سيكون من نصيبه مائة بالمائة. ومن المخزي أن يجعل من نفسه إضحوكه أمام نظرائه وزراء الخارجية العرب. لكن مع هذا هناك الكثير من المفاجئات في قمقم الجعفري، سيتحف بها جمهور المشاهدين بين آونة وأخرى، وهي تشكل جوابا مقنعا ومفعما لمن يصر على الدفاع عن وليه الجعفري، ولنا محطة قادمة مع الجعفري بعون الله.

علي الكاش

Posted in فكر حر | 1 Comment

فيديو فيمن اهلا بروحاني جلاد الحرية

قامت الناشطات في مجموعة “فيمن” واسلوبهم العري, بالترحيب برجل الدين ورئيس ايران “حسن روحاني” في باريس بطريقتهم الخاصة , حيث علقت احداهن نفسها وكأنها تتدلى من مشنقة  على جسر مرتفع بالقرب من “برج إيفل” , وعلقوا يافطة كتب عليها ” اهلا بروحاني جلاد الحرية”, وقالوا بتعليق ساخر بانهم يريدون ان يشعر ضيفنا “روحاني” وكأنه بوطنه حيث تتدلى المشانق في كل مكان,  يعدمون المفكرين ونشطاء حقوق الانسان, وهناك طابور طويل منهم ينتظر الاعدام الان بينما الرئيس هولاند لا يهمه ذلك فهو يشرب معه الشاي من اجل توقيع  اتفاقيات اقتصادية.

Activists from feminist protest group FEMEN staged a mock hanging under a bridge crossing the Seine, close to the Eiffel Tower in Paris, Wednesday, to protest against the official visit of Iranian President Hassan Rouhani, who was invited to Paris by his French counterpart Francois Hollande. “Welcome Rouhani, Excecutor of Freedom.” SOT, Sarah, Femen activist (French): “We wanted to welcome Rouhani in style, by making it feel just like home. So we organised a little public hanging in order to remind him that every year, more than 800 people are condemned to death in his country. These include women, feminists, homosexuals and freethinkers, who are, at this very moment, languishing on death row, just because they are free thinkers. And as for Francois Hollande, he does not take this into account. He welcomes him this afternoon at the Elysee, to quietly drink tea, sign contracts and sell off the Airbus planes. It is clear that Francois Hollande has nothing to do with Human Rights. All that interests him is business. So shame on Francois Hollande and shame on Rouhani.”
femen-rohani

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

باسم يوسف الجيش مثل الدين لا يتدخل بالسياسة

باسم يوسف الجيش مثل الدين لا يتدخل بالسياسة, والدجالين هم الذين يروجون باننا شعوب لا تسير الا بالكرباج
Egyptian Satirist Bassem Youssef: Are We the Only People that Must Be Ruled with an Iron Fist?
basem

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

فيديو مذيع مصري الأزهر والافتاء والأوقاف والإخوان دواعش يساهمون بقتل الجنود

فيديو المذيع المصري ” محمد الدسوقي رشيد” يقول بان الأزهر والافتاء والأوقاف والإخوان مؤسسات مصرية من الدواعش يساهمون بقتل المصريين

Egyptian TV Host Muhammad Al-Dasuqi Rushdi: Our Religious Institutions Must Be Purified of ISIS and Muslim Brotherhood Cells
sheikhazharsisi

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

فخلعني كفا على رأسي: يا بنة الكلب أنا المدير

jazisultanجاءني صوتها الملائكي عبر الهاتف: تاتا….
ـ يا عين التاتا!
ـ May I borrow some of your Jewelry?
(هل بامكاني أن استعير بعضا من اكسسوارتك؟)
ـ ليش؟
ـ I wanna look like one hundred year old lady
(أريد أن أبدو كعجوز عمرها مائة عام)

صدمتني عبارة جازي، لكنني تمالكت نفسي وسألتها قبل أن أعرف ملابسات القضية:
ـ When I wear my Jewelry do I look like one hundred year old?
(عندما ألبس اكسسوارتي هل أبدو كعجوز في المائة؟)
فردّت بطريقة آلهية:
Kind of (نوعا ما)!
…..
كان بودي أن أصرخ في وجهها: يا بنت الـ…..! اليوم سأتصل بالمحامي لأغير الوصية، سأترك لك خـــــ….من هذه الاكسسوارات! كان بودي أن أنتقم للأنثى الشابة في أعماقي… لكنني تمالكت نفسي، فعلى حد قول المطرب العراقي ناظم الغزالي “معلّم على الصدعات قلبي”!!! يجب أن أكون مدينة للكون لأنها لم تسألني عن عكازي وطقم أسناني!
…….
اليوم يصادف اليوم المائة في السنة الدراسية لهذا العام… طلبت المعلمة من كل تلميذ أن يلبس بطريقة وكأنه عجوز في المائة من عمره! اضطرت ابنتي أن تشتري لجازي نظارات (طبعا بلا عدسات) وعكازا كي تقوم بالمهمة… …..
كل اسبوع تفاجئنا جازي بفرح جديد… اليوم يوما البيجاما، كل تلميذ يجب أن يأتي إلى المدرسة مرتديا بيجاما…
اليوم يوما “القبعة المضحكة”، كل تلميذ يجب أن يأتي إلى المدرسة مرتديا قبعة مضحكة… اليوم يوما “الحذاء المضحك” يجب أن يأتي إلى المدرسة مرتديا حذاءا مضحكا… اليوم يوم المزراع، كل تلميذ يجب أن يأتي إلى المدرسة مرتديا ثياب مزارع… اليوم يوم
Crazy hair (الشعر المجنون)
كل تلميذ يجب أن يأتي إلى المدرسة وشعره منكوش كالمجنون…وتطول القائمة لتشمل كل أسابيع السنة الدراسية…
…. هكذا يدخلون الفرح إلى قلوب أطفالهم كي يخففوا عنهم روتين التعليم وقساوته… أما نحن فزقزقنا كالعصافير وصفقنا طويلا….طويلا….طويلا….لمعلم التربية الدينيّة عندما قال: كان صلى الله عليه وسلم يصلي لله كي يمده بأحد العمرين لأنهما (شديدا البطش)، فأمده الله بكليهما!! ….
كذلك، تعود بي الذكرى إلى مديرنا في المرحلة الإبتدائية الاستاذ محمد زغيبي… شدني من يدي خلال الإستراحة حتى كاد يخلع كتفي، وناولني كيسا من الخبز ثم طلب مني بفظاظة أن أوصله إلى بيته… قلت ببراءة ـ جازي اليوم ـ: استاذ عندنا الآن مذاكرة “تعبير وانشاء” ( كانت حصتي المفضلة، ولم أشأ أن أخسرها)! فخلعني كفا على رأسي: يا بنة الكلب أنا المدير! حملت الكيس ورحت أتدحرج بدموعي…. ومازلت حتى تاريخ اليوم أتلمس رأسي بين الحين والآخر فالألم مازال مستمرا….…..
لا لن أغيّر الوصية يا جازي، لا لن أفعل ذلك! سأترك لك كل شيء… سأترك لك كتبي أيضا، وأشكر الله أنك لا تجيدين قراءتها!
…..
نحن ـ يا صغيرتي ـ جئنا من بلاد يولد فيها الإنسان في المائة من عمره، ويقلّ حكمة كلما تقدم به العمر! نحن من بلاد “صلى الله عليه وسلم”…. نحن من بلاد “العمرين”…. نحن من بلاد محمد زغيبي…. نحن من بلاد شديدة البطش…. نحن من بلاد تنتحر اليوم انتقاما لتاريخها المخزي! …… عيشي فرحك يا صغيرتي واتركيني أتعايش مع مائة عام من آلامي!

Posted in الأدب والفن | 1 Comment

نحو ترميم ثوابت الهوية الوطنية

adibelshaarالكل في حلب آملون في حل تصالحي ينهي الحرب بين أبناء الوطن ويخرج المقاتلين الأجانب أفراداً ودولاً ومنظمات. هناك كثير من الجهات والأشخاص الذين يخططون لإعادة ما تهدم من مبان وبنى تحتية. ولكن ماذا عما تهدم أو اهتز من قناعات.؟ ماذا عن ثوابت الهوية الوطنية؟ ماهي تلك الثوابت؟ وما هي الثوابت التي أصابها الأذى؟ ألا يفضل البدء بالتفكير فيها؟
هنالك قناعة علمية يفضل الاتفاق على صحتها أو عدم صحتها قبل الخوض في عملية توصيف الهوية الوطنية وهي:
بنية الهوية الوطنية المناسبة لسوريا هي البنية العنقودية وليست بنية السبيكة التي تذوب فيها جميع مكوناتها. أي أن الهوية السورية كعنقود عنب مؤلف من عدة عناقيد فرعية وكل عنقود فرعي مؤلف من عدة عناقيد فرعية أصغر…وهكذا حتى الوصول إلى آخر عنقود فرعي والذي يحوي عدة حبات من العنب.
وبالتالي تكون الهوية السورية الجغرافية مؤلفة من عدة هويات: هوية لكل محافظة، هوية لكل مدينة (منطقة)، هوية لكل حي (قرية) وهكذا.
كما تكون الهوية السورية العرقية مؤلفة من عدة هويات.
كما تكون الهوية السورية المذهبية مؤلفة عدة هويات.
وهذا ما ينطبق على بقية الهويات.
ولتحديد هذه الهويات هنالك ضرورة لإجراء عملية إحصائية تفرز ملامح كل هوية: فعلى سبيل المثال شلون حمدو وعزو بدن يتفقوا على خطة لإدارة الدكان المشترك إذا كان حمدو يعتقد أنه يملك 60% من الدكان و40% لعزو. في حين أن عزو يعتقد أنه يملك 60% من الدكان و40% لحمدو.

أرجوا من حضراتكم التكرم بإبداء الرأي مع رجاء الالتزام بالموضوعية وعدم اللجوء إلى الكلمات غير الملتزمة.
مع تحية لكل قارئ وجوز تحيات لكل مشارك.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الحبس الانفرادي..عندما تصبح العقوبة ضرراَ

باراك أوباما

في عام 2010، واجه شاب يبلغ من العمر 16 عاماً ويُدعى «كاليف برودر» من مدينة «برونكس» اتهاماً بسرقة حقيبة ظهر. ونُقل إلى سجن «جزيرة ريكرز» انتظاراً لمحاكمته وأفادت التقارير بأنه تعرض هناك لعنف لا يمكن وصفه على أيدي زملائه وحراسه، ثم قضى عامين في حبس انفرادي.

وفي عام 2013، أطلق سراحه، من دون أن يخضع لأية محاكمة. وأتم فصله الدراسي بنجاح في كلية «برونكس». ولكنه عاش كفاحاً مستمراً ليتعافى من صدمة احتجازه منفرداً لمدة 23 ساعة يومياً. وانتهى به الحال يوم السبت الماضي منتحراً في منزله، بينما لا يزال في الثانية والعشرين من عمره.

واكتسبت عقوبة الحبس الانفرادي شهرة في الولايات المتحدة في أوائل القرن التاسع عشر، وتنوعت أسباب استخدامها بمرور الزمن. وفي الوقت الراهن، يتم الإفراط في استخدامها بصورة متزايدة تجاه أشخاص مثل «كاليف»، وما لذلك من نتائج تفطر القلوب، ولهذا السبب تتخذ إدارتي إجراءات لمعالجة هذه المشكلة.

ويوجد أكثر من 100 ألف محتجز في الحبس الانفرادي داخل السجون الأميركية، من بينهم أحداث وأشخاص مصابين بأمراض عقلية. ويقضي أكثر من 25 ألف نزيل شهوراً وحتى سنوات من عقوباتهم بمفردهم في زنزانة صغيرة، من دون اتصال بشري تقريباً.

وتشير التقارير إلى أن الحبس الانفرادي من الممكن أن يؤدي إلى التدمير وتبعات نفسية خطيرة. وهو مرتبط أيضاً بالاكتئاب والعزلة والانسحاب وضعف القدرة على التواصل مع الآخرين، مع احتمال التحول إلى سلوك عنيف. وترصد بعض الدراسات أنه من الممكن يؤدي إلى تدهور الأمراض العقلية الموجودة، ويؤدي إلى أمراض جديدة. ومن المحتمل بصورة أكبر أن يقبل السجناء في الحبس الانفرادي على الانتحار، خصوصاً الأحداث والمصابين بأمراض عقلية.

والولايات المتحدة هي دولة الفرص الثانية، بيد أن تجربة الحبس الانفرادي أيضاً كثيراً ما تقوض هذه الفرصة الثانية. وهؤلاء الذين يخرجون منها يواجهون في أحيان كثيرة اضطرابات في القيام بأعمالهم، وإعادة الاندماج مع أسرهم وأن يصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع. ولنتخيل أن يقضي شخصاً عقوبته، ثم يصبح عاجزاً عن أن يعطي باقي الثمن إلى أحد العملاء، أو النظر في عيون زوجته أو معانقة أطفاله.

وكرئيس، أهم مهامي الحفاظ على سلامة الشعب الأميركي. ومنذ توليت السلطة، تراجعت معدلات الجرائم بشكل عام بأكثر من 15 في المئة. وفي نظام العدالة الجنائي الأميركي، ينبغي أن تتناسب العقوبة مع الجريمة، وهؤلاء الذين قضوا فترة العقوبة ينبغي أن يغادروا السجن، وهم مستعدون أن يصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع. فكيف نعرض السجناء لحبس انفرادي غير ضروري، ثم نتوقع منهم أن يعودوا إلى مجتمعاتنا باعتبارهم أشخاصاً كاملي الأهلية؟ والحقيقة أن ذلك لا يجعلنا أكثر أمناً، وإنما إهانة لإنسانيتنا.

ولذلك، وجهت المدعي العام «لوريتا لينش» الصيف الماضي ووزارة العدل بمراجعة الإفراط في استخدام عقوبة الحبس الانفرادي في أنحاء السجون الأميركية. وتوصلا إلى أن هناك ظروفاً يكون فيها ذلك أداة ضرورية، لا سيما عندما يتوجب عزل سجناء محددين لحمايتهم الشخصية أو من أجل حماية العاملين أو النزلاء الآخرين. وفي هذه الحالات، يجب أن تكون الممارسة محدودة وتطبق بقيود، وتستخدم فقط كملاذ أخير. وحددا مبادئ مشتركة يجب أن تنطبق لاستخدام عقوبة الحبس الانفرادي في نظام العدالة الجنائي الأميركي.

وأكملت وزارة العدل مراجعتها، وتبنت توصياتها لإصلاح نظام السجون الفيدرالي. ويتضمن ذلك حظر الحبس الانفرادي بالنسبة للأحداث، وكرد على المخالفات البسيطة، مع تقديم العلاج للمرضى العقليين، وزيادة الوقت الذي يجب أن يقضيه السجناء خارج زنزاناتهم. وهذه الخطوات من شأنها أن تؤثر على نحو 10 آلاف سجين فيدرالي محتجزين في الحبس الانفرادي، ومن المأمول أن تصبح نموذجاً لإجراء تعديلات على الأنظمة المحلية وعلى مستوى الولايات. وسأوجه كافة الوكالات الفيدرالية المعنية بمراجعة هذه المبادئ، ثم تقديم خطة لي لمعالجة استخدام عقوبة الحبس الانفرادي.

وتشهد الآن الولايات التي كان لها السبق في إصلاح النظام نتائج إيجابية بالفعل. فعلى سبيل المثال، قلصت كولورادو عدد الأشخاص المحبوسين في سجن انفرادي، وأصبحت الاعتداءات على العاملين عند أدنى مستوياتها منذ عام 2006. وطبقت نيوميكسيكو إصلاحات وشهدت تراجعاً في معدلات الحبس الانفرادي، مع انخراط مزيد من السجناء في برامج واعدة لإعادة التأهيل. ومنذ عام 2012، خفضت السجون الفيدرالية استخدام الحبس الانفرادي بنسبة 25 في المئة، وتراجع الاعتداء على العاملين بمعدلات كبيرة.

وإصلاح الحبس الانفرادي ليس إلا جزء واحد من دعوة واسعة النطاق لإصلاح نظام العدالة الجنائي. وفي كل عام ننفق 80 مليار دولار لإبقاء 2.2 مليون شخص بين جدران السجون. وفي حين يوجد أشخاص لا يستحقون سوى البقاء وراء القضبان، هناك آخرون يقضون عقوبات لفترات طويلة غير ضرورية.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

نقلا عن “الاتحاد”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

صدام إحدى أطروحات أصل داعش

sadamالوطن السعودية: صامويل هليفونت

تنظيم “داعش” ربما يقوده أبوبكر البغدادي، وربما يكون انبثق عن “تنظيم القاعدة في العراق”، لكن السؤال عمَّن هو المسؤول بالفعل عن صعود المجموعة ما يزال موضوعا للجدال.
وتضع إحدى الأطروحات التي تزداد شعبية اللوم في صعود تنظيم “داعش” على الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين.

وكتب المدوِّن كايل أورتون أخيرا في صحيفة “نيويورك تايمز”، أن “أولئك الذين تولوا الأدوار القيادية في المجلس العسكري لتنظيم “داعش” كانوا تطرفوا في وقت مبكر، في ظل نظام صدام حسين”.
وقبل أورتون، صورت ليز سلاي، من صحيفة “الواشنطن بوست” صدام حسين إسلاميا، استنادا إلى تنشيط الممارسات الإسلامية، خلال “الحملة الإيمانية” التي أطلقها عام 1993، بل إنها قالت إنه روج للسلفية، النسخة الصارمة من الإسلام التي يمارسها “داعش” اليوم.

وقال أماتيزا بارام الذي ألف كتابا عن صدام وعلاقته بالإسلام من عام 1963 وحتى 2007، أيضا إن البغدادي هو “من خلق صدام حسين”.

وإحدى الحجج الرئيسية التي تدعم فكرة “صدام أعطانا داعش”، هي أن قدامى المحاربين في جيش صدام وأجهزة مخابراته هم الآن أعضاء في “داعش”.

ولا ينبغي أن يكون هذا مفاجئا، فمنذ عام 2003، انضم البعثيون السابقون إلى طيف متنوع من جماعات الثوار، وليس “داعش” وحده، ثم غيروا ولاءاتهم مع الوقت وفقا للمناخ السياسي -بشكل أساسي- نحو أولئك الذين اعتقدوا أنهم يمكن أن يستولوا على السلطة بنجاح.

ومثل آخرين عبر التاريخ، أوضح العراقيون بشكل متكرر أن لديهم قدرة هائلة على التكيف مع الظروف الراهنة، والإذعان للأيديولوجية السائدة.

بينما تكافح إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتطوير إستراتيجية فاعلة لمحاربة “داعش”، فإن من الحاسم فهم جذور التنظيم الحقيقية -من تحول سابقاته، “أنصار الإسلام” و”جماعة التوحيد”، “الجماعات العاملة في العراق قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003” إلى “القاعدة في العراق”، “المجموعة التي أعادت تسمية نفسها لتكون “الدولة الإسلامية في العراق” عام 2006″.

ومن المهم بالمقدار نفسه، معرفة كيف أن اندماج هذه المجموعات المتمردة التي أصبحت “داعش” في نهاية المطاف، أصبح ممكنا بفعل التطورات السياسية التي جرت في العراق من عام 2010 فصاعدا، والحرب الأهلية السورية التي بدأت عام 2011.

وتشكل الروايات التي تربط بين البعثية والسلفية عامل إلهاء فقط، والذي يمنعنا من فهم “داعش” وتطبيق الدروس الصعبة التي تعلمتها الولايات المتحدة في حربها ضد أسلاف “داعش” خلال حرب العراق.

نزكي لكم قراءة : خرافة الأحزاب السياسية العربية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

القداسة والاستبداد في ثقافة دٌريد لحام؟

doridasmaيٌقدم للسوريين وللعالم الفنان دريد لحام مشهد من مأساة الحرب في سوريا في تعريفه للقداسة والاستبداد والولاء والسجود امام ولاية الفقيه بتقديس روح خامنئي مرشد الثورة الإسلامية وراعي مشروع ولاية الفقيه في المنطقة.
وهذا المشهد ليس بأروقة المحافل الكوميدية والدرامية التي ترعاها المخابرات السورية وانما على أحد منابر نظام الاستبداد والإرهاب بأروقة روح خامنئي في تعريف قداسته ومشروعه الذي يُحضر في سوريا لامتداد نهج ولاية الفقيه وتصبغيه وتطبيعه بالطرق المختلفة في بلدنا وارضنا.
وهنا محكومين نحن كسوريين بالاستماع له والاستمتاع بهذه المهزلة الفنية. لنعرف مقاصد مواهبه الفنية والسياسية لنذهب لبعٌد اخر في فهمه وفهم المشروع الإيراني.
لقد استطاعت ولاية الفقيه تأسيس دولة لها في لبنان ضمن دولة بقوة السلاح وإعاقة المشروع الديمقراطي في البلاد والذهاب إلى حلمها الكبير بمركزيته ومرجعتيه المطلقة الإيرانية لامتداد هذا النفوذ. وحشد الكثير في صفوفها بالذرائع المختلفة وتحقيق قاعدة شعبية لها ولكيانها وجعلهَ حياً بأصوات الفنانين ورجال الدين ليُهيمن على العقل الجماعي.
لكي تٌمهد لمشروع ولشخص أعطيه قداسه وعمق وعي مُطلق لشخصه. لتتأصل الفكرة في الجموع. وهذا ما حاول دريد لحام بمشهده أن يوصله للمناضلين في صفوف النظام والمقاومة في المجتمع السوري الذين يشجعون المستبد القاتل ويقتلون ويحاصرون الناس ويُجدون في المقاومة على الشعب والثورة السورية هو خير دليل لهم بالوسائل المٌختلفة التي شاهدناها؟
لا شك ثقافة الفن التي تنشا في أحضان الاستبداد الثقافي والفكري والسياسي ستولد تقديس هذا المستبد في عمق الأفراد والجماعة ولا تكتفي عند هذا الحد بل تذهب إلى خارج البلاد والوطن وتُقدس الذي يقف وراء هذا المستبد ويدافع عن كيانه.
بل تصبح ايضاً بعداً حياً من ابعاد الجماعة واللاوعي في كيان الجماعة وقضية تناضل لأجلها. دفاعا عن المستبد كونه مقدس له ألوهيته التي لا يٌمكن المساومة عليها. والذي يكون قد هيمن على هذا الوعي ذرائع قديمة استخدمها المستبد في طبيعته التي تسيطر على كل الأشياء في المجتمع حتى انها تسيطر على اللاشيء في مسار الشعوب والجماعة التابعِ لهُ.
وهذا ما نلتمسهُ في عمق وذات الذين مازالوا يؤيدون قيام نظام كنظام بشار الأسد
وينعكس هذا في عقل الجماعة المتأصلة بثقافة المستبد بشكل أكثر فاعلية عندما يتهدد وجوده بالخطر وعندما يرتكب المجازر والقتل وإبادة الشعب ويأتي العقل الجماعي بمستوياته المختلفة ويعطي لكل هذه المجازر بعداً مشروعٍ وحياً في اللاوعي والأفكار التي هيمنة وسيطرة وطغت لتبرر ما يقوم به الطاغية وتٌناضل لأجل بقائه.
فيصبح منبر الفنان أحد ذرائع المستبد التي تدافع عن وجوده ويذهب بلسانه لحضور أي شيء ويأتي بصيغة ليس عليها مساومة في قداسة المستبد الذي يقف ورائه ويوضح لنا خطاب دريد لحام في مشهده الفني هذا القصد والتوجه في المستقبل. واصولية هذه الثقافة التي لا تختلف عن أصولية الحركات الدينية المٌتطرفة من حيثُ المعنى والمضمون والتوجه وتشكيلها.
جزء من معاناة الثورة السورية وأحد أسباب هدرها وتجريدها من مضمونها وسياقها هو هذه الثقافة وهذا الفقر في الوعي الجمعي الذي مازال متجذر في المجتمع السوري.
اليوم أصبح جزء من إيران هو في سوريا وان هذا المشهد والخطاب ما هو إلا تكملةً للمسيرة الفنية التي انتجها المستبد في الواقع السوري لتعميق النفوذ الإيراني بالفكر والخطاب وتمهيده بشكل قوى مدنية تمللك السلاح موجودة في الوطن السوري وتحضيرها للمستقبل بشكل فاعل بهذا المسار والتوجه بهذه الثقافة.
لعلهم يستطيعوا أقامه دولة أخرى وكيان أخر شبيه لكيان حزب الله في لبنان ليبقى يُعرقل أي مسيرة تغيير حقيقية في البلدان العربية ونشر فكر الجمهورية الإسلامية التي لا تختلف عن الدولة الإسلامية.
ففي روح دُريد لحام خيانة للوطن وخيانة للثورة السورية وللإنسانية ولمسيرة الفنان الصادقة الحقيقية التي وسامها هو الدفاع عن حق الشعوب بالحرية والكرامة والعدالة؟ وفي روح خامنئي المشروع الإيراني الذي قداسته تمر بسوريا وتقتل الأطفال بحصارهم وتجويعهم وتؤجج الصراع المذهبي لتحقيق مشروعهم؟
وهذا أحد الأسباب المهمة أيضاً التي تٌبعدنا عن استقلالية القرار الوطني المحلي وهذا أحد الأسباب الذي يبقينِ من سُقاطة الشعوب في شرقنا وفي وطننا.
فكم نحتاج لحركات تحرر ثقافية ودينية وسياسية ولكل الذرائع والأصوات التي صنعتها الأنظمة الشمولية المستبدة لتستمر بطريقة حكمها ونفوذها.
فهذه مسيرة طويلة ويلزمنا شعوب وقادة تٌحب أوطانها وتمللك الحرية الحقيقة لتبني بها الفرد والمؤسسات والوطن. لنكون فاعلين في العالم وليس مفعول بهم؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (86) الاشتباه بكلمة سامحوني وملاحقة كتبة ادعو لي

mostafalidawiباتت كلمات “سامحوني” و”ادعو لي” أو “لا تنسوني من دعائكم” و “أستودعكم الله” أو “اذكروني بخير” وغير ذلك من الكلمات الوداعية تربك الإسرائيليين وتخيفهم، وتنبههم وتحذرهم، وتقلقهم مما هو آت، وتدفعهم للبحث والتقصي عن كاتبها أو قائلها، ومعرفة الكثير عنه وعن دوافع كلمته ومبرراتها وظروفها، إذ أنها بالنسبة لهم تعني الاستعداد للقيام بعملٍ ما، وتهيؤ كاتبها للشهادة، ورغبته في أن يترك من بعده بين محبيه أثراً حسناً وذكراً طيباً، إذ اعتاد الاستشهاديون جميعاً على قول مثل هذه الكلمات والإكثار منها، كتابةً أو تسجيلاً، وخاصةً على صفحات الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، حتى بات قائلها بالنسبة للمخابرات الإسرائيلية مشتبهاً به، أو أنه مشروع استشهادي، يهدد حياتهم، ويستهدف أمنهم.

لهذا أسست المخابرات الإسرائيلية وحدة السايبر، التي وصفها رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أنها أهم جهاز في كيانهم بعد السلاح الجوي، فهي وحدة الاستطلاع المبكر، والكشف الدائم، والتنبؤ الدقيق، التي تمكنهم من التعرف على النوايا ومحاسبة المتورطين بتهمة “استبطان نوايا إرهابية”، وقد تجند في هذا المشروع آلاف الإسرائيليين ممن يتقنون اللغة العربية والإنجليزية أيضاً، حيث يجوبون في الصفحات، ويبحرون عبر النت، ويدخلون إلى الحسابات الشخصية العربية، ويرصدون فيها المنشورات والحوارات بالتعاون مع شركاتٍ عملاقة قادرة على التصنيف والفرز وضبط الكلمات المشبوهة.

لم تعد هذه الكلمات تستفز المخابرات الإسرائيلية وتغضبهم، وتدفعهم إلى اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر وحسب، بل إنها صارت تزعج القضاة وتغضبهم، وباتت نفسها دليل اتهام وقرينة إدانة، وأصبح كاتبها أو من تنسب إليه وتثبت في حقه مجرماً يستحق العقاب، وهو ما أخذت به بالفعل محكمة عسكريةٌ إسرائيلية، عندما أدانت الطفلة الصغيرة ابنه الأربعة عشر ربيعاً تمارا أبو اللبن من جبل المكبر بالقدس، وأصدرت في حقها حكماً بالحبس لأنها كتبت على صفحتها على الفيسبوك “سامحوني”، ولم يشفع لها في المحكمة صغر سنها، ولا براءة روحها وصفاء نفسها، وبساطة كلماتها.

وقد أصبحت هذه الأحكام العسكرية سوابق قانونية يعتد بها القضاء ويأخذ بها القضاة الإسرائيليون، الذين أصدروا بالفعل أحكاماً بالسجن الفعلي لمدة تصل إلى إثني عشر شهراً، ضد متهمين بالتحريض على صفحات الفيس بوك، وضد آخرين كانوا يعدون لعمليات طعنٍ أو دهسٍ، أو يتواصلون مع جهاتٍ تسهل لهم القيام بمثل هذه العمليات، وبينت المحاكم العسكرية في حيثيات أحكامها أنها أحبطت نوايا مبيتة، وأفشلت خططاً معدة، وأن ما لديها من أدلةٍ وقرائن تعزز حكمها وتبرره، وقدمت النيابة العسكرية العامة لهيئة المحكمة حوارات “دردشات” قام بها أفراد إسرائيليون من “وحدة السايبر” مع المتهمين، وأن الحوارات تبين جديتهم وإصرارهم على القيام بأعمال تضر بأمن الكيان ومستوطنيه.

أما الأطفال الصغار وتلاميذ المدارس فإن أسباب اعتقالهم كثيرة، والأدلة الدامغة على “جرائمهم” عديدة، إذ لا يجد جنود الاحتلال الإسرائيلي صعوبةً في إيجاد مبرر اعتقالهم، أو سبب توقيفهم، وتقديمهم للمحاكمة العسكرية، وأحياناً ذرائع قتلهم وإطلاق النار عليهم، فحقائبهم المدرسية تحفل بكل القرائن وأدلة الاتهام، حيث يعمد جنود الاحتلال إلى إجبار التلاميذ على وضع حقائبهم على الأرض، بعيداً عنهم لدى الحاجز العسكري الذي يقفون أمامه، ثم يأمرونهم بإخراج ما في حقائبهم من كتب ودفاتر وأوراق وأقلام، وغير ذلك مما يحب تلاميذ المدارس الاحتفاظ به حقائبهم.

فإذا وجد الجنود في حقيبة طفلٍ رسالة تشبه الوصية أو تتوافق مع كلمات الوداع فإنهم يعتقلونه، وقد يوجعونه ضرباً إذا قرروا تركه، أما من كان يضع في حقيبته مسطرة حديدة، فإنهم سرعان ما يتهمونه بأنه يحمل أداةً حادةً تصلح للطعن، وقد أوقفوا تلاميذ آخرين كانوا أثناء لعبهم وقت فراغهم قد ذببوا أو سننوا مساطرهم، وجعلوها مسننةً أو تشبه السكين رغم أنها لا تؤذي ولا تجرح، حتى ولو كانت مكسورة بغير قصدٍ وبطريقةٍ غير منظمة، لكن جنود الاحتلال الإسرائيلي يتخذونها قرينةً مادية على أنها سكين، فيأخذونها والطفل إلى سياراتهم العسكرية، وينقلونه وغيره إلى سجونهم ومعتقلاتهم، أو إلى مراكز الشرطة للتحقيق معهم.

أما في داخل الأرض المحتلة عام 48، فإن أرباب العمل الإسرائيليون يشكون في كل عاملٍ يعمل عندهم، سواء كان من الضفة الغربية أو من الخط الأخضر، ويضعونه تحت المراقبة الشديدة، أما إذا تبين لهم أنه هاتفه يحوي رسائل أو رسوماتٍ أو شعاراتٍ أو أناشيد وأغاني تمجد الانتفاضة، وتؤيد عمليات المقاومة، أو فيه ما يدل على اعتزازهم بما يقومون به، فإنهم يبلغون الشرطة عنهم، أو ينكلون بهم ويوجعونهم ضرباً، وقد تبين أن العديد من أرباب العمل قاموا بطرد مستخدمين وعاملين لديهم، كونهم ينشرون على صفحاتهم على الفيس ما يؤيد الانتفاضة، أو يشاركون آخرين من الفلسطينيين بعض منشوراتهم أو يعلقون عليها تأييداً أو إعجاباً، حتى ولو كانت المنشورات دينية وتتعلق بالقدس والمسجد الأقصى وأمنية طبيعية غير مشبوهة للصلاة فيه.

لا نستخف بهذه المحاولات الإسرائيلية المحمومة في متابعة الفلسطينيين واستظهار نواياهم، والتعرف على مشاريعهم وخططهم من خلال كلماتهم وعبر حواراتهم وملصقاتهم وما ينشرون، وما يحملون في حقائبهم أو يحفظون في هواتفهم، فهم يعيشون حالة خوفٍ حقيقية، ويواجهون انتفاضةً قد تستمر، وقد تتسبب في تغيير نمط حياتهم وأسلوب عيشهم، وقد تجبرهم على الرحيل وتغيير أماكن إقامتهم، الأمر الذي يجعلهم يفكرون بكل السبل الممكنة لمحاربة الفلسطينيين ومعاقبتهم، ولو كان ذلك بالتسلل إلى نواياهم، ومحاسبتهم على أحلامهم وأمانيهم، ومعاقبتهم على أحاسيسهم ومشاعرهم، ومنعهم من الاستحسان والإشادة، والفرح والسعادة، طالما أن هذه المشاعر تؤجج الانتفاضة، وتسعر المقاومة، وتمنح المقاومين أملاً، وتدعو غير للاقتداء بهم والتأسي بعملهم وتقليدهم فيما يقومون به.

بيروت في 28/1/2016

Posted in فكر حر | Leave a comment